هل تُقلق تهديدات إيران ونصرالله بالردّ القاسي إسرائيل؟
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
عمليتا اغتيال كل من القيادي في "الحرس القديم" لـ "حزب الله" فؤاد شكر في عقر دار "المقاومة"، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في قلب طهران، وبفاصل زمني لا يتعدّى الـ 12 ساعة، وإن كانت المسافة بين الحدثين يتعدّى الـ 2000 كيلومتر، هما في واقع الحال عملية واحدة، ولها ارتباط وثيق مع استهداف إسرائيل لميناء الحديدة قبل تسعة أيام ردًّا على قصف تل أبيب.
وفي اعتقاد بعض الجنرالات في الجيش الإسرائيلي أن هذا التغيير في النظرة الاستراتيجية لمبدأ الحرب المفتوحة قد يدفع بالقيادة السياسية في إيران إلى إطلاق يد كل من "حزب الله" في لبنان، و"أنصار الله" في اليمن، إلى إطلاق وابل من عشرات الألوف من الصواريخ البعيدة المدى واستهداف أكثر من مدينة وموقع استراتيجي في إسرائيل، وهو أمر يصفه هؤلاء الجنرالات بـ "الكارثي" و"الخطير"، خصوصًا أن العمق الإسرائيلي يكون عرضة لهذا الانتهاك الواسع والخطير في تاريخ إسرائيل القديم والحديث، مع ما يمكن أن يحدثه هذا التطور من انقسام أفقي وعمودي في المجتمع الإسرائيلي، الذي يعيش في هذه الظروف ملامح انقسام بين من يؤيد مشروع الحرب المفتوحة وبين الرافضين لهذا المشروع ويدعو إلى "حل الدولتين".
وما تضمّنته كلمة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في تشييع فؤاد شكر من مواقف فصل فيها بين "حرب الاسناد" والردّ الحتمي على عملية الاغتيال، والانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة لم يكشف عن تفاصيلها وخططها قد تضع حكومة إسرائيل أمام خيارات أحلاها مرّ، وهي الدخول في حرب مفتوحة مع "حزب الله"، وهي التي تدرك ان الذهاب بعيدًا في هذه المواجهة قد تكون مكلفة على مستوى العمق الإسرائيلي وليس فقط على المستوى الشمالي من حدودها، من دون أن يعني ذلك أن لبنان بمجمله سيكون في منأى عن تداعيات هكذا نوع من المواجهة، خصوصًا أن "حزب الله" يواجه حملة اعتراضية داخلية لاستمرار "مصادرته" لقرار "الحرب والسلم"، مع إصرار الحكومة اللبنانية على تطبيق القرار 1701 كقرار متكامل وغير مجتزأ وكحّل نهائي لمشكلة مستعصية قد ينتج عنها مشاكل أكبر وأكثر تعقيدًا، خصوصًا أن مطالبة إسرائيل بإبعاد عناصر "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني قوبلت برفض كلي من قبل "حارة حريك" لهذا المطلب، الذي وصفه مقربون منها بأنه مطلب غير منطقي ويهدف إلى اضعاف الموقف اللبناني في أي مفاوضات مستقبلية متى يحين موعد التسوية، التي تقوم على التزام كل من إسرائيل و"حزب الله" بمضمون القرار 1701.
فهذا القرار وما فيه من مندرجات لا يزال صالحًا حتى أيامنا هذه، خصوصًا أنه يعطي دورًا محوريًا للجيش وقوات الطوارئ الدولية لإرساء استقرار دائم في الجنوب اللبناني وفي الشمال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع ما يُحكى عن تسوية قد تأتي نتيجة التشنجات الكبيرة، التي تعيشها المنطقة، والتي لا يمكن فصل إيران عن مسارها وتأثيراتها السلبية على مجمل الوضع العام بما يحيط به من التباسات وملابسات بالنسبة إلى المسار التفاوضي الجاري في سلطنة عُمان بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين.
ومع كل هذه المعمعة فإن لبنان المحشور بين سندان عمليات "المقاومة الإسلامية" ومطرقة القصف الاسرائيلي، غير متروك لقدره، بل يحظى باهتمام أممي كبير، حيث تشهد الساحة اللبنانية زيارات مكثفة لمسؤولين في دول كبرى همّها أن يبقى هذا "البلد الصغير المغلوب على أمره" في منأى عن تداعيات أي صراع قد يكون فيه الخاسر الأكبر في معادلات الربح والخسارة.
ويبقى السؤال الأهم في كل هذه المعمعة: هل تقلق إسرائيل من تهديدات إيران و"حزب الله" بالردّ الموجع على اعتداءاتها على "قدس الأقداس"، سواء في طهران أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، أما أنها ستقول في سرّها "اجت والله جابها". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانيين لبيروت .. والسبب!
سرايا - منعت طهران طائرتين من إعادة عشرات الرعايا اللبنانيين من إيران، الجمعة، بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته.
ومنع لبنان طائرة إيرانية من الهبوط على أراضيه هذا الأسبوع بعد أن اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي طهران بأنها تستخدم طائرات مدنية في تهريب أموال إلى بيروت لتسليح حزب الله.
وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.
وبسبب هذه المواجهة تقطعت السبل بعشرات المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤدون شعائر دينية في إيران. وكان من المقرر أن يعودوا إلى بيروت على متن طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية قبل أن يمنع لبنان الطائرة من الهبوط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي اليوم الجمعة إن إسرائيل هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، "مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت". وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.
وقال أفخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على "إكس"، إن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال.
وأضاف أدرعي: "جيش الدفاع لن يسمح بتسلح حزب الله وسيعمل من خلال جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل".
وبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين الجمعة من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة اللبنانيين العالقين من إيران، لكن إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.
وقال السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن إيران لن تسمح للطائرات بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية بالطيران إلى بيروت.
وأوضح: "من المؤكد أن طلب الحكومة اللبنانية سيقبل، ولكن بشرط ألا يُعطلوا الرحلات الجوية الإيرانية".
وقال وزير الخارجية اللبناني جو رجي، لقناة الجديد اللبنانية، إن الوزارة تعمل على حل القضية مع نظيرتها الإيرانية.
ودعا النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي أمس الخميس الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار".
وقطع العشرات من أنصار حزب الله الطرق حول مطار بيروت في وقت متأخر من أمس الخميس في احتجاجات.
وفي أيلول /سبتمبر الماضي، منعت وزارة النقل اللبنانية طائرة إيرانية من دخول المجال الجوي بعد أن حذرت "إسرائيل" سلطات مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم "القوة" إذا هبطت الطائرة.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-02-2025 12:11 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية