يمانيون:
2025-03-17@22:02:23 GMT

السنوار رئيساً لحماس.. ماذا في الدلالات والأبعاد؟

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

السنوار رئيساً لحماس.. ماذا في الدلالات والأبعاد؟

يمانيون – متابعات
بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسّعة في مؤسساتها القيادية، أعلنت حركة حماس أنها اختارت قائدها في قطاع غزة، يحيى السنوار، ليكون رئيساً لمكتبها السياسي، خلفاً للشهيد القائد إسماعيل هنية.

القرار الذي شكّل بذاته رداً أوّلياً على اغتيال الشهيد هنية، خلّف أصداءً إيجابية كبيرة في صفوف جمهور المقاومة في فلسطين وخارجها، ولا شك أنه أرخى بثقله على كيان الاحتلال، ليضاعف من حالة القلق السائدة في انتظار الرد على الاغتيال.

فماذا في دلالات هذه الخطوة وخلفيّاتها، وتبعاتها المحتملة؟

“صديق سليماني المؤمن بأهمية جبهات الإسناد”
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، رأى في حديث للميادين، أنّ حماس بعثت برسالة واضحة للاحتلال بأن من يقودها في قلب المعركة والنيران، مؤكداً أيضاً أنها رسالة تحدٍّ من حماس للعالم الظالم الذي لا يسمع للضعفاء ولا يحترم إلا الأقوياء.

ولفت المدهون إلى أنّ السنوار قال إنه كان يتواصل يومياً مع الشهيد قاسم سليماني، في دلالة على رؤيته الاستراتيجة الشاملة، وحرصه على تعزيز العلاقة وترتيبها وترميمها مع محور المقاومة، مؤكداً أنّ السنوار كان يرى أنّ عملية “طوفان الأقصى” لن تنجح من دون جبهات الإسناد.

ورأى المدهون أن السنوار الذي يمكن القول إنه “جنرال عسكري لم يدخل كليات عسكرية”، و”وزير دفاع حركة حماس الذي أعدّ وجهّز ورتّب ليوم الطوفان”، هو أيضاً رجل سياسي واستراتيجي وقائد عام، ويمكن العودة إلى خطاباته والوقوف على المدلولات السياسية لكلماته التي يعرف جيداً كيف يختارها.

“ردّ على تعنت نتنياهو”
انطلاقاً من هنا، يمكن فهم الرسائل التي ينطوي عليها اختيار حماس للسنوار في هذه اللحظة بالتحديد، فهو في الدرجة الأولى ردّ على تعنّت نتنياهو الذي اغتال إسماعيل هنية رغم المرونة التي قدّمها بشكل كبير في المحادثات، إذ كان يطرح أفكاراً جديدة ويسعى للوصول إلى اتفاق، مع الالتزام بالثوابت وحقوق الفلسطينيين المشروعة.

وهي قبل ذلك وبعده “رسالة بأن السنوار حيّ، وأن قيادة الحركة في قطاع غزة قوية وقائمة وستبقى”، وفقاً لما أوردته هيئة البث “الإسرائيلية”، وأن التسلسل القيادي والقدرة التنظيمية تمّت استعادتها وبسرعة رغم الضرر الذي سبّبه اغتيال هنية، ويأتي الحسم السريع لهذا الملف كتأكيد بأن الحركة متماسكة وأنها قادرة على اختيار رئيس لمكتبها السياسي، وأن لا خلافات داخلية كما يشيع البعض.

ويأتي اختيار السنوار، الذي عجزت “إسرائيل” عن النيل منه، أيضاً، كرسالة مفادها أن سياسة الضغط على الحركة باستهداف عائلاتها، أو الضغط باغتيال قادتها، لن يفتّ من عضد الحركة، وها هو المطلوب الأول لـ”تل أبيب” الذي عجزت عن الوصول إليه خلال فترة الحرب، يقود الحركة في أرض المعركة.

“وجود قائد حماس في غزة إثباتٌ أن اليوم التالي في غزة فلسطيني”
الكاتب والمحلل السياسي حسام طالب، وفي حديثه إلى الميادين، رأى أنّ مسيرة الشهداء يجب أن تمتد وتستمر، وهذا ما فعلته حماس باختيارها السنوار خلفاً لهنية، مؤكداً أنّ وجود قائد حماس في غزة هو إثباتٌ من المقاومة أن اليوم التالي في غزة هو يوم فلسطيني.

وأكد طالب أن المقاومة ما زالت تستطيع أن تقود الحركة من الداخل من قلب غزة، وأن لا صحة لانهيارها على الصعيدين السياسي والعسكري كما يروّج الاحتلال.

وذكّر طالب بأنّ السنوار هو أول من أسس هيئة للأسرى داخل السجون لتتحدّث باسم الأسرى جميعاً، وهو من بلور اتفاق 2014 بعد العدوان، وهو من أعاد العلاقات والتشبيك مع دول محور المقاومة كافة، مستدّلاً بهذه المحطات على عقلية السنوار السياسية القادرة على إدارة الحركة وإدارة قطاع غزة وتحقيق الأهداف، فضلاً عن حنكته وصلابته في الميدان.

وشدّد طالب على أنّ لاختيار السنوار رسائل بعيدة الأمد ورسائل آنية يقرأها الاحتلال بشكل جيد لأنه يعرف من هو السنوار.

وأضاف طالب بأن السنوار هو الذي كان يدخل الاحتلال في أزمة من أجل رغيف خبز للأسرى، وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها من أجل طفل مُنِعَت أمه من زيارته، وهو الذي عامل الأسرى كما لو كان أباً لهم، معتبراً أن قيادته للحركة اليوم هي “واحدة من بوادر النصر”.

“تمسّكٌ بخيار 7 أكتوبر”
وسائل الإعلام الغربية حلّلت بدورها دلالات اختيار السنوار، حيث رأت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، أنه “لو كان هناك أي شك بشأن كيفية توزّع توازن القوى داخل حماس، فمن المؤكد أنه انتهى في 6 آب/أغسطس عندما عيّنت الحركة قائدها في غزة ومهندس هجمات 7 أكتوبر، قائداً أعلى لها”.

واعتبرت المجلة أن هذا التعيين يرسل إشارة واضحة إلى أن “الجناح الأكثر راديكالية في حماس أصبح الآن مسؤولاً عن الحركة بأكملها، التي تنسّق الآن بشكل متزايد مع إيران”.

أما صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فقد رأت أنّ اختيار السنوار، يعزز من مكانة الجماعة كحركة مقاومة مسلحة ضد “إسرائيل”، ويبتعد عن دورها ككيان سياسي يهدف إلى الحكم، متوقّفةً عند دعوته إلى التحالف الوثيق مع إيران.

ورأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أنّ قرار حماس باختيار السنوار لرئاستها يمثّل إشارة إلى أن قادة الحركة الفلسطينية ما زالوا بعد 10 أشهر من بدء الحرب متمسكين بقرار مهاجمة “إسرائيل” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

يمكن القول في الختام، إن اختيار حماس للسنوار كان بمثابة رسالة قوية إلى الاحتلال “الإسرائيلي”، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفاؤها، ومفادها أنّ حماس موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى، وعازمة ‌‏على المضي مع سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة، مهما بلغت التضحيات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: اختیار السنوار هو الذی فی غزة

إقرأ أيضاً:

جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية

لكل أزمة سبب رئيس هو المرتكز الأساس لحدوثها، الحرب في السودان غطّت سماءها سحب الكذب والتضليل، وأضحى السؤال عمّن أطلق رصاصتها الأولى مثل جدل الدجاجة والبيضة، وكادت أن تضيع ملامح بدايات الحرب، وكيف شاهد وسمع الناس أصوات الرصاص بالمدينة الرياضية وطيبة، وبذات الذاكرة السمكية تبخرت من قبل ذكرى خطيئة انقلاب يونيو 1989، وما تبع الانقلاب من تخلق لنظام حكم الحركة الإسلامية، ونسي الناس أن حرب اليوم لم تـندلع فجأة، وتغافلوا عن إرهاصاتها وعلاماتها التي بدأت مع الانقلاب، الذي قاده العميد الركن عمر حسن كادر الحركة بالجيش، وأصاب الكثيرين الزهايمر فأخذوا ينسبون كل الجرائم والموبقات، التي أتى بها نظام حكم الحركة الإسلامية إلى قوات الدعم السريع حديثة التأسيس، ولم يقدم فقهاء دولة (القرآن) شرحاً للناس عن إمارات ساعة انفجار الحرب، البادئة منذ حروب الجنوب وجبال النوبة وجبل مرة، أن تلك المحطات علامات مرور على الصراط الطويل الموصل لقيامة اليوم، فكل مبتدأ له منتهى، ومنتهى الحرب يكون بإنهاء أثر المتسبب الأول، والبادئ الأظلم، فقد اغتصبت الجماعة الباغية السلطة وتمتعت بها، وأساءت استخدامها، وأشعلت نيران الحروب بآلياتها – أجهزتها الأمنية والعسكرية، فلا يوجد حزب ولا جماعة أخرى بالسودان مسؤولة بصورة مباشرة عن هذه النهايات المأساوية غير الحركة الإسلامية.
إنّ جوهر المشكلة هو هذا التنظيم الأخطبوط والسرطان المتجذر في جسد الدولة والمجتمع، وليس شماعة التمرد المزعوم ولا الاستهداف الخارجي والعملاء (قحت، تقدم، صمود، قمم)، أو الغزو الأجنبي (عرب الشتات)، كما يدّعي اعلام التنظيم المضلل ومعاونوه، إنّ آفة البلاد تكمن في الأذى الجسيم والجرم المتسلسل الذي الحقه التنظيم بسكان السودان، التنظيم الحركي الإسلامي الذي يغالب سكرة الموت، في حربه غير محسوبة العواقب التي أقدم عليها، يقاوم خروج الروح بالصعقات الكهربائية الإقليمية ليفيق من السكرة، التي أصابته جراء التفكيك الأمني والعسكري الذي ألحقته به الضربات القاسية من قوات الدعم السريع، فنشط عبر علاقاته الممتدة مع التنظيم العالمي للنهوض مجدداً بسبب ما تعرض له من هزّة، فهو لا يدين لحلفائه في الداخل بفضل، حتى الذين تصالحوا معه من منطلقات جهوية من بعض الشيوعيين والبعثيين والأنصار والاتحاديين والمتمردين السابقين، لن ينالوا ما يصبون إليه من مطامح سياسية، لأن أولويات الحركة الإسلامية تنظيمية إقليمية وعالمية، وضريبتها المستحقة الدفع تجاه الممولين العالميين باهظة، وعندما يحين موعد سداد الفاتورة لن يجد داعموها من أحزاب وحركات الداخل ما يسدون به الرمق، وبناءً على التسريبات فإنّها باعت معادن الأرض مقدماً، ورهنت موانئ البلاد للسادة أصحاب المصلحة – الممولين العالميين، ولا عزاء للمغفلين النافعين.
إنّ جميع المليشيات الجهوية وحركات دارفور المسلحة، المقاتلة في صفوف الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة التي يقودها علي كرتي، لن يكون لها علو كعب بين مليشيات التنظيم العقائدية – البراء وغيرها، وقد بدأ التذمر يطفو للسطح بين قائد مليشيا قبيلة الشكرية العميل المزدوج، وكتائب التنظيم المالكة للسلاح الحديث، فمعلوم أن تنظيم الحركة الإسلامية منذ يومه الأول بعد اغتصابه للسلطة، استمرأ صناعة المليشيات، والتي من بعد نفاذ الغرض المصنوعة من أجله يقوم بحرقها وكنسها، في ازدراء وتحقير واستعلاء وغرور، دون حسبان لركن ركين من أركان مقاصد الشريعة الإسلامية - الحفاظ على النفس، فجوهر المشكلة يكمن في وجود هذا التنظيم الذي تلاعب بأرواح المواطنين، وتندر وتهكم على موتهم تحت ركام قصف طيرانه الأجير، بإطلاق وصف "المشاوي" و"الكباب" على جثامين الشهداء الفقراء من المسلمين السودانيين، فهذه الحركة الإسلامية ومنذ سطوتها على السلطة ظلت تعمل على شراء السلاح بموارد السودانيين، لتسفك دمهم بنفس السلاح، فلم يجد المواطنون منها خيراً، وقد أدت كل الأدوار القذرة التي أنكرتها فيما بعد وألصقتها بالآخرين – التآمر (مع إيران وتركيا ومصر ضد السودان)، والارتزاق، والزج بالمليشيات الأجنبية وإشعال الحروب، فجوهر مشكلة السودان يكمن في الحركة الإسلامية – النسخة الأخيرة.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • حماس.. المهمة الصعبة في إقليم يتغير
  • اختيار بلاسم سالم رئيساً جديداً لمجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تحولت المظلة الشراعية إلى سلاح سري لحماس؟
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
  • مدرب بلجيكا: نحترم اختيار الطالبي اللعب مع المغرب وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا لإقناعه
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا