شهدت القاهرة ٦ أغسطس الماضى  حفل توقيع عقد شراكة  بين الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وشركة "إيميا باور" لإطلاق مشروع لحماية الطيور المهاجرة من خطر التصادم مع خطوط الكهرباء في منطقة خليج السويس، وذلك تتويجًا للجهود المشتركة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وبما يتماشى مع التزام كل من الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وشركة إيميا باور.

الأسبوع الحالي حافل بالفعاليات المميزة في مهرجان العلمين (شاهد)

حيث يجسد هذا التعاون استمرار الشراكة المثمرة بين الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وشركة إيميا باور في مجال حماية البيئة. فبعد نجاح تجربة إنقاذ الضب المصري، يثبت الطرفان مجددًا التزامهما بالحفاظ على التنوع البيولوجي.  مما يؤكد أن التنمية الاقتصادية يمكن أن تسير جنبًا إلى جنب مع الحفاظ على البيئة، وأن الشركات يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في حماية الأنواع المهددة بالانقراض."

وإدراكًا من الجانبين للمخاطر الكبيرة التي تتعرض لها الطيور سنويًا أثناء رحلات الهجرة، تم الاتفاق خلال هذا المشروع على الالتزام باتخاذ تدابير شاملة للتخفيف من مخاطر التصادم مع كابلات الكهرباء في منطقة خليج السويس. حيث أظهرت الدراسات العلمية التي أجريت خلال مواسم الهجرة أن تصادم الطيور بخطوط الكهرباء يشكل تهديدًا كبيرًا على العديد من الأنواع، بما في ذلك اللقلق الأسود، والنسر المصري، والبجعة البيضاء، وغيرها من الأنواع الهامة.

هذا ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مصر للاستعاضة الفقد في التنوع البيولوجي في مجال الطاقة، وتوسيع لمجال الشراكة لتشمل حماية الطيور المهاجرة، حيث تلتزم جهات تمويل إستثمارات الطاقة العالمية بعمل إجراءات حماية تعويضية لما قد تسببه إستثماراتها بفقد كميات ما من التنوع البيولوجي. الأمر الذي أكده الهدف ١٩ للإطار العالمي للتنوع البيولوجي في كونمينغ-مونتريال. ويأمل العالم بهذه التدابير الوصول الي وقف الفقد المستمر في التنوع البيولوجي بسبب الأنشطة البشرية. وسيقوم المشروع بتركيب أجهزة حماية متطورة على خطوط الكهرباء، خاصةً في المناطق ذات الخطورة العالية، لتقليل فرص التصادم، مما يضمن بيئة آمنة لهذه الكائنات الحية التي تلعب دورًا حيويًا في نظامنا البيئي. 
كما يقترح المشروع وسائل وآليات غير تقليدية لتعويض الأثر البيئي من خلال إعادة تركيب عواكس على خطوط نقل الكهرباء العلوية على طول القطاعات ذات الخطورة العالية في منطقة خليج السويس، لتقليل معدلات وفيات الطيور، بهدف تحقيق عدم فقدان صافٍ، وربما تحقيق مكاسب صافية في التنوع البيولوجي.
ومن الجدير بالذكر ان هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وشركة إيميا باور. فسبق للطرفين أن حققا نجاحًا باهرا في إنقاذ عشيرة من الضب المصري وهو من الحيوانات المهددة بخطر الانقراض والذي ثبت تكاثره في موقع محطة الطاقة التابعة للشركة ، حيث تمكنت الجمعية بالتعاون مع فريق من الخبراء والمتخصصين، في تحديد جحور هذا الكائن ونقله بشكل آمن من بيئته الطبيعية الى مرفق مؤقت تم تجهيزه بعناية ليحاكي بيئتها الطبيعية، وذلك لحمايتها خلال فترة إنشاء محطة الطاقة. وبعد الانتهاء من أعمال البناء، تم إعادة إطلاق الكائنات جميعًا وعددهم 13 وبشكل آمن إلى بيئتهم الاصلية، بما يضمن عدم تعرضهم لأي خطر لاحق أو متوقع أثناء عملية إنشاء التوربينات في إنجاز يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، 
نحن فخورون بهذه العملية، حيث إن نقل وإعادة نقل الزواحف لم يكن بالشيء السهل، وعادةً ما تحدث حالات نفوق أثناء النقل، ولكن لم يحدث أي حالات نفوق في هذه العملية.
هذه التجربة الناجحة تثبت جدوى الشراكات بين القطاع الخاص والمنظمات البيئية في الحفاظ على التنوع البيولوجي

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنوع البيولوجي إيميا باور التنوع البیولوجی إیمیا باور

إقرأ أيضاً:

صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة

رام الله- "أدهم ولارا" شقيقان نجحت عائلتهما برفقة طواقم الدفاع المدني في استخراجهما من تحت أنقاض بيتهما المدمر في جباليا بعد أيام من اندلاع الحرب في غزة، أدهم الذي كان قد بدأ عامه طالبا في الصف الأول، حزين على قرطاسيته التي لم يستطع إنقاذها من الركام.

كانت والدته قد اشترت له حقيبة جميلة وأقلاما وألوانا ودفتر رسم، وتقول "كان فرحا جدا بدخوله المدرسة، ولكن نفسيته تحطمت بعد أن قضى ساعات تحت ركام بيتنا، هناك ندوب في وجهه حتى الآن، وبالكاد يستطيع المشي على قدميه، أصبح عدوانيا ويصرخ باستمرار".

أما شقيقته لارا، التي كانت قد بدأت صفها الثالث، فتفيد أمها بأنها أصبحت ذات شخصية منعزلة وانطوائية، لا ترغب بالحديث مع أحد، وتؤكد أن الحرب ومشاهد الدمار والدماء تركت بصمتها في شخصية طفليها الاثنين.

حلم الدراسة

وتتابع الوالدة "نسيا القراءة والكتابة وحتى الأحرف التي تعلماها، نرجو أن ترجع المدرسة، هذا حلمنا جميعا". وتضيف أن بعض الأهالي يرسلون أولادهم للحصول على دروس خاصة، وتؤكد "لو كنت أستطيع توفير تكاليف الحصص لأرسلتهما، ولكني أعاني في توفير طعامهم وحليب طفلتي الصغيرة ذات العام".

بدورها، إيمان أبو سليمة هي أم لـ7 أطفال؛ 3 في المدرسة واثنان في الجامعة، وشاب كان في الثانوية العامة عندما بدأ العدوان، وفجأة وجد نفسه يقف في طوابير الحصول على الماء والطعام، فقرر العمل ليساعد في توفير مصاريف عائلته وعدم الالتحاق بمقاعد الدراسة حال عودة التعليم.

تصف إيمان انقطاع أولادها عن الدراسة بمأساة حقيقية، وتقول إن وزارة التعليم الفلسطينية في رام الله "لم تفعل أي شيء مطلقا لإنقاذ مستقبل أولادنا، فقط مبادرات فردية هنا وهناك".

في الأثناء، وضع انطلاق العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية، صباح اليوم الاثنين، مسألة إنقاذ التعليم في غزة على طاولة النقاش، فمن ينقذ مستقبل أطفالها؟

وحرمت الحرب الإسرائيلية على القطاع قرابة 700 ألف طالب وطالبة من مقاعدهم الدراسية، وأصبح مستقبلهم مرهونًا ببعض المبادرات التعليمية هنا وهناك.

المعلمة أسماء مصطفى من شمال غزة نزحت لأول مرة عن بيتها بعد اندلاع الحرب بأيام قليلة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدمت قلبها مشاهد الأطفال الصغار في هذا العدوان وهم يجوبون الشوارع بيأس، يبحثون عن لقمة طعام أو شربة ماء. "كبروا كثيرا قبل أوانهم"، تقول أسماء التي لم تستغرق وقتا طويلا في التفكير حول ما ستفعله، وسرعان ما انطلقت بمبادرتها "كل يوم حكاية".

تعيش اليوم المعلمة نزوحها الثامن، تنزح وتنزح مبادرتها معها، فأينما حلت تنادي على الأطفال عبر سماعة صغيرة تحملها معها، وتوضح أنها تحاول التخفيف عنهم، وتذكرهم بأساسيات القراءة والكتابة والحساب، خوفًا من "تجهيل جيل كامل أنشأته الحرب".

وإلى جانب أكثر من 10 آلاف شهيد من الطلبة في غزة و15 ألف جريح، فإن مئات الآلاف فقدوا كتبهم وحقائبهم المدرسية الجميلة تحت الركام، وهُدمت مدارسهم وما تبقى منها أصبح مراكز إيواء للنازحين، وحُرموا من حقهم في التعليم الذي كفلته كل المواثيق الدولية والإنسانية.

تدخلات

وفي الوقت الذي انطلق فيه العام الدراسي بالضفة في وضع سياسي صعب وغير مستقر، فإن عام الحرب على غزة لا يزال مستمرا، مما يطرح السؤال حول الدور الذي لعبته وزارة التربية والتعليم لضمان حق الطلبة في الحصول على تعليمهم، ولو بالحد الأدنى.

يقول المتحدث باسم الوزارة، صادق الخضور، إن 700 ألف طالب وطالبة في الضفة توجهوا اليوم إلى مدارسهم، ويوجد 630 ألفا آخرون في غزة وإنهم بصدد ترتيب تدخلات لإنقاذهم. ويوضح "كان لدينا خطة مقررة من مجلس الوزراء لإنقاذ التعليم في غزة بعد انتهاء العدوان، ولكن أمده طال وستشرع الوزارة بتنفيذ ما يمكن من هذه الخطة".

وفي ظل تعاقب حكومتين على هذه الحرب، كان لا بد من السؤال عن دور كل واحدة؟، ووفق الخضور، وضعت الحكومة السابقة أطر هذه الخطة العامة ومعالمها، أما الحالية فجعلتها أكثر تفصيلا وشمولا ووضوحا، "أي أن هذه الخطة التي لم تر النور بعد، هي جهد تراكمي لحكومتين متعاقبتين".

وبشأن التدخلات، أضاف أنها تجمع بين الافتراضي والوجاهي، فهناك مدارس افتراضية جديدة في غضون أيام سيتم إطلاقها، وسيتم توفير المواد التعليمية "أوف لاين، وأون لاين"، ونقاط توزيع إنترنت بالتعاون مع شركات الاتصالات. أما عن التعليم الوجاهي، فأكد الخضور أن الوزارة بصدد تشكيل حاضنة لكل المبادرات الفردية والمؤسسية لتكون الخيط الناظم لها.

وبيّن الخضور أن الأولوية ستكون لطلبة التعليم الأساسي، حيث هناك 70 ألف طالب يُفترض أن تبدأ حياتهم المدرسية هذا العام. أما طلبة التوجيهي الذين لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة بعد وعددهم 39 ألفا، "فتبذل الوزارة قصارى جهدها لتمكينهم من إنجاز الامتحان والالتحاق بالجامعات في أقرب وقت ممكن وقبل نهاية 2024".

وأشار إلى أن 88 ألف طالب وطالبة جامعيين تأثروا بشكل كبير بهذه الحرب وهُدمت جامعاتهم، واستشهد العديد من محاضريهم المتميزين، وأن وزارة التعليم عملت على بعض التدخلات والمبادرات مع جامعات الضفة، وتبحث الآن المزيد من الخيارات والنفقات العملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وناشد الخضور المؤسسات الأممية توفير حق طلبتهم في التعليم، مضيفا أن آخر إحصائية تبين أن 290 مدرسة من أصل 370 تعرضت لأضرار ما بين متوسطة وبالغة، فيما تُستخدم المدارس التي تعرضت لأضرار خفيفة كمراكز إيواء في غزة. ووفقا له، أصبح 3 آلاف طالب من ذوي الإعاقة نتيجة الحرب، إلى جانب استشهاد 400 من كوادر المدارس، و100 من كوادر الجامعات، وتضرر 31 مبنى جامعيا.

مبادرات

من جهتها، استبعدت المشرفة التربوية، نجلاء خصيب، عودة التعليم النظامي قبل انتهاء الحرب، "فلا يمكن الحديث عن ذلك إذا كان الطالب يعاني من الجوع والخوف وعدم الأمان، واحتياجاته الأساسية غير متوفرة".

وبرأيها، فإن الحل الأمثل في ظروف الحروب هو استخدام كل الوسائل الممكنة من أجل تعليم الأطفال مهارات حياتية بسيطة، تساعدهم على التفريغ النفسي وتعلّمهم القدرة على دعم الذات. وتقول إنه على الجهات الرسمية حصر قوائم بأسماء المعلمين الذين بإمكانهم تنفيذ مبادرات تعليمية في غزة، والإشراف عليها ودعمها قدر المستطاع.

كما تقترح إطلاق مبادرات أخرى افتراضيا يكون معلمو الضفة جزءًا منها بحيث يدرّسون بعض المواد الأساسية من خلال مجموعات، ويقدمون حصصًا للدعم النفسي والأنشطة التفريغية.

وأكدت خصيب ضرورة أن تقوم الوزارة بحلقات دعم نفسي لمعلمي غزة ومعلماتها تساعدهم وتوجههم للخروج من هذه الأزمة، وأن تأخذ مؤسسات القطاع الخاص والأهلي على عاتقها تنفيذ مبادرات تعليمية وتحاول توفير الاحتياجات الأساسية لدعم هذه المبادرات.

 

مقالات مشابهة

  • صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة
  • ياسين منصور: جامعة باديا نموذج ناجح لشراكة الحكومة والقطاع الخاص
  • وزير العمل: نحتاج تأسيس نظام توجيه مهني شامل لمواكبة التنوع بسوق العمل
  • وزيرة البيئة تلتقي رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لبحث سبل التعاون
  • خبير في التنوع البيولوجي: «البيئة» وضعت خطة وطنية لحماية صقر الغروب من الانقراض
  • وزيرة البيئة تتوجه للسعودية للمشاركة في منتدى الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لغرب آسيا
  • وزيرة البيئة تتوجه للسعودية للمشاركة في المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة
  • أونروا: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة ضرورية لإنقاذ الأرواح
  • الإثنين أم الخميس.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف
  • جامعة الملك فيصل تمنح فرصًا تعليمية لـ 176 طالبًا من غير السعوديين