‫بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

‫تمهيد‬:
قبل التأويل والتخوين والأتهام لنا نوضح عبارة ” تعاملت بمبدأ الإسلام” . نحن كمسلمين ومن جميع المذاهب والطوائف نعرف ان ديننا دين النصيحة . والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو قدوتنا جميعا . وهذا هذا حديث عظيم رواه مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول الرسول ﷺ: (الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)وقبل ان يأتي الينا من يكذبنا نعطيه اصل الحديث ( أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة برقم 55)
‫أولا‬: فالولايات المتحدة سلكت هذا الطريق مع إيران اي طريق النصيحة وخصوصا بُعيد اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران ” والذي هو فعل خطير وكبير واعتداء على دولة ذات سيادة اي اغتيال هنية” .

وان من اجبر واشنطن على ذلك هو الخطر الفضيع فيما لو باشرت ايران بالرد ضد إسرائيل لانه حتما ستتفجر حرب اقليمية تذهب إلى حرب عالمية ثالثة غير مستعدة لها الولايات المتحدة المنهمكة بفترة الانتخابات الاميركية من جهة ، وما يحدث في أوكرانيا وغزة من جهة اخرى .اضافة للمخاطر على اسرائيل التي تعتبرها واشنطن قلب وروح الولايات المتحدة .. ولهذا
1-شرعت واشنطن بتقديم النصائح بالمباشر وعبر وسطاء ان تتريث طهران ولا تقوم بالرد .
2-كذلك شرعت واشنطن بتقديم التنازلات لطهران من مبدأ ( تقديم الديّة عن دم هنيّة وعن التجاوز على سيادة ايران ) فوافقت واشنطن بجعل يحيى السنوار بديلا عن إسماعيل هنيّة على رأس حركة حماس والذي هو بمثابة ( حسن نصر الله الثاني) بالنسبة لإيران . هناك موافقة ضمنية ان تستقر قيادات حماس في طهران .
3- واعطيت واشنطن الضوء الأخضر ان يكون اللاعب الاول في القضية الفلسطينية هي ايران بعد تخلي العرب والمسلمين عنها ” اي اصبحت المرجعية الخاصة بالقضية الفلسطينية ” وهذا يعني سحب البساط حتى من قطر وتركيا تقريبا ! وبنفس الطريقه فتح الطريق للدول العربية للتطبيع مع اسرائيل .
‫ثانياً‬ : ولكن قد يسأل سائل أين هي النصيحة ؟
الجواب :
1-شهادة صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت ان الولايات المتحده ترسل رسالة الى إيران(
اذا ضربتم إسرائيل فان اقتصادكم سيمحى من الوجود ولا بنيه تحتيه تبقى لديكم) وهذه نصيحة بلغة التهديد !
2-وشهادة صحيفة “بوليتكو” قالت ان (ايران تفكر بعدم الرد حفاظاً على اقتصادها وتجنب ضربه كبرى ماحقة للبنيه التحتيه لانها لن تستطيع بعدها ان تنهض)
‫ثالثا‬: وهنا باتَ واضحاً ان ايران أخذت بالنصيحة ولكنها تريد ارضاء شعبها وشراء ماء وجهها .. وبالتالي
(قد تطلب الموافقه على توجيه ضربه منسقه مع الولايات المتحدة ومخففه لحفظ ماء وجهها) ومثلما فعلت عندما وجهت ضربتها رداً على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل ٧ جنرالات من الحرس الثوري!
‫الخلاصة‬ :
إيران لن تقدم على توجيه اي ضربة ضد اسرائيل. وان وجهتها فسوف تكون عبر حلفائها في المنطقة وبمقدمتهم حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن . ويبقى احتمال توجيه ضربة متفق عليها بين واشنطن وطهران أمر وارد ودون ان تدمر شيء ولا تقتل انساناً !
سمير عبيد
٩ اب٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

واشنطن وطهران على مفترق طرق.. هل تنجح الدبلوماسية أم تشتعل المواجهة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط تصاعد التوترات النووية في الشرق الأوسط، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق اختراق دبلوماسي مع إيران، في محاولة لاحتواء الأزمة النووية المتفاقمة وضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي. 
وبينما يرى بعض المراقبين أن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة، فإن آخرين يعتقدون أن الظروف الحالية قد تفرض على الطرفين إعادة النظر في مواقفهما المتشددة، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، والتحديات الاستراتيجية التي تواجهها واشنطن.

إيران تقترب من القنبلة النووية وواشنطن تفقد نفوذها
يُعد البرنامج النووي الإيراني أحد أكبر التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية، خاصة مع تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم واقتراب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي. 


فبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا والعراق، وتراجع نفوذ حلفائها الإقليميين مثل "حماس" و"حزب الله"، تبدو إيران أكثر إصرارًا على استخدام برنامجها النووي كأداة ردع ضد أي تهديد عسكري محتمل.

في المقابل، تجد واشنطن نفسها أمام معضلة كبيرة، حيث ينتهي هذا العام العمل بآلية "سناب باك" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، وإذا لم تتحرك الإدارة الأمريكية بسرعة، فقد تخسر أحد أهم أدوات الضغط الدبلوماسي، مما يمنح طهران مساحة أوسع للمناورة.

عقبات معقدة أمام أي تفاوض محتمل
لطالما كانت المفاوضات مع إيران عملية معقدة، لكن هذه المرة تبدو الأمور أكثر صعوبة، نظرًا لتداخل الملف النووي مع قضايا أخرى، مثل:
الدور الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية: حيث يُنظر إلى الدعم العسكري الإيراني لروسيا، خاصة الطائرات المسيّرة، على أنه تهديد مباشر للمصالح الغربية.
الملف الإقليمي: تتهم واشنطن طهران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط عبر دعم الفصائل المسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
الاقتصاد الإيراني: رغم العقوبات، تمكنت طهران من تعزيز صادراتها النفطية، خاصة إلى الصين، مما يقلل من تأثير الضغوط الاقتصادية الغربية.


انعدام الثقة بين الطرفين: لا تزال إيران متشككة في نوايا ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018 واغتيال الجنرال قاسم سليماني، فيما يعزز تهديد إيران باغتيال ترامب موقفه المتشدد تجاهها.
نتنياهو يضغط لعمل عسكري ضد إيران
وسط هذه التوترات، كشف تقرير أمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس ضغوطًا على إدارة ترامب لدفعها نحو تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. 


وقد جاء ذلك خلال اجتماع جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في القدس، حيث ناقش الطرفان "ضرورة إحباط الطموحات النووية الإيرانية".


وفي هذا السياق، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز لقناة "فوكس نيوز" في 16 فبراير 2025، بأن إدارة ترامب "لن تدخل في مفاوضات مع إيران ما لم تتخلَّ عن برنامجها النووي بالكامل"، في موقف يعكس توجهًا أمريكيًا أكثر تشددًا تجاه طهران.


إيران ترفض الضغوط وتؤكد استمرار برنامجها النووي
في المقابل، ردّت إيران على هذه التحركات بتصريحات قوية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "عندما يتعلق الأمر بدولة مثل إيران، فإنهم لا يستطيعون فعل شيء"، مشددًا على أن "التهديدات لن تثني طهران عن موقفها النووي".


ويبدو أن إيران تعتمد استراتيجية "الردع النووي الكامن"، أي البقاء على عتبة امتلاك سلاح نووي دون تجاوزه رسميًا، مما يمنحها قدرة تفاوضية أكبر دون التورط في مواجهة عسكرية مباشرة.
إيران بين ثلاث سيناريوهات خطرة
وفقًا لمحللين دوليين، تواجه إيران ثلاثة خيارات رئيسية خلال الأشهر المقبلة:

الاحتفاظ بقدراتها النووية عند مستوى "الردع الكامن"، أي الإبقاء على القدرة التقنية لإنتاج سلاح نووي عند الحاجة، دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية.
التسريع نحو امتلاك قنبلة نووية، في حال تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية.
خيار التفاوض، وهو الحل الأقل احتمالًا حاليًا، لكنه قد يصبح ضروريًا إذا تزايدت الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران.
تأثير حرب غزة 2023 على حسابات إيران النووية
لعبت حرب غزة عام 2023 دورًا مهمًا في تغيير موازين القوى الإقليمية، حيث شهدت إيران تراجعًا في نفوذها على حلفائها التقليديين، مثل "حزب الله" و"حماس". 
كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق أضعفت قدرة طهران على استخدام وكلائها في المواجهات الإقليمية. 

في ظل هذا الوضع، أصبح البرنامج النووي هو أداة الردع الأهم بيد النظام الإيراني.

هل تلجأ واشنطن إلى الخيار العسكري؟
رغم التصريحات القوية من إدارة ترامب، فإن خيار الضربة العسكرية ضد إيران يبقى محفوفًا بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة تشمل الخليج العربي، مع احتمال شن "حزب الله" و"الحوثيين" هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

في الوقت نفسه، فإن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مع احتمال قيام السعودية ودول أخرى بالسعي لامتلاك قدرات مماثلة.

ما هي فرص نجاح الدبلوماسية؟
إذا قررت إدارة ترامب الدخول في مفاوضات مع إيران، فإن نجاحها يعتمد على عدة عوامل، أهمها:

إعطاء الأولوية للملف النووي دون ربطه بالقضايا الإقليمية الأخرى.
تقديم ضمانات اقتصادية لإيران مقابل التزامها بتقييد برنامجها النووي.
كسب دعم الصين وروسيا لمنع طهران من استخدام تحالفاتها لتعطيل أي اتفاق جديد.
تعزيز آليات التفتيش الدولية لضمان عدم قدرة إيران على استئناف أنشطتها النووية سرًا.
 

 

مقالات مشابهة

  • بعد اسبوع من تصريحات فيدان ضد إيران.. طهران تستدعي سفير تركيا
  • الدويش: في إيران ولو هدف يا دوران
  • العراق بقلب العاصفة.. تقارب واشنطن وموسكو يحرج طهران ويدفعها لـ4 خيارات
  • واشنطن وطهران على مفترق طرق.. هل تنجح الدبلوماسية أم تشتعل المواجهة؟
  • رسميًا.. غياب كريستيانو رونالدو عن مواجهة الإستقلال في إيران
  • هل سيسافر رونالدو إلى إيران للمشاركة في مباراة النصر واستقلال طهران؟
  • إيلون ماسك يدعم مبادرة انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة والناتو
  • تداعيات بقاء إيران في القائمة السوداء لمجموعة فاتف
  • كوريا الجنوبية تطلب من الولايات المتحدة استثناءها من التعريفات الجمركية
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله