أبدت وزارة الدفاع التركية ترحيبها بإنشاء روسيا قاعدة عسكرية في عين العرب (كوباني) الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمالي حلب بالقرب من الحدود السورية- التركية، معتبرة الخميس أن "الخطوة تهدف إلى إضعاف وجود المنظمة الإرهابية في المنطقة".

الرد التركي الإيجابي على إنشاء القاعدة، جاء بعد تأكيد صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية، أن "القاعدة الروسية المشتركة مع النظام في عين العرب تهدف إلى ضبط الحدود ومنع التمدد التركي"، وإشارتها إلى أن إقامة القاعدة يسهم في "طمأنة" تركيا بالحيلولة دون تنفيذ أعمال عدائية داخل الأراضي التركية.



وكانت أعلنت روسيا عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة عين العرب، وقال نائب مدير المركز الروسي للمصالحة في سوريا، العقيد أوليغ إيغناسيوك، إن "إنشاء القاعدة جاء في إطار الإجراءات المستمرة للرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة".

ويمكن بحسب مراقبين تحدثوا لـ"عربي21"، وصف تصريحات تركيا والنظام السوري بـ"الإيجابية"، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي عبدالله سليمان أوغلو، في حديثه لـ"عربي21".

ويؤكد أن روسيا تبذل جهدا كبيرا في هذا الإطار، معتبرا أن "تمركز القوات الروسية وقوات النظام في هذه المدينة الهامة، يحقق لتركيا أحد أبرز أهدافها من التطبيع مع النظام السوري، حيث تريد تركيا من النظام أن يشارك في مكافحة حزب "العمال" الكردستاني، وأن يتولى النظام ضبط الحدود في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد".

وبذلك، يعتقد سليمان أوغلو، أن القاعدة الروسية في عين العرب، تعطي إشارة بجاهزية النظام في مسألة ضبط الحدود مع تركيا، دون حاجة الأخيرة إلى شن عملية عسكرية".

تطورات قادمة في مسار التطبيع
ولا يستبعد المحلل السياسي التركي أن تكون الخطوة مقدمة للقاءات قريبة بين النظام السوري وتركيا على مستوى وزراء الخارجية، ويقول: "يبدو أن سعي روسيا لجسر الهوة بين تركيا والنظام السوري نجح، بحيث يبدو أن القاعدة تهدف إلى إلغاء شرط النظام انسحاب القوات التركية من سوريا قبل استئناف مسار التطبيع".

وأوضح سليمان أوغلو، أن أنقرة ترفض تماما مطلب الانسحاب بسبب التهديدات الأمنية انطلاقا من سوريا، وهي كانت دائماً تطالب بضمانات"، مستدركاً بقوله: "لكن رغم كل التصريحات الإيجابية، لا يمكن الجزم بأن المحادثات سهلة، في ظل وجود ملفات شائكة كثيرة".

وكانت وسائل إعلام تركية، قد رجحت لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد في آب/أغسطس الحالي.

في السياق ذاته، أكدت صحيفة أن "قسد" وافقت على إنشاء القاعدة، موضحة نقلاً عن مصادرها، "أنه ما كان يمكن إقامة هذه القاعدة العسكرية، لتهدئة الوضع الميداني في المنطقة، دون موافقة "قسد".

وقالت إن تركيا تطلب من خلال عمليات التفاوض لإعادة العلاقات بين الجانبين، نشر جيش النظام على طول حدود البلدين، التي يسيطر الجيش التركي على جزء منها.


تحضيرات للتطبيع
مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبدالله الأسعد، قال لـ"عربي21" إن القاعدة الروسية في عين العرب التي توليها تركيا أهمية كبيرة، تأتي في إطار التحضيرات للتطبيع بين أنقرة والنظام السوري.

وأضاف أن روسيا أشرفت على كل الترتيبات الأمنية للنظام مع الأردن في الجنوب، ومع المعارضة في حمص وغيرها، ما يعني أن روسيا تريد تكرار التجربة ذاتها في الشمال السوري، مع أخذ الوجود التركي في الحسبان.

وبحسب الأسعد، فإن  الرسائل المتبادلة التي تصدر عن تركيا والنظام السوري، توضح حجم الضغوط الروسية على الجانبين، في سبيل استئناف المفاوضات.

وتعد عين العرب أبرز معاقل "قسد" في سوريا، وتأتي بالأهمية بعد مدينة القامشلي، ودائما تطالب تركيا بانسحاب "قسد" منها، وتهدد بخيار العمل العسكري في حال عدم الاستجابة لمطلبها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية روسيا سوريا تركيا الأسد سوريا الأسد تركيا روسيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری فی عین العرب

إقرأ أيضاً:

مشاركة متميزة لمصر في بورصة برلين ITB 2025 تحقق نتائج إيجابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور عادل المصري، المستشار السياحي السابق بباريس والمستشار الحالي لمجموعة جلوبال هوليداي للسياحة والطيران بباريس، أن المشاركة المصرية في بورصة برلين ITB 2025، التي عُقدت تحت شعار “عالم السفر يعيش هنا”، والتي انتهت فعالياتها الأسبوع الماضي كانت متميزة وحققت نتائج إيجابية، نظرًا لأهمية هذا الحدث كأحد أكبر الملتقيات السياحية العالمية التي تجمع كبار صناع القرار في المجال.

وأشار «المصري» في تصريحات خاصة إلى أن تصميم الجناح المصري، بما تضمنه من عرض لتنوع المنتج السياحي المصري وإبراز مقوماته المختلفة، كان عنصر جذب رئيسي لزوار المعرض، خاصة مع وجود ركن مخصص للمتحف المصري الكبير، الذي لاقى اهتمامًا واسعًا مع تزامن الإعلان عن افتتاحه قريبًا. 

كما أشاد بالحضور القوي للقطاع السياحي الخاص، ممثلًا في عدد من الشركات والفنادق المصرية والخبراء السياحيين، مؤكدًا أن هذا التمثيل كان مشرفًا للغاية ويعكس أهمية الحدث. كما كان لجمعية السياحة الثقافية، التي تضم نخبة من خبراء القطاع المهتمين بالسياحة الثقافية، حضورٌ بارزٌ، إلى جانب غرفة المنشآت الفندقية المصرية المعروفة بنشاط أعضائها.

وأضاف «المصري» أنه من الضروري الاستفادة المثلى من هذه الفعاليات الدولية، مشيرًا إلى بعض النقاط التي كان يمكن تعزيزها لتحقيق أقصى استفادة. من بينها، أهمية الإعداد المبكر لدعوة أحد المتخصصين أو القائمين على المتحف المصري الكبير لتقديم محاضرات يومية داخل المعرض، تتضمن عروضًا تقديمية حول مقتنيات المتحف والخدمات المتاحة به، بالإضافة إلى الطرق المؤدية إليه، مع دعوة أكبر عدد من منظمي البرامج السياحية وشركات البيع الأجنبية، بهدف الترويج المبكر لهذا المنتج الثقافي وإدراجه في برامج السياحة المستقبلية.

كما أوضح أن تصميم الجناح المصري كان رائعًا وجاذبًا للغاية، إلا أن موقعه بين الأجنحة الأخرى يحتاج إلى إعادة نظر، مقارنة بالأسواق المنافسة. فقد كان من الأفضل اختيار موقع أكثر استراتيجية ضمن مسارات حركة زوار المعرض، مما يساهم في استقطاب منظمي برامج سياحية وشركات جديدة إلى جانب الشركات التي كانت قد رتبت مواعيدها مسبقًا.

واقترح «المصري» ضرورة التواصل مع جميع المشاركين المصريين، سواء كانوا من شركات السياحة أو الفنادق أو الجمعيات أو الغرف السياحية، لجمع آرائهم وانطباعاتهم حول المشاركة، بهدف تعظيم الفوائد وتحسين سبل المشاركة في الأعوام القادمة، وهو النهج الذي تتبعه العديد من الجهات المنظمة لمثل هذه الفعاليات الكبرى.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن من إيجابيات المشاركة المصرية في هذه البورصة هو حالة الثقة المتزايدة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، بالإضافة إلى حالة التفاؤل السائدة بين جميع المشاركين، مما يعزز الحاجة إلى تكثيف الجهود في الفترة المقبلة لضمان استمرار تدفق السياحة إلى مصر، مؤكدًا أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص الإيجابية في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو : سوريون يغادرون قاعدة حميميم الروسية إلى قراهم بالساحل
  • بيسيرو: الزمالك كان أفضل وأكثر إيجابية أمام سموحة
  • برج الجدي.. حظك اليوم الأحد 16 مارس 2025: نظرة إيجابية
  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • أبو فاعور: على الحكومة إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع النظام السوري السابق
  • هل تورطت روسيا في دعم فلول الأسد بالساحل السوري؟
  • مشاركة متميزة لمصر في بورصة برلين ITB 2025 تحقق نتائج إيجابية
  • وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية أسعد الشيباني: الشعب السوري عانى مثلنا من سياسات حزب البعث وكان في نضال مستمر للتخلص من النظام الشمولي ونظام الفرد الواحد
  • عاجل | مصدر أمني للجزيرة: تعرض مركبات للأمن العام السوري لكمين مسلح نفذه فلول النظام المخلوع في ريف حماة
  • مدينة جبلة تستعيد حيويتها بعد عودة الأمان وانتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري