سودانايل:
2024-09-10@05:44:30 GMT

نحن و هُم : أزمة الضمير في السودان (5) الأخيرة

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

• جبير بولاد

( الأب يخفي أخطاء إبنه و الإبن يخفي أخطاء أبيه )
كونفوشيوس

.. في خواتيم مقالنا السابق، كنا قد حددنا الخيارات القاتمة التي تنتظر السودانيين إذا لم يستقيظ الضمير عند جماعة حلف النفعيين والرغبويين وفي هذا الحلف لا تغُرنّك التقسيمات القديمة ولا العداوات المصطنعة التي كانت تمارس أدوارها بإتقان في سلب العقول والحقوق العامة وتحتكر الدولة ومنافعها، مكللين ذلك بحق النسب الأشرف واحتكار مراكز القوى ( جيش، إعلام، اقتصاديات، .

..الخ) متناسين أن التاريخ يمضي وتتصاعد معه إحداثيات اجتماعية وثقافية تفتح الباب واسعا لمساحات الوعي ، إذ لا يمكنك إحكام السيطرة عليها علي الدوام ولكن كيف لموتي الضمير ان يستوعبوا تلك الحقائق الوجودية البسيطة !
.. الآن هذا الخراب الماثل أمامنا ، هو حصاد زرع قديم ولكنه زرع بذرته فاسدة ومسمومة، أورثتنا كسودانيين هذا الدرس القاسي والمؤلم ، و رغم ذلك تجد من ينفخ حتي الآن في نار السموم ويقول هل من مزيد ؟ وهولاء لو تتبعت أحوال معظمهم لوجدتهم بعيدين كل البُعد عن دائرة هذه النيران التي ينفخون فيها صباحا و مساء دون خجل او وازع من ضمير . و هم الذين تفيئوا ظلال مدن (تنوم وتصحي على الطرب) كما تَغنّي المطرب الراحل حمد الريح، هؤلاء ثُلة من القوم أسوأ ما أنتجته سُلالة ال(نحن) ، لماذا؟ لأنهم رغم تلقِيهم حظ من العلوم و وجودهم في حواضر عالمية معنية بالمعارف و سُبل تطوير الحس والشعور الإنساني إلا أنهم بقوا بكل أمراضهم الموروثة ، وزادوا عليها ايضا إنتفاخ وتضخم ذات لا تري في اي تغيير سياسي في السودان منحي إيجابي إلا اذا كانوا ضمن تشكيلته، ويا ليتهم ممن يُرتّجي منهم ، بل بالعكس فهم مثل الأبالسة يأتي الواحد منهم فيخطف الخطفة ثم لا ينتظر الشهاب الرصدا (المُحاسبة) ، ثم يأتينا بعد خرف ليحكي أساطير تزيد في تدليس الواقع وتزييف التاريخ، فهو المتعّقر، المقعيٌ ككلب عقور، أن تركته ينبح وان أقتربت منك يعضُك . هؤلاء لن يجد السودان ولا أجياله القادمة منهم إلا الخُذلان والعقوق . وفي معارك الضمير الكبري تجدهم منهزمون، لذلك ستطويهم الذاكرة في مكان قصِي لن تدركه شمس التذّكُر أبدا .
.. علي خلفية شبح المجاعة الطاحن الذي بات يتربص بالسودانيين في الداخل، يمد العالم يديه ليفتح بوابة للأمل لإيقاف هذه الحرب المأساوية و عذاباتها والسودانيين المكتوين حقيقة بلظي الحرب يدعون الله أن يُهدي من تسببّ في هذه الحرب وأشعل نارها ان يجلس أولا لمراجعة الذات والإعتراف بالأخطاء، ثم يمضي لفتح صفحة جديدة للتاريخ السوداني لمعالجة المرارات و المظلومية التاريخية، ثم يطلب الصُفح والغفران من هذا الشعب المكلوم و الصابر ثم تسليمه سلطته المغتصبة منذ ذلك اليوم المشؤوم ( 25 أكتوبر 2021 )، ليمضي في حُلمه نحو التغيير المدني الديمقراطي، وليودّع تاريخ طويل من العذابات والاحباطات و الخذلان كان السبب فيها موتي الضمير ممن اختطفوا الدولة، وفي أنانية أبعدوا الآخرين من شركاء الوطن ، مما جعل هذه المظالم تتراكم الى حد الغِبن لتنفجر كلها دفعة واحدة لتحطم مركز الدولة وأسطورتها الكاذبة .
.. إذا اردت سماع الطيور، لا تشتري الأقفاص، بل إغرس الأشجار .
انتهي

jebeerb@yahoo.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خبير زراعي: الدولة تولي الفلاح المصري اهتماما كبيرا خلال الـ10 سنوات الأخيرة

أكد الدكتور أشرف كمال أستاذ اقتصاد زراعي، أن الدولة تولي الفلاح المصري اهتماما كبير منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، إذ صدرت قوانين عدة منذ عام 2014 مثل قانون الزراعة التعاقدية والعضوية، وتداول أقطان الإكثار، وتطوير بنك التنمية والائتمان الزراعي، فضلا عن التكافل الزراعي للفلاحين، والتأمين الصحي لهم.

نص قانون الزراعة التعاقدية

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ قانون الزراعة التعاقدية يشير إلى أنّ التعاقدات مع المزارعين أصبحت ليست عقود إذعان كما كانت في السابق ولكن لصالح المزارع بشكل كبير، مشيرا إلى أنّه جرى إطلاق أسعار الضمان للسلع الاستراتيجية مثل القمح وفول الصويا وعباد الشمس والذرة الشامية، ووضع أسعار تضمن حد أدنى للسعر يجرى زيادته عند زيادة أسعار السوق العالمية.

مزايا كارت الفلاح للمزارع

وواصل، أنّ الدولة أطلقت الكثير من المبادرات المهمة لدى المزارع المصري مثل «كارت الفلاح» الذي يوفر مستلزمات الإنتاج للمزارع، فضلا عن مبادرة «حياة كريمة» التي تحقق تحسين المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر خاصة في الريف من خلال تحسين جميع أبعاد التنمية البشرية من صرف صحي ومياه شرب نقية وتعليم وإسكان ومراكز شباب ومساجد وكنائس وغيرها من الخدمات الأخرى.

مقالات مشابهة

  • حل أزمة الضريبة 27% على النقد الأجنبي التي اختلقها المحافظ السابق
  • مبادرة إسناد : قرار العودة إلى السودان تتخذه الأسر وفق تقديراتها و لا توجد جهة تطلب منهم ذلك
  • أزمة هيفاء وهبي الأخيرة تدفعها لدعم شيرين عبدالوهاب.. ما علاقتها؟
  • خبراء اقتصاد في إسرائيل: أزمة مالية متوقعة تزيد صعوبة الحرب
  • «التنمية المحلية»: استرداد 1162 فدان زراعة خلال الموجة الأخيرة من إزالة التعديات
  • خبير زراعي: الدولة تولي الفلاح المصري اهتماما كبيرا خلال الـ10 سنوات الأخيرة
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • الحرب على غزة تدخل يومها 338 وسط تضارب حول مقترح “الفرصة الأخيرة”
  • من هي الشخصيات التي غادرت مسلسل قيامة عثمان الجزء السادس حتى الحلقة الأخيرة؟
  • الخارجية الفرنسية: ندعم جهود الوساطة التي تضطلع بها البعثة الأممية تمهيدًا لحل أزمة المركزي