الجزيرة:
2024-12-22@15:34:34 GMT

كيف استخدم فلسطينيو الضفة سلاح المقاطعة؟

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

كيف استخدم فلسطينيو الضفة سلاح المقاطعة؟

رام الله- تنتشر بشكل واسع في كبريات المتاجر الفلسطينية في الضفة الغربية لافتات تشير إلى المنتجات الوطنية على رفوفها، سواء كانت مواد غذائية أو كيميائية. وأصبح شائعا مشاهدة متسوقين يقلّبون البضائع بحثا عن بلد المنشأ أو الشركة الأم، لكن اللافت هو حرص الأطفال على سؤال البائع قبل شراء المنتج: "عمّو، هل هو داعم لإسرائيل؟".

يأتي ذلك بينما تحاول المتاجر بكل السبل جلب الزبائن، بعد تنامي الاستجابة لدعوات مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية، وتلك المنتجة في دول أو شركات داعمة للاحتلال، كما يتزامن ذلك مع تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، مع استمرار العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اللافتات التي تشير إلى المنتجات الوطنية انتشرت في المتاجر الفلسطينية بالضفة الغربية (الجزيرة) اتساع المقاطعة

رصدت جهات رسمية فلسطينية زيادة ملحوظة في المضبوطات التالفة، وكان للمنتجات الإسرائيلية بشكل خاص حصة الأسد، بعد الاستجابة الواسعة من المواطنين لدعوات المقاطعة، والتي شملت منتجات ومطاعم وشركات داعمة للعدوان أو دولا داعمة للعدوان، وهو ما ألقى بظلاله على المتاجر والوكلاء والمستوردين الذين لجأ جزء منهم إلى البدائل المحلية والعربية.

يقول المواطن نضال إسماعيل، من مدينة الخليل جنوبي الضفة، للجزيرة نت، إن أبناءه أكثر حرصا منه على المقاطعة، موضحا "عندما أعود بالمشتريات إلى المنزل، فإن أول ما يبدؤون به هو تفتيش الأغراض إن كان بينها ما ينبغي مقاطعته".

ويضيف أن أولاده يعرفون المنتجات المطلوب مقاطعتها أكثر منه، وعند التسوق ينبهونه إلى تجنبها، أو يفحصون بلد الإنتاج إن كانت البضاعة جديدة. ويقول "قبل الحرب كانوا يصرّون على تناول طعام العشاء ولو مرة واحدة في الشهر داخل أحد مطاعم الوجبات السريعة الغربية، لكنهم الآن لا يلقون لها بالا ويقبلون بسهولة بالبدائل المحلية".

أما عيسى (اسم مستعار) فيعمل مندوبا للمبيعات في شركة متخصصة بالمنظفات المستوردة من الخارج والمنتجة في إسرائيل، ويقول -للجزيرة نت- إنهم لمسوا بعد الحرب تغيرا في مواقف التجار والمستهلكين تجاه البضائع الإسرائيلية وبضائع الشركات الدولية المصنفة على أنها داعمة للاحتلال.

ويقول "توقف ما لا يقل عن 80% من التجار عن شراء المنتجات الإسرائيلية، ومنتجات الشركات الداعمة للاحتلال، لأنه لا إقبال عليها، وانتهت صلاحية بعضها على الرفوف بسبب المقاطعة"، إذ إن المقاطعة شملت المواد الغذائية المتصلة ببلدان تدعم الاحتلال، ومنها مطاعم الوجبات السريعة الأميركية.

الكابشن:
ماكدونالدز تُسجّل هبوطاً في مبيعاتها لأول مرّة قلال السنوات الثلاثة الأخيرة. وكانت "ماكدونالدز إسرائيل" قد قدّمت وجبات مجانيّة لقوات العدو الإسرائيليّ خلال حربه الإبادية ضد 2.3 مليون فلسطينيّ.  ⁰
لنصعّد حملاتنا ضدّ ماكدونالدز #قاطعوا_ماكدونالدز.#BoycottMacdonalds pic.twitter.com/YXbUrvjREk

— حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) July 30, 2024

واضطرت الشركة التي يعمل فيها عيسى إلى البحث عن بدائل لتسيير أمورها، فتوجهت إلى المنتجات العربية وخاصة الأردنية التي غزت السوق، ليس في مجال المنظفات فحسب، بل المواد الغذائية أيضا. ويشير عيسى إلى توفر بدائل وطنية وعربية وتركية للمنتجات كافة، وبأسعار منافسة أحيانا.

كما يكشف مندوب المبيعات عن تأثر شركات احتكارية فلسطينية عديدة بالمقاطعة؛ "بعد سياسة رفع الأسعار التي اتبعتها في ما يتعلق بالمنتجات المطلوبة في السوق، وهي الآن تدفع الثمن وتخفض الأسعار بشكل ملحوظ، ولا يوجد زبائن".

ولفت إلى أن مندوبي مبيعات الشركات الموزعة للمنتجات الإسرائيلية باتوا يدخلون المتاجر على استحياء ويشعرون بالحرج، لأنهم يعرفون الموقف الشعبي من تلك المنتجات، بينما لجأت كبريات المتاجر الفلسطينية بشكل واسع إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمعلنين على منصاتها لترويج بضاعتها وبأرباح هامشية، وفق مندوب المبيعات.

نتيجة مقاطعة المواطنين للمنتجات الإسرائيلية، طواقم حماية المستهلك في مديرية وزارة الاقتصاد في محافظة بيت لحم أتلفت نحو 11 طنا من الحليب ومشتقاته غير الصالحة ومنتهية الصلاحية تم الإبلاغ عنها من قبل الشركة الموزعة. pic.twitter.com/LZj9Rcfe4q

— وزارة الإقتصاد الوطني (@MnePalestine) July 8, 2024

الأرقام تتحدث

بدوره، يقول مدير دائرة حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد الفلسطينية إبراهيم القاضي -للجزيرة نت- إن المقاطعة كانت واضحة للمنتجات الغذائية والمنظفات، موضحا أن المواطن يلجأ بالدرجة الأولى إلى المنتجات المحلية، وفي حال عدم توفرها يكون البديل هو المنتج العربي الذي لوحظ تزايده اللافت بعد الحرب.

وفي جوابه عن سؤال عن تأثير المقاطعة في أسعار المنتجات، قال إنه لم ترد شكاوى إلى الوزارة بهذا الخصوص، سوى في بعض أصناف الخضار والفواكه.

ووفق معطيات وزارة الاقتصاد الفلسطينية التي نشرت هذا الأسبوع، فإن المنتجات الإسرائيلية شكلت ما نسبته 72% مما ضبطته طواقم حماية المستهلك في الضفة الغربية خلال يوليو/تموز الماضي، أي من بين 141 طنا من المنتجات التالفة في سوق الضفة، فإن نحو 102 منها منتجات إسرائيلية، تتنوع بين سلع غذائية ومستحضرات تجميل ومواد كيماوية.

أما عن السبب فأرجعته الوزارة إلى "تنامي الوعي الشعبي إزاء مقاطعة منتجات وسلع الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة، فضلا عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين".

وتشير المعطيات إلى  انخفاض نسبة شراء المنتجات الإسرائيلية من العصائر والمشروبات إلى 82%، كما تراجعت نسبة شراء منتجات الحليب والألبان إلى 60% في السوق الفلسطينية، وفي المقابل أشارت إلى نجاحات في قطاع المشروبات وشركات التنظيف والكيميائيات بزيادة إنتاجها بنسبة 200 إلى 300% جراء الإقبال عليها بعد مقاطعة المواد الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المنتجات الإسرائیلیة إلى المنتجات

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تعتمد قرارا من محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

صرح السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت اليوم قرارًا يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري حول التزامات إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية بضمان وتسهيل إيصال مواد الإغاثة الإنسانية الضرورية لحياة الشعب الفلسطيني والمساعدات التنموية والخدمات الأساسية دعمًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك من خلال الدول الأجنبية وهيئات وأجهزة الأمم المتحدة كوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وذكر مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن طرح هذا القرار، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 137 صوتًا، جاء بمبادرة من النرويج وبمشاركة نشطة وفعالة من مصر، والتي ساهمت في صياغته والترويج له وحشد التأييد له في الأمم المتحدة، وذلك إيمانًا من مصر بأهمية إعلاء كلمة الحق والقانون ودفع إسرائيل للانصياع لالتزاماتها القانونية الدولية، ومن بينها السماح بنفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

وأضاف السفير أسامة عبد الخالق، أن مصر تتطلع لأن يأتي هذا الرأي الاستشاري الجديد مكملًا للآراء الاستشارية السابقة للمحكمة التي أكدت على أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مخالف للقانون الدولي وأن ممارسات الاحتلال، وفي مقدمتها الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، فاقدة للشرعية.

وأشار مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مصر تأمل في أن يساهم الرأي الاستشاري الجديد في تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنشاء دولته المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.

مقالات مشابهة

  • المقاومة تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة مخيم جنين
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية شمال الضفة الغربية
  • المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • متحدث قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
  • لماذا تصعّد السلطة الفلسطينية حملتها في جنين؟
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا من محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • مصر وفلسطين تؤكدان رفضهما للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية
  • الاحتلال يدرس تزويد أمن السلطة الفلسطينية بمعدات عسكرية