اليوم التالي للضربات المتبادلة: لا سيناريو أميركياً واضحٌ
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
اللقاءات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية الغربية في لبنان لبحث مستقبل الوضع اللبناني في ظل التهديدات الإسرائيلية تفضي إلى نتيجة واحدة: ثمة قراءة موحّدة حول مستوى الخطر الذي يواجه لبنان، وحول رفع مستوى التأهب الغربي، لكن من دون التوصل إلى احتمالات واقعية حيال ما سينتج عن هذه التطورات.
وكتبت هبام قصيفي في" الاخبار": ثمة أسئلة تراوح بين الحدود الدنيا والقصوى للاحتمالات المطروحة، بدءاً من السؤال الأول حول حقيقة ما تريده واشنطن، وهل تسعى من وراء حجم الضغط الذي تمارسه إلى تقزيم الدور الإيراني وتقليص نفوذه فحسب، أم المسّ بالنظام الإيراني؟ الثابت حتى الآن أن الخيار الأول أكثر واقعية، بدليل الاتصالات القائمة، وتحديد واشنطن ثوابت لا تقبل التراجع عنها في إطار ترتيب الوضع الإقليمي، تتعلق بدور إيران في دول المنطقة.
السؤال الثاني: كيف سيتبلور دور روسيا بعد حركتها تجاه إيران، ليس بوقوفها إلى جانب طهران، إنما في النصائح التي يمكن أن تعطيها في إطار تخفيف الأثقال والأضرار التي قد تنجم عن تحول سريع في الوضع في المنطقة وتضرر إيران والدول المجاورة منه؟ والدور الروسي، كما هو واضح، لا ينحصر في تقديم الدعم وهو محدود في نظر الغرب، إنما في إعطاء نظرة أشمل، من جانب حليف لإيران، عن كيفية إدارة الصراع في المنطقة، بما لا يؤدي إلى خطوات ناقصة تشعل فتيل التفجير الواسع. والنصائح الروسية تأخذ في الاعتبار الصورة الأشمل من واشنطن إلى تل أبيب، واستطراداً التعامل بجدية مع المحاذير المطروحة والضغط الإسرائيلي لنقل المعركة من مرتبة إلى أخرى.
السؤال الثالث يتعلق بمصلحة إيران أولاً وحزب الله ثانياً في التعامل مع التطور العسكري عبر الموازنة بين صدقية وعودهما بالرد، وعدم التماهي مع الرغبة الإسرائيلية في الانجرار إلى حرب واسعة في ظل الحشد الغربي الحالي، وما بينهما درس دقيق لموازين الربح والخسارة مع تأمين خلفية إقليمية غير معادية وقت اندلاع المواجهة، ولا سيما في الدول المجاورة لإسرائيل، ما يجعل الترقب قائماً لكيفية «دوزنة» الرد مع احتساب كل ما يستتبعه، لأن إيران كذلك لا تملك سيناريو اليوم التالي، ولا سيما أن عامل الثقة بأن واشنطن وإن كانت لا تريد «إعلامياً» الحرب الواسعة، لكنها حتى الآن تغطي مفاعيلها المرتقبة من دون تمييز بين ديمقراطيين وجمهوريين.
في هذه الصورة، يبقى الحديث الأميركي والأوروبي كذلك، عن الأخطاء التي يمكن أن تشعل حرباً بغضّ النظر عن أي توازنات وتحركات مدروسة للجم توسّع الحرب، لأن أي رد عسكري، من أي جانب، يحمل في طياته مفاتيح فشل أو نجاح، وثغرات يمكن أن تتحول في لحظة إلى أخطاء قاتلة. وهنا يكمن القلق من تدحرج الضربات المتبادلة في شكل دراماتيكي من دون أن تنجح أي دولة فاعلة في لجمها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من دون
إقرأ أيضاً:
العراق يعزي الولايات المتحدة في ضحايا حادث تحطم طائرتين
بغداد اليوم -