الثورة نت:
2025-03-17@22:45:08 GMT

ملامح المرحلة وطبيعة المعركة

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

 

 

يمكن أن يقال – وهو قول قد يكون مكررا لكنه من ضرورات اليوم – أننا أمام مرحلة جديدة، هي متغايرة لكنها لا تسير وفق أحلامنا ولا وفق تطلعاتنا بل تكاد تكون صادمة ومعيقة أكثر منها منسابة أو ساربة في مجرى التطلعات الوطنية، وتبعا لها لا بد من الوعي بها حتى نضع فرضياتها المحتملة، فالوعي بها هو الوعي بالقدرة وبالسيطرة على مقاليد الزمن الذي يسير وفق قراءات واستراتيجيات تريد له أن يكون فاعلا ومحققا لمصالحها، وتلك الاستراتيجيات وضعت من قبل مختصين في العلوم الإنسانية المختلفة، وهو الأمر الذي يفرض علينا ضرورة التعاطي معه بقدرة ذهنية تفوقه، وتقفز على شروط “الأنا” المظلل في الصناعة والإبداع والابتكار.


لا شك أن الحرب تركت ظلالا قاتما، وعملت على الإخلال بحركة التوازنات في المجتمعات، وهي غير واضحة المعالم كون المجتمع اليوم تتنازعه ثلاثة أبعاد نفسية تنحصر في الخوف، والتربص، والمداهنة، ولذلك لا يمكن الوثوق بالظاهر وإن بدا شكله واضح المعالم، فالتناقض في المجتمع العربي قديم، ومحاولة التآلف فيه والتناغم تحتاج زمنا غير قصير على أن يمتاز ذلك الزمن بالاستقرار والرفاه، وبحيث ترتبط الفئات الاجتماعية بمصالح مع السلطات، ومثل ذلك غير متحقق في مثل الظروف التي يمر بها المجتمع العربي اليوم على وجه العموم، كما أن الشرخ والهوة اتسعت بالقدر الذي لا يمكن ردم الصدع فيه، ولذلك فكل المحاولات لردم الصدع ستكون فاشلة، فالعدو الذي نواجهه ليس محدودا ولا قليلا بل يملك قدرات مهولة ..مهنية ومادية وتقنية وأمام مثل ذلك تكون نسب النجاح ضئيلة في السيطرة والردم، مع قناعتنا وثقتنا المطلقة في تدابير الله، لكن تدابير الله تسير وفق قانون فطري، يقول تعالى : ” فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “.
تبدو المرحلة اليوم أخطر منها بالأمس، وإذا استغرقتنا مشاعر الانتصار فلنعلم أن عوامل الانكسار قد تسللت إلى واقعنا، ولعل الواقع يبعث إشاراته اليوم، فهو يقول : أن ثمة متغيراً قادماً، وأن التحالف الذي شن عدوانه على اليمن لا يمكنه التسليم للهزيمة بل سوف يجتهد ما وسعه الجهد على تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة ولو في حدودها الدنيا، فهو لا يريد يمنا مستقرا أبدا ولا أمة مسلمة مستقرة، ولن يسعى إلا إلى تنمية عوامل الصراع والتفكيك وتجزئة الهويات وبعث عوامل القلق والاضطرابات في المجتمعات، وقد يستخدم كل الأوراق المتاحة، ومؤشرات المرحلة بدأت وقد يلاحظها المتابع في الجدل الدائر في منصات التواصل الاجتماعي وهو جدل تديره أجهزة استخبارية لأغراض استراتيجية وسياسية يحاول من خلالها قياس الرأي ويعمل على استغلال مساحات التصدع في بنية المجتمعات والوضع الاجتماعي العربي – كما هو في واقعه مع تداعيات الأحداث والحروب والصراعات – يعيش مرحلة غليان وتعمل الآلة النفسية والإعلامية على تنمية مشاعر الغضب وهناك نشاط محموم يسعى إلى إيقاظ مشاعر التنافر والغضب ويعمل على تفكيك عرى المجتمع وتعويم الهوية واستغلال كل ذلك سياسيا وأمنيا وعسكريا، وقد يترك ذلك أثرا كبيرا على النسيج الاجتماعي والوطني، سواء اليوم او في المستقبل المنظور ولذلك فالترميم يبدأ من بوابة الحوار مع المجتمع وقواه الفاعلة حتى تشعر بوجودها وقيمتها في معادلة الحياة وبذلك نقطع الخطوط التي ينفذ منها العدو أو نحد منها .
لقد بلغ المستعمر غاياته ووصل إلى مراحل متقدمة، ونحن كأمة ننساق وراء الأشياء دون وعي، ودون إدراك لما يحدث، أو قراءة للأثر المترتب على التفاعلات، ولم نستبين الرشد إلى يومنا المشهود، وهو يوم يشهد كل التفاعلات الثقافية التي تستهدف القيم وتقاليد المجتمعات الإسلامية وتطبيقاتها، فالمرأة المحافظة بدأت تخرج في بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي كي تتحدث عن تجاربها المخلة بالشرف ومغامراتها العاطفية في سابقة لم تكن معهودة في كثير من المجتمعات العربية .
ما يحدث في مجتمعاتنا العربية، منذ بداية الألفية إلى اليوم – ليست حربا على الإرهاب ولا اضطرابات اجتماعية ولا ثورات ولا قلاقل وفتن بل حركة استهداف تدار من قبل الماسونية العالمية ومحافلها في بعض العواصم العربية، فهي حركة تهدف إلى هدم التطبيقات الدينية لدى الشباب المسلم حتى لا يكون ارتباطه بالدين ارتباطا قويا ومتينا بل يكون ارتباطا هشا وسطحيا حتى يسهل على العدو التغلغل إلى البناءات الثقافية فيحدث فيها تبدلا وتغير، ويمكن قياس ذلك على حركة التطبيع مع الكيان الصهيوني وننظر إلى الجدل الفكري حول هذه الفكرة في منصات التواصل الاجتماعي، وبالعودة إلى الماضي، والى الموقف العربي الشعبي من التطبيع نجد موقفا واحدا منه في عموم الشعوب العربية عكس الأمر اليوم، الأمر الذي فرض نفسه على القرار السياسي العربي بالأمس أو اليوم مع الفوارق طبعا بين الأمس واليوم .
المعركة العسكرية التي نشهد تفاصيلها اليوم بين محور المقاومة وبين إسرائيل ومن تحالف معها من المطبعين العرب ليست سوى معركة شكلية لا تهدف إلا إلى شيئين اثنين هما: توسيع دائرة الاضطرابات والتصدع في بنية المجتمع وزعزعة الكيانات، والسقوط القيمي من خلال الكلام المبتذل في الرذائل وصولا إلى مرحلة الهدم للقيم والمثاليات والنظرية الأخلاقية العربية والإسلامية، وهو ما نراه واقعا ملموسا من خلال التداول في منصات التواصل الاجتماعي وقد يكتب أو يقال صراحة ودون حياء وهو كلام كان يعد في الأمس القريب من الموبقات المهلكات التي لا أحد يجرؤ على قولها .
زبدة القول.. نحن اليوم مطالبون بالوعي بالمعركة التي يشنها الغرب على قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا وعلى ثقافتنا وهويتنا الحضارية والثقافية والإيمانية، ومثل ذلك يتطلب وعيا موازيا وحوارا مع المجتمعات والنخب الثقافية والسياسية حتى تتوحد الجبهة دون اختراق، وبدون ذلك نحن نهدر الطاقات في غير طائل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قانون الانتخابات محور المعركة المقبلة والاتجاه لصوتين تفضيليين

كتبت" الديار": بعرف حزب الله، حسب المقربين منه، ان الحمله عليه ستاخذ ابعادا مختلفة وتصاعدية من خلال التصاريح اليومية عن نزع سلاح حزب الله شمال الليطاني وحرمانه من التعيينات وابعاده عن الاعمار. وتشمل الحملة حركة امل حتى الانتخابات النيابية بهدف تقليص كتلة الثنائي والمجيء بشخصيات شيعية معادية له، والاختيار من بينهم رئيس المجلس النيابي المقبل بعد الانتخابات النيابية عام 2026، بعد ان ثبت للعاملين على الحل اللبناني استحالة أضعاف الطائفة الشيعية وحزب الله بوجود الرئيس بري في رئاسة المجلس النيابي، وبالتالي فان المعركة الكبرى ستكون على قانون الانتخابات والوصول إلى قانون لتحجيم الثنائي الشيعي في لبنان. ولذلك فان ولادة القانون ستشهد معارك متفرقة وعنيفة وعالية السقف قبل عام على موعد الانتخابات النيابية التي تقرر النهج الذي يقود البلد في السنوات المقبلة، وستبدا الحكومة بدرس قانون جديد للانتخابات النيابية قريبا في ظل نهج يدعو الى اعتماد صوتين تفضيليين ويعتبر البعض ان هذا القانون يخدم الطائفة الشيعية، فيما تدعم القوات اللبنانية القانون الحالي، وهناك اتجاه يقوده رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لحصر اصوات المغتربين بكتلة من 5 نواب فقط، فيما يطالب البعض بالكتل المتوسطة او القضاء وغيرها من القوانين، فهل يتم التوصل الى قانون توافقي ام تجري الانتخابات على القانون الحالي؟ مواضيع ذات صلة باسيل: نحن مع تحييد لبنان و"دخيلكن ما تنقلونا من محور إلى محور" Lebanon 24 باسيل: نحن مع تحييد لبنان و"دخيلكن ما تنقلونا من محور إلى محور" 15/03/2025 05:35:34 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: سنسير لإقرار اللامركزية الإدارية والنظر بالإصلاحات المطلوب إدخالها على قانون الانتخابات Lebanon 24 سلام: سنسير لإقرار اللامركزية الإدارية والنظر بالإصلاحات المطلوب إدخالها على قانون الانتخابات 15/03/2025 05:35:34 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 كرامي: نتمنى أن يكون وزير الداخلية على مسافة واحدة من الجميع خلال الانتخابات النيابية المُقبلة Lebanon 24 كرامي: نتمنى أن يكون وزير الداخلية على مسافة واحدة من الجميع خلال الانتخابات النيابية المُقبلة 15/03/2025 05:35:34 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 الصمد: القضاء كله ليس بخير وأي دولة من قانون انتخابات قانوني حديث وعصري ليست دولة حديثة Lebanon 24 الصمد: القضاء كله ليس بخير وأي دولة من قانون انتخابات قانوني حديث وعصري ليست دولة حديثة 15/03/2025 05:35:34 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء Lebanon 24 "إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء 23:08 | 2025-03-14 14/03/2025 11:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر Lebanon 24 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر 23:10 | 2025-03-14 14/03/2025 11:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق Lebanon 24 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق 23:11 | 2025-03-14 14/03/2025 11:11:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان يتجاهل عروض إسرائيل وتحضيرات أميركية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة Lebanon 24 لبنان يتجاهل عروض إسرائيل وتحضيرات أميركية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة 23:05 | 2025-03-14 14/03/2025 11:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عون يزور فرنسا في ٢٨ الجاري.. وماكرون هنّأ سلام على جهوده Lebanon 24 عون يزور فرنسا في ٢٨ الجاري.. وماكرون هنّأ سلام على جهوده 19:57 | 2025-03-14 14/03/2025 07:57:07 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو) Lebanon 24 "الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو) 05:15 | 2025-03-14 14/03/2025 05:15:39 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً 15:15 | 2025-03-14 14/03/2025 03:15:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بلوك جديد.. مذيعة أخبار "الجديد" تُفاجئ الجميع بإطلالتها الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 بلوك جديد.. مذيعة أخبار "الجديد" تُفاجئ الجميع بإطلالتها الأخيرة (فيديو) 02:24 | 2025-03-14 14/03/2025 02:24:33 Lebanon 24 Lebanon 24 شقيق فنانة شهيرة يُهدد نيكول سابا ويطالبها بمغادرة مصر (صورة) Lebanon 24 شقيق فنانة شهيرة يُهدد نيكول سابا ويطالبها بمغادرة مصر (صورة) 02:46 | 2025-03-14 14/03/2025 02:46:22 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! 05:30 | 2025-03-14 14/03/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 23:08 | 2025-03-14 "إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء 23:10 | 2025-03-14 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر 23:11 | 2025-03-14 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق 23:05 | 2025-03-14 لبنان يتجاهل عروض إسرائيل وتحضيرات أميركية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة 19:57 | 2025-03-14 عون يزور فرنسا في ٢٨ الجاري.. وماكرون هنّأ سلام على جهوده 17:56 | 2025-03-14 مقدمات نشرات الاخبار المسائية فيديو بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر 04:22 | 2025-03-14 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) 02:26 | 2025-03-14 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية 05:00 | 2025-03-12 15/03/2025 05:35:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حديث أركو مناوي ..الذي نفذ في خضّم المعركة ورغم مرارات الحرب
  • عاجل | «الرئيس السيسي»: مواقع التواصل الاجتماعي مهمة و دورنا التقليل من خطرها
  • طوني فرنجية في ذكرى كمال جنبلاط: ألف تحيّة لوليد جنبلاط الذي يلعب اليوم دور صمّام الأمان
  • القيادي بـ «تأسيس» الهادي إدريس يكشف ملامح الحكومة الموازية وموقفهم من إيقاف الحرب في السودان
  • ما الذي تفتقده صحافتنا اليوم؟
  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • قانون الانتخابات محور المعركة المقبلة والاتجاه لصوتين تفضيليين