تساؤلات عن دلالات رفع العقوبات الأممية عن نجل صالح المقيم في أبوظبي
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
أثار رفع نجل الرئيس اليمني الراحل، العميد أحمد علي عبد الله صالح المقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، من قائمة العقوبات الأممية المدرج فيها منذ 9 سنوات هو والده، في الأيام الأخيرة، على خلفية تحالفهم مع جماعة الحوثيين والانقلاب على السلطة الشرعية عام 2014 أسئلة عديدة حول ما بعد هذا الإجراء ودلالاتها وتوقيتها.
ونهاية تموز /يوليو الفائت، تم الإعلان عن إزالة نجل صالح ووالده الذي لقي مصرعه في معارك مع حلفائه الحوثيين في صنعاء نهاية 2017، من قائمة العقوبات الأممية المفروضة عليهما منذ عام 2015، وشملت العقوبات المنع من السفر وتجميد الأموال.
واعتبرت هذه الخطوة بحسب مراقبين، التي حظيت بدعم مجلس القيادة الرئاسي الحاكم في اليمن، بعدما طالب مجلس الأمن الدولي برفع أحمد علي صالح من قائمة العقوبات، وموافقة السعودية والإمارات اللذين يقودان التحالف العربي ضد الحوثيين منذ 2015، على أنها "مرحلة تمهد لإعادة القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري المنحلة إلى المشهد السياسي ومنح الفرصة للعب أدوار مختلفة استنادا على إرث والده الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود".
"العقوبات ظالمة"
وفي أول حديث له عقب رفع العقوبات عنه، قال أحمد علي صالح إنه "يدعم السلام، وكل خطوة تعزز التقارب والتفاهم بين كافة القوى الوطنية وبناء الدولة اليمنية المتماسكة".
وأكد نجل صالح في الكلمة التي نشرتها قناة "اليمن اليوم" المملوكة له، أن العقوبات ظالمة ـ حسب وصفه ـ وأن فترتها كانت اختبارا حقيقيا للصبر والإرادة والثبات في المواقف والالتزام بالمبادئ التي تربينا عليها وآمنا بها واسترشدنا بها، وهي المبادئ التي تنطلق من قناعتنا التامة وإيماننا العميق بحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة وفي الأمن والاستقرار والسلام.
وأشار "سنظل أوفياء لتلك المبادئ وحريصين من أجل أن يسود السلام ربوع وطننا والمنطقة والعالم، وأن تتحقق لشعبنا تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار، بعيداً عن الصراعات و الاحتراب والتمزق، وسنكون داعمين لكل جهدٍ يُبذل في ذلك من كل الشرفاء والخيّرين".
كما عبّر السفير السابق لدى الإمارات عن شكره لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وللسعودية والإمارات على جهودهم في رفع قرار العقوبات الأممية.
"حظوظه كبيرة"
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا، عادل الشجاع، أن إزالة نجل صالح ووالده من قائمة العقوبات يؤكد أن المجتمع الدولي يمضي نحو السلام في اليمن وأنه لم يعد هناك معرقلون للسلام".
وأضاف الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21": "لكن السلام المطروح ليس سلاما شاملا وعادلا، بل سلاما مجزوءا يحافظ على بقاء الحرب تحت الرماد متى ما أرادوا أوقدوها".
وفيما يتعلق بتوقيت رفع العقوبات عن صالح ونجله، أكد الأكاديمي اليمني أن ذلك يأتي بعد أن وصلوا إلى الصيغة النهائية للاتفاق بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن أن نسمي هذا الاتفاق خارطة طريق، لأن الخارطة توضح مراحل الاتفاق وأهدافه وهذا حتى الآن ما زال مجهولا".
وقال إن "الاتفاق أيضا، هو بين دولة خارجية وفصيل يمني لا يمثل اليمن، وهو بنفس الوقت فصيل انقلابي دارت الحرب بسبب انقلابه".
وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء فإن "نجل صالح لا يحتاج إلى ترميم، لأن إقامته الجبرية خلال سنوات الحرب، جعلته يحافظ على يده نظيفة من الولوغ في الدماء أو حتى المشاركة في التحريض، بسبب ذلك يعد مطلبا لجميع الأطراف".
فيما استدرك قائلا: "لكن السؤال، كيف تفكر هذه الأطراف في التعاطي معه، وهل تريده فعلا عاملا مشتركا للجميع وتغسل به جرائم الأطراف الأخرى، أم تريد استخدامه لحرق صفحته التي حافظ عليها نقية من الدماء خلال فترة الحرب؟".
وأوضح عضو اللجنة العامة بحزب المؤتمر اليمني أن "حظوظ أحمد علي تظل كبيرة جدا فيما لو نزل إلى الملعب السياسي بشروطه وليس بشروط الآخرين".
وأردف "فهو بالإضافة إلى إرث والده السياسي والعسكري وكذلك الحزبي، ظل بعيدا عن الحرب وما خلفته".
ووفق للأكاديمي الشجاع، فإن نجل صالح يعد الأكثر حظا وقبولا في الشارع الوطني، بل يمكنه لعب دور إقليمي ودولي في استعادة الدولة وإعادة الإعمار".
وقال إن الإجابة النهائية تبقى لديه، وأي الطرق سيسلك، متسائلا بالقول: "وهل سيخضع للضغوط والإملاءات يقبل بدور جزئي، أم أنه سيفرض شروطه ليتحول إلى رمز وطني يطلبه الجميع للإنقاذ؟"، على حد تساؤلاته
"إرضاء وثمن انكفاء"
من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي، إن خطوة رفع اسم صالح ونجله من قائمة العقوبات، يأتي في سياق المساعي الإقليمية والدولية المبذولة حاليا لحلحلة الملف اليمني، وإرضاء كل الأطراف، ومن بينها أسرة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
وتابع السلامي حديثه لـ"عربي21"، أن مطلب رفع العقوبات كان منذ البداية مطلبا لجزء من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، ثم تبناه المجلس الرئاسي بعد التحاق طارق صالح ليكون عضوا فيه.
الكاتب اليمني أكد أن "رفع العقوبات عن صالح ونجله، يعني منح أحمد علي حق التحرك والتنقل، ومنح أسرة صالح حق التصرف بأموال الأسرة، والتي بلا شك ليست بالقليلة".
وقال : "لكن من وجهة نظري، فإن القرار لا يعني عودة أحمد علي لممارسة العمل السياسي، أو لا يمهد لذلك على الأقل في المرحلة الحالية".
والواضح الآن، وفق الصحفي السلامي أن هناك توجها لطي كل الملفات العالقة، بما فيها ملف أسرة صالح، وربما يكون هذا الإفراج عن الأموال، هو "ثمن انكفاء الأسرة وتحولها بعيدا عن السياسة، للمضي قدما في خارطة الطريق التي يجري رسمها على مقاس الحوثيين، بعد التحول الكبير في ميزان القوى لصالحهم، والميل السعودي الملحوظ لمهادنتهم والدخول في سلام مستدام معهم".
وأشار السلامي إلى أنه بالرغم من أن هناك حالة من التعاطف الشعبي مع أسرة صالح، خصوصا في السنوات الأخيرة بعد تزايد معاناة الناس بسبب فشل "المجلس الرئاسي" وعنجهية الحوثي، إلا أن العودة للمشهد السياسي ربما ليست خيارا إقليميا، كما أنه خطوة قد تلقى رفضا حوثيا، ومن بعض الأطراف الأخرى في الشرعية اليمنية".
كما لفت المتحدث ذاته إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن أسرة صالح لم تغب عن المشهد السياسي فطارق صالح موجود في المجلس الرئاسي ويملك قوات عسكرية، وجغرافيا يسيطر عليها.
وخلص الكاتب والصحفي السلامي، إلى أن هذه الخطوة ربما "تكون لإرضاء أسرة صالح ومنحها ثمن التحول عن عالم السياسة، أما العودة إلى المشهد السياسي فطارق صالح أكثر حضورا، ومع ذلك يظل الأمر في اليمن عُرضة للكثير من المفاجئات"، على حد تعبيره.
وما يزال أحمد علي صالح يشغل منصبا مهما في حزب المؤتمر الذي كان يتزعمه والده قبيل مقتله على أيدي الحوثيين نهاية 2017، حيث اختير نائبا لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام ( الجناح المتحالف مع الحوثيين) في أيار /مايو 2019، لكن دون أن يمارس أي نشاط تنظيمي حزبي، بل انتهج الصمت مع جماعة الحوثي حتى بعد مقتل والده، ودون أن يشير إلى الجماعة في أكثر من كلمة صدرت عنه، خلال الأعوام الماضية.
وكان نجل صالح قد شغل قيادة قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة أيام حكم والده، وهي قوات تتمتع بأحدث التجهيزات العسكرية داخل الجيش اليمني حتى إزاحته من المنصب في 2013 وتعيينه سفيرا لليمن لدى الإمارات التي بقي فيها بعد عزله من منصب السفير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية اليمني عبد الله صالح الإماراتية السعودية السعودية اليمن الإمارات عبد الله صالح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قائمة العقوبات العقوبات الأممیة رفع العقوبات أسرة صالح أحمد علی نجل صالح فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بووانو: حضور وفد إسرائيلي لاجتماع "الأممية الاشتراكية" بالرباط "استفزاز غير مقبول"
قال عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إن حضور وفد اسرائيلي في اجتماع المجلس العالمي للأممية الاشتراكية بالمغرب، السبت والأحد، « يشكل استفزازا غير مقبول للمغاربة، ويحتاج إلى توضيحات ».
وأوضح بووانو في كلمة له خلال الاجتماع الأسبوعي للمجموعة، اليوم الإثنين، المقر المركزي للحزب بالرباط، أنه يستغرب لقبول حضور الوفد الاسرائيلي للمغرب، في وقت تستمر فيه حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة على يد الجيش الاسرائيلي، وفي وقت هناك إجماع داكل الكينيست الإسرائيلي على عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتسائل بووانو، « كيف سمح مكون سياسي مغربي (يقصد الاتحاد الاشتراكي) لنفسه، باستدعاء الوفد الصهيوني بدون حياء، خاصة مع تداول أخبار حول حضور عائلات بعض الأسرى الاسرائيليين، وكأن ما يجري في غزة من تقتيل وتجويع لا يهمنا كمغاربة ».
وأكد رئيس المجموعة، أن « هذا اللقاء لو نظم في اسبانيا، لم يكن من الممكن الترخص للوفد الإسرائيلي بالمشاركة، بالنظر لمواقف رئيس وزرائها من القضية الفلسطينية ».
وخلص بووانو إلى أن « حضور اسرائيليين مهما كانت انتماءاتهم السياسية للمغرب، الذي يعرف استمرار الفعاليات التضامنية مع غزة وفلسطين، أمر غير عاد ويطرح الكثير من التساؤلات ».
وكان « اليوم 24″، نشر صباح اليوم خبرا عن مشاركة « إسرائيليين »، في اجتماع الأممية الاشتراكية الذي استضافه حزب الاتحاد الاشتراكي في العاصمة الرباط على مدار يومين، واختتم أمس الأحد.
وقال مصدر قيادي في الحزب لـ »اليوم 24″، إن الحضور الإسرائيلي في الاجتماع تمثل في السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية « كوليت أفيتال »، وهي أول امرأة تترشح لرئاسة الكيان الصهيوني عام 2007 في مواجهة شمعون بيريز، وكانت عضوًا في الكنيست ومسؤولة رفيعة في وزارة خارجية الكيان، وهي نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، كما حضرت أشغال الاجتماع سياسية إسرائيلية أخرى، ممثلة لأحد الأحزاب الاشتراكية الإسرائيلية.
من جهة أخرى، كشف عضو مجلس الشيوخ المكسيكي ورئيس الحزب الثوري المؤسساتي بالمكسيك، أليخاندرو مورينو كارديناس، عن تواجد عائلات أسرى الحرب في قطاع غزة بالرباط، بالتزامن مع اجتماع الأممية الاشتراكية.
وقال أليخاندرو، وفق صحيفة El Universal المكسيكية: »نجتمع اليوم في هذا البلد الجميل (يقصد المغرب)، بوابة أوروبا إلى إفريقيا، حيث يلتقي أصدقاء إسرائيل وفلسطين، ليس فقط لمناقشة أهوال هذه الحرب، بل للمساهمة في إيجاد حلول للنزاع وتحقيق إطلاق سراح الأسرى، الذين يمكن أن يعود كثير منهم، في لفتة إنسانية، إلى منازلهم في عيد الميلاد هذا ».
وحاول « اليوم 24 » أخذ وجهة نظر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي حول الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون رد.
كلمات دلالية إسرائيل الأممية الاشتراكية