فشل القوى السياسِية في امتحان الحرْب
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
فشل القوى السياسِية في إمتحان الحرْب
نضال عبد الوهاب
الحقيقة التي يجب أن نقر بها جميّعاً ونعترف دون تبرير أو تعالٍ هي أن جميّع القوى السياسِية والحزبية في السُودان وبلا استثناء قد فشلت في امتحان الحرب الحالية، لم تعطِ كُل تلك القوى المأسَاة التي يعيشها السُودان بسبب هذه الحرب حق قدرها في الوصول للحد الأدنى الذي يوقف مُعاناة السُودانيين، لم تتفق وتتعاون حتى على الجانب الإنساني وبشكل حقيقي، لم تتفهم طبيعة الأزمة التي تعيشها البلد وتلاقت لأجل الاتفاق على عمل مُشترك من أجل السُودانيين، وانقسمت ما بين تكتُلات “سُلطة” وما بين تكتلات تُجافي الواقع وتعمل على سراب يحسبونه ثوري والبلاد شعبها يُباد ويموت من الجوع والمرض وانعدام المياه والعطش ويُهجر ويُشرد ومُطارد في أفضل الأحوال، أو في مُعسكرات النزوح الداخلية والخارجية، لم تنفع بلادنا “هرولة” بعضها نحو “السُلطة”، أو هروب بعضها للإمام و”سلبيتها” وقفزهم على المراحل باعتبار اعتقادهم أنهم “ثوريون”، ضاعت الحلول ما بين الكُتل المُختلفة وتاهت، وما بين “التعنُّت” و”الشطّط” و”كراسي السُلطة” والصراعات حولها قدموا جميعهم خطاب سياسِي يتكئ فقط على “المصالح” الحزبية الضيّقة والأيدلوجية البعيدة عن مصالح آنية لشعوب وجماهير كانت ولاتزال تستحق الأفضل، الحقيقة التي من الضروري مواجهتها أن هذا الفشل في قراءة الواقع والتعامل معه والذهاب للحد الأدنى من التعاون والاتفاق والعمل المُشترك هو بكل المقاييس فشل “تاريخي” وانحدار وابتعاد عن مصالح السُودانيين في إيقاف مُعاناتهم وفتح الطريق لأمنهم وسد جوعهم ومُداواتهم واستقرارهم، لا قيّمة للوطن بدون شعوب تعيش داخله، ولا تعميّر والخراب والخوف يسكُن في كُل أجزائه، ولا معنى لثورة دون وطن وشعب، ولا معنى لسُلطة على أشلاء البلاد وأهلها، هذه هي الحقائق المُجرّدة، التي لم يفهمها الكثيرون أو فهموها ولكنهم “تغابوا العِرفة” فيها، ظلّلنا نصُرّخ ونُطالب ونعمل بكل قوتنا على التقاء الجميّع حول الحد الأدنى والأولويات التي من غيرها وبدونها لن تقوم لبلادنا قائمة، ولن يعود السُودانيون أو تستقر البلاد، لن نمّل تكرارها ودون أي محاولات منّا “لخطاب سياسِي في سقفه الأعلى”، أولوياتنا باختصار ومُباشرة هي:
1/ وقف تام وشامل ودائم لإطلاق النار
2/ فتح جميع الطرق والمسارات للإغاثة والعمل الإنساني
3/ الفصّل بين القوات العسكرية المُتقاتلة وخروجها من المُدن والقرى وبيوت المواطنين
4/ آليات مُراقبة مُشتركة محلية وإقليمية ودولية لوقف إطلاق النار وعمليات الفصل بين القوات
5/ عودة المُهجريّن والنازحين والمُشردين لبيوتهم ومناطقهم واستقرارهم
هذه هي الأولويات التي بُح صوتنا ونحن نطالب بها للإلتفاف عليها من كل القوى السياسِية والثورية والوطنية السُودانية وكياناتها المُختلفة الرافضة للحرب للعمل المُشترك فيما بينها عليها، هل هذا شئ مُستحيل أو يصعُب علينا جميعاً العمل لأجله ومن أجل مصالح جميّع السُودانيين؟؟؟
ماذا يُفيد شعبنا أي خطاب سياسِي آخر في هذا التوقيت لا يتمسك بهذه الخمسة أهداف ويجعلها أولويات ومُرتكز له، وماذا يُضير أي فصيل سياسِي إن استجاب وتنادى لأجلها وقبل وبكل تواضع للعمل المُشترك لأجل تحقيقها؟؟
غير مطلوب حالياً أي تصورات لانتقال لسُلطة أو عملية سياسِية مفروضة أو مُصممة لمستقبل البلاد مع العلم التام أنه إذا ما تحققت تلك الأولويات ستنقلنا مُباشرة لحالة من الاتفاق والتعاون على الاشتراطات والأهداف التي لا تُعيد الحرب مرة أخرى، وبها يتأسس السُودان على أُسس جديدة والاستفادة من كُل دروس السابق وعلى رأسها كُل الحروب السابقة والحالية والزمن الطويل المُهدر في الصراعات السياسِية من أجل السُلطة والثروات والموارد في السُودان وكُل الاختلالات التاريخية الطويلة، ومع هذا أيضاً يظل الحديث عن أي عملية سياسِية في الوقت الحالي غير ذي جدوى والحرب تأكل البلاد وشعوبها تُباد وتُهجّر.
علينا التركيز في أولوياتنا واستثمار أي لحظة قادمة لعمل مُشترك من الجميّع لأجلها إن كنا نُريد الخيّر لبلادنا، علينا حث طرفي الحرب للالتقاء والتفاوض حول تلك الأولويات والاتفاق، وعلينا تشجيع أي جهود دولية وإقليمية في هذا الإتجاه المُباشر لحل الأزمة وإيقاف الحرب دعونا نُشجع جميعاً ونعمل على إنجاح مفاوضات سلام جنيف المدعو لها طرفي الحرب من أمريكا والسعودية ومُراقبة وتشجيّع من دول عدة من بينها من دعمت الحرب وطرفيها ولكنها تقول الآن بوقفها، ودول إقليمية ودول جوار مؤثرة فهنالك إثيوبيا والإمارات ومصر وجنوب السُودان ودول الاتحاد الأفريقي والأوروبي، وبمشاركة عالية لكل تلك الدول، فلتكن تلك المفاوضات فرصة حقيقية قد لا تتكرر قريباً بمثل هكذا اهتمام وجديّة، ولتكن إرادة السلام هي الإرادة والمصلحة الحقيقية على ما عداها، والتي نعمل عليها جميعاً وتقديم مصالح شعوبنا في إيقاف هذه الحرب وهذه المأسَاة والكارثة الإنسانيّة.
#إنجاح مفاوضات جنيف في 14 أغسطس.
nidalfree15@gmail.com
الوسومالثورة الجيش الحرب الدعم السريع السودان القوى السياسية مفاوضات جنيف نضال عبد الوهاب وقف إطلاق النارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الثورة الجيش الحرب الدعم السريع السودان القوى السياسية مفاوضات جنيف نضال عبد الوهاب وقف إطلاق النار الس ودانیین الس ودان م شترک ما بین
إقرأ أيضاً:
غرفة القاهرة: معارض "أهلاً رمضان" نموذج ناجح لإدارة السوق الحر وتعزيز التنافسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن معارض "أهلاً رمضان" تمثل نموذجا ناجحا يحتذى به في إدارة الدولة للسوق الحر، حيث توازن بين حماية المستهلكين والشركات الصغيرة، وضمان استقرار الأسواق من جهة، وتعزيز حرية المنافسة من جهة أخرى.
وأوضح بشاي، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن إدارة الدولة للسوق الحر تهدف إلى ضبط العلاقة بين العرض والطلب، مما ينعكس إيجابيا على استقرار الأسعار وضمان توفر السلع الأساسية بأسعار مناسبة.
وأشار إلى أن المعارض تلعب دورا حيويا في تعزيز التنافسية، حيث تمنح الشركات فرصة لتقديم منتجاتها بجودة عالية وأسعار مخفضة، ما يسهم في تحقيق استقرار السوق والحد من الممارسات الاحتكارية كما تتيح للمستهلكين خيارات متنوعة بأسعار تنافسية، مما يخلق بيئة سوقية أكثر توازن.
وأضاف رئيس لجنة التجارة الداخلية أن الدولة تواصل جهودها لضمان الرقابة على الأسواق، لحماية حقوق المستهلكين وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.
ولفت إلى أن معارض "أهلاً رمضان" لا تقتصر على المنتجات الغذائية فقط، بل تشمل أيضًا مستلزمات أساسية مثل المنظفات، بما يلبي احتياجات الأسرة المصرية.
وأكد بشاي أن هذه المعارض تعكس نموذجا للتعاون المثمر بين الحكومة والقطاع الخاص، بهدف توفير السلع بأسعار مناسبة ومنع أي اختلال في الأسواق.
وأوضح أن وجود المنتجات الأساسية داخل هذه المعارض بأسعار عادلة يحد من أي زيادات غير مبررة في الأسعار خارجها، حيث يسعى التجار إلى الحفاظ على تنافسيتهم خوف من فقدان العملاء لصالح هذه المعارض.
وأكد بشاي على أن معارض "أهلاً رمضان" تلعب دورا محوريا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وضمان وصول السلع إلى جميع المواطنين بأسعار عادلة، ما يعزز مناخ المنافسة العادلة ويدعم توجه الدولة نحو سوق أكثر استقرار وتوازن.