لماذا لن ترد إيران ؟ وماهي إستراتيجية “يواش يواش”التي اطلقها السيد نصر الله !
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: يعتبر حزب الله الشيعي في لبنان هو الطرف الوحيد الذي على تماس مع إسرائيل في مايسمى بمحور المقاومة اولا ،وهو الأقرب لإسرائيل من إيران نفسها ثانيا .وهو الطرف الوحيد الذي خاض حروباً مختلفة مع الإسرائيليين( عسكرية ، واستنزافية ، واستخبارية ، ونفسية ، واقتصادية ، وسيبرانية ، وصواريخ ومسيرات ،اضافة لحروب السلاح الأبيض ” وجه لوحه” وحقق توازناً لا بأس به في الميدان الجيوسياسي .
ثانيا:-ولكن بعد اغتيال الشخصية العسكرية المهمة و الرجل الثاني في حزب الله وهو السيد ” الحاج محسن” ومن ثم اغتيال زعيم حركة حماس في طهران السيد إسماعيل هنيّة تغير المشهد تماما .وانتقل حزب الله من معركة الاستنزاف نحو معركة الارض المحروقة و ” القضم الاستراتيجي ” والتي قال عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (نحن غير مستعجلين لأن الرد قادم ،وان تعطيل الرد هو جزء من الرد الذي جعل الإسرائيليين يقفون على ” تك رجل” فنحن مستمرين ” يواش يواش” ) واستغلها الاغبياء وانصار إسرائيل ونسجوا منها النكات والسخرية. والسبب لأنهم لم يعرفوا أن السيد نصر الله تعمد بإطلاق عبارة ” يواش يواش” ويقصدها تماما وربما هي الشيفرة ” الكود” إلى من يهمه الأمر . وبالمناسبة فان السيد نصر الله خص حزب الله والحوثيين في اليمن في الرد واستراتيجية ” بواش بواش” ولم يذكر محور العراق أبداً وهو واحد من دروس واقعية السيد نصر الله !
ثالثا:-ان الاستراتيجية التي أعلنها السيد نصر الله بعنوان ” يواش يواش” في الرد على إسرائيل هي استراتيجية التلاعب بأعصاب القيادة في إسرائيل واستراتيجية تثوير الإسرائيليين ضد نتنياهو.فجميع المراقبين والمتابعين والعالم شاهد كيف بدأ حزب الله حرب الاستنزاف مع الإشغال للجيش الاسرائيلي وتفتيت القرار الإسرائيلي للتخفيف عن غزة ومنذ يوم 8 اكتوبر ولازال .ولكن بعد فصل الاغتيالات غير حزب الله من استراتيجيته وبدأ بقصف وتدمير المراصد الاستخبارية والأبراج ، ومقرات الإسناد، وتهجير المدنيين من المدن والمستوطنات الاسرائيلية المحاذية إلى لبنان بهدف عدم قتل المدنيين، ومن ثم استهداف المقرات العسكرية والمنشآت المهمة. فخلق مشكلة وعبء اقتصادي ولوجستي وامني على الحكومة والمدن الكبيرة في إسرائيل التي تحملت عبء النازحين. وعطّل معظم المصانع في تلك المدن والمستوطنات . ولكن عندما اغتالت إسرائيل الرجل الثاني في الحزب وهو ( الحاج محسن) ومن ثم إسماعيل هنيّة تغير المشهد .فباشر حزب الله بتدمير القواعد والوحدات والمخابئ العسكرية وتدمير مقرات الاستخبارات وباستراتيجية ( الارض المحروقة ) .وبالفعل حقق الهدف بتفريغ مناطق وقواعد كثيرة وبات ينتقل إلى قواعد ومناطق ووحدات اخرى داخل العمق الإسرائيلي !
رابعا : فصدق حزب الله عندما باشر باستراتيجية ( بواش يواش ) بحيث خلق بلبلة داخل المجتمع الإسرائيلي وداخل القرار الإسرائيلي وداخل الإعلام الإسرائيلي وداخل النخب الاسرائيلية ( لان إسرائيل يدمرها النفس الطويل وتدمرها الحرب الطويلة لان اقتصادها يعتمد على المعونات الخارجية، ولأن 90٪ من مايحتاجه المجتمع الإسرائيلي يأتي عبر البحار ) اضافةً ان المناطق التي نجح حزب الله بتفريغها وهجرة سكانها هي تمثل ( السلة الغذائية للداخل الإسرائيلي ). ومن هنا تعاضمت المشاكل على الحكومة الاسرائيلية.وصدق السيد حسن نصر الله عندما قال ( لماذا تستعجل إيران ؟ ولماذا ترد ايران ؟ فليتركوا الموضوع علينا او على محور المقاومة ) وكان يعتمد على استراتيجية الزمن ،واستراتيجية التهجير والتفريغ لحين مرحلة ( القضم ) .. فحزب الله الان امام قرار الاجتياح للمدن التي افرغها من المدنيين لفرض حدود اشتباك جديدة ولم يتخيلها نتنياهو اطلاقا . ومن هنا باتت تصرخ واشنطن والادارة فيها للتعجيل في ايقاف الحرب في غزة قبل ان تدخل اسرائيل والمجتمع الإسرائيلي في النفق المظلم !
خامسا:-وبالتالي نجزم ان ايران لن ترد بضربة عسكرية ضد إسرائيل لان الولايات المتحدة والدول الغربية تتوسل إيران ان لا ترد لكي لا تحدث حرب اقليمية غير مُسيّطَر عليها ولن يُسيطَر عليها. وايران سعيدة بهذا التهافت الاميركي والغربي عليها لتُليّن مواقفهم تجاه النظام الايراني . وبالتالي اي الولايات المتحدة والغرب هي التي ( اعطت قيادة حركة حماس إلى “يحيى السنوار” لكي تُرضي ايران ، ليكون تعويض عن موضوع اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران ) بدليل ان وزير خارجية اميركا بلينكن قال ( منذ اليوم الاول من المفاوضات مع حماس على ايقاف الحرب كان السنوار فاعلا في هذه المفاوضات وهكذا نشر الاعلام الاميركي ) وهذا يعني ان واشنطن والغرب ليس لديهم مشكلة ان يكون السنوار المحسوب على ايران وحزب الله فاعلا في مفاوضات ايقاف الحرب، ويكون فاعلا بقيادة حركة حماس للمرحلة الجديدة . ومن الجانب الاخر خلاص تم تفريغ اليد العربية والإسلامية من ورقة وموضوع القضية الفلسطينية وباتت في اليد الإيرانية وهذا ما خططت له إيران منذ عقود ونجحت بذلك. وايران تعتبر ذلك ” ديّة” كافية لها لمقتل هنيّة في طهران .وبالتالي هي لست بحاجة للرد العسكري ضد إسرائيل !
سمير عبيد
8آب 2024 سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات السید نصر الله حرکة حماس حزب الله
إقرأ أيضاً:
على خلفية رفعها قضية ضد “إسرائيل”.. ترامب يفرض عقوبات على جنوب أفريقيا
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية لجنوب أفريقيا، بسبب سياستها المتعلقة بالأراضي وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها على إسرائيل حليفة واشنطن.
واشتكت واشنطن من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم فيها “إسرائيل” بالإبادة الجماعية على خلفية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.
ووفق وكالة “رويترز” أشار البيت الأبيض إلى هذه القضية كمثال على اتخاذ جنوب أفريقيا مواقف ضد واشنطن وحلفائها.
ووفقا لادعاء واشنطن فإن ترامب أصدر أمرًا بخفض التمويل لجنوب إفريقيا لمواقفها العدائية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك اتهام “إسرائيل” وليس حماس.
وكغطاء للعقوبات اتخذت واشنطن ذرائع تزعم أن جنوب أفريقيا تصادر الأراضي على مواطنيها، وقال البيت الأبيض أن واشنطن ستضع أيضا خطة لإعادة توطين مزارعين من جنوب أفريقيا وعائلاتهم كلاجئين.
وأضاف، إن المسؤولين الأمريكيين سيتخذون خطوات لإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية بما في ذلك استقبال اللاجئين وإعادة توطينهم من خلال برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمن هم في الأغلب من نسل البيض من المستوطنين الهولنديين والفرنسيين الأوائل.
وزعم ترامب دون الاستشهاد بأدلة أن “جنوب أفريقيا تصادر الأراضي” وأن “فئات معينة من الناس” تُعامل “بشكل سيئ للغاية”.
ومن جهته، قال الملياردير المولود في جنوب أفريقيا إيلون ماسك المقرب من ترامب إن البيض في جنوب أفريقيا كانوا ضحايا “قوانين الملكية العنصرية”، حد زعمه.
ودافع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن سياسة الأراضي في بلاده بعد قرار ترامب، قائلا إن الحكومة لم تصادر أي أرض، وإن السياسة تهدف إلى حصول الناس على الأراضي على نحو عادل.
وقال البيت الأبيض إن الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب سيتناول قضايا حقوق الإنسان في الدولة الأفريقية. وكان ترامب قد هدد بقطع التمويل عن جنوب أفريقيا بعد وقت قصير من توليه منصبه.
يذكر أن الولايات المتحدة فرضت الخميس الفائت عقوبات مجحفة ضد محكمة الجنايات الدولية على خلفية أمر اعتقال مجرم الحرب رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتيناهو، بسبب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في غزة.