علمت «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة الصلة، أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، طلب خلال المكالمة التي جرت مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين الماضي، لقاءً ثنائياً بين الجانبين قبل انعقاد مفاوضات سويسرا في 15 من ديسمبر (آب) الحالي.

وأكدت المصادر نفسها، أن بلينكن أبدى موافقته على الطلب السوداني، ورأى أن يجري اللقاء في سويسرا، لكن البرهان اقترح عقده في مدينة جدة السعودية التي استضافت المفاوضات السابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، ونتج عنها اتفاق «إعلان المبادئ».



وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو مولر، إن بلينكن، شدد خلال المحادثة على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في مفاوضات وقف إطلاق النار في جنيف بسويسرا، و«ضرورة وقف القتال بشكل عاجل، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لتخفيف معاناة الشعب السوداني».

بدوره، قال البرهان على منصة «إكس» إنه تحدّث مع الوزير الأميركي «عن ضرورة معالجة شواغل الحكومة قبل بدء أي مفاوضات».

ووفق المصادر، فإن المكالمة التي جرت بين البرهان وبلينكن استمع إليها عدد من أعضاء «مجلس السيادة» الحاضرين في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة في شرق البلاد.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة السودانية استعدادها المبدئي للمشاركة في مفاوضات سويسرا، لكنها ترهن ذلك بإلزام «الدعم السريع» تنفيذ «اتفاق المبادئ» الموقع في جدة في مايو (أيار) العام الماضي.

وتوقعت المصادر السودانية نفسها، أن يتشكل الوفد السوداني من قيادات عسكرية رفيعة في الجيش وممثلين عن الخارجية، وفي المقابل يمكن أن ترسل الإدارة الأميركية، مسؤولاً رفيعاً في وزارة الخارجية، والمبعوث الخاص توم بيريللو، والقائمة بالأعمال الأميركية لدى السودان لوسي تاملين.

وحول الأجندة التي يمكن أن تطرح في اللقاء الثنائي، رجحت المصادر «أن تطلب الحكومة السودانية من الجانب الأميركي ممارسة مزيد من الضغوط على الدول التي تدور حولها مزاعم بدعم (قوات الدعم السريع)».

وربما تشمل المطالب السودانية أيضاً الضغط على «الدعم السريع» لإرغامها على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية لمنع تمددها في أراضٍ جديدة.

ومن ضمن الأجندة الأخرى التي ستكون حاضرة بقوة خلال اللقاء السوداني - الأميركي «مستقبل (قوات الدعم السريع) في المشهد السياسي».

وذهبت المصادر إلى القول، إنه «بعد الموافقة العلنية التي أبداها بلينكن، على عقد هذا اللقاء، ربما يحدث بعض التغيير في المواقيت الزمنية لمحادثات سويسرا المقرر لها منتصف الشهر الحالي، خصوصاً إذا تزامنت مع عقد اللقاء الثنائي في جدة».

ويتوقف اتخاذ الحكومة السودانية قرار المشاركة من عدمه في محادثات سويسرا، بانعقاد اللقاء، وما يجري التوصل إليه من تفاهمات بين الجانبين.

وكان مسؤول أميركي رفيع أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن واشنطن مستمرة في إجراء مناقشات منفصلة مع طرفي الصراع بتنسيق مع قوى إقليمية نشطة في الملف السوداني، للعودة إلى مسار التفاوض السلمي في أقرب وقت.

وأفاد حينها بأن موقف قادة الجيش السوداني في تلك الاتصالات «بدا أكثر إيجابية في التعاطي مع التحركات الأميركية».

ويسود «تفاؤل حذر» الأوساط السودانية بشأن مشاركة الجيش في محادثات وقف الحرب المشتعلة في البلاد منذ 15 شهراً، بعد تعثر الجولات السابقة التي عقدت في جدة والمنامة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی جدة

إقرأ أيضاً:

«لجان المقاومة الفاشر»: الدعم السريع استهدف المدينة بمسيّرات تحمل مادة محرمة دولياً

بحسب مصادر متطابقة من الفاشر الأحد، اسقاط الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة عدد من المسيرات كانت قد اطلقتها قوات الدعم السريع على المدينة، فيما تضاربت المعلومات حول عددها.

الفاشر: التغيير

قالت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر إن المسيّرات التي تم إنزالها يوم أمس الأحد، بالمدينة تحمل عبوات من عجينة مادة “c4” المحرم دولياً استخدامها داخل المدن والأماكن المكتظة بالسكان، باعتبارها مواد عالية الخطورة وشديد الانفجار.

وأكدت مصادر متطابقة من الفاشر الأحد، اسقاط الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة عدد من المسيرات كانت قد اطلقتها قوات الدعم السريع على المدينة، فيما تضاربت المعلومات حول عددها.

ومادة “C4” التي ذكرتها تنسيقية لجان المقاومة الفاشر في منشور على صفحتها بمنصة (فيسبوك) اليوم الإثنين، مرفق معه عدة صور، هي نوع من المتفجرات القوية التي تُستخدم في الأغراض العسكرية والتجارية.

وهي نوع من المتفجرات البلاستيكية، مكونة من عناصر نشطة مع مواد رابطة مثل البوليمر (غالبًا البوليستر أو البولي إيثيلين) لتكوين عجينة متماسكة، وتتميز بأنها قابلة للتشكيل، مما يعني أنها يمكن أن تُشكل لتناسب الأغراض المختلفة.

وتعتبر “C4” من المتفجرات عالية القوة، وتستخدم في التفجيرات العسكرية والأعمال الهندسية، كما تستخدم في تصنيع القنابل والعبوات الناسفة والتفجيرات الكبيرة، وهي محظورة دوليًا وتخضع لقوانين وقواعد صارمة لتجنب استخدامها في الأنشطة غير القانونية أو الإرهابية.

وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) قد ذكرت في تقرير صدر اليوم الإثنين، حصول الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مؤخرًا، على أسلحة ومعدات عسكرية حديثة من مصادر أجنبية.

وطالبت المنظمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتجديد وتوسيع حظر الأسلحة المفروض على منطقة دارفور ليشمل جميع أنحاء السودان، مع دعوة إلى محاسبة الأطراف المخالفة.

وقالت إن من بين المعدات الجديدة التي تم تحديدها طائرات بدون طيار مسلحة، وأجهزة تشويش على الطائرات بدون طيار، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وقاذفات صواريخ متعددة الفوهات، وذخائر هاون.

وذكرت أن هذه الأسلحة منتجة من قبل شركات في الصين وإيران وروسيا وصربيا والإمارات العربية المتحدة.

الوسومآثار الحرب في السودان الأسلحة المحرمة دولياً المسيرات انتهاكات الدعم السريع مدينة الفاشر

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • «لجان المقاومة الفاشر»: الدعم السريع استهدف المدينة بمسيّرات تحمل مادة محرمة دولياً
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • مقتل طالبة جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأبيض
  • بلينكن يتوجه إلى المملكة المتحدة الاثنين لبحث الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
  • بلينكن يزور بريطانيا لبحث ملفي الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • مصادر: التموين تستعد لحذف غير المستحقين من البطاقات بمحددات جديدة (كهرباء وسيارة)