لقد عرفت الرئيس الراحل بن يوسف بن خدة (الرئيس الثاني للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية) عن بعد أثناء الثورة المسلحة التي كنت جنديا في صفوف حيشها للتحرير قبل أن أتعرف عليه شخصيا بمناسبة صدور كتابه (جذور أول نوفمبر 1954) في أواخر الثمانينيات والذي كان قد ألفه أثناء وضعه تحت الإقامة الجبربة في منتصف السبعينيات من ظرف الرئيس هواري بومدين.

.!!! .

وقد طلب مني مساعدته في ترجمته من الفرنسية إلى اللغة العربية، وأخذ رأيي فيما يخص بعض الموضوعات "الحسّاسة" التي تناولها فيه وقتها، "كالحركة البربرية" التي كانت تطل بقرون فتنتها من وراء البحار، ومن رماد السنين العائدة إلى أواخر الأربعينيات،.والتي كان قد عاش كل تفاصيلها كأحد قادة حزب الشعب الجزائري الذي فجر الثورة المسلحة لاحقا تحت اسم جبهة التحرير الوطني كما هو معلوم!!


     الرئيس الجزائري الراحل بن خدة بن يوسف يتحدث إلى الكاتب والمؤرخ أحمد بن نعمان

وأذكر للتاريخ أننا قضينا الساعات الطوال في منزلي حينا، وفي منزله أحيانا كثيرة، وبحضور ابنه الدكتور سليم وأحيانا صديقه المرحوم عبد الرحمان كيوان.. وأشهد أنه كان يخجلني بتواضعه الجمّ وبموهبته الفذّة في حسن الاستماع التي كان يتمتع بها دون العديد ممن أعرف من خلق الله.

إن تلك الروح الوطنية العالية التي كان يتحلى بها هذا المجاهد القائد وكذلك المبادئ "النوفمبرية" السامية التي تمسك بها وحافظ عليها وفاوض العدو من أجلها وفرض عليه التوقيع على صحتها مع الاعتراف باستقلال الجزائر عشية ظهور نتائج الاستفتاء على تقرير المصير والاستقلال الذي اعترفت به فرنسا رسميا في أمسية ذلك اليوم المشهود.

تلك الصفات القيادية النادرة المثال بين من أبقاهم الله أحياء أوفياء يرزقون كهبة من السماء في الوقت المناسب هي التي جعلته يزهد في مغريات الكرسي ويتخلى عن الدفاع عنه في وجه مغتصبيه (في صائفة سنة 1962) مخافة أن يتحول الأمر إلى ما يبدو في نظر البعض نزاعا على السلطة، وما قد ينجر عنه من ضياع لحصاد السنين من الجهاد والاستشهاد، ففضل الرجل بحكمته وإيثاره وإخلاصه الانسحاب من المعركة انتصارا للوطن وحقوق الشعب الشهيد ضد العدو المتربص باستقلالنا الوطني، الذي لم يهضمه حتى الآن (رغم اعترافه به مرغما) كما كان يقول لي رحمه الله.

وكان الفقيد بذلك أول رئيس عربي يتخلى عن الكرسي حقنا للدماء من أجل الوطن، ويبقى التاريخ هو الحكم العادل، كما كان يردد دائما عند الحديث معه حول هذا الموضوع بالذات.

لقد كان الرجل بحق في موعد مع القدر وهدية من السماء تكرم الله به على هذا الوطن في الوقت المناسب رحمة منه ومنّة على الجزائر في محنتها وفتنتها الأولى التي كادت أن تعصف بها في الصيف المشؤوم (من سنة 1962) كما هو معلوم.فكان المرحوم أزهد الناس في مغريات الكرسي الخشبي قبل الجنرال السوداني عبد الرحمن سوار الذهب لاحقا بعد نجاحه في تغيير نظام الحكم السائد في بلاده سنة 1985 وسلم الحكم للشعب كي يختار من يحكمه بنفسه حتى وقع الانقلاب العسكري عليه بعد ذلك مرة أخرى (كالعادة) وما يزال هذا البلد القارة غارقا في صراعاته المأساوية (الطائفية والعرقية) حتى الآن.

وأشهد أنني تحدثت معه كثيرا حول هذه المسألة الخاصة بتخليه عن السلطة الشرعية لغير أهلها.. فكان يُقنعني دائما بحجة (حكم التاريخ) ولكي يُثبت لي بأن ذلك الموقف لم يتخذه عن ضعف أمام مغتصبي إرادة الشعب الجزائري الذي خرج ينادي في الشوارع (سبع سنوات بركات) فقد أكّد لي أن دولة شقيقة (مشرقية) قد طلبت منه الصمود والتصدي للانقلاب وعرضت عليه كل ما يحتاج إليه من سلاح لردع المتمردين، على أول رئيس شرعي في تاريخ الجزائر قبل أن ينقضي شهر واحد على الاحتفال بأول يوم في الاستقلال بعد 132 سنة من ظلمات الاحتلال..

طلبت منه تلك الدولة الصمود ضد الانقلاب ورفض التنحي عن السلطة الشرعية إلى أن يقول الشعب الجزائري كلمته في استفتاء عام (كان سيتم قبل نهاية سنة 1962) ليختار فيه الشعب من يحكمه بكل حرية وديمقراطية بعيدا عن عملية التزوير للإرادة الشعبية كما عرفناها منذ ذلك التاريخ، وحتى الآن تقريبا، وهو ما نتبيّنه من خطابه التاريخي عن دولة الا ستقلال كما تصورها هو مع رفاقه من الرجال قبل أن يصادرها محترفو السطو والتزوير والاحتيال و الانتحال.

والخطاب المذكور القاه يوم 2 غسطس من سنة 1962، والذي تصور فيه بكل صراحة ونزاهة ونظرة مستقبلية واثقة، مراحل اجتياز فترة ما بعد تسلّم السلطة من إدارة الاحتلال آنذاك، لكنه مع ذلك، وللأسباب المذكورة فضّل أن يتخلى عن السلطة لأفراد يحملون الجنسية الجزائرية (والذين قد يستبدلون لاحقا بجزائريين آخرين مثلهم بدل عودة الفرنسيين) ويترك الحكم للتاريخ الذي لايظلم أحدا.

وهذا ما قد حصل بالفعل حيث اتخذ هذا الموقف عن مسؤولية وقناعة تامة لينقذ الوطن من حرب أهلية كانت تهدد وحدته واستقلاله لصالح العدو ذاته..!

واليوم بعد أكثر من ستة عقود ما زلنا نرى تلك الآثار ونلمسها بأثر رجعي مؤلم وندرك أخطارها على مستقبل الوطن والأمة ونتعرف على من كانت تهمه الجزائر ومن كان يهمه الكرسي فقط على حساب الشرف والعلف.

في حين أن أخلاق الثورة كما عشناها وعرفناها من سلوك أمثال فقيدنا من قادة الثورة الكبار تتلخص في المبادئ العامة التالية:

1 ـ الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء بالفعل وليس بالقول الذي لا يسنده أي مضمون ملموس في الواقع.

2 ـ الناس سواسية أمام النظام وأمام القانون، والرئيس قدوة حسنة للمرؤوس في كل شيء، والحساب والعقاب على قدر المسؤولية.

3 ـ المسؤولية قدوة وقدرة وهي تُسند لأهلها بالكفاءة وليس بالوراثة (الجهوية أو الطبقية أو الفئوية او الأسرية !!؟؟).

4 ـ طلب المسؤولية خيانة ورفضها خيانة، وهي دائما تكليف وليست تشريفا أو تعليفا (من العَلَف !! )

5 ـ المواطنة بالجنسية والوطنية بالتضحية من أجل الوطن، وليست التضحية بالوطن من أجل المصالح الفردية والجهوية، بدليل أن معظم قادة الثورة قد استشهدوا خارج قراهم وعروشهم ضمن العائلة الوطنية الكبرى، وليست العائلة "البيولوجية" أو الجهوية الصغرى.

6 ـ مقياس الوطنية الحقة ليس أن تحب الوطن من أجل خيراته كاشتهاء قطعة لحم مشوية، وإنما أن تضحي من أجل الوطن في ذاته، والأهم في ذلك كله هو أن يحبك الوطن . والوطن لا يخطئ في حبه، لأنه يعرف المخلصين من أبنائه الشرفاء المضحين ويميزهم بحسه الرفيع عن العملاء والمنافقين.

7 ـ للثورة حدود وحقوق وخطوط حمراء وخضراء ومبادئ وقواعد صارمة تطبق على الجميع ويخضع لها الجميع دون استثناء، لأن العدل هو أساس الملك في العالمين، والاستثناء هو مدعاة الانحراف والفساد في كل حين.

8 ـ القدوة الحسنة من المسؤول للرعية في الوفاء للأموات كما الأحياء، مما جعل المجاهد لا يخاف على أهله ما داموا في رعاية الشرفاء الأوفياء، والجندي لا يخشى الموت ما دام الضابط في طليعة الشهداء، والشعب يحب الجيش ما دام الجيش قدوة في الشرف والوفاء والتضحية والفداء.

وتأكيدا لما قلناه عن الرجل نترك له القلم ليخط شهادته بنفسه حيث يقول حرفيا: "لقد عشت كمناضل أزمتين كبيرتين في حياتي: هما أزمة ( 1953 ـ 1954 ) وأزمة صائفة (1962،) وأستطيع أن أقول بأن المتسببين في هذه، وتلك، كانوا مدفوعين قبل كل شيء بالحبّ المفرط للسلطة، وعبادة الذات، ولم يكونوا يخشون الله" (عن كتاب "رواد الوطنية"  لمحمد عباس، عن منشورات دحلب).

ولمعرفة نزاهة الرجل وحنكته السياسية وبُعد نظره، فإننا نضع أمام القارئ الشاهد أيضا هذا التصريح الأول الذي أدلى به غداة تعيينه على رأس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزايرية سنة 1961 خلفا للرئيس فرحات عباس رحمه الله، حيث قال ما نصه:

"إن شعبنا بعد هذه المرحلة الطويلة، المليئة بالدماء، والتي أصبح في منتهاها على أبواب الاستقلال، أصبح لا يفكّر في الاستقلال وطرق إنجازه فحسب، بل وأيضا، وبالخصوص، في مهمات ما بعد الاستقلال، ولم يعد ينتظر إنجاز الاستقلال ليفكر في مشاكله، ويبحث لها عن الحلول، لأن ساعة الانتظار ـ انتظار الاستقلال ـ قد فات وقتها.

وإن رسالة الثورة ورسالة المناضل في جبهة التحرير الوطني، وفي المقدمة أعضاء الحكومة الجديدة هي اليوم أكثر من أيّ وقت مضى في المحافظة على الشعلة الثورية، وطاقتها المتفتحة بدون انقطاع، والمحافظة على الحماس الواعي المثمر، بعد الاستقلال أكثر مما كان قبله.

إما ما يجب أن نحترس منه منذ الآن هو الشعور بالراحة بعد الاستقلال، والاستسلام للدعة والعيش الرغيد، لأن الثورة تطلب منا أن نحيا لا أن نعيش، ولأن للثورة أهدافا أبعد من الاستقلال" (صحيفة المجاهد، الصادرة بتونس في 2 ديسمبر 1961)

وأربط هذا القول بما قاله لي مرة ونحن نتحدث عن أوضاع الجزائر في بداية التسعينيات، وعن انسداد الأفق وعن الأمل في الانفراج بتدخل العناية الإلهية... فقال لي: مهما يكن الوضع خطيرا اليوم والأفق مسدودا أمام الإرادة الوطنية الخيّرة... فلا يمكن أن يقارَن بالوضع الصعب الذي كانت تجتازه الحركة الوطنية في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من شراسة وغطرسة العدو وقلة الإمكانيات المادية لمواجهته لولا الإيمان الراسخ بالله وبعدالة القضية التي كانت وقودنا الوحيد المحرك لهمم رجال الحركة الوطنية. وأردف قائلا: إني أذكر جيّدا ذات يوم وأنا أسير مع الصديق سعد دحلب في أعالي العاصمة (ببو زريعة) بين منازل الكولون وقصورهم الفخمة وحدائقهم الغنّاء وحصونهم المنيعة، وأعلامهم المرفوعة، فوق بعض المباني... فكان يقول باستغراب: هل تصدق يابن يوسف حقا أننا في يوم من الأيام سنستقل وسيزول هذا العلم من أمام أعيننا ويرحل أهله كلية بدينهم ولغتهم، عن ترابنا ونسترجع سيادتنا على أرضنا؟.

فكانت الإجابة أقرب إلى الأماني الخيالية البعيدة والأحلام اللذيذة منها إلى أي شيء يسندها في الواقع، ومع ذلك تحققت المعجزة... وكنت دائما أذكّر الأخ الصديق سعد دحلب بذلك ونحن نتجول أحرارا في تلك الأماكن والشوارع بالذات.!! ؟؟

وهذا الإيمان بالنصر وخروج الجزائر من محنتها المفروضة عليها فرضا من الفاعلين الحقيقيين و من نواب الفاعل الموسميين في الخارج والداخل، هو الذي كان يحدوه دوما إلى القول في اعتقاد راسخ بأن الحق سينتصر في النهاية لانه من سنن الله في كونه وما الفتن العارضة الا ابتلاء للرجال الاصلاء!؟

وهذا ما دفعه إلى تأسيس حزب "حركة الأمة" (في العهد الديمقراطي الخاطف)  على خطى  بيان نوفمبر 1954 ضد انحرافات وخيانات أكتوبر ومخططات ديسمبر بعد ذلك لولا ستر الله ورحمته ببعض المستحقين من عباده المؤمنين ومنهم طيب الذكر في الصادقين !!!

وقد كان خوفه الشديد من الله يظهره في نظر البعض مترددا وخائفا، والحقيقة أن تردده وحرصه المفرط على اجتناب الشبهات إلى درجة القسوة على الذات، يعود في الأصل إلى خشية الله، وليس إلى تهيبه من أعداء الله، الذين ظل يكرههم ويزدريهم ويستخف بجبروتهم وطغيانهم بكل إباء وشرف... والدليل على ذلك أنه فعلها من قبل مع أسلافهم وأسيادهم في الظلم والاستبداد ايام إدارة الاحتلال الفرنسي المباشر للجزائر.!

يحق للتاريخ الوطني المعاصر أن يسجل بأحرف بارزة في صفحاته الناصعة بأن الأستاذ الرئيس بن يوسف بن خدة قد زهد في حقوقه الشخصية من أجل الوطن كرجل كبير في الوقت الذي ضحى وما يزال يضحي فيه الصغار بالوطن ووحدته تحت غطاء الصفقات أو الصفات الكاذبة والأعذار الواهية والولاءات الزائفة على حساب التاريخ والوطن والانتماء والمصير.فبقدر ما كان رحمه الله ورعا وخائفا من الله في كل شيء، كان مقداما وجريئا جدا أمام أقزام وأزلام وأصنام الشرك والهوى من المنافقين المعتدين على حدود الله والوطن والدين في كل المجالات وعلى جميع المستويات، وقد ثبت على ذلك المبدأ حتى فارق الحياة. كما عهدناه ونحن على نهجه القويم ثابثون إلى أن نلقاه إن شاء الله!!

فقد كان يبغض في الله والوطن ويحب في الله والوطن، كما ظل المحكّ الفاصل عنده هو شرع الله ومصلحة الوطن بكل ثوابته ورموزه غير  الوثنية !!

أشهد أنني لم أعرف مثقفا في مستواه باللغة الفرنسية في الجزائر يحب اللغة العربية ويتذوق معانيها ويجل ثقافتها ويقدر رجالها ويؤرّخ بتاريخها "الهجري" وحده أحيانا.. وهو ما يمثّل حالة نادرة جدا نفتقدها حتى لدى بعض المثقفين بالعربية أنفسهم، وهو ما يجعله يمثل بحق النموذج الصادق للجزائري الأصيل الذي حاول الاستعمار أن يغير لسانه فلم يصل إلى اختراق قلبه أو احتلال عقله. وبقي لسانه يدافع عن لغة القرآن بكل إخلاص على خلاف العديد ممن نعرفهم من الصغار والكبار في هذه الديار، وهو ما كان يشدني إليه إعجابا به ويجعلني أشعر دائما وأنا في حضرته وكأنني أستمع إلى التاريخ وأتحدث مع الأمير خالد أو بن باديس أو بن مهيدي أو بن بولعيد أو بلوزداد أو ديدوش أو زيغود وغيرهم من المجاهدين المخلصين والعلماء العاملين .!!

لقد كان الرجل بحق في موعد مع القدر وهدية من السماء تكرم الله به على هذا الوطن في الوقت المناسب رحمة منه ومنّة على الجزائر في محنتها وفتنتها الأولى التي كادت أن تعصف بها في الصيف المشؤوم (من سنة 1962) كما هو معلوم.

وإننا نجزم هنا وللتاريخ أنه لو كان أي واحد غيره في مكانه و"مكانته" حينذاك ممّن وضعهم ابتلاء القدر في سدة الحكم وقيادة البلاد من بعده لأُجهض الاستقلال الوليد في مهده وضاعت الوحدة الوطنية بمقوماتها الثابتة في المواثيق الوطنية ولما تأخرت تلك الفتنة أو المؤامرة الملعونة إلى ما بعد ذلك بثلاثين سنة من التوقيع على "أوراق" الاستقلال وخروج بعض عساكر الاحتلال من البلاد كما هو واقع الحال(…).

وأخيرا يحق للتاريخ الوطني المعاصر أن يسجل بأحرف بارزة في صفحاته الناصعة بأن الأستاذ الرئيس بن يوسف بن خدة قد زهد في حقوقه الشخصية من أجل الوطن كرجل كبير في الوقت الذي ضحى وما يزال يضحي فيه الصغار بالوطن ووحدته تحت غطاء الصفقات أو الصفات الكاذبة والأعذار الواهية والولاءات الزائفة على حساب التاريخ والوطن والانتماء والمصير.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه مع أحبته من الشهداء والصالحين (كما كان يتمنى ويأمل ويعمل ). فاللهم أشهد أننا أقررنا بما علمنا حقا وصدقا ولا نزكي على الله أحدًا.!!

فتحية عرفان وصدق وإخلاص ومودّة وتقدير، ووفاء لكل الشهداء بمناسبة إحياء الذكرى الثانية و الستين للاستقلال و مشارف احياء الذكرى السبعين لثورة القرن العشرين في الفاتح من نوفمبر( تشرين الثاني) سنة 1954!!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الجزائرية الاستقلال الجزائر استقلال شهادة سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل الوطن التی کان فی الوقت ما کان وهو ما کما هو کل شیء

إقرأ أيضاً:

مصر والسودان يعززان العلاقات بقنصلية جديدة في وادي حلفا .. علي يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إنها تستهدف تسهيل عودة النازحين

في خطوة تستهدف تعزيز العلاقات المصرية - السودانية، قررت القاهرة افتتاح قنصلية جديدة لها في منطقة «وادي حلفا» في السودان قرب الحدود الجنوبية لمصر، وقال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «القنصلية تستهدف تسهيل دخول الأفراد والنازحين، وتدعم حركة التجارة بين البلدين».

وتقع مدينة «وادي حلفا» في أقصى شمال السودان (تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 900 كيلومتر شمالاً)، وتعد من النقاط القريبة من الحدود المصرية (تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة أبو سمبل جنوب مصر)، وتحظى بأهمية استراتيجية؛ كونها تربط بين مصر والسودان من خلال المعابر البرية ونهر النيل.

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، قراراً بـ«افتتاح قنصلية عامة لبلاده في وادي حلفا، في الولاية الشمالية بالسودان». وتضاف إلى البعثة الدبلوماسية المصرية بالسودان، والتي تضم «السفارة، وقنصلية عامة في مدينة بورتسودان».

وتستضيف مصر آلاف السودانيين الذين فرّوا من الحرب الداخلية الحالية، القائمة بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن «القاهرة استقبلت نحو مليون و200 ألف سوداني بعد الحرب»، إلى جانب آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.

ورحب وزير الخارجية السوداني بقرار افتتاح قنصلية مصرية في وادي حلفا، وقال، الخميس، إنها «خطوة مهمة لتعزيز روابط بلاده مع مصر في مجالات عديدة».

وأضاف أن «القنصلية الجديدة ستساعد على تسهيل الخدمات القنصلية للسودانيين والمصريين»، مشيراً إلى أن «افتتاحها بشكل رسمي سيدعم إجراءات صدور تأشيرات الدخول بين البلدين، وحركة الأفراد والنازحين»، إلى جانب «تسهيل حركة تجارة الحدود بين البلدين».

وترتبط مصر مع السودان عبر ثلاثة محاور للنقل البري: المحور الأول غرب النيل توشكى - أرقين بطول 100 كيلومتر، والمحور الثاني شرق النيل قسطل - وادي حلفا بطول 35 كيلومتراً، والمحور الثالث على ساحل البحر الأحمر الممتد من حلايب وحتى بورتسودان بطول 280 كيلومتراً، حسب وزارة النقل المصرية.

وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن «بلاده تسعى لتطوير علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، من خلال إقامة قنصلية سودانية في الإسكندرية بشكل رسمي، قريباً».

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، «تضامن بلاده مع السودان، في ظروف الحرب الحالية»، وأشار خلال محادثات مع نظيره السوداني، السبت الماضي، إلى «جهود القاهرة لاستئناف نشاط السودان في الاتحاد الأفريقي مرة أخرى». في حين أوضح الوزير علي يوسف الشريف، أن «بلاده تعمل على عودة نشاطها مرة أخرى بالاتحاد الأفريقي خلال القمة الأفريقية المقررة هذا الشهر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا»، وقال إن «قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي المقررة في 14 فبراير (شباط) الجاري ستناقش موقف عضوية السودان، قبل اجتماع رؤساء الدول والحكومات الأفريقية».

وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وتدعو مصر إلى «الحفاظ على وحدة واستقرار السودان»، في ظل أزمة الحرب الداخلية، وتطالب بـ«وقف إطلاق النار الشامل، ونفاذ المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتأسيس لعملية سياسية تشارك فيها كل الأطراف السودانية»، حسب «الخارجية المصرية».

و«ستعمل القنصلية المصرية في وادي حلفا، مع نظيرتها السودانية في أسوان، لتطوير الروابط بين البلدين في مختلف المجالات المشتركة، خصوصاً الاقتصادية والثقافية»، وفق الأمين العام المساعد الأسبق لـ«منظمة الوحدة الأفريقية»، السفير أحمد حجاج، مشيراً إلى أن «السودان يحظى بأهمية خاصة لدى مصر سياسياً وشعبياً، وتستهدف القاهرة تسهيل الخدمات، خصوصاً للسودانيين النازحين لديها».

ويتوقف حجاج مع توقيت إقامة القنصلية المصرية الجديدة، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنها «تأتي في توقيت يحقق فيه الجيش السوداني تقدماً ميدانياً باستعادة مناطق ومدن من (الدعم السريع)»، وعدّ أن ذلك «يحفز كثيراً من السودانيين الموجودين في مصر للعودة مرة أخرى لبلادهم. ووجود القنصلية يسهل من تأشيرات وإجراءات رحلات العودة البرية».

وتتكامل تلك الجهود مع خطوات أخرى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، بحسب حجاج، مشيراً إلى أن «السودان يستهدف جذب شركات مصرية للمساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب»، إلى جانب «مشروعات الربط الكهربائي والسككي بين البلدين».

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقدت «اللجنة المصرية - السودانية» المعنية بدراسة الربط السككي بين مصر والسودان، اجتماعها الأول في القاهرة، برئاسة وزيرَي النقل في البلدين، وبحثت إقامة مشروع خط سكة حديد من «أبو سمبل» جنوب مصر، إلى «وادي حلفا - أبو حمد» شمال السودان.

القاهرة: الشرق الأوسط  

مقالات مشابهة

  • مصر والسودان يعززان العلاقات بقنصلية جديدة في وادي حلفا .. علي يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إنها تستهدف تسهيل عودة النازحين
  • تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين السودان وجنوب السودان وسط تبادل للاتهامات.. التفاصيل الكاملة
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • اللجنة العليا للانتخابات تُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • اللجنة العليا للانتخابات تنظم فعالية خطابية بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • ما قصة الفطور الذي سبق تفجير “خلية الأزمة” بسوريا؟.. وزير الداخلية الأسبق يكشف التفاصيل
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
  • علي يوسف: السودان يقترب من إنهاء الحرب واستعادة سيادته الكاملة
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!