موقع النيلين:
2025-02-06@22:49:22 GMT

سجال عشاري والدرديري … والعدالة الانتقالية

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

سجال عشاري والدرديري … والعدالة الانتقالية …
استمعت إلى سجالات الدكاترة الدرديري وعشاري.
وكان لي قبل عام تقريبا مقال منشور تعقيبا على مقال دكتور الدرديري عن تشريقة عرب الشتات ومقارنتها بتغريبة بني هلال واعترضت فيه على مصطلح عرب الشتات وقلت أنهم عرب في تلك الصحارى منذ قرون وأن الحقبة الاستعمارية وما تلاها من أنظمة أفريقانية هي التي جعلتهم بدونا Stateless وهذه الصفة تنطبق على قبائل أخرى مثل الفلاتة الأمبررو وستجد في التعليقات بالأسفل الرابط لذلك المقال.

ولكن تكمن المعضلة في إقتراح العدالة الإنتقالية إقتداءا بدول أخرى مثل رواندا لعدم وجود شبه في الخلفيات والسياقات.
خلفيات كراهيات رواندا وحربها الأهلية :
إن الحالة الرواندية لا تصلح أبدا للمقارنة بما حدث في السودان ، ذلك أن الكراهية بين الهوتو والتوتسي كانت متأججة منذ عقود الاستعمار ولم تولد أبدا عند مقتل الرئيس جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، عندما أُسقطت طائرته فوق مطار كيغالي في 6 أبريل 1994م.
فمنذ أن استعمر البلجيك رواندا في 1916م لفت نظرهم الفرق الواضح بين التوتسي والهوتو في الملامح والصفات الجسدية ، فبينما كانت ألوان بشرة وملامح الهوتو تميل إلى السمات التقليدية للبانتو في عموم منطقة البحيرات فقد لاحظوا أن التوتسي ألوان بشرتهم فاتحة وطوال القامة وملامحهم وأنوفهم دقيقة شبيهة بالصوماليين والأثيوبيين من شرق أفريقيا مع بعض إدعاءات الأصل الإسرائيلي ، وعليه قرر البلجيك أن التوتسي متفوقين عرقيا وعقليا وبدأوا في منحهم معاملة تفضيلية في جميع النواحي.

هذه المعاملة التفضيلية التي تلقاها التوتسي بالقبول كانت سبب تراكم الغبن والكره لدى الهوتو الذين يمثلون حوالي 85% من السكان الذين كانوا ينقسمون بين الهوتو والتوتسي 10% مع نسبة ضئيلة لإثنيات أخرى.

وعليه فإن مقتل الرئيس المنتمي للهوتو وما تلاه من تحريض إعلامي ساهم فقط في إشعال تفجير حرب كان ضرامها مشتعلا تحت الرماد بين الهوتو والتوتسي لعقود طويلة وكان التوتسي مستعدين فلم يؤخذوا على حين غرة فقد كانت قواتهم المدربة جيدا في يوغندا في انتظار اللحظة المناسبة في يوغندا التي يحكمونها فزحفت بعد بدء المذابح واستطاعت الانتصار ودخول العاصمة كيجالي.

هل كان هذا حالنا هنا بين سكان الشريط النيلي وعرب دارفور ؟ هل يمكن المقارنة بين ما كان يكنه الشريط النيلي لعرب دارفور من إحسان الظن والقبول والتقبل بما كان بين الهوتو والتوتسي في رواندا من إحن وأحقاد متبادلة ومتراكمة لعقود ؟

وهل كان بين أهل الشريط النيلي وبين مكونات دارفور بعربها وزرقتها خلافات حواكير ؟ لا ، لم يكن بينهم ولا حتى جوار في أراض القبائل مما يستدعي مثل تلك النزاعات الدارفورية بين حدودي وحدودك وأرضي وأرضك.

ولهذا فإن استدعاء العدالة الانتقالية كمصطلح وتطبيق لا مكان له من الإعراب في الحالة السودانية لأنه يتطلب طرفين كانا متساويين في مشاعر الكراهية وبينهما حروب كانا متكافئين فيها في التسليح والاستعداد المسبق كما بين الهوتو والتوتسي ، وبالتأكيد لم يكن هذا حال مجتمعاتنا العزلاء في الوسط وهي تتلقى الهجمات المفاجئة على حين غرة وتقتحم بيوتها وتهجر وتنهب وتستباح في حرب الخرطوم 15 أبريل 2023م بينما كان شبابها يهتفون قبلها بأربع أعوام فقط بأن كل البلد دارفور !

إن مفهوم العدالة الانتقالية الرواندي كان مقبولا لوجود طرفين متعادلين متكافئين في الكراهية والتسلح كآلية لطي صفحة الماضي بإعترافات متبادلة وإقرارات متبادلة بالجرائم ، وفي هذا الصدد فماذا لدى مجتمعاتنا بالوسط لتقر به وتعترف به وجرابها خلو مما يمكنها تقديمه من إعترافات في محاكم العدالة الإنتقالية اللهم إلا إذا كان المطلوب منها قبول إدانتها مجانا بدون رأسمال جرائمي تدخل به تلك المحاكمات !

#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العدالة الانتقالیة

إقرأ أيضاً:

تشاد تعلن انتهاء المرحلة الانتقالية وتشكيل برلمان جديد

عُقدت الجلسة الأولى للجمعية الوطنية التشادية -أمس الثلاثاء- في مقر البرلمان المعروف بـ"قصر الديمقراطية" في إعلان رسمي عن انتهاء عمل المجلس الوطني الانتقالي.

وجاء هذا التطور عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما أسفر عن تشكيل برلمان جديد يضم 188 نائبا، ليعود بذلك النظام التشريعي إلى مساره الطبيعي بعد أكثر من 3 سنوات من الحكم الانتقالي.

وبدأت الجلسة بكلمة ألقاها الأمين العام للمجلس الوطني الانتقالي، أعلن فيها انتهاء مهام المجلس الذي اضطلع بالسلطة التشريعية منذ وفاة الرئيس إدريس دبي إيتنو عام 2021.

انتخاب رئيس البرلمان

وتم خلال الجلسة انتخاب علي كولوتو تشايمي رئيسا جديدا للجمعية الوطنية، حيث فاز بالمنصب دون منافسة بفضل الأغلبية التي يتمتع بها حزبه "الحركة الوطنية للإنقاذ" الذي حصد 124 مقعدا من أصل 188.

ووصف تشايمي -في كلمة عقب انتخابه- الانتقال "الديمقراطي" السريع بأنه "إنجاز استثنائي يجعل تشاد نموذجا للتحولات السياسية الناجحة في أفريقيا".

ومن المقرر أن تبدأ الجمعية الوطنية الجديدة في وضع نظامها الداخلي، وانتخاب لجانها المختلفة اعتبارا من الخميس المقبل.

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء ألاماي هالينا استقالته بعد ساعات من تشكيل البرلمان الجديد، ليقوم الرئيس محمد إدريس دبي بإعادة تعيينه مجددا لرئاسة الحكومة. وأوضح هالينا في خطاب استقالته أن قراره جاء احتراما لتقاليد الجمهورية.

إعلان

وأشار هالينا إلى أن حكومته، التي تولت مسؤولياتها منذ مايو/أيار 2024، كانت آخر حكومة للمرحلة الانتقالية التي استمرت 3 سنوات ونصف السنة قد انتهت رسميا مع بدء عمل الجمعية الوطنية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • الكونغو تصدر مذكرة اعتقال دولية بحق زعيم حركة إم 23
  • متمردو إم 23″يسيطرون على مدينة جديدة شرق الكونغو
  • ماكرون يهنئ الشرع برئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية ويدعوه لزيارة فرنسا
  • ماكرون يهنئ الشرع برئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية
  • اغتصاب مئات النساء وحرقهن حتى الموت بعد إشعال النار في سجن غوما في الكونغو
  • دفن 2000 جثة .. ضحايا الكونغو “ أهالينا ماتوا.. وعايشين في رعب"
  • تشاد تعلن انتهاء المرحلة الانتقالية وتشكيل برلمان جديد
  • رسالة من تجمع أهالي شهداء المرفأ للبيطار.. ماذا تضمنت؟
  • مداخل تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا الجديدة
  • غارديان: تصاعد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقية المعادن مع رواندا