موقع النيلين:
2025-05-01@18:08:34 GMT

سجال عشاري والدرديري … والعدالة الانتقالية

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

سجال عشاري والدرديري … والعدالة الانتقالية …
استمعت إلى سجالات الدكاترة الدرديري وعشاري.
وكان لي قبل عام تقريبا مقال منشور تعقيبا على مقال دكتور الدرديري عن تشريقة عرب الشتات ومقارنتها بتغريبة بني هلال واعترضت فيه على مصطلح عرب الشتات وقلت أنهم عرب في تلك الصحارى منذ قرون وأن الحقبة الاستعمارية وما تلاها من أنظمة أفريقانية هي التي جعلتهم بدونا Stateless وهذه الصفة تنطبق على قبائل أخرى مثل الفلاتة الأمبررو وستجد في التعليقات بالأسفل الرابط لذلك المقال.

ولكن تكمن المعضلة في إقتراح العدالة الإنتقالية إقتداءا بدول أخرى مثل رواندا لعدم وجود شبه في الخلفيات والسياقات.
خلفيات كراهيات رواندا وحربها الأهلية :
إن الحالة الرواندية لا تصلح أبدا للمقارنة بما حدث في السودان ، ذلك أن الكراهية بين الهوتو والتوتسي كانت متأججة منذ عقود الاستعمار ولم تولد أبدا عند مقتل الرئيس جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، عندما أُسقطت طائرته فوق مطار كيغالي في 6 أبريل 1994م.
فمنذ أن استعمر البلجيك رواندا في 1916م لفت نظرهم الفرق الواضح بين التوتسي والهوتو في الملامح والصفات الجسدية ، فبينما كانت ألوان بشرة وملامح الهوتو تميل إلى السمات التقليدية للبانتو في عموم منطقة البحيرات فقد لاحظوا أن التوتسي ألوان بشرتهم فاتحة وطوال القامة وملامحهم وأنوفهم دقيقة شبيهة بالصوماليين والأثيوبيين من شرق أفريقيا مع بعض إدعاءات الأصل الإسرائيلي ، وعليه قرر البلجيك أن التوتسي متفوقين عرقيا وعقليا وبدأوا في منحهم معاملة تفضيلية في جميع النواحي.

هذه المعاملة التفضيلية التي تلقاها التوتسي بالقبول كانت سبب تراكم الغبن والكره لدى الهوتو الذين يمثلون حوالي 85% من السكان الذين كانوا ينقسمون بين الهوتو والتوتسي 10% مع نسبة ضئيلة لإثنيات أخرى.

وعليه فإن مقتل الرئيس المنتمي للهوتو وما تلاه من تحريض إعلامي ساهم فقط في إشعال تفجير حرب كان ضرامها مشتعلا تحت الرماد بين الهوتو والتوتسي لعقود طويلة وكان التوتسي مستعدين فلم يؤخذوا على حين غرة فقد كانت قواتهم المدربة جيدا في يوغندا في انتظار اللحظة المناسبة في يوغندا التي يحكمونها فزحفت بعد بدء المذابح واستطاعت الانتصار ودخول العاصمة كيجالي.

هل كان هذا حالنا هنا بين سكان الشريط النيلي وعرب دارفور ؟ هل يمكن المقارنة بين ما كان يكنه الشريط النيلي لعرب دارفور من إحسان الظن والقبول والتقبل بما كان بين الهوتو والتوتسي في رواندا من إحن وأحقاد متبادلة ومتراكمة لعقود ؟

وهل كان بين أهل الشريط النيلي وبين مكونات دارفور بعربها وزرقتها خلافات حواكير ؟ لا ، لم يكن بينهم ولا حتى جوار في أراض القبائل مما يستدعي مثل تلك النزاعات الدارفورية بين حدودي وحدودك وأرضي وأرضك.

ولهذا فإن استدعاء العدالة الانتقالية كمصطلح وتطبيق لا مكان له من الإعراب في الحالة السودانية لأنه يتطلب طرفين كانا متساويين في مشاعر الكراهية وبينهما حروب كانا متكافئين فيها في التسليح والاستعداد المسبق كما بين الهوتو والتوتسي ، وبالتأكيد لم يكن هذا حال مجتمعاتنا العزلاء في الوسط وهي تتلقى الهجمات المفاجئة على حين غرة وتقتحم بيوتها وتهجر وتنهب وتستباح في حرب الخرطوم 15 أبريل 2023م بينما كان شبابها يهتفون قبلها بأربع أعوام فقط بأن كل البلد دارفور !

إن مفهوم العدالة الانتقالية الرواندي كان مقبولا لوجود طرفين متعادلين متكافئين في الكراهية والتسلح كآلية لطي صفحة الماضي بإعترافات متبادلة وإقرارات متبادلة بالجرائم ، وفي هذا الصدد فماذا لدى مجتمعاتنا بالوسط لتقر به وتعترف به وجرابها خلو مما يمكنها تقديمه من إعترافات في محاكم العدالة الإنتقالية اللهم إلا إذا كان المطلوب منها قبول إدانتها مجانا بدون رأسمال جرائمي تدخل به تلك المحاكمات !

#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العدالة الانتقالیة

إقرأ أيضاً:

قوات الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي تغادر مدينة جوما عبر رواندا

انسحبت قوات من بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي من مدينة جوما، شرق الكونغو الديمقراطية، عبر الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، المعروفة باسم "الحاجز المرجاني العظيم".

وأكدت مصادر محلية - لـ شبكة «أوكابي» - أن القافلة رافقتها قوات الجيش الرواندي بمجرد عبورها الحدود، وشهد سكان جوما مرور قافلة طويلة تنقل جنودا ومعدات حربية باتجاه الحدود.

علاوة على ذلك، أفادت التقارير الصحفية بأن رواندا سمحت باستخدام أراضيها للسماح لهذه القوة بالوصول إلى دولة في الجزء الشرقي من البلاد، حيث ستغادر الوحدات إلى بلدانها.

وقد تم نشر بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في شمال كيفو منذ 15 ديسمبر 2023، لدعم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية في قتالها ضد الجماعات المسلحة في الجزء الشرقي من البلاد، وظلت عالقة في جو ما بعد سقوط المدينة في أواخر يناير الماضي في أيدي متمردي تحالف القوى الديمقراطية «إم 23» المدعومين من كيجالي.

يشار إلى أن مجموعة التنمية للجنوب الإفريقي قررت سحب قواتها المنتشرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مارس الماضى بعد سلسلة من الاجتماعات والمناقشات التي عقدتها الترويكا التابعة للمجموعة، وتم اتخاذ هذا القرار في ظل استمرار التحديات الأمنية شرق البلاد وتصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية على بعض الدول المشاركة في المهمة.

اقرأ أيضاًالكونغو الديمقراطية تأمل في ظهور مختلف بأمم أفريقيا للشباب 2025

مصرع 143 شخصا على الأقل جراء نشوب حريق على متن قارب بنهر الكونغو

مصر والكونغو تبحثان مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تباحثت مع دولتين إحداهما عربية لترحيل مهاجرين إليها
  • إدارة ترامب تبحث مع ليبيا ترحيل مهاجرين إليها
  • قوات الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي تغادر مدينة جوما عبر رواندا
  • الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة الانتقالية
  • الاتحاد الإفريقي يعلن رفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة الانتقالية
  • منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية
  • رواندا تغزو قمصان أتلتيكو مدريد حتى 2028
  • تعديل القيمة أَم إنهاء العلاقة؟.. سجال بين جمال بخيت وخالد أبو بكر بسبب الإيجار القديم
  • دور الجامعات في تحقيق العدالة الإنسانية وبناء السلام… محاضرة في جامعة حمص
  • الاتحاد الأفريقي يطلق خطة تسريع حرية التنقل بين دوله