سودانايل:
2025-01-24@01:50:11 GMT

خيارات البرهان المحدودة بين المسيّرات والضغوط

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

فيصل محمد صالح

أثارت حادثة المسيّرة التي استهدفت احتفالًا عسكريًا حضره الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني تساؤلات كثيرة حول مصدر المسيّرة والغرض من استهداف البرهان، ثم الرسائل التي يمكن أن تكون الحادثة قد أوصلتها لمن يهمّه الأمر.
وقعت الحادثة يوم 31 يوليو المنصرم في منطقة جبيت التي تبعد حوالى 100 كلم عن العاصمة المؤقتة، بورتسودان، وهي منطقة بها عدد من المنشآت العسكرية ومراكز التدريب التي يمر بها ضباط الجيش السوداني في دورات حتمية.

ولأنها تصادفت مع حادثة اغتيال القائد الفلسطيني اسماعيل هنية فإنها لم تجد التغطية الإعلامية الكبيرة المتوقعة في مثل هذه الظروف.

كان البرهان يحضر تخريج عدد من الضباط المتدربين حين استهدفت مسيّرة أو مسيّرتان، بحسب بيان الناطق الرسمي للجيش، مكان الاحتفال، وأحدثت تفجيرًا تسبب في مقتل خمسة من الأشخاص وسقوط عدد آخر من الجرحى. وبحسب التحقيقات اللاحقة فإنّ المسيّرة ليست من النوع المتطور، وإنما هي شبيهة بالنوع الذي يتم استخدامه في التصوير من أعلى، وقد تم تعديلها لتحمل كمية من المتفجرات.
تركزت التساؤلات حول مكان انطلاق المسيّرة، فطالما هي ليست من النوع المتطور، فإنّ مداها بالضرورة محدود، وبالتالي فإنّ هناك شكوكًا كثيرة حول منطقة انطلاقها، خاصة وأنّ مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، المتهم الرئيسي في الحادثة، تبعد كثيرًا عن مكان سقوط المسيّرة. ارتبط بهذا السؤال تساؤل آخر حول من يقف وراء إطلاق هذه المسيّرة ويستهدف الفريق البرهان، هل هو بالضرورة قوات الدعم السريع باعتبار أنها في حالة حرب مع الجيش الذي يقوده البرهان، أم أنّ هناك احتمالات أخرى توسّع دائرة الاتهام لتشمل جهات أخرى.

الجهات الرسمية والمنصات الإعلامية والغرف الإلكترونية المساندة للجيش اتفقت كلها على اتهام قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن إطلاق المسيّرة ومحاولة اغتيال البرهان، خاصة وأنّ قوات الدعم السريع سبق أن استهدفت عددًا من المناطق بهذه المسيّرات، وإن لم تعلن مسؤوليتها عن الحادث. وكانت الحادثة الأولى في شهر رمضان الماضي حين استهدفت إحدى المسيّرات إفطارًا رمضانيًا لكتيبة "البراء بن مالك" في مدينة عطبرة، وهي كتيبة تتبع للحركة الإسلامية وتقاتل مع القوات المسلحة الرسمية، ثم تتابعت المسيّرات المرسلة لمدن مختلفة (القضارف وشندي ومروي وكوستي).
منذ الحادثة الأولى بدأت الشكوك حول مصدر إطلاق المسيّرة، وبرز احتمال أن يكون الأمر مدبرًا من داخل الصف الواحد لتصفية بعض الحسابات والخلافات، ومما ساهم في زيادة الشكوك أنّ الجهات الرسمية امتنعت عن التعليق على الحادثة، ولم تُشِر حتى لوجود تحقيق فيها، مثلما جرت عليه الأمور في الحوادث المشابهة.

تزامنت الحادثة الأخيرة مع الدعوة الأمريكية لطرفَيّ الحرب للتفاوض في جنيف في 14 أغسطس الجاري، وتردد الجانب الحكومي في إعلان الاستجابة للدعوة. وأجرت قوى إقليمية ودولية اتصالات متعددة مع قائد الجيش البرهان وبعض معاونيه. وقالت المصادر إنّ البرهان وعد بالمشاركة، في حين أنّ هناك أطرافًا متعددة داخل الجيش تعترض على المشاركة في التفاوض وتميل لوجهة نظر الحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش والرافضة لأي تفاوض والداعية للاستمرار في الحرب.

وبدا واضحًا من مواقف المنصات الإعلامية المختلفة أنّ الحركة الإسلامية، وحلفاءها، تحشد للموقف الرافض للتفاوض، وتركّز الهجوم عل البرهان وكل من ينادي بالذهاب إلى جنيف، بل دعت بعض هذه الرسائل للانقلاب على البرهان حال قبوله الدعوة واستبداله بمساعده الثاني الفريق باسر العطا الذي يجاهر برفض التفاوض.
لهذا فقد ذهبت بعض الآراء لتقول إنّ المسيّرة انطلقت من داخل المساحة الجغرافية الآمنة التي لا وجود فيها لقوات الدعم السريع، وهي بالتالي نيران صديقة من داخل البيت الواحد، والاحتمال الاكبر أنها رسالة تحذير وليست محاولة اغتيال شخصي، وإلا فإنه كان من الأفضل استهداف الطائرة الهليكوبتر التي أقلت البرهان من بورتسودان.

ورسالة التحذير تقول إنّ الذهاب لمنصة التفاوض في جنيف تعني الطلاق البائن مع البرهان، وهو طلاق قد ينتهي بالتصفية، مع تضمين الرسالة إشارة إلى أنّ اليد الطويلة قادرة على اللحاق به في أي مكان.

خيارات البرهان صارت محدودة فيما يبدو، الواقع الميداني والأوضاع الإنسانية الكارثية مع ضغوط حلفائه الإقليميين والدوليين تدفع به للتفاوض، بينما ضغوط حلفائه المحليين تتجه نحو رفض التفاوض، ولم يعد بإمكانه التأرجح بين الخيارين، كما اعتاد أن يفعل، فقد حانت ساعة المواجهة واتخاذ الخيار المناسب مع الاستعداد لدفع الثمن، هنا أو هناك.

(خاص "عروبة 22")  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع المسی رات

إقرأ أيضاً:

وحدات الجيش السوداني تحرز تقدما بالخرطوم في مواجهة الدعم السريع

احتدمت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم مع استمرار حرب السودان ضد قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو في مناطق مختلفة، وفق ما أفادت شبكة العربية.

تجري اشتباكات منذ ساعات في مدينة الخرطوم بحري على وقع مواجهات عسكرية متواصلة في المناطق الجنوبية منها باتجاه عمق ووسط المدينة.

ونجحت وحدات من الجيش دعومة بالمدفعية في إحراز تقدم وقطعت مسافات في طريقها نحو مقر سلاح الإشارة جنوبي المدينة.

في المقابل، سعت قوات الدعم السريع الموجودة في بعض أحياء منطقة بحري القديمة إلى إعاقة تقدم الجيش بالاشتباك مع القوات المتقدمة.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، دعت الدعم السريع في بيان قوات الجيش إلى المغادرة خلال 96 ساعة.

وقللت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش من تلك الدعوة، فيما أعلنت القوات المشتركة لحركات دارفور مساندتها للجيش، واستعدادها لمواجهة أي محاولة جديدة من قبل الدعم السريع للاقتراب من مدينة الفاشر.

كان نائب قائد الجيش السوداني وعضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين كباشي، شدد الأسبوع الماضي، بعد استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، على أن الطريق لاستعادة العاصمة بات مفتوحاً.

يذكر أن الخرطوم باعتبارها عاصمة السودان تتكون من 3 مدن هي الخرطوم (جنوب شرق) وبحري (شمال شرق) وأم درمان (غربا) وترتبط فيما بينها بجسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.

ويسيطر الجيش حاليا، على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.

وفي بحري، يُحكم قبضته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي يسيطر عليها الدعم السريع بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.

وفي الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب والشجرة، وجزء من منطقة جبرة.

بينما تسيطر قوات الدعم السريع، على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني ضد الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بحرق وتدمير مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بإحراق مصفاة الجيلي
  • مصفاة الخرطوم.. الجيش السوداني يوجه اتهام خطير لميليشيات الدعم السريع
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في بحري بالخرطوم
  • اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول مصفاة نفط بالخرطوم
  • الجيش السوداني يواصل انتصاراته في مواجهة قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
  • تجدد اشتباكات عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في العاصمة الخرطوم
  • وحدات الجيش السوداني تحرز تقدما بالخرطوم في مواجهة الدعم السريع