عربي21:
2025-04-02@18:50:40 GMT

الحرب النفسية ومعضلة افتقار الاحتلال للقيادة

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن الاختصاصية النفسية، عنات سركيس، التي أشرفت على بحث نفسي أجري في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب وينشر خلال الأيام القليلة المقبلة، قولها إن المجتمع اليهودي في الكيان الإسرائيلي لا يزال يعاني من الصدمة النفسية الشديدة التي ضربته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويصعب عليه التفكير بمنطق سليم، بل يصعب عليه أن يفكر، مضيفة بأنه وعلى الرغم من مرور 10 شهور، لم يعرف بعد كيف يستوعب الصدمة؛ ولذلك يصعب عليه أن يجابهها.



الصدمة بحسب البحث الاستطلاعي، لم تختف طوال الأشهر العشرة الفائتة، والأهم أنها تتجدد بفعل الانتظار والترقب للضربة العسكرية من محور المقاومة، الأمر الذي دفع العديد من المستوطنين وعلى رأسهم رئيسا المجمع الاستيطاني في مدينة نهاريا وحيفا المحتلة عام 48 لدعوة جيش الاحتلال توجيه ضربة استباقية للبنان وإيران؛ تنهي معاناة الترقب التي أوهنت أعصاب المستوطنين وأغرقتهم في الخوف والركود الاقتصادي.

الصدمة والترقب انتقل تأثيرهما من القيادات العسكرية التي ناقشت إمكانية توجيه ضربات استباقية، ليقابلها نتنياهو بدعوة المستوطنين من داخل قاعدة تل هاشومير في فلسطين المحتلة، الأربعاء، للتحلي بالصبر، في رسالة مزدوجة للعسكر ومواطنيهم المستوطنين على أرض فلسطين، صبر يتوقع أن يطول، فنتنياهو جزء من المشكلة لا الحل كونه يريد إطالة الحرب وتوسعتها، الصدمة والترقب انتقل تأثيرها من القيادات العسكرية التي ناقشت إمكانية توجيه ضربات استباقية، ليقابلها نتنياهو بدعوة المستوطنين من داخل قاعدة تل هاشومير في فلسطين المحتلة، الأربعاء، للتحلي بالصبر، في رسالة مزدوجة للعسكر ومواطنيهم المستوطنينوالأسوأ أنه لا يملك المعلومات الوافية عن موعد الضربة وطبيعتها وحجمها كما هو حاله في السابع من أكتوبر، فهل يثق المستوطنون بنتياهو وقيادته للحرب لتكرار خطأ الثقة الذي سبق واقترفه قبل عشرة أشهر من الآن!

الجواب لن يتأخر، فالدراسة أجابت بالقول: إن ثقة المستوطنين بقيادتهم السياسية والعسكرية تراجعت في مقابل غياب البدائل التي يرجح أن محاولات تعويضها تتم عبر الزيارات المتكررة لقيادات عسكرية أمريكية، على رأسها الجنرال الأمريكي سيئ السمعة مايكل كوريلا، قائد المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي الذي تجاوز التحفظات في الظهور العلني المتكرر مع قيادات عسكرية وسياسية إسرائيلية، في محاولة لبث الطمأنينة في صفوف المستوطنيين والجنود الذين استشعروا ضعف وهزال القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وتداعيات قراراتها الكارثية.

المجمع الاستيطاني في فلسطين المحتلة يعاني من فقر في القيادات ذات الكاريزما المؤثرة المبادرة والمقنعة، ورغم محاولات نتنياهو تعويضها بمقارنة نفسه برئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في الحرب العالمية الثانية، إلا أن ذلك لم ينجح بحسب ما كشفته مواقف المستطلعين من جمهور المستوطنيين، فالترميز لا يأتي من القادة أنفسهم لذواتهم بل من جمهورهم، وهذا ما عكسه موقف الجمهور الإسرائيلي من قادته الحاليين. فالشهيد إسماعيل هنية لم يدع يوما أنه أبو بكر أو عمر أو علي أو القسام أو عبد القادر الحسيني، كما لم يدع يحيى السنوار يوما أنه خالد بن الوليد أو صلاح الدين، بل تركا الأمر لجمهورهما.

صعوبة واضحة يواجهها الاحتلال في إنتاج نخب وقادة ورموز من رحم الحرب العدوانية على قطاع غزة، كما حدث في لحظة أرئيل شارون، صاحب ثغرة "الدفرسوار" التي طوقت الجيش المصري وحاصرته في حرب رمضان عام 1973، الأمر الذي فاقم أزمة الثقة بالذات وزاد الاعتماد على الولايات المتحدة، صدمة السابع من أكتوبر والافتقار للقيادات الكارزمية الجامعة لدى الجانب الإسرائيلي، واتساع نطاق الحرب وانعدام اليقين، محركات قوية للتحليل النفسي للمجتمع الصهيوني الاستيطانيوهو ما عبر عنه الجنرال المتقاعد يتسحاق بريك بالتحذير غير المباشر من الإفراط في لاعتماد على الولايات المتحدة، وذلك في مقالته على موقع القناة 12 الخميس، تحت عنوان "إسرائيل تندفع إلى حرب إقليمية تعتمد فيها بشكل كامل على الولايات المتحدة".

افتقار الكيان للقادة قابله وفرة لدى الطرف الفلسطيني والعربي والإسلامي على نحو غير مسبوق، فالحرب أنتجت العديد من الرموز على الجانب الفلسطيني واللبناني واليمني، في حين أنتجت العديد من خيبات الأمل على الجانب الإسرائيلي، آخرها كان إيتمار بن غفير الذي تراجعت مكانته والثقة في قدراته إلى حد وصفة بالشخص الصبياني وغير الناضج،بحسب دراسة معهد الأمن القومي (INSS) النفسية.

ختاما.. التحلل النفسي الإسرائيلي انتهى باللجوء للعقاقير والأدوية والهجرة ومزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة وجنرالاتها، فصدمة السابع من أكتوبر والافتقار للقيادات الكارزمية الجامعة لدى الجانب الإسرائيلي، واتساع نطاق الحرب وانعدام اليقين، محركات قوية للتحليل النفسي للمجتمع الصهيوني الاستيطاني لم تختف، إذ لا تزال تعمل بكفاءة وقوة وبتواصل على مدى عشرة أشهر، ما سيقود بدوره إلى إضعاف مناعة المجتمع الاستيطاني في الكيان المحتل مفاقما أزمته الداخلية أمام التحديات المتعاظمة المقبلة والمزمنة.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي المقاومة المستوطنين غزة إسرائيل غزة المقاومة المستوطنين التحليل النفسي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "عاصمة السودان أُفرغت من مضمونها وجُرّدت أجزاء منها، ودُهس شعبها تحت وطأة صراع لم ينتهِ بعد"، موضحة: "قبل عشرة أيام، وفي نقطة تحوّل رئيسية في حرب دامت قرابة عامين، استعاد الجيش السوداني العاصمة من جماعة "قوات الدعم السريع" التي استولت عليها عام 2023". 

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "ما نعرفه حتى الآن يرسم صورة لمدينة مزّقتها فظائع لا تُصدق؛ حيث أدّت الحرب لانزلاق السودان نحو أكبر كارثة إنسانية في العالم، متسببة في إبادة جماعية في غرب البلاد، ومجاعة هناك وفي مناطق أخرى".

وأضاف: "خاضت قوات الدعم السريع -التي تشكّلت رسميا ووُسّع نطاقها من بقايا الجنجويد- والجيش السوداني، الحليفان السابقان في السلطة، الحرب عندما انهارت شراكتهما. وكان الضحايا هم الشعب السوداني، الذي دُهست حياته تحت وطأة الحرب".

"إن مركزية الخرطوم في الحرب، سواء من حيث ازدهارها أو ما تمثله لقوات الدعم السريع كمقر للسلطة، قد جعلت المدينة عرضة لحملة انتقامية شديدة: فقد استولت قوات الدعم السريع عليها، ثم شرعت في نهبها وترويع سكانها لا حكم المدينة، بل جردت المدينة من ممتلكاتها" وفقا للمقال نفسه.

وأكّد: "يشعر أولئك الذين يغادرون منازلهم مترددين لاستقبال جنود القوات المسلحة السودانية بالجوع والعطش والمرض والخوف. يروون حصارا من السرقة والقتل، بينما أطلقت ميليشيا قوات الدعم السريع النار على من قاوموا مطالبهم. وخوفا من حمل قتلاهم إلى المقابر، دفن الناس قتلاهم في قبور ضحلة في شوارعهم وساحاتهم الخلفية. وفي أماكن أخرى، تُركت الجثث لتتحلل حيث سقطت". 

وأبرز: "وردت تقارير عن انتشار العنف الجنسي ضد السكان المدنيين منذ الأيام الأولى للحرب. ويُعد عدم وجود تقدير موثوق لعدد القتلى مؤشرا على الحصار الشامل الذي كانت الخرطوم تعاني منه".

واسترسل: "في مناطق المدينة التي شهدت أشدّ المعارك، فرّ المدنيون، تاركين وراءهم مدينة أشباح. المشاهد مُروّعة. إذ تحوّلت مباني الخرطوم ومعالمها البارزة لهياكل محترقة، واكتست شوارعها بالأعشاب والنباتات. في تجسيد صارخ لقطع شريان الحياة في البلاد، احترق المطار، الذي كان يعمل حتى الساعات الأولى من الحرب، وكانت الرحلات تستعد للإقلاع، حتى تحول إلى هيكل أسود. ولا تزال بقايا الطائرات التي أوقفتها الحرب على المدرج".


ووفقا للتقرير نفسه، فإنّ "الدمار السريع لمطار الخرطوم، يُظهر السمة الأبرز لهذه الحرب -كم كانت مُتسرّعة-. كيف انسلخت السودان من حالتها الطبيعية بسرعة وغرقت في حرب لم تتصاعد بمرور الوقت، بل انفجرت بين عشية وضحاها"، مردفا: "حمل الملايين كل ما استطاعوا من ممتلكاتهم وفرّوا مع تقدم قوات الدعم السريع. وتم نهب ما تركوه وراءهم سريعا".

وأضاف: "ما حدث في الخرطوم هو أكبر عملية نهب لمدينة أفريقية، إن لم تكن لأي عاصمة، في التاريخ الحديث. من التراث الثقافي للبلاد إلى ممتلكات شعبها، لم ينجُ شيء. أُفرغ المتحف الوطني السوداني، الذي يضم قطعا أثرية ثمينة من الحضارتين النوبية والفرعونية. دُمّر ما لم يكن بالإمكان نقله".

"نُهبت المنازل والمحلات التجارية، وسُرق كل شيء من الأثاث إلى المتعلقات الشخصية. حتى الأسلاك الكهربائية لم تسلم: نُبشت وجُرّدت لبيعها. وتُظهر صور من المدينة بقايا سيارات، جميعها بعد إزالة عجلاتها ومحركاتها" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

ومضى بالقول إنّ: "حجم السطو والدمار الذي يظهر جليا يُشير إلى نهاية حصار الخرطوم، كلحظة مُبهجة وحزينة في آن واحد. إن التحرّر من آلام الاحتلال الوحشي هو مدعاة للارتياح والاحتفال، لكن حجم الخسائر، وما يتطلبه إعادة البناء، هائل ويمتد لأسس القدرات المادية والإدارية للمدينة".

وتابع: "هناك مسألة بناء الأمة وإنهاء الحرب في جميع أنحاء البلاد. لقد تفكك السودان عسكريا، واحتشد الشعب خلف القوات المسلحة السودانية لاستعادة وحدة أراضي البلاد وتخليصها من قوات الدعم السريع. لكن مسألة إخراج جميع الهيئات العسكرية من الحكم، وهو مطلب أحبطته شراكة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بعد ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير".

وأبرز: "أصبحت معلقة في هذه العملية، ما دفع السودان أكثر نحو الحكم العسكري وتوحيده تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. وتمّ استقطاب الوكلاء والمرتزقة وموردي الأسلحة، وأبرزهم الإمارات، التي دعمت قوات الدعم السريع. لقد أطالت هذه الجهات الفاعلة عمر الحرب وغرقت في الكثير من التكاليف في الصراع لدرجة أن مشاركتها ستجعل على الأرجح الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة السودانية غير حاسمة على المدى القصير".

وأكّد: "لقد تخلى المجتمع الدولي عن السودان تقريبا لمصيره، مع مئات الملايين من الدولارات من المساعدات التي تعهدت بها والتي لم تتحقق أبدا وتفاعلا سياسيا بائسا"، مردفا: "انتقلت ميليشيا قوات الدعم السريع الآن لمعقل في غرب البلاد، حيث تسيطر على كل مدينة رئيسية تقريبا".


وختم التقرير بالقول: "بلغ حجم العنف هناك ضد الجماعات العرقية والقبائل غير المتحالفة مع قوات الدعم السريع حد التطهير العرقي والقتل الجماعي الذي يُعيد إلى الأذهان إبادة الألفية الثانية، وتتحمّل القوات المسلحة السودانية، بقصفها المميت، مسؤولية سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولها نصيبها من الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

واستطرد: "ما انتهى في الخرطوم وشرق السودان لا يزال مستعرا، وبشدة أكبر، في أماكن أخرى. ربما تكون قوات الدعم السريع قد فقدت جوهرة تاجها، لكن الحرب لم تنتهِ بعد".

إلى ذلك، أكّد: "في غضون ذلك، فإن القدرة على إحصاء الخسائر، بدلا من معايشتها فعليا، هو أفضل ما يمكن أن نتمناه. وما هذه الخسائر، ليس فقط لسكانها، وليس للسودان فحسب، بل لعالم فقد مدينة جميلة وتاريخية وعريقة. لقد تمزقت الخرطوم وتناثرت أجزاؤها في جميع أنحاء السودان. ما تبقى منها يسكن في قلوب أهلها".

مقالات مشابهة

  • مناوي يكشف عن رؤيته للقوات التي تقاتل مع الجيش بعد انتهاء الحرب
  • بن غفير يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى
  • بن جفير وعشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • شهيد في نابلس ومئات المستوطنين يهاجمون بلدة دوما بالضفة الغربية
  • إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات المستوطنين شمال الضفة الغربية
  • من هو حسن علي بدير الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت؟
  • 1000 شهيد منذ استئناف الحرب.. والجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غزة
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • الأحزاب المصرية تشيد بالموقف الشعبي الداعم للقيادة السياسية والرافض لتهجير الفلسطينيين
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية