المسلة:
2024-12-25@16:25:38 GMT

نتنياهو بين الرياح والنار أمام سحر الصبر الفارسي

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

نتنياهو بين الرياح والنار أمام سحر الصبر الفارسي

9 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة:  في أعماق ليل الشرق الأوسط، حيث الصمت يحمل في طياته نذر العواصف، تنزلق أفاعي نتنياهو بحذر بين الأعشاب العالية، فيما يحلق الصقر الايراني في سماء الانتظار.
نتنياهو ينتظر بعيون جائعة، الحرب الشاملة، آملا في الانقضاض على إيران. لكن المارد الإيراني الذي عرف كل دروب الحياة والموت، وكل ألعاب الصيد والخداع، من ألف عام وعام، لن ينخدع به.

نتنياهو يظن أن العالم بأسره حلبةٌ له، يخطط لرمي النرد الأخير، وأن تبتسم له آلهة الشر، فيشعل نار حرب شاملة، عسى أن يضمن بقاءه على عرش هزته الرياح، لكنه يغفل أن في عالم السياسة، ليس كل من يبتسم في الصباح يصل حيًا إلى المساء.
نتنياهو يرقص، ولكنها ليست رقصته، وليست حلبته، لأن إيران قررت هي من تختار التوقيت.

إيران، التي ارتدت عباءة الحكمة منذ زمن طويل، تعرف أن الحكيم لا يعض إلا عندما يحين الوقت، ولا يضرب إلا حيث الألم يكون مدويًا. إنها تعلم أن الرد ليس مجرد فعل، بل هو فن، فن تتقنه منذ زمن الإمبراطوريات القديمة.
“العين بالعين والسن بالسن” ، نعم، ولكن متى وأين؟ هذا هو السؤال.

إيران لا تتعجل، تعرف أن الصبر هو السلاح الذي يقلب الموازين. في ليلة كهذه، قد تغفو الأفعى تحت قمر خافت، ولكنها تظل تراقب، عينها على كل حركة وكل صوت. في صمتها، تخيف خصومها أكثر مما تفعلها الكلمات، وكما قالت حكمة الشرق: “الصمت في كثير من الأحيان أكثر بلاغة من الكلام”.

الانتظار الذي يوجع نتنياهو هو بحد ذاته قتل بطيء، يقضم روحه يوما بعد يوم فيما إيران تعرف أن الصبر هو مفتاح الفخاخ التي لا ينجو منها أحد.

تركيا بتقطيع خاشقجي على أراضيها، بريطانيا بتسميم معارض روسي في عقر دارها، وحتى الإمبراطوريات القديمة، كلهم واجهوا لحظات مشابهة، واختاروا الحكمة على الاندفاع.
نتنياهو يحلم بأن يكون محاربًا، ولكن أفعى الحكمة تعلم أن الحرب ليست دائمًا بالسيوف والسهام، بل بالفكر والانتظار. إن الحكيم من يضرب حيث لا يتوقع العدو، ومن يعرف أن أفضل ضربة قد تكون التي لم تُوجه بعد.

الرقصة مستمرة، لكن من يحدد نهاية الرقصة ليس النسر الذي يحلق عاليًا، بل الأسود التي تنتظر بصبر، تختار لحظتها بعناية. إنها لعبة قديمة، لعبة خاضتها الأمم منذ بداية الزمن، حيث الفائز هو من يعرف كيف يستغل قوة صمته وعمق حكمته.

وإيران، صاحبة الحضارة التي علمت العالم كيف تكون الحكمة، نأمل ألاّ تنجر إلى رقصة ليست من صنعها. بل تترك نتنياهو يرقص وحده، حتى ينهار من شدة الدوران.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الزلزال السوري: ضربة قاصمة للمقاومة.. وانكفاء روسي وانتصار لتركيا واسرائيل

23 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: مع دخول المعارضة السورية المسلحة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، تتغير ملامح الشرق الأوسط بسرعة مذهلة. هذه اللحظة الفاصلة تضع النظام الإقليمي أمام تحول جذري يعيد ترتيب المصالح والنفوذ في المنطقة، كما حدث عند سقوط جدار برلين أو العدوان الثلاثي على مصر.

إيران: الضربة القاصمة لمحور المقاومة
لطالما اعتبرت طهران دمشق حجر الأساس في نفوذها الإقليمي، وقد خسرت إيران بُنيتها العسكرية التي استثمرت فيها لعقود. انهيار النظام السوري أدى إلى انكشاف المحور الذي بناه الحرس الثوري لحماية مصالح إيران، وترك البرنامج النووي الإيراني في مهب الريح أمام تهديدات نتنياهو وإدارة ترامب العائدة. داخلياً، فإن حزب الله، الحليف الأبرز لإيران، فقد قدراته السياسية والعسكرية في لبنان، مما يفتح المشهد اللبناني أمام إعادة ترتيب التوازنات الداخلية لصالح القوى السنية واليمين المسيحي.

روسيا: بين التراجع والتكيف

بينما خسرت إيران معظم نفوذها، تسعى روسيا إلى الحفاظ على دورها في سوريا عبر التفاوض مع السلطة الجديدة لضمان بقاء قواعدها العسكرية. رغم ذلك، فإن هذا التحول يُضعف النفوذ الروسي الذي طالما كان مرتبطاً بحماية نظام الأسد، ما قد يُجبر موسكو على إعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية مع التركيز على حربها في أوكرانيا والبحث عن بدائل لتعزيز وجودها العسكري في أفريقيا.

تركيا: المنتصر الحذر

تمثل أنقرة أبرز المستفيدين من سقوط الأسد، حيث تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا عبر الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام. تركيا الآن في موقع يؤهلها لتوسيع حضورها في العراق ولبنان، خاصة مع تراجع النفوذ الإيراني. ورغم ذلك، تواجه أنقرة تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع الوجود الكردي في شمال شرق سوريا، ما قد يضعها في مواجهة مع واشنطن.

إسرائيل: بين الفرحة والقلق

فرحت إسرائيل بسقوط الأسد وخروج حزب الله وإيران من سوريا، لكنها تواجه تحديات متزايدة، منها تعاظم النفوذ التركي والرفض المتوقع من دمشق الجديدة للتوغل الإسرائيلي في الجولان. كما أن التغيرات التي أفرزتها أحداث المنطقة جعلت البيئة الإقليمية أكثر عدائية، ما يعقد الحسابات الأمنية الإسرائيلية ويضيف أعباء جديدة على جيش الاحتلال.

الولايات المتحدة: تعقيد إستراتيجي

سقوط الأسد يجعل إدارة ترامب أمام خيارات صعبة، حيث توازن بين رغبتها في الانسحاب من سوريا وضرورة حماية مصالحها في مواجهة النفوذ الروسي والإيراني. كما أن التحالف مع إسرائيل والوجود الكردي شرق الفرات يدفعان واشنطن للبقاء متيقظة تجاه التطورات السورية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
  • إيفنبرج: كومباني المدرب الذي يحتاجه البايرن بالضبط
  • إيران: من السابق لأوانه الحكم على مستقبل التطورات في سوريا
  • تعرف على نوع الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي استهدف منطقة يافا اليوم ؟
  • نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها
  • نتنياهو يمثل أمام المحكمة للمرة الخامسة
  • وزارة الكهرباء: إيران أخلت باتفاق تزويد العراق بالغاز
  • الزلزال السوري: ضربة قاصمة للمقاومة.. وانكفاء روسي وانتصار لتركيا واسرائيل
  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • تعرف على عقوبة الخطأ الطبي الذي يسبب عاهة مستديمة بمشروع قانون المسؤولية الطبية