أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير أن الله سبحانه وتعالى أمر عبادة في كتابه الكريم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأمرهم بالجماعة والائتلاف ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وأمرهم أن يكونوا إخواناً متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال جل وعزّ : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ، أي تذهب دولتكم وهيبتكم وقوتكم.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلته في جامع الملك فيصل بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، اليوم الجمعة الموافق الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ بحضور أكثر من 200 ألف مصل تقريباً، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فضيلته لباكستان ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمتابعة من معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ .

رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني يستقبل إمام وخطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي يلتقي رئيس باكستان في زيارته الرسمية

واستهل فضيلته الخطبة بالحمد والثناء والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين في كتابه العظيم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأمرهم بالجماعة والائتلاف ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وأمرهم أن يكونوا إخواناً متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال جل وعزّ : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ، أي وتذهب دولتكم وهيبتكم وقوتكم.

وأضاف بقوله أيها المسلمون وإذا أججت الصراعات والنزاعات وظهرت الملاسنات والخصومات وعلت الصيحات والعداوات وكثرت الفرج واختلفت الكلمة وانصدع الصف وتنازع المسلمون  وكلّ يتغيظ على أخيه المسلم من شِدَّته وقع الشلل والفشل وانتشر الشر والفقر وتخلفت الأمة واتخذ أعداء الإسلام الذين قامت سياساتهم على الاستخفاف بحقوق المسلمين، واستباحة أموالهم واجتياح بلادهم وتدمير اقتصادهم، والاستيلاء على ثوراتهم، وإشاعة الفوضى في ديارهم.

وأكد فضيلته أن هذه الخلافات وسيلة لتحقيق مآربهم الخبيثة وقد قيل : لَوْلَا الوئام هلك الأنام وانظروا إلى بعض البلدان والأوطان كيف أضحت أحوالهم حين اختلفت كلمتهم وتعارضت أهواؤهم، وتشعبت آراؤهم وتباينت مذاهبهم وانتقضت عقدتهم، واضطرب حبلهم، وتصدعت عصاهم، واستحكم الشقاق بينهم، وأصبحوا لا تجمعهم جامعة ولا تمنعهم من الشر حكمة مانعة، فأضحى وطنهم خرابًا، وأمنهم سرابًا، وعيشهم عذابًا، وشعبهم أحزابا، لا يتحاورون إلا بالسلاح، ولا يتفاخرون إلا بإزهاق الأرواح، واعتبروا؛ فالسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره، والشقيُّ مَنْ وُعِظَ بنفسه، وأخبتُ الناسِ مَنْ سعى إلى تخريب بلده، وتقويض أمنه، وزعزعة سلمه، ومحاربة أهله ولن يجمع أمرَ الأمة وكلمتها جاهل أشعل نار الخلاف وأهاجها، ولا مُنفّر عن الدين بالغلظة والشدَّة، ولا مُتَفَتِّش يتعدى على الناس ويتعمَّد سبابهم، ولا عدو نفذ بين القلوب المتنافرة، والصفوف المتباعدة، ولا رجل يفتات على العلم، ويتَقَدَّمُ الفتوى بلا درايةٍ ولا رَويّة، ولا زائِعٌ تلبس بالبغي والفجور فاحذروا دعاة الضلال والإنحلال ودعاة الفساد والإلحاد ودعاة الفرقة والشقاق وعليكم بالحكمة والروية والاعتدال والوسطية.

كما أوصى فضيلته المصلين خلال الخطبة بالمرحمة موضحاً أنها فضيلة عظيمة وقربة جليلة، قال ربنا جل في علاه : ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ . 

وواصل يقول : فكن يا عبد الله رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تَسْتَبِد بخيرك، وارحم الجاهل بعلمك، والمحتاج بجاهك، والفقير بمالك والكبير باحترامك والصغير برأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، فَمَنْ كَثُرَت منه الشفقة على خَلْقه، والرحمة على عباده - رحمه الله برحمته، وأَدْخَلَه دار كرامته، ووقاه عذاب قبره فكن للخلق نفاعًا وللمحتاج مطواعا، ومُدَّ في الخير باعا وباعا.

وشدد فضيلته على كف الأذى، وأنه أفضل خصال الإسلام،فلا تؤذين مسلماً ولا تتهمه بالباطل ولا ترمه بالزور والبهتان ولا تحقره ولا تصغره ولا تعيره ولا تشتمه ولا تطعنه ولا تلعنه ولا تكفره ولا تبدعه ولا تفسقه ولا تنشر هفوته ولا تشع فضيحته ولا تسرقه ولا تسلبه ولا تنهبه ولا تخادعه ولا تطعن في عرضه

كما شدد فضيلته على أهمية حفظ حقوق الآدميين التي من أعظمها الدماء لشدة أمرها وجلالة شأنها وكثير خطرها وقد غلظ الله وعيد قاتل المؤمن عمداً فقال جل وعزّ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.

مما يذكر أن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي يواصل زيارته الرسمية التي أعدت برنامج وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة إلى جمهورية باكستان الشقيقة وسط اهتمام كبير من القيادات السياسية والإسلامية وحضور كبير لفعالياتها من الشارع الباكستاني، وتغطية إعلامية واسعة النطاق في مختلف وسائل الإعلام الباكستانية .

 

IMG-20240809-WA0036(1) IMG-20240809-WA0037 IMG-20240809-WA0039 IMG-20240809-WA0040

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العاصمة الباكستانية إسلام آباد إمام وخطیب المسجد النبوی

إقرأ أيضاً:

في حفل توقيع كتاب الجهاد” الأمريكي من كابول إلى اسطنبول” للسفير صبري: اليافعي يؤكد أهمية الكتاب في كشف الدور الأمريكي التخريبي للدول العربية والإسلامية

 

الثورة /خليل المعلمي

بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي نظمت الهيئة العامة للكتاب على رواق بيت الثقافة أمس حفل توقيع كتاب “الجهاد الأمريكي من كابول إلى اسطنبول” للمؤلف السفير عبد الله علي صبري.
وفي الاحتفالية أكد الدكتور علي قاسم اليافعي وزير الثقافة والسياحة أهمية الكتاب في كشف المؤامرات الأمريكية في تمزيق الدول العربية والإسلامية كما حدث في أفغانستان والعراق والسودان وسوريا وغيرها من الدول، مع استمرارها في دعم الكيان الإسرائيلي في عدوانه وارتكابه لمجازر الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأشار إلى أن مصطلح الجهاد من أخطر المصطلحات التي استخدمته أمريكا في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي وفي إشعال الفتن داخل البلاد العربية والإسلامية خلال العقود السابقة، مثمنا الجهود التي بذلها السفير صبري في إنجاز هذا الكتاب الذي يعد رافداً مهماً للمكتبة اليمنية والعربية.
من جانبه أوضح الأديب عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب إلى أننا بحاجة إلى قراءة الواقع السياسي والثقافي خلال المرحلة الراهنة من خلال الإصدارات المختلفة ومنها هذا الكتاب.
وثمن مراد جهود الكاتب السفير صبري واستشعاره المسؤولية الوطنية تجاه قضايا أمته اليمنية والعربية والإسلامية.
وقدم كل من أنس القاضي وعبدالعزيز أبو طالب ومحمد العابد قراءات في مضامين الكتاب واعتبروه إضافة إلى إسهاماته وإبداعاته السابقة في الكتابة والتأليف، فالعنوان يفتح شهية القارئ للاطلاع عليه حيث يشير إلى فترة زمنية من التسعينيات إلى ما بعد 2011م، ويعبر عن حدود جغرافية تمتد من كابول إلى اسطنبول.
وأشاروا إلى أن الكاتب استطاع أن يوظف الجهاد والمقاتلين العرب تحت يافطات إسلامية وعربية ولكنها في النهاية تصب في صميم المصالح الغربية والأمريكية، فالكتاب من خلال فصوله الأربعة له طابع سياسي وتاريخي وفكري، بحيث سلط الضوء على ظاهرة الجهاد في سوريا وعلى التجربة الأفغانية وما لحق بهما من خراب ودمار .
وأوضحوا أن الكتاب قد ناقش مصطلح الجهاد وهو مصطلح قرآني وتم تشويهه بقصد ليصبح العرب والمسلمون في نظر الغرب جماعات إرهابية تريد تدمير الحضارة الغربية، متطرقين إلى الإشكالية المركزية التي وضعها المؤلف في الكتاب وهي كيف استطاعت الإمبريالية الأمريكية توظيف الطاقات العربية والإسلامية تجاه المعسكر الشرقي ليصب في مصلحتها، وليس في مصلحة مجتمعاتهم وشعوبهم؟.
وفي نهاية الاحتفالية ثمن الكاتب والسفير عبدالله علي صبري جهود وزارة الثقافة والسياحة والهيئة العامة للكتاب في رعايتها واحتفائها بالكتّاب والمبدعين في شتى المجالات، ومن ثم قام بتوقيع كتابه واهدى النسختين الأولى والثانية منه لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي ولوزير الثقافة والسياحة الدكتور علي قاسم اليافعي.
حضر الاحتفالية التي قدمها الأديب جميل مفرح جمع من المهتمين ورجال الفكر والأدب والسياسة والإعلام.

تصوير/ فؤاد الحرازي

مقالات مشابهة

  • في حفل توقيع كتاب الجهاد” الأمريكي من كابول إلى اسطنبول” للسفير صبري: اليافعي يؤكد أهمية الكتاب في كشف الدور الأمريكي التخريبي للدول العربية والإسلامية
  • عاجل - الرئيس السيسي يؤكد أهمية احترام سيادة السودان ومؤسساته الوطنية
  • التأكيد على أهمية الارتباط بالنهج النبوي لمواجهة طغاة العصر
  • السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق
  • محافظ المنيا يؤكد أهمية المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء: تحسن حياة المواطنين
  • أهمية تعزيز الأخلاق الإسلامية في ذكرى المولد النبوي الشريف
  • زعيم كوريا الشمالية يؤكد أهمية تعزيز القوة البحرية لبلاده
  • حزب الله: نفذنا هجوماً بمسيرات انقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 في إيليت
  • "إصابة الهدف بدقة".. "حزب الله" يستهدف قيادة الفرقة 91 الإسرائيلية بسرب من المسيّرات
  • وزير الاستثمار يؤكد أهمية التمسك بالرؤى الجديدة في العمل العربي المشترك