تفاصيل اللقاء المقبل من نهضة العذراء بالخارجة
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
يترأس القس توما القمس ويصا، اليوم الجمعة، فعاليات الثالثة من برنامج النهضة الروحية بمناسبة صوم"أم النور" تحت عنوان "اغلب الشر بالخير"، بمقر كنيسة السيدة العذراء بالخارجة التابعة لمطرانية الاقباط الارثوذكس في الوادي الجديد، ذلك في تمام الساعة السادسة مساءً.
يتخلل اللقاء فقرات روحية متنوعة متمثلة في العشية، ورفع البخور ثم الدورة وهى عبارة عن مجموعات من الكنيسة تحمل أيقونة السيدة العذراء تجوب بها في أرجاء الكنيسة، قم تقديم بعض الألحان لفريق كورال “الحمامة الحسنة قلب فرحان ”، وختامًا العظة.
وياتي لقاء النهضة الروحية تحت رعاية وصلوات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وشريكة في الخدمة الرسولية الانبا أرسانيوس أسقف إيبارشية الوادي الجديد وتوابعها.
معلومات عن صوم العذراءاستهلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأربعاء الماضي الموافق الأول من شهر مسرى الجاري بحسب التقويم القبطى، أولى أيام صوم العذراء مريم ويستغرق 15 يومًا، ويتخلل طوال هذه المدة اقامة فعاليات برامج النهضة الروحية التي تشهد تنظيم القداسات والعشيات والترانيم والعظات ، بالإضافة إلى صلاة التذبحة "في الكنيسة الكاثوليكية" أو التمجيد البتول أم النور.
العذراء مريم
يرجع صوم العذراء مريم إلى عصر الرسل الاوائل لذا يعد من الأصوام المقدسة وهو من أصوام الدرجة الثانية بإعتباره مرتبط بـ"أم النور" المحبوبة للجميع ومكرمه في جميع الأديان السماوية، ويمتنع الأقباط خلال هذا الصوم عن تناول اللحوم والبيض والألبان، ولكن يُسمح بتناول السمك خلال صوم العذراء ويكتفي بالمأكولات البسيطة فى صورة من صور الزهد والتقشف، وكغيرها من المناسبات التي تحتل مكلنة كبيرة وبالتالي يكون لها طقوس خاصة تتفرد بها فهناك اطعمة تتعلق بهذا الصوم ومنهم طعام الملوخية الناشفة وتعرف بـ"الشلولو" وهى أكله تعود للعصور الفرعونية ولكنها ارتبطت بفترة صوم العذراء.
تاريخ صوم العذراءكثيرًا ما تناولت المراجع المسيحية رحلة العائلة المقدسة في مصر من مختلف الجوانب الحياتية التي مرت بها العذراء وصغيرها السيد المسيحح، ووجد الباحثون بعض الأطعمة المتعلقة بفترة مكوثهم في محطات هذه الرحلة، وكانت من بينهم وجبه "الشلولو" التي تعود شهرتها منذ هذا التاريخ، وحددت المراجع بعض التفاصيل منها أن هناك أشخاصًا من سكان المناطق التي انتقلت إليها طول مدة وجودها في أرض الكنانة كانوا يعطونها "الملوخية الناشفة" ويتم إعدادها بالماء المثلج والثوم والليمون والملح، وأصبحت فيما بعد من عادات السيدات القبطيات أن تهدي كل منهن هذا الطبق لبعضهمن وخاصة في الصعيد.
يعتبر صوم السيدة العذراء من أحب الأصوام إلى قلوب جميع المسيحيين بمختلف الطوائف بل هناك طوائف قد أطلقت على أغسطسط الشهرالمريمي تخصيص هذه الفترة للعذراء فضلًا حدوث المعجزات والظهورات الكثيرة لـ"أم النور"، وعلى الرغم أنه خمسة عشر يوماً يُنذر الكثير أسبوع صيام قبله ليصبح 21 يوماً، ويجوز فيه أكل السمك، لكن هناك من يمتنع عنه تكريماً للعذراء وزهداً.
تباين وتشابهه بين الطوائف المسيحيةتتشابه كنيسة الروم الأرثوذكس، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية في مدة صوم العذراء لكن الأخيرة قد سبقتهم في بدء تلك الفترة المقدسة واستهلت الخميس الماضي، وتبلغ مدة الصوم عند"السريان والأرمن الأرثوذكس" 5 أيام فقط، ويصوم أتباع الروم الكاثوليك أيام الجمعة المنحصرة في الفتر من 1 أغسطس حتى 14 من الشهر ذاته، أما عن "الكلدان الكاثوليك" فيكون يوماً واحداً فقط.
"صوم العذراء" في كتب التاريخ المسيحيمر فترة صوم السيدة العذراء بمراحل مختلفة عبر التاريخ ووفق ماحفظه كتاب حفظ التراث القبطي والمدون في موقع دير الأانبا بيشوي بوادي النطرون، أنه صوم العذراء ارتبط بأحد الأعياد المقدسة الهامة بمناسبة ذكرى صعود جسدها إلى السماء في تاريخ 16 مسرى، عى الرلغم أن هذا العيد كان سابقًا للصوم بزمن طويل ثم ألحق بها صوم العذراء بعده بقرون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برنامج النهضة الروحية أم النور السیدة العذراء صوم العذراء أم النور
إقرأ أيضاً:
كريم خالد عبد العزيز يكتب: الفانوس المصري.. نور يضيء القلوب قبل الشوارع
لكل بلد تقليد شعبي موروث يميز هذا البلد ويعبر عن هويته.. في مصر، يُعتبر الفانوس أحد أهم التقاليد الشعبية الدينية الموروثة من زمن الفاطميين.. يُعد رمزًا للهداية وإنارة طريق الخير والصلاح في شهر رمضان المبارك، كما يُستخدم أيضًا كزينة للتعبير عن الفرح، سواء في رمضان أو في عيد الفطر المبارك، احتفالًا بنهاية شهر الصوم.
للفانوس رمز عميق أكثر من كونه أداة زينة تعبر عن الفرح والاحتفال.. فهو يُمثل القلب الذي يحتوي على نور الإيمان والتقوى، والذي يضيء بنور الحب والرحمة بين الناس.. من المهم أن نجعل من قلوبنا فوانيس مضيئة طوال العام، لا فقط في رمضان أو في أوقات الصوم.. كما ينبغي أن نتعلم من الفانوس كيف نضيء حياتنا ونضيء حياة الآخرين بنور الخير والحب والرحمة.. علينا أن نُهيّئ قلوبنا لتكون مصدر إلهام ونور، لتحسين حياتنا وإصلاحها وكذلك حياة الآخرين ممن نحب.. أن نكون أشخاصًا محبين ورحيمين ولينين ورفقاء، وأن نستخدم حياتنا لإنارة طريق الخير والصلاح للآخرين، هو منتهى الحب والإيمان.
لا يقتصر دور الفانوس على كونه زينة تُعلق في الشوارع والبيوت، بل يحمل رسالة أعمق لمن يفكر ويتأمل، وتظهر هذه الرسالة في حياتنا اليومية.. فكما ينير الفانوس ظلام الليل، يجب أن نكون نحن أيضًا نورًا لمن حولنا، بالكلمة الطيبة، والابتسامة التي تُعد صدقة، والمعاملة الحسنة، ونشر السعادة بين الناس.. النور الذي ينبعث من الفانوس يشبه النور الذي ينبعث من القلوب الطيبة، القلوب التي تُحسن الظن بالله وبالآخرين، وتتفاءل بالحياة، وتسعى للخير، وتنشر الأمل والحب بين البشر.
في حياتنا، نواجه الكثير من العتمة التي تظهر على شكل صعوبات وتحديات وطاقات سلبية مزعجة، يجب أن نبددها بالنور الذي بداخلنا ونسعى لإنارة حياتنا من كل ظلمة.. كما تشبه الفوانيس قلوبنا، ونورها يشبه إيماننا وإلهامنا، فإن زيتها يشبه الذكر والعمل الصالح الذي يجدد هذا النور في داخلنا ويمنحه الاستمرارية.. فبدون الزيت، ينطفئ الفانوس، وبدون الذكر والخير والحب والعمل الصالح، يخفت نور الإيمان في قلوبنا.
ستظل مصر دائما البلد الملهم دائما، وستظل منارة للعلم والثقافة.. في كل رمضان عندما تزين الفوانيس شوارع مصر وأزقتها فإنها لا تضيء المكان فقط بل القلوب أيضا.. لتذكر هذا الشعب الطيب والأصيل أن يصنع من قلبه فانوس ليضيء به حياته وحياة الآخرين طوال العام.. تحيا مصر.