RT Arabic:
2024-09-19@19:21:50 GMT

قتلونا لمصلحتنا.. مأتم نووي من دون عزاء (فيديو)

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قتلونا لمصلحتنا.. مأتم نووي من دون عزاء (فيديو)

تمر الذكرى 78 للمحرقتين النوويتين اللتين أشعلتهما الولايات المتحدة في هيروشيما وناغازاكي دون كلمة اعتذار واحدة بل دون أن يذكر اسم صاحب هذه السابقة في الإبادة الجماعية.

إقرأ المزيد هل من مبرر؟.. وميض مفاجئ وصوت لم تسمعه أذن من قبل

أصحاب "العزاء" النووي أنفسهم في كلمات التأبين الرسمية تحدثوا عن المأساة كما لو أنها حدثت من تلقاء نفسها أو أن مجهولا كان وراءها.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وعمدة مدينة هيروشيما كازومي ماتسوي، تحاشيا ذكر اسم الولايات المتحدة، كما لو أنها جاءت إلى "العزاء" لإحياء ذكرى الضحايا، مثل غيرها ولا يد لها في الأمر!

فوميو كيشيدا قال إن هذه المأساة أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص، وأن المدينة اليابانية "تحولت" إلى "أرض محروقة"، ومع ذلك ذكر روسيا.

خلال حفل إحياء ذكرى ضحايا القصف النووي الأمريكي، تجاهل رئيس الحكومة اليابانية تماما الإشارة إلى من ضرب بلاده مرتين بالسلاح النووي، وقضى من دون أي ضرورة عسكرية، على قسم كبير من سكان المدينتين المدنيين الأبرياء، وذكر روسيا زاعما أنها تهدد بالساح النووي، ورأى أن العالم أصبح الآن أكثر تعقيدا!

حتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يذكر الولايات المتحدة في الكلمة التي تلتها نيابة عنه في هذه الذكرى المأساوية الفريدة ممثلته إيزومي ناكاميتسو، وبدلا عن ذلك رأى أن "طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى"، في حين أن ما حدث في هيروشيما عام 1945 وصفه بأنه "كارثة نووية عصفت بالمدينة".

الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي كان يبلغ من العمر العامين وقت ألقت بلاده القنبلتين على المدينتين اليابانيتين، زار هيروشيما خلال انعقاد قمة الـ 7، وكتب كلمة قصيرة "عن الأمل في عالم من دون أسلحة نووية" في السجل التذكاري لمتحف السلام، ومضى دون أن يعتذر للضحايا المدنيين الذين سقطوا في تلك الجريمة البشعة.

اليابان التي ذاقت وويلات "الرعب النووي الأمريكي" وكبلت الولايات المتحدة إرادتها بشكل تام وحولتها إلى "رهينة" أبدية مع أكثر من 100 قاعدة ومنشأة عسكرية أمريكية على أراضيها لا تخضع للولاية القضائية اليابانية، ليست في عجلة من أمرها لطلب اعتذار من الولايات المتحدة. هي في الواقع لا تجرؤ حتى على النطق باسمها وراء الجريمة النووية المزدوجة.

المسؤولون اليابانيون المتعاقبون يتحاشون الحديث عن مسؤولية الولايات المتحدة عن قصف هيروشيما وناغازاكي نوويا، كما لو أن كرتي "الولد الصغير" و"الرجل السمين" النوويتين سقطتا على هيروشيما وناغازاكي قادميتين من العدم!

ربما يكون لليابانيين حساباتهم، وقد يتغير هذا الأمر بعد أجيال حين تتراجع قوة الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لن يغير من غرابة الموقف وذلك لأن بلاد الشمس المشرقة صمتت دهرا عن جلادها النووي، بل واحتضنته بقوة وربطت أمنها ومصيرها به!

صحيفة "نيويورك تايمز"، تحدثت عن مناسبة "افتتاح الولايات المتحدة للعصر النووي بتفجيرين لا مثيل لهما، وعن "تكريم الموتى" بعد ثمانية وسبعين عاما من إسقاط أول قنبلة نووية على رؤوس المدنيين،  بالقول إن "السيد بايدن وقادة العالم الآخرين التقوا على انفراد بأحد الناجين، وقاموا بجولة في متحف، ووضعوا أكاليل الزهور في نصب هيروشيما التذكاري للسلام وزرعوا شجرة. حدق الرئيس رسميا في النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية، فيما وصف عمدة المدينة النصب التذكاري. لكن الرئيس لم يقدم أي تعليقات على ما رآه، ناهيك عن الاعتذار الذي لا يزال بعض اليابانيين يرغبون في أن تقدمه الولايات المتحدة".

أما المواطنون اليابانيون الذين أتاح لهم التلفزيون المحلي الفرصة للتعبير عن مشاعرهم في هذه الذكرى "الوطنية" الأليمة فقد رأوا أن الولايات المتحدة محقة في إسقاط القنبلتين على بلادهم، وأن ذلك الأمر كان في صالحهم!

مقتل أكثر من مئتي ألف مدني في الضربتين النوويتين في السادس والتاسع من أغسطس 1945، علّق عليه أحد هؤلاء بالقول إن "الولايات المتحدة اختارت أسرع طريقة لإنهاء الحرب ومنع الدول الأخرى من الاستيلاء على اليابان".

الدعاية الأمريكية والمحلية المركزة غسلت أدمغة الجميع، وتحول الأسود إلى أبيض ناصع، ورأى شاب وقف أمام الكاميرا أن "القصف ربما كان ضروريا إلى حد ما"، فيما مضت امرأة إلى التعبير عن مشاعرها بهذه المناسبة "الوطنية" الحزينة قائلة: "اليابان لا تريد الاستسلام. أفضل أن أموت بنفسي على يد العدو، بدلا من القتال بلا نهاية".

مع كل ذلك قد يكون لدى بعض اليابانيين موقف مختلف تماما. وربما يوجد من قاوم "الدعاية السوداء" المتواصلة منذ عقود والتي وجدت للجريمة النووية "أفضال ومزايا ومحاسن" لكن للأسف لم نسمع ولم نشاهد حتى الآن إلا مناصرين "للجريمة الأمريكية النووية"!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف جو بايدن هيروشيما الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم

لا تتوقف فصول الصراع بين الولايات المتحدة والصين على الزعامة العالمية في شتى المجالات، لكن على ما يبدو أن العالم كله يواجه خطر الخسارة بسبب التنافس بين واشنطن وبكين، وفق ما يذكره جدعون رحمان في مقال له في صحيفة "فايننشال تايمز".

ووفق الكاتب، في بعض الأحيان، تبدو السياسة الخارجية الأمريكية والصينية وكأنها صورتان متطابقتان، فالأمريكيون مهووسون باحتواء القوة الصينية، والصينيون مهووسون باحتواء القوة الأمريكية.

ولكن الانعكاس يتوقف عندما يتعلق الأمر بكيفية تنفيذ هذه السياسات، فواشنطن وبكين تستخدمان نقاط قوة مختلفة في معركتهما من أجل القوة والنفوذ؛ ونتيجة لهذا، فإنهما تتبنيان استراتيجيات مختلفة.

China, America and a global struggle for power and influence https://t.co/Kv6Mbn9Edy

— FT China (@ftchina) September 16, 2024 نقاط القوة

يرى رحمان أن القوة الوحيدة التي تتمتع بها أمريكا، تتمثل في قوتها العسكرية واستعدادها لتقديم ضمانات أمنية لحلفائها. فقد أبرمت الولايات المتحدة اتفاقيات دفاعية جماعية مع 56 دولة في مختلف أنحاء العالم، في أوروبا وآسيا والأمريكيتين.

كما تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية حاسمة لدول أخرى، ليست حليفة رسمية لها مثل إسرائيل وأوكرانيا.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الصين لديها معاهدة دفاع مشترك مع دولة واحدة فقط وهي كوريا الشمالية. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإنها تخوض أيضاً نزاعات إقليمية مع العديد من جيرانها، وهو ما يميل إلى دفعهم في اتجاه أمريكا.

Chinese ambassador lays down ‘red lines’ in US-China relationship https://t.co/7qbZBDG4UX

— South China Morning Post (@SCMPNews) September 12, 2024 العلاقات الاقتصادية

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاقتصادية، فإن الصين تتمتع بميزات أكبر، بحسب الكاتب.

وتشير حسابات معهد لووي الأسترالي، إلى أن 128 دولة تتاجر الآن مع الصين أكثر من تجارتها مع الولايات المتحدة. وعلى مدى العقد الماضي، أنفقت الصين أكثر من تريليون دولار في أكثر من 140 دولة على الاستثمار في البنية الأساسية، لتصبح بذلك أكبر دائن في العالم وأكبر قوة تجارية في العالم.

وتتجلى النتائج في مختلف أنحاء العالم، سواء في السكك الحديدية عالية السرعة في إندونيسيا، أو الموانئ والجسور في أفريقيا، أو الطرق السريعة العابرة للقارات التي تعبر آسيا الوسطى.

الواقع أن الدول الغربية قادرة على الإشارة إلى العيوب في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي تفعل ذلك بالفعل، وخاصة الديون الضخمة المستحقة للمقرضين الصينيين والتي تثقل كاهل دول مثل باكستان وسريلانكا وزامبيا.

ولكن بالنسبة للدول النامية التي تسعى إلى تحقيق تقدم اقتصادي سريع، يظل العرض الصيني جذاباً. وكما قال دانييل روندي، المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، للكونغرس هذا العام: "من تحديد المشروع إلى التوقيع عليه، والبدء فيه وإكماله.. الصين أسرع وأرخص كثيراً من الولايات المتحدة في كل مرحلة تقريباً".

وتحاول الولايات المتحدة صد هذه المحاولات، ففي العام الماضي، وقع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي اتفاقية لتمويل مشاريع نقل وطاقة في أنغولا تتجاوز قيمتها المليار دولار.

The US, EU, & China are pursuing policies to diversify their import sources with varying degrees of success: The US has made some progress, but the EU & China have become more reliant on each other for imports since 2018. #PIIECharts
Read more: https://t.co/OxaunDViDE pic.twitter.com/5nbOkEk2Be

— Peterson Institute (@PIIE) September 14, 2024 استراتيجيات واشنطن وبكين

ولكن في ظل العجز الهائل في الميزانية الأمريكية، وعدم وجود اتفاقيات تجارية جديدة على طاولة الكونغرس، فسوف يصبح من المستحيل تقريباً على أمريكا أن تنافس العرض الاقتصادي الصيني.

إلا أنه بدلاً من ذلك، يضاعف الأمريكيون جهودهم فيما يجيدونه، فمع سعي إدارة بايدن إلى احتواء القوة الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، عززت الولايات المتحدة علاقاتها الأمنية الإقليمية و"وضعت الكثير من النقاط على السبورة"، على حد تعبير مسؤول كبير.

وخلال سنوات حكم جو بايدن، فإن الولايات المتحدة عملت على تشديد معاهدة الأمن بين الولايات المتحدة واليابان، وإطلاق اتفاقية أوكوس الأمنية مع أستراليا وبريطانيا، وتعزيز العلاقات الأمنية مع الفلبين والهند، والتقارب بين حليفين رئيسيين للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

ولكن الاستراتيجية الأمنية التي تنتهجها أمريكا لبناء نفوذها ربما بلغت حدودها القصوى. فالصين تستعرض عضلاتها حالياً في بحر الصين الجنوبي. وتهدد الاشتباكات العنيفة بين السفن الصينية والفلبينية باختبار مدى التزام واشنطن بالأمن.

وفي محاولة لاحتواء النفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط وتأمين اتفاق سلام إقليمي، تدرس إدارة بايدن بجدية أيضاً تقديم ضمانات أمنية للمملكة العربية السعودية. ولكن هذا قد يزيد من الأعباء على القوات المسلحة الأمريكية، التي تعاني بالفعل من استنزاف التزاماتها في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ومع وصول الولايات المتحدة إلى حدود دبلوماسيتها القائمة على الأمن، فإن استراتيجية الصين القائمة على التجارة والاستثمار تواجه أيضاً مشاكل، خصوصاً وأن جهود الرئيس الصيني شي لإحياء الاقتصاد المحلي للصين، من خلال حملة تصدير متجددة تزعج العديد من البلدان النامية، التي تخشى تقويض صناعاتها المحلية.

وعلى سبيل المثال، رفعت إندونيسيا والمكسيك والبرازيل والهند وتشيلي مؤخراً التعريفات الجمركية على السلع الصينية، مما يسلط الضوء على ما أسماه المؤلف جيمس كرابتري "معضلة استراتيجية كبرى للصين، حيث تهدد السياسات المصممة لاستعادة اقتصادها المحلي بتقويض علاقاتها مع الجنوب العالمي".

صحيح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ألحق الضرر بالولايات المتحدة في الجنوب العالمي، وخاصة في البلدان الإسلامية، ولكن الصين دفعت ثمناً باهظاً لسمعتها في أوروبا بسبب دعمها لروسيا.

Amid the US's rising competition with the PRC, many developing nations believe that their interests better align with what Beijing is promising than with what DC is delivering.

John Lee explains how the US and allies should respond to this reality: https://t.co/1s9NOgqcTg pic.twitter.com/aaQlC90GrK

— Hudson Institute (@HudsonInstitute) September 10, 2024 نقاط إيجابية وأخرى سلبية

ويرى الكاتب، أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين ليست كلها سيئة، وذلك فيما يتصل بالعديد من البلدان الثالثة. فدول مثل جنوب أفريقيا والفلبين والبرازيل تشعر بأنها تتمتع بقدر أكبر من الحرية لتحدي واشنطن أو بكين في ظل نظام ثنائي القطب.

ولكن حتى بالنسبة لدول عدم الانحياز، هناك سلبيات كبيرة للتنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.

ويقول الكاتب إن "الحمائية وتقسيم الاقتصاد العالمي من شأنهما في نهاية المطاف أن يلحقا الضرر بالنمو الاقتصادي للجميع. والواقع أن سباق التسلح الجديد يشكل إهداراً للموارد ويزيد من خطر اندلاع حرب كارثية".

كما أن التنافس بين الصين والولايات المتحدة، يجعل من غير المرجح كثيراً أن تعمل الدولتان معاً على مواجهة التحديات العالمية التي تهدد الجميع، مثل الذكاء الاصطناعي غير المنظم والاحتباس الحراري العالمي غير المقيد.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم
  • مجلس السيادة السوداني: نثمن دعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية في بلادنا
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • هيمنة الدولار الأمريكي سبب ونتيجة لنفوذ الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمنيين بإدخال تقنية اتصالات هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
  • مخرج عالمي يشتري حقوق كتاب عن "هيروشيما وناغازاكي"
  • الهباش: الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه الأوضاع بغزة (فيديو)
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم