أخبارنا المغربية ـــ ع. أبو الفتوح

ضمن الملاكم الإسباني من أصل مغربي، أيوب غدفة دريسي العيساوي، أمس الأربعاء، الميدالية الذهبية أو الفضية في أولمبياد باريس 2024، بعد تأهله لنهائي الوزن الثقيل (+92 كلغ)، عقب فوزه على الفرنسي دجاميلي ديني أبودو بنتيجة 5-0.

يُعدّ أيوب من أبرز الملاكمين الإسبان في الفترة الراهنة، حيث أحرز الميدالية الفضية في البطولة الأوروبية عام 2022، تلتها الميدالية البرونزية في بطولة العالم عام 2023.

وفي خطوة لافتة، توج مؤخرًا ببطولة أوروبا، ليضيف إلى سجله إنجازًا جديدًا.

نشأته ومعاناته من العنصرية

وُلد أيوب في مدينة ماربيا عام 1998 لأبوين مغربيين، وترعرع في مدينة مالقا، حيث واجه منذ صغره مظاهر التنمر والعنصرية بسبب أصوله ومظهره الجسدي. هذه المضايقات والتجارب الصعبة دفعته إلى البحث عن وسيلة للدفاع عن نفسه، فبدأ يتعلم الكيك بوكسينغ وهو في سن العاشرة، بناءً على نصيحة والده.

دخول عالم الملاكمة

مع بلوغه الثامنة عشرة، انتقل أيوب إلى مدريد لمتابعة دراسته الجامعية، حيث انضم إلى صالة الألعاب الرياضية تحت إشراف المدرب خوسيه فالنسيانو، الذي سرعان ما لاحظ إمكانياته وحثه على ممارسة رياضة الملاكمة.

وفي سن 19 عامًا، بدأ أيوب في لفت الأنظار بانتصاراته المتتالية على حلبة الملاكمة، مما دفع المدرب الإسباني رافا لوزانو، الحائز على ميداليتين أولمبيتين، إلى ضمه إلى المنتخب الوطني الإسباني للملاكمة عندما كان في العشرين من عمره.

منذ تلك اللحظة، لم يتوقف أيوب، صاحب البنية الجسدية القوية والطول الفارع (1.98 مترًا)، عن تحقيق الإنجازات سواء على الصعيد الأوروبي أو العالمي.

ودخل أيوب أمس الأربعاء تاريخ الملاكمة الإسبانية من أوسع أبوابه، بعد أن تأهل إلى نهائي المنافسات الأولمبية، ليصبح بذلك أحد أبرز الأسماء من أبناء المهاجرين المغاربة الذين يحققون الانتصارات والبطولات لإسبانيا، على غرار موهبة إسبانيا لامين جمال في كأس أمم أوروبا.

ويلاقي غدفة، في النهائي، المبرمج مساء السبت المقبل، الأوزبكي بوخادير جالولوف المصنف الرابع عالميا، من أجل المنافسة على الذهب الأولمبي.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟

كان العام 1850 حين تمكن إسحاق سنجر من تطوير آلة خياطة عُرفت لاحقا باسمه «سنجر»، آنذاك كان الثوب يستغرق 20 يوما على يد الخيّاط العادي وبعد الماكينة بات يستغرق يومين فقط، حينها أيضا كان أول من اعترض على هذا الاختراع هم الخيّاطون أنفسهم لأنهم ظنّوا أنّ الآلة ستحل محلهم ويندثروا، لكن ما حدث أن الإنتاج هو ما زاد وباتت الماكينات في حاجة إلى أيدٍ عاملة أكثر، خاصة وقت الحرب العالمية الأولى التي بيع خلالها مليون ماكينة سنجر، وهكذا بدلا من الاندثار زاد الطلب على الخياطين لدرجة أصبح لها معاهد وأكاديميات في بلاد أوروبا.

هذا النموذج يعد الأوضح لعلاقة الإنسان بالآلة في عصر الثورة الصناعية التي ظهرت أواخر القرن الثامن عشر وازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر، فبدلا من الخوف من اندثار المهن ومصدر الرزق كانت الآلات هي ما وفرت فرص عمل للملايين، صحيح أنّ مقابل ذلك هناك مهن اندثرت لكن أي مقارنة ستصب في صالح الآلة التي حسّنت من حياة الإنسان خلال قرون.

نفس التحدي تعيشه البشرية في السنوات الأخيرة، لكن تلك المرة مع الذكاء الاصطناعي الذي بات يحل محل الإنسان في العديد من المهن، وكالعادة تكررت المخاوف من فقدان الناس لمهنهم ومصدر رزقهم مقابل تلك الأجهزة، وكانت الإجابة أنّ ذلك لن يحدث كما علمنا التاريخ وأنّ الذكاء الاصطناعي قادر على خلق فرص عمل تعوض اندثار مهن أخرى، لكن تلك الإجابة لم تعد تصلح لأن الذكاء الاصطناعي ليس كالآلات والثورة الصناعية، هو ثورة من نوع آخر أشد وأشرس.

من يقول ذلك ليس مجرد خبير تكنولوجي أو عالم متمسك بتقاليد الحياة القديمة، بل هو البروفيسور جيفري هينتون، وقبل أن نوضح السبب الذي دفعه إلى قول ذلك منذ أيام، أوضح أولا أنّ «هينتون» هو عالم كمبيوتر بريطاني يبلغ من العمر 77 عاما ويُعرف بـ«عرّاب الذكاء الاصطناعي»، فبجانب حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء، فهو الرجل الذي اخترع في ثمانينيات القرن العشرين طريقة يمكنها العثور بشكل مستقل على خصائص في البيانات وتحديد عناصر محددة في الصور، وتلك الخطوات هي الأساس للذكاء الاصطناعي الحديث في العصر الحالي.

وإذا كنّا عرفنا هوية الشخص فالآن نعرف ما قاله، إذ أوضح أنّ الـ«AI» قد يقضي على الجنس البشرى خلال العقد المقبل، وقد توقع أن يحدث ذلك خلال ثلاثة عقود لكن تطورات الذكاء الاصطناعي وقفزاته أمر مدهش ومرعب في آن واحد، أما الفرق بينها وبين الثورة الصناعية أنّ في الثورة الصناعية كانت الآلات تتولى الأعمال الشاقة، بينما كان الإنسان هو من يملك زمام الأمور لأنه كان يفكر ويخطط وتتولى الآلات التنفيذ، وبالتالي ففضيلة الإنسان كانت التفكير.

أما الآن فنماذج الذكاء الاصطناعي تقترب من طريقة التفكير البشري، وبالتالي هي من ستتولى زمام الأمور إذا نجحت في الاستمرار، أي أنّ العلاقة ستصبح معكوسة، وبدلا من أن يصبح الروبوت في خدمة الإنسان، سيصبح الإنسان نفسه في خدمة الروبوت، وتلك مصيبة كما وصفها.

تحذيرات جيفرى هينتون لم تتوقف عند هذا الحد، بل أتبعها بأنّ الذكاء الاصطناعي سيتسبب في زيادات هائلة فى الإنتاجية، وهذا يفترض أن يكون مفيدا للمجتمع، لكن الحقيقة أن كل الفوائد ستذهب للأغنياء وبالتالى سيفقد كثير من الناس وظائفهم مقابل أن تغتني فئة قليلة، فالشركات الكبرى والأرباح لا ترحم، لذلك فالحل الوحيد فرض تنظيم حكومي أكثر صرامة على شركات الذكاء الاصطناعي لتضمن تنظيم عدالة ما، ولأن «هينتون» يشك في ذلك، فإنه لم يخجل من كشف أنّه يشعر أحيانا ببعض الندم لأنه قدم تلك التكنولوجيا في العالم، صحيح لو عاد به الزمن لفعل نفس الشيء، ولكن القلق من النتيجة لن يمنعه من الندم.

مقالات مشابهة

  • أشرف بن شرقي سادس مغربي يرتدي قميص الأهلي
  • شاعر مغربي من معرض الكتاب: نحن مدينون لمصر ثقافيًا
  • دمياط تحصد 4 ميداليات في بطولة الملاكمة
  • أيوب: لا يمكننا القبول بتنازلات تؤدي إلى تحديد فريق الحقائب والأسماء
  • الملاكمة فى مركز شباب المعمورة
  • محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟
  • العراق يحصل على الميدالية الذهبية ببطولة المجموعة السابعة للقدرة في أبو ظبي (صور)
  • “أخضر المبارزة” يختتم مشاركته بالبطولة العربية بالبحرين متصدرًا ترتيب المنتخبات بـ60 ميدالية متنوعة
  • هدف أيوب عبدي في مرمى إيطاليا الأفضل في “مونديال” كرة اليد
  • المبارزة السعودية الأولى عربيا بـ60 ميدالية