اضبط أعصابك أيها القتيل – #ماهر_أبوطير
سياسة #الولايات_المتحدة ومعها #إسرائيل تقوم على مبدأ جديد في #السياسة_الدولية لا بد من تدريسه في كليات السياسية، والعلاقات الدولية، والمعاهد الدبلوماسية والعسكرية.
تقوم هذه السياسة على مبدأ ان القتل يجب ان تلحقه جولات سياسية للحض على ضبط الاعصاب من ذوي القتيل، وبدلا من منع القتل ذاته، يتم القتل ثم مطالبة القتيل في ضريحه بالصبر، والضغط على اهله من اجل التهدئة وضبط الايقاع ومنع الغضب ورد الفعل.
منذ حرب غزة الجارية حاليا، وفي ظروف مختلفة، يقوم الدبلوماسيون الغربيون عموما باتصالات سياسية لمنع تدهور الاوضاع، ولسان حالهم يقول للدول والشعوب المستهدفة ان عليهم التحكم في ردة فعلهم، وعدم الانجرار وراء الغضب، والتمهل والتأني والتفكير قبل الرد على القاتل، والذي يعود الى الصياغات الدبلوماسية للبيت الابيض، ولعواصم اوروبية، يجدها تتشابه في هذه الطريقة، اذ بدلا من نهر القاتل، ومنعه، واتخاذ خطوات ضده، تتم مطالبة الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والايرانيين واليمنيين والسوريين وغيرهم بمنع الانفجار، وابتلاع السم، والسكوت بكل هدوء، دون تفكيك للمشهد، مع تعمد تجاهل اصل الجريمة ومسبباتها.
مقالات ذات صلةلا يمكن مساواة الجاني بالضحية، وحين تقتل اسرائيل كل هذه الاعداد في غزة مثلا، يخرج الدبلوماسيون الغربيون ويطالبون بالضغط على التنظيمات الفلسطينية لوقف الحرب، وتسليم الاسرى، وعدم توسعة اطار الحرب، فيما الاصل ان تكون المطالبة موجهة نحو اسرائيل اولا، ودون اي مساواة اصلا بين الطرفين، الجاني والضحية، لأن الندية هنا ليست بريئة، ويحاولون توظيفها للايحاء بكون الجانب الاسرائيلي مظلوما ايضا، من جرائم الفلسطينيين وافعالهم.
القصة تنطبق بشكل او آخر على اللبنانيين والايرانيين، خصوصا، بعد الاغتيالات الاخيرة التي جرت في طهران وبيروت، والكل يطالب بالتهدئة، ومنع الانفجار، وضبط رد الفعل، والتحكم بالاعصاب، حتى لا ترد هذه الاطراف على ما يجري على اراضيها، في ايحاء آخر، يحمل رسالة مشفرة تقول انكم اضعف من احتمال الرد على ردكم، اضافة الى ان العالم الحر مشفق على شعوبكم من النار الاسرائيلية، ولهذا الافضل ضبط اعصابكم، وتحمل اللكمات بصمت.
هذا النفاق الدولي يتجلى في محطات كثيرة، وحتى لا نبقى في قصة الكراهية بين الشمال والجنوب، وعدم الفهم بين اوروبا واميركا، والعالم العربي، فإن التخلي عن النفاق يتطلب قدرة غير متوفرة لدى عواصم كثيرة مرهونة لمصالحها، ولا تأبه بقتل الابرياء، على مدى عقود، وتشرعن الاحتلالات، وتطالب الشعوب بالسكوت، وتحض على الصبر، وضبط الاعصاب، وتتوارى وراء الدبلوماسية وجولاتها لاقناع القتيل وذوي الدم على الصبر وعدك التسرع في الرد.
من المفهوم هنا ان العالم لا يخضع لقواعد اخلاقية، وان قاعدة المصالح، والاقوى والاضعف، هي السائدة، لكن هذه الطريقة هدمت حضارات سابقة، لم يبق منها سوى ذكريات آثمة.
يقتل الاسرائيليون الفلسطيني واللبناني، بكل جرأة، ويطالبون في الوقت ذاته عبر اذرعهم الطرفين بعدم التصعيد، وقد كان الاولى ان تتوجه كل الدبلوماسية الدولية بوسائل ضغطها نحو القاتل لردعه ومنعه ووقف كل هذه الجرائم التي تبدأ بالقتل المباشر، وتمر عبر الحملات المعنوية لإخافة الشعوب مما هو مقبل وآت، وتدمير حياتهم ومسراتهم واقتصاداتهم.
القتيل في بلادنا حي، ولا يمكن للحي والحر ان يضبط اعصابه اصلا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل السياسة الدولية
إقرأ أيضاً:
الرد وإلا الفصل..ماسك يبعث برسائل تهديد جديدة للموظفين الفيدراليين
ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، إنه تم إرسال رسالة توجيهية إلى الموظفين الفيدراليين في العديد من الوكالات الحكومية للمرة الثانية ليقوموا بالإخبار عن إنجازاتهم في العمل خلال الأسبوع الماضي إلى إدارة ترامب، وفقًا لمصدر نقابي والعديد من الموظفين الذين تلقوا الرسائل مساء الجمعة.
قالت المصادر إن رسائل البريد الإلكتروني، التي تحمل عنوان "ماذا فعلت الأسبوع الماضي؟ الجزء الثاني"، أُرسلت إلى موظفين في مكتب السجون، وإدارة الخدمات العامة، ومكتب حماية المستهلك المالي، ومكتب إدارة الموظفين، وإدارة الضمان الاجتماعي، ووزارتي التعليم وشؤون المحاربين القدامى، وغيرهم، وقد اطلعت شبكة سي إن إن على عدد من رسائل البريد الإلكتروني.
تم توجيه العمال مرة أخرى للرد على البريد الإلكتروني والذي كان في جميع الحالات تقريبًا صادرًا عن عنوان البريد الإلكتروني الجديد للموارد البشرية التابع لـ أو بي إم، في خمس نقاط موجزة حول إنجازاتهم وإرسال نسخة إلى مديريهم.
ولكن تعد هذه المرة، التي قيل لهم أن هذا سيكون مطلبًا أسبوعيًا بحلول الساعة 11:59 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين.
في يوم السبت الماضي، أُرسلت رسالة بريد إلكتروني جماعية مماثلة دون سابق إنذار إلى أكثر من مليوني موظف فيدرالي بعد وقت قصير من إعلان إيلون ماسك على إكس، أن الموظفين سيضطرون إلى قول ما فعلوه خلال العمل في الأسبوع الماضي، محذرًا من أن "عدم الرد سيُعتبر استقالة".
وقد تم منحهم مهلة نهائية حتى الساعة 11:59 مساءً بالتوقيت الشرقي يوم الاثنين الماضي.