خالد فضل

يا لهف قلبي وانفطار الفؤاد , البنيات الصبايا والطفلات والولد اليتيم , وعائلة مكلومة وأسرة مثلومة , جيران وأصحاب متوجسين , مرتجفين , خائفين , يزعمون تماسكا ودواخلهم مثل حبات الرمل لا تتماسك أبدا , فقط يوحدها الهاجس المقيم , متين تنقشع غمة الحرب اللئيمة , الخطوات واجفة , الأعين زائغة النظرات , ربنا استر من الجاي , الدمع حبيس المآقي , فتر الدمع فتر الدمع يا مولاي , تعب الطين تعب الطين .

السخيلات يتقافزن ببهجة وحبور , ذاك عتود يتواثب في مرح , وثغاء أمهات عنزات ساعة المغيب فرحا بمعانقة الجنا , الذي يلثم الضرع بشهوة وجوع في منظر بديع يسر سعاة البهائم , ويغيظ الحاسدين , والحسبة في الرأس تدور , بكرة شايل السوق ؛ ساشتري لك لبسة العيد , ولن أنسى الشبشب الجديد , أما التوب فواجبا شديد , شان ما تنكسفي يوم لو جاراتنا جن ماشات لصفاح أو بيريك نجاح ده الواجب إذن !

يا زول الصعيد مطر , مراحي قدامي شان المرعى الخصيب , شهر شهرين بالكتير وأعاود الديار , هذه منتهى الآمال , ومن عنزة عنزتين , وشقاوة ومعافرا بدأ القطيع يزيد , أحمد ود ميرغني يا المكتول غلط , إذ أنّك لست مخبرا في الجيش ؛ العدو المتوهم , لست استخباراتيا تخبئ الإحداثيات , كل استخباراتك : الشارع الممشي بوين حتى تلحق بالمراح , كل ما يمكن أن تخبئه  شوية جنيهات لا تساوي بانهيار العملة عشرات الدولارات , مصاريف للبنيات المزلزلات بالتهجير والنزوح وين وعلى وين ؟  وأنت لا تعرف الفلول وهنّ كذلك !

إنها من الجراح الغائرة عميقا في القلوب , مقتل ود ميرغني ورفيق له كانا عائدين  للتو من القرية المكلومة بالنزوح القسري للقرويين الذين لسان حالهم زي الحال ده ما شافوه يوم , تقول الرواية المتطابقة , المنقولة محدثا عن محدث , حاول الفرار خوف السلب , ولكن كان الرصاص أسرع ؛ رصاص الخوف من الإبلاغ عن موقع التمركز , وكان الرصاص سريعا كما هو مسمى الجند في القوات التي تحمله وتطلقه عشوائيا في عديد المرات , إنها الحرب , مقتلة الوليدات واغتصاب البنيات وإذلال الآباء والأمهات ومصارع الأطفال بالجوع سوء التغذية والأمراض المعديات . إنها الإنتهاكات , لحق الحياة مبتدأ ولكل حق يلي ذاك , وقصة الموت المعلن لود ميرغني ورفيقه الذي لا أعرف اسمه  تغوّر الندوب على خاطر الحس الإنساني فيرفع الصوت عاليا , كفاية كفاية , ينهض فصيل المعلمين السودانيين  بقيادة لجنتهم الوقورة ( المعلمون دعاة سلام _ المعلمون بناة حضارة  ) , يتنادى الصحفيون السودانيون بنقابتهم المهيبة : ( لا تنسواالسودان ) تتضامن الحارسات ويناصرن المتضررين ( لا تغمضوا أعينكم عن المجاعة في السودان ) , وتكشف (همّة) عن همة عالية إحساسا ب ( قدح الخير ) لدعم الأطفال الجوعى في السودان . وكل فعل مدني رشيد , المطابخ الجماعية  المجانية , غرف الطوارئ , تشكيلات الأطباء , محامو الطوارئ , المغتربون , المهاجرون ,  المسعفون , المدافعون  عن حقوق الإنسان, النساء , الشباب , الأطفال , النازحون , اللاجئون , المرضى , المعاقون , العالقون ,  الواصلون , المفقودون , الخائفون من حمم الطائرات والمسيرات والراجمات والكلاشات والدوشكات , ومن جور الإتهامات بالباطل ؛ مؤيد للدعم السريع مقابل عنصر استخبارات الجيش , الكل متهم ونادرا ما تثبت البراءة ؛ أحيانا كثيرة تكون البراءة بعد تنفيذ (حكم قراقوش) القتل والسحل والتمثيل بالجثمان وبقر البطون ومضغ الكباد يا لبشاعة الحرب . لازم تقيف . والرحمة والمغفرة لود ميرغني ورفيقه ولكل الضحايا الذين هم أرقام بلا حصر دقيق , تبا لدعاة الحرب تبا .

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل

إقرأ أيضاً:

حرب السودان :حقائق غير قابلة للنفي (3)

حرب السودان : حقائق غير قابلة للنفي (3)
_________________________________
و الحرب على بلادنا تقارب إكمال شهرها السابع عشر منذ إندلاعها في الخامس عشر من شهر أبريل 2023 ، فإن هنالك حقائق تتعلق بها بات يعلمها الجميع و أصبحت غير قابلة للنفي !!
أوردها هنا من باب التوثيق و إنعاش الذاكرة ( لكي لا ننسى) :
ـ الحرب التي يتعرض لها السودان ليست حرب المليشيا و ذراعها السياسي ( قحت/تقدم ) وحدهما بل هي حرب يقف من ورائها تحالف دولي يضم عدداً من الدول و استنفرت لها قبائل سودانية بعينها في دارفور و كردفان تمت تعبئتها على مدار سنوات خلت تحت شعار إقامة ( دولة أولاد جنيد و العطاوة ) و استقطبت لها إمتدادات هذه القبائل في تشاد و أفريقيا الوسطى و استجلب لها (عربان الشتات من دول غرب أفريقيا ، و دعمت بعناصر من مرتزقة من ليبيا و إثيوبيا و مليشيا فاغنر الروسية و دول كثيرة وصل عددها إلى 17 دولة و حشدت لها أسلحة حديثة و عتاد لا يتوفر للجيش و قدمت لها الإمارات دعم فني عن طريق الأقمار الصناعية ، و ذلك حسب رصد الجهات الإستخبارية و كثير من الخبراء و المحللين الإستراتيجيين و العسكريين !!
ـ الحرب و التخطيط لها و نتائجها الماثلة حتى الآن أثبتت أن المؤامرة أكبر مما يتصوره الناس و أنها تستهدف الدولة السودانية أرضاً و شعباً و جيشاً و موارد و أنها لا علاقة لها بالشعارات الكذوب التي ترددها المليشيا و ذراعها السياسي بأنها من أجل (الديمقراطية و استعادة الحكم المدني ـ كأنهم كانوا يحكمون البلاد بتفويض إنتخابي) !! و لا علاقة لها بحقوق أهل الهامش كما يدعون !!
فهم يقتلون أهل الهامش في دارفور و كردفان و سنار و النيل الأزرق و ينهبون ممتلكاتهم و يقطعون الطرق و يمنعون وصول السلع و الخدمات إليهم !!
ببساطة إنها (حرب الوكالة) خدمةً لأجندة قوى الشر و ربائبها في المنطقة !!
ـ مليشيا الدعم السريع المتمردة تم إعدادها منذ عدة سنوات و زودت بآلاف السيارات القتالية و مئات المدرعات من طراز BTR و ناقلات الجنود المصفحة و تحصلت على إمكانات تقنية عالية للتجسس و أجهزة تشويش من دولة ا ل ك ي ا ن و من الإمارات ، بل و ورثت المواقع الإستراتيجية لقوات هيئة العمليات التي تم حلها في يناير 2020 بعد مسرحية مكشوفة دبرتها قيادة المليشيا تزعم أن هذه القوات تقود تمرداً بتعليمات من صلاح قوش !!
المليشيا ورثت هذه المواقع في العاصمة و الولايات بما حوت من سلاح و عتاد و كذلك ورثت بعض مواقع شرطة الإحتياطي المركزي التي تعتبر هي و قوات هيئة العمليات أفضل قوات مؤهلة لحرب المدن و مكافحة الإرهاب .
كذلك اعتمدت المليشيا على قواعد (أحزاب قحت) و بعض لجان المقاومة لتمثل لها ذراعاً إستخباراتياً لجمع المعلومات و تزويدها ببنك أهداف يشمل الضباط المعاشيين في مختلف القوات و قيادات و رموز التيار الإسلامي و الوطني بالإضافة إلى رجال الأعمال و المؤسسات الإقتصادية العامة و الخاصة ، ثم تعرضت للتدريب القتالي في حرب اليمن التي شارك فيها أكثر من 50 ألف من جنودها تحت إشراف ضباط إماراتيين !!
كل ذلك الإعداد جعل المليشيا في وضع كانت تظن أنه سيمكنها من حسم معركة الإستيلاء على السلطة في ساعات قليلة خاصة و أن الجيش لم يكن مستعداً في ظل إنشغال قيادته بالمعارك السياسية اليومية مع (قحت) على مدى ثلاث سنوات و إهمالها لكل التقارير الإستخبارية و الأمنية التي كانت توضع بين أيديها باستمرار عن الإستعدادات الكبيرة و التجهيزات في صفوف المليشيا !!
ـ على الرغم من حجم المؤامرة و الإعداد لها فقد أثبتت الحرب تميز و قدرة و بسالة قواتنا المسلحة و القوات المساندة لها و أثبتت قوة و صمود جهاز الأمن و المخابرات الذي تعرض لأكبر حملة إستهداف منذ عشية سقوط نظام الإنقاذ أدت إلى تجريده من صلاحياته و نجحت في حل ذراعه القوي (هيئة العمليات) !!
فقد استطاعت هذه القوات إمتصاص الصدمة و تصدت لآلاف الهجمات على وحداتها في العاصمة و بعض الولايات و في مقدمتها مقر القيادة العامة و اعتمدت على استراتيجية قامت على :
إستنزاف العدو ، تدمير قوته الصلبة ، قطع خطوط إمداده وقد حققت هذه الإستراتيجية نجاحاً كبيراً على الرغم من أنها أطالت أمد المعركة و زادت من آثارها الكارثية على المواطنين !!
ـ الحرب أثبتت وعي و صلابة و قوة الشعب السوداني و حبه لوطنه إذ أنه و رغم ما تعرض له من إنتهاكات و فظائع و تحمل الفاتورة الأعلى فيها ظل صامداً و مسانداً لجيشه فقد :
إستجاب لنداء الإستنفار و تدافع بعشرات الآلاف شيباً و شباباً ، رجالاً و نساءً إلى معسكرات و وحدات الجيش و ميادين التدريب ، أعلن إنشاء المقاومة الشعبية التي انتظمت كافة أنحاء البلاد و جهزها بالسلاح و العتاد من حر ماله ، و أمد معسكرات الجيش بعشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية و الزاد رغم ما يعانيه من شح و قِلَّة و فقد للأموال و الممتلكات التي نهبتها و سرقتها المليشيا المتمردة ، بل قدم أرواح أبنائه و هي أغلى ما يملكه فداءً للوطن !!
ـ الحرب أوضحت و بكل جلاء أن بلادنا بحاجة ماسة لمراجعة شاملة لعلاقاتها الخارجية بما فيها ما يسمى بالعلاقة مع الدول العربية (الشقيقة) و دول الجوار (الصديقة) حيث أن معظم هؤلاء إما كانوا منخرطين في المؤامرة على بلادنا أو وقفوا متفرجين ينتظرون من يفوز بالجولة لينحازوا له دون مراعاة للروابط و أبسط قواعد العلاقات بين الشعوب و الدول حسن الجوار !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
#لا_لمؤامرة_جنيف
9 سبتمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حرب السودان :حقائق غير قابلة للنفي (3)
  • جوتيريش: لم أرَ قط مثل هذا المستوى من الموت والدمار كما نراه في غزة
  • سعد عبدالحفيظ: الوضع في غزة أبعد من الكارثي.. والموت يلاحق 2.3 مليون فلسطيني
  • غزة.. دراسة بين الركام وتحت قصف الطائرات
  • صرخات من الضفة لإنقاذ التعليم ومستقبل الأطفال في غزة
  • السودان: «6» حالات وفاة و «269» إصابة جديدة بالكوليرا في«3»
  • رغم الحرب..تطعيم 441 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة
  • خُطة سَلام السودان ..(الدخول عبر بوّابة الخُروج)…!
  • حرب غزة.. 11 شهراً من الموت والدمار دون نهاية في الأفق
  • فقدت شعرها وتتمنى الموت.. سما طبيل قصة طفلة فلسطينية دمرتها الحرب على غزة نفسيا وجسديا