الجزيرة:
2024-09-10@05:26:58 GMT

أطفال غزة يواصلون تعليمهم رغم دوي القنابل

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

أطفال غزة يواصلون تعليمهم رغم دوي القنابل

غزة- ما إن أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة عن إطلاق نشاط تعليمي للأطفال المقيمين داخل مراكز الإيواء التابعة لها، حتى سارع آلاف النازحين لتسجيل أبنائهم.

وقال مدير شؤون وكالة الأونروا في غزة، سكوت أندرسون، إن المرحلة الأولى من النشاط التعليمي الذي بدأ في الأول من أغسطس/آب الجاري تشمل أنشطة تعليمية غير رسمية، مثل دروس القراءة والكتابة والرياضيات، بالتوازي مع أنشطة الدعم والنفسي والاجتماعي.

وذكر في رسالة وجّهها إلى أولياء أمور الطلاب بغزة أن أكثر من 600 ألف طفل تركوا مدارسهم منذ بداية الحرب، نصفهم طلبة في "الأونروا"، موضحا أن الأنشطة ستقام داخل مراكز الإيواء التابعة للوكالة.

وخسر طلاب قطاع غزة العام الدراسي 2023-2024 جراء الحرب المروّعة التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 120 مدرسة وجامعة بالكامل، و332 تدميرا جزئيا، بحسب بيان لمكتب الإعلام الحكومي في غزة.

ظروف استثنائية

في مدرسة النصيرات الإعدادية للبنين، وسط قطاع غزة، خصصت الأونروا 3 غرف صفية للنشاط التعليمي الذي يستفيد منه أكثر من ألف طالب وطالبة، حيث يستمر على مرحلتين صباحية ومسائية، بواقع ساعة واحدة لكل صف دراسي.

ويُواجه النشاط التدريبي كثيرا من المعوقات، كنقص الغرف التدريسية التي تحوّلت إلى سكن للنازحين، وانقطاع الكهرباء، وعدم توفر الكتب والدفاتر والقرطاسية. ولكن رغم ذلك بدأ المدرسون نشاطهم التعليمي في أيامه الأولى بأنشطة ترفيهية، كنوع من الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، ولعدم توفر الكراسي التي فُقدت خلال أشهر الحرب اضطر الطلاب إلى افتراش الأرض.

ويقول معالي أبو عشيبة، الأب لطفلين يشاركان في نشاط الأونروا التعليمي، إن أولياء الأمور متحمسون للغاية لأي مبادرة لاستئناف التعليم. ويضيف للجزيرة نت "بسبب الحرب، أصبح أبناؤنا يعانون من الجهل ونسوا التعليم، ولمّا بدأت المبادرة أيدناها من أجلهم".

ويشير أبو عشيبة الذي يقيم في مركز إيواء مقام في إحدى مدارس الأونروا بمخيم دير البلح، وسط قطاع غزة، إلى أن الإقبال الكبير من الأطفال على المشاركة "غير مستغرب على الشعب الفلسطيني الذي يقدس التعليم ويرفض بشدة مخططات التجهيل الإسرائيلية".

ويضيف "كل الأهالي متعطشون للتعليم، كل عائلات المدرسة ترسل أبناءها للمشاركة، وهناك عائلات من خارج المدرسة تحاول المشاركة، لكن هذا غير متاح حاليا".

ويُبدي أبو عشيبة أسفه حيال ما قال إنه "تدهور" في سلوك الأطفال بسبب عدم التحاقهم بالمدارس على مدار عام كامل، واضطرارهم إلى العيش في مراكز إيواء "تفتقد أدنى متطلبات الحياة الآدمية الكريمة".

أنشطة تعليمية وترفيهية للطلاب خلال الحرب (الجزيرة) مبادرات فردية

أما في مراكز الإيواء غير التابعة لوكالة الأونروا فسارعت جمعيات وأفراد إلى محاولة ملء الفراغ الذي خلّفه الانقطاع عن الدراسة، بإقامة مدارس صغيرة، ففي مركز إيواء "أميرة أبو سليم" جنوبي دير البلح أقامت جمعية الصحابة الخيرية مركزا تعليميا لتدريس الأطفال المقيمين فيه.

يتكون المركز من خيام، ويضم 3 صفوف "من الأول حتى الثالث"، ويعمل على مدار 4 ساعات في اليوم، على مرحلتين صباحية ومسائية، ويدرس الطلاب فيه مواد اللغتين العربية والإنجليزية والرياضات والعلوم، وفق المنهاج الفلسطيني، مع القرآن الكريم والقاعدة النورانية.

وتُشرف جمعية الصحابة على مدارس مشابهة في مدن غزة وخان يونس ومخيم النصيرات، يدرس بها نحو 2500 طالب وطالبة. ويقول المشرف على مدارس الجمعية فلاح الترك إنه بدأ العمل في إنشائها بتمويل من الجمعية، بعدما لاحظ تأثير الانقطاع عن التعليم على مستوى الأطفال.

ويذكر الترك -في حديثه للجزيرة نت- أن إقبال الأهالي على المدارس كان كبيرا للغاية، وهو ما دفعهم إلى توزيع الطلاب على مرحلتين صباحية ومسائية، ويرى أن أهالي قطاع غزة يدركون أهمية التعليم ويخشون من تداعيات الانقطاع عن المدارس، ويغتنمون أي فرصة متاحة لتدريس أبنائهم.

كذلك تقول مديرة المركز التعليمي هند خطاب إنها تلاحظ فرقا كبيرا في سلوك الأطفال الذين التحقوا بالدراسة في المركز، ولفتت إلى أن الانقطاع عن التعليم مدة طويلة والعيش في مراكز إيواء عشوائية أثر سلبا في سلوك الأطفال.

وتوضح للجزيرة نت "نلاحظ فرقا كبيرا في سلوك الأولاد وكذلك اهتمامهم بالنظافة الشخصية والأداء والأخلاق"، وذكرت أن الظروف الصعبة الناجمة عن استمرار الحرب تجبرهم على التركيز على تدريس الأساسيات وعدم الإسهاب في التفاصيل.

بعض المدارس أقيمت بمبادرات فردية من العائلات أو بدعم من الجمعيات الخيرية (الجزيرة) تحدّ لمخططات الاحتلال

وترى سماهر القمبرجي، والدة الطفلة رندة الطالبة في مركز "الصحابة" التعليمي، أن الالتحاق بالمراكز التعليمية خلال الحرب بمنزلة تحدٍّ للاحتلال ومخططاته. وتضيف للجزيرة نت "من المهم والضروري عدم الركون إلى هذا الواقع الذي فرضه الاحتلال خلال الحرب وأعاق به حياتنا".

وترى سماهر أن وجود المدارس ومراكز التعليم داخل مراكز الإيواء مهم للغاية، وتقول "مهما كانت الظروف لا ينبغي السماح للاحتلال بتطبيق سياسة التجهيل على أبنائنا".

أما إخلاص سدر المعلمة في مدارس الأونروا فقد قررت منذ انقطاعها عن عملها إنشاء مركز تعليمي سمته "الخيمة التعليمية" في مدينة دير البلح، وتقدم خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، دون مقابل.

وتقول سدر إنها حصلت على تمويل من بعض أفراد عائلتها لإقامة المركز الهادف لخدمة الأطفال خلال الحرب. وتضيف للجزيرة نت "الحرب لن توقفنا، ونحن الشعب الفلسطيني معروفون بحبنا للتعلم. لقد شعرتُ بالقلق على مصير أطفالنا، لذلك أنشأت هذه الخيمة".

وتضيف أنها تركز على تعليم الأطفال القراءة لأنها قد تُشكل عاملا لنجاة الأطفال، موضحة "في ظل الحرب تنتشر المخلفات الخطرة، فإذا لم يكن الطفل مُجيدا للقراءة فلن يقرأ اللافتات التي تحذره من الاقتراب من أي المناطق الخطرة والأجسام المشبوهة، وهو ما يشكل خطرا على حياته".

وفضلا عن التدريس التقليدي، تقدم الخيمة التعليمية دعما نفسيا واجتماعيا للأطفال، ودروسا لتعلم رقصة الدبكة الشعبية. وتشيد المعلمة سدر بإقبال الأهالي الكبير على إرسال أولادهم للتعلّم في المراكز التعليمية.

الخيمة التعليمية أعادت لرانيا بعض الاطمئنان على مستقبل أطفالها (الجزيرة)

وأعادت الخيمة التعليمية للأم رانيا سليم بعض الاطمئنان على مستقبل طفلها محمد (7 سنوات)، فتقول "منذ إغلاق المدارس وأنا أشعر بأن مستقبل أولادي يضيع مني، لأنهم كانوا متميزين جدا ومن أوائل الطلبة".

وتلفت إلى أن ابنها محمد "يُفرغ طاقته في التعليم داخل الخيمة التعليمية، بدلا من أن يفرغها في المشاجرات مع أصحابه"، وذكرت أنه يتعلم كثيرا من الأمور المفيدة التي أحدثت فرقا واضحا في سلوكه العام، وتختم حديثها قائلة "شعبنا مُصرّ على محاربة التجهيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخیمة التعلیمیة مراکز الإیواء الانقطاع عن للجزیرة نت خلال الحرب قطاع غزة فی سلوک

إقرأ أيضاً:

محافظ بني سويف يتفقد معرض الوسائل التعليمية لمرحلة رياض الأطفال بالمنطقة الأزهرية

تفقد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، معرض الوسائل التعليمية الخاصة بمرحلة رياض الأطفال، خلال الاحتفالية التي نظمتها الإدارة المركزية لمنطقة بني سويف الأزهرية، في إطار فعاليات المبادرة الرئاسية"بداية جديدة لبناء الإنسان "ضمن المشروع القومي للتنمية البشرية، الذي يشمل متابعة وتنفيذ الإستراتيجيات الوطنية المرتبطة ببناء الإنسان المصري.

شهدت الاحتفالية، التي استضافها نادي الإدارة المحلية بمدينة بني سويف، حضور الدكتور أحمد السيد مكي وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة بني سويف الأزهرية، الدكتور محمد السيد ممثلا عن المشيخة رئيس الإدارة المركزية للشؤون الإدارية بمشيخة الأزهر الشريف، علي يوسف رئيس المدينة، القمص إثناسيوس فوزي ممثل الكنيسة المطرانية ببني سويف، عبد الحميد الطحاوي وكيل وزارة التضامن، ومن توجيه رياض الأطفال بالمنطقة الأزهرية هند هاشم، هدى عزوز الجبالي، الدكتور رشا سيد أحمد بإدارة سمسطا، ولفيف من قيادات ومسؤؤلي المنطقة الأزهرية والأوقاف.

وتجول المحافظ داخل المعرض، الذي تنظمه إدارة رياض الأطفال بالمنطقة، ويضم مجموعة كبيرة من المجسمات واللوحات الفنية المستخدمة في العملية التعليمية الحديثة والتي يتم تطبيقها على مستوى إدارات المنطقة لتعزيز وتنمية المفاهيم العلمية واللغوية لطفل الروضة والمهارات الحياتية، بجانب بعض المجسمات الترفيهية لمحاكاة بعض المناسبات والأعياد الوطنية والدينية.

أشاد المحافظ بالجهد المبذول في تصميم الوسائل التعليمية بالمعرض الذي يحوى العديد من الوسائل التوضيحية التعليمية، والتي لها مردود إيجابي، والإسهام في شرح وتبسيط المناهج الدراسية لمرحلة رياض الأطفال، مؤكدًا حرصه على دعم كافة الجهود النوعية، خاصة في قطاع حيوي وهو قطاع التعليم الذي تضعه الدولة في أولويات إستراتيجيتها التنموية، وضمن رؤية مصر 2030، مثمنًا جهد القائمين على المعرض لإخراج تلك الوسائل التعليمية بالشكل المطلوب، والتي أصبحت من العوامل الضرورية لعملية التعلم، ومكون أساسي لتيسير إجراءات التدريس داخل المنطومة في ظل التطور الذي يشهده نظام التعليم الحديث بجناحيه سواء التعليم العام أو الأزهري.

كما أعرب المحافظ عن حرصه على تلبية الدعوة لحضور تلك الفعالية، التي تتواكب مع طور إطلاق المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان، والتي تركز في الأساس على بناء الإنسان من خلال الاستثمار في العنصر البشري، لاسيما وأن فعالية اليوم تستهدف في المقام الأول الأطفال في شريحة هامة ونوعية مرتبطة ببناء الشخصية المصرية منذ الصغر، مؤكدًا دعمه لكافة الجهود والمبادرات التي ينفذها كيان وصرح بقيمة وقامة الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، الذي يعد فخرًا لمصر عامة وللصعيد بوجه خاص، منوهًا أن الأزهر الشريف والكنسية المصرية هما ركنان أساسيان في جوهر وبناء الشخصية المصرية والهوية الوطنية.

من جهته توجه رئيس الإدارة المركزية، بالتحية للمحافظ نظرًا لما يكنه من تقدير وإعزاز لمكانة الأزهر الشريف، وحرصه على المشاركة في هذه الاحتفالية، فضلًا عن توجيهاته للزملاء من أعضاء الجهاز التنفيذي بتقديم التيسيرات اللازمة لتسهيل عقد وتنظيم أية فعاليات تقوم بها المنطقة، مشيرًا إلى أن مؤسسة الأزهر تسعى إلى تحقيق التكامل ومواكبة التطورات التي تم إدخالها على المنظومة التعليمية في مختلف مراحلها، خاصة رياض الأطفال، والتي تحظى باهتمام نوعي، حيث يشهد هذا العام دخول 13 روضة جديدة بجانب أكثر من 200 روضة قائمة، بهدف الوصول إلى منتج تعليمي حديث يسمح بإنتاج عناصر وكوادر بشرية تساند وتتكامل مع خريجي التعليم العام ليكونوا سواعد في الدفع بجهود الدولة نحوتحقيق التنمية المستدامة.

هذا وتضمنت الاحتفالية تكريم عدد من مُعلمات رياض الأطفال الفائزات في مسابقة"المُعلمة القُدوة" بهدف تحفيز المعلمات وغرس روح التنافس في نفوسهن وتكريمهن على ما يقمن به من جهد مع الأطفال، فضلاً عن تكريم بعض الأطفال الفائزين في مسابقة "الأزهري الصغير"، والتي تستهدف تشجيع وتحفيز الأطفال على المذاكرة وحفظ كتاب الله وتلاوته والمداومة على حفظه وإتقانه.

مقالات مشابهة

  • 600.000 طالب في غزة محرومون من التعليم
  • مع بدء عام دراسي جديد.. مخاوف من ضياع جيل في غزة
  • صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة
  • ما هو تاريخ الاحتلال في خطف الأطفال وإجراء التجارب عليهم؟
  • وزير التعليم يتفقد مدرسة النيل الدولية فرع أكتوبر للاطمئنان على انتظام العملية التعليمية
  • اليونيسيف: 70% من أطفال غزة تلقوا لقاح شلل الأطفال رغم التحديات (فيديو)
  • رغم الحرب..تطعيم 441 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة
  • هولندا.. 16 ألف زوج من الأحذية الصغيرة لتأبين أطفال غزة
  • محافظ بني سويف يتفقد معرض الوسائل التعليمية لمرحلة رياض الأطفال بالمنطقة الأزهرية
  • محافظ بني سويف يتفقد معرض الوسائل التعليمية لرياض أطفال المعاهد الأزهرية