حرب الوكالة في السودان.. سبب آخر لمعركة طويلة الأمد
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الحرب الدائرة في السودان تغذي شبكة من الجهات الخارجية.
وذكر محرر الشؤون الإفريقية في الصحيفة ديفيد بلينغ، "عندما يفكر أي شخص في حرب السودان يتخيلها على أنها حرب بين جنرالين يتقاتلان على جثة بلد، وهذا صحيح إلى حد ما، لكن الصراع الذي أطلق العنان لفظائع حقوق الإنسان بحجم مخيف هو أيضا حرب بالوكالة".
وأضاف، أن "الرعاة المختلفين لحرب السودان هم قوى متوسطة صاعدة في المنطقة الأوسع بما في ذلك الخليج".
وأشار بلينغ إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية الذي أكد أن الأسلحة التي قدمتها الإمارات وتركيا والصين وروسيا انتشرت على أرض المعركة وكان المدنيون هم الضحايا الرئيسون.
وتابع، أن الوكلاء يتوزعون على هذا النحو تقريبا: مصر والسعودية تقفان خلف عبدالفتاح البرهان، والإمارات وروسيا تدعمان قوات الدعم السريع، الرعاة الأجانب الآخرون يتسم دعمهم بالتنوع.
وأشار إلى أن البرهان يمثل الدولة السودانية، رغم أن العاملين في المجال الإنسان يزعمون أنه تخلى عن هذا الادعاء من خلال منع المساعدات الغذائية عن مساحات شاسعة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وهذه القوات أسوأ بكثير.
ويصف أليكس دي وال الخبير في شؤون السودان بجامعة تافتس الدعم السريع بأنها "آلة نهب وسلب" وانتصارها يحول السودان إلى ملكية لشركة مرتزقة عابرة للحدود.
وتنفي الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع رغم أن الخبراء المستقلين قدموا أدلة من صور الأقمار الصناعية وغيرها تشير إلى خلاف ذلك.
ويقول أولئك الذين يزعمون أنهم يفهمون دوافع الإمارات في أنها تشك بقرب البرهان من الإسلاميين في حين أن حميدتي رغم ارتكابه سلسلة من الإبادة الجماعية تمكن من تقديم نفسه على أنه يقف إلى جانب الديمقراطية، وفقا للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن الحروب بالوكالة إنهاؤها صعب لا سيما عندما يكون الداعمون عبارة عن تحالفات متداخلة من القوى الوسطة فالسودان عالق في صراع سياسي هائل.
وختمت، أنه من المؤسف أن هذا يعني أن الحرب قد تستمر لأشهر وسنوات والأمر الأكثر مأساوية هو أنه من غير المرجح أن تكون هذه الحرب هي الأخيرة من نوعها.
والأربعاء، اتهم مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، الإمارات بإدارة الحرب عبر غرفة عمليات في أبوظبي، مشيرا إلى أنها تدعم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأكد العطا الذي يشغل أيضا عضو بمجلس السيادة السوداني، في تصريحات أوردها التلفزيون السوداني الحكومي، أن "الخرطوم ستلاحق قانونيا دولة الإمارات وآل دقلو، حتى نعيد للشعب السوداني حقوقه".
وتابع قائلا: "الإمارات تريد استخلاف الشعب السوداني بشعوب أخرى من عرب الشتات"، على حد وصفه.
وفي وقت سابق، قال العطا إنه أبلغ رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان عدة مرات بأن رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، حاول الاتصال به خمس مرات، مشددا على أن "أي أرض يدخلها ابن زايد يجلب معه الشر".
وتحدث عن تحالفات مع دول عظمى، قال إنها تتشكل لصالح السودان وتعزز قدرات الجيش العسكرية.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، اتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، الإمارات بإشعال الحرب في بلاده عبر دعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وأعلن رفض الخرطوم مشاركة أبوظبي في أي تسوية للأزمة السودانية.
وقال الحارث، في كلمته أمام المجلس إن "إدانة الإمارات صراحة في المجلس تشكل البداية الصحيحة لوقف الحرب٬ مع الطلب منها وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفحة وتمويل المقاتلين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة (مثل Javelin 148)".
وطالب بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحث فيه أبو ظبي على الإقلاع عن إمداد الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الحرب وإثارة القلاقل وتهجير الشعب السوداني.
وأشار إدريس إلى أن استعدادات الدعم السريع للحرب ما كانت لتحدث، لولا أن الإمارات الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح٬ استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي.
وفي 29 آذار/ مارس الماضي، قدم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الإمارات٬ متهما إياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحرب السودان الإمارات الدعم السريع الجيش السودان الإمارات الجيش الحرب الدعم السريع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
فرضت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان واتهمته بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان في ولاية غرب دارفور، في الوقت الذي تزيد فيه واشنطن الضغوط بسبب الحرب الدائرة هناك.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن عبد الرحمن جمعة بارك الله قاد حملة قوات الدعم السريع في غرب دارفور، التي وصفتها بأنها اتسمت بادعاءات يعتد بها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تشمل استهداف المدنيين والعنف الجنسي المرتبط بالصراع والعنف بدوافع عرقية.
يأتي هذا الإجراء بعد العقوبات، التي فرضتها لجنة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على بارك الله الأسبوع الماضي، كما يمثل أحدث تحرك من الولايات المتحدة بشأن حرب السودان التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل انتقال كان مقررا إلى الحكم المدني.
وقال برادلي سميث القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في البيان “إجراء اليوم يؤكد التزامنا بمحاسبة الساعين إلى تسهيل أعمال العنف المروعة هذه بحق السكان المدنيين الضعفاء في السودان”.
وأضاف “سيظل تركيز الولايات المتحدة على دعم إنهاء هذا الصراع ودعوة الجانبين إلى المشاركة في محادثات سلام وضمان حقوق الإنسان الأساسية لجميع المدنيين السودانيين”.
وأدت الحرب في السودان إلى موجات من العنف بدوافع عرقية تُتهم فيها إلى حد كبير قوات الدعم السريع التي تنفي إلحاق الأذى بالمدنيين وترجع ذلك إلى عناصر مارقة.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات.
واجتاحت المجاعة مخيمات النازحين، كما نزح 11 مليون شخص منهم ثلاثة ملايين تقريبا غادروا إلى دول أخرى.
المصدر رويترز الوسومالسودان الولايات المتحدة قوات الدعم السريع