«كليفلاند أبوظبي»: علاج تشوه خلقي نادر في القلب
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة قرقاش: الوقف الفوري للحرب في غزة أولوية شرطة أبوظبي تعلن شواغرها الوظيفية عبر «تم»نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، وبالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، بالاستفادة من إمكانات الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة نموذج ثلاثي الأبعاد لقلب، ووضع خطة لتدخل جراحي على مريض بعمر 41 عاماً مصاب بشذوذ نادر في القلب والأوعية الدموية، وهو ميان محمد شابي.
وتم تطوير هذه التقنية عبر المنصة التكنولوجية الرئيسة لجامعة نيويورك أبوظبي التي يمكن استخدامها في مجالات عدة مثل حالات القلب والأوعية الدموية والحالات العصبية.
وتتضمن عملية طباعة النموذج ثلاث مراحل وهي: إعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد، وينطوي هذا الإجراء على تأسيس نموذج ثلاثي الأبعاد من بيانات التصوير التشخيصي لتقديم إطار عمل رقمي رئيسي يوضح البنية التشريحية للمريض، ومن ثم التقطيع ثلاثي الأبعاد، والذي يتيح إجراء تحليلات أكثر دقة لبنية المريض وأعضائه بتفاصيل أكبر، وبعد ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تشمل إنشاء نسخة طبق الأصل من البنية التشريحية للمريض يمكن للجراح حملها، وفحصها، واستخدامها لتخطيط ومحاكاة العمل الجراحي.
وتعتبر هذه التقنية عنصراً أساسياً في فهم التحديات الفريدة لكل حالة وتتيح تبني منهجية جراحية أكثر تفصيلاً وملائمة لحالة المريض، بأعلى درجات الدقة، وبأقل قدر ممكن من المخاطر.
وقال الدكتور حسام يونس رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يعتبر رتج كوميريل أحد التشوهات النادرة في القلب والأوعية الدموية، ويكون أكثر ندرة عندما يصاحبه الشريان الأبهر بقوس أيمن، إذ تحدث هذه الحالة بنسبة ضئيلة للغاية تبلغ 0.03% حول العالم. ونظراً لطبيعتها التي تحدث من دون أعراض أو ظهور أعراض مرتبطة عادةً بحالات أخرى، فإنه نادراً ما يتم اكتشاف هذه التشوهات الخلقية، الأمر الذي يستدعي خبرات طبية عالية وتقنيات متطورة أثناء التدخلات الجراحية».
من جانبه، قال الدكتور يزن الجابري، أخصائي جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «إن تصحيح حالة رتج كوميريل عندما يكون الأبهر يتجه نحو اليسار كما هو معتاد هو أمر بسيط نسبياً، لأن الوصول للتشوه يكون أكثر سهولة، لاسيما وأنه يكون مرئياً. إلا أنه عندما يكون قوس الشريان متجهاً نحو الجهة اليمنى، كما في هذه الحالة، يكون أكثر صعوبة، نظراً لحجب الأوعية الأخرى لهذا التشوه، ما يجعل من الإجراء الجراحي تحدياً بحد ذاته، لكن استخدام النموذج ثلاثي الأبعاد يحسن من سلامة الإجراء، ويتيح لنا تعزيز دقته وتصميم الجراحة لتناسب حالة المريض بأفضل شكل ممكن».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشوهات خلقية الطباعة الثلاثية الإمارات أبوظبي كليفلاند كلينك مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي كليفلاند كلينك أبوظبي مستشفى كليفلاند كلينك جامعة نيويورك أبوظبي نيويورك أبوظبي الطباعة ثلاثية الأبعاد القلب والأوعیة الدمویة ثلاثی الأبعاد
إقرأ أيضاً:
مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ينجح في إجراء أول علاج في الشرق الأوسط لمرض الذئبة المناعي باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في إجراء علاج ذكي ومبتكَر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً (CAR-T) لمريضة تعاني من مرض الذئبة، ما يُعَدُّ تقدُّماً في العلاجات المبتكَرة للأمراض المناعية.
ويُعَدُّ هذا الإجراء الطبي الجديد نقطة تحوُّل مهمة في مجال العلاجات الخلوية في منطقة الشرق الأوسط، ما يمنح أملاً للمرضى المصابين بالذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن وطويل الأمد يتسبَّب في مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة، وينتج عنه حدوث الالتهاب والألم، ويؤثِّر في الجلد والمفاصل والأعضاء الرئيسية في الجسم، مثل الرئتين والقلب والكلى والجلد، إضافةً إلى اضطرابات في تعداد خلايا الدم وألم المفاصل، وصعوبة التنفُّس، ويؤثِّر بشكل سلبي في نوعية حياة المرضى، ويبلغ معدل انتشاره العالمي 43.7 لكلِّ 100,000 شخص، ويُعَدُّ شائعاً بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط.
واستغرق علاج المريضة خمسة أسابيع في مستشفى ياس كلينك، التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وهو مركز التميُّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي والمركز الوحيد المعتمَد عالمياً من مؤسَّسة اعتماد العلاجات الخلوية – فاكت (FACT) عن برنامجه الشامل للعلاجات الخلوية، وهو ما يمثِّل إنجازاً في علاج الاضطرابات المناعية الذاتية. وأظهرت التجارب السريرية أنَّ المرضى الذين يعانون من الذئبة المقاومة للعلاجات التقليدية حقَّقوا تعافياً كاملاً، ولم تظهر عليهم أيُّ أعراض لأعوام ولم يحتاجوا إلى أدوية إضافية. وبعد ثلاثة أشهر من علاج المريضة باستخدام CAR-T، أصبحت مستويات الصفائح الدموية والهيموغلوبين لديها مستقرة، وتراجعت أعراض مرضها بشكل كبير.
وقال البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية والباحث الرئيسي في المشروع البحثي للخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في المركز: «منذ عام 2023، قاد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ريادة العلاج المبتكر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في الشرق الأوسط، ليشمل الآن استخدامها لأمراض المناعة الذاتية المعقَّدة، مثل الذئبة بعد أن كانت مقتصرة على سرطانات الدم. يُمثِّل نجاحنا في علاج مرض الذئبة هنا في أبوظبي إنجازاً كبيراً تحقَّق بفضل التزامنا بالأبحاث الطبية والتجارب السريرية ونقلها إلى رعاية المرضى. وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، نعمل على تطوير علاجات السرطان والأمراض المناعية الذاتية المبتكرة، ومنها استخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً، ما يوفِّر رعاية غير مسبوقة للحالات المعقَّدة والمزمنة التي تُغيِّر من حياة المرضى، وتحدُّ من الحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج، وتمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء المنطقة».
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «يقدِّم هذا الإنجاز النوعي في العلاج باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً أملاً متجدِّداً لمرضى الذئبة. لقد كان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية دائماً في طليعة كلِّ ما هو جديد ومتقدِّم في المجال الطبي والطب التجديدي، ويؤكِّد التزامنا بتطوير الطب الشخصي الدقيق من خلال علاجات تحويلية تُحسِّن صحة المرضى وعافيتهم. إنَّ إطلاق هذه التكنولوجيا المتقدِّمة يعزِّز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في ريادة الابتكار الطبي والبحث العلمي، ويعكس الجهود الدؤوبة والخبرة العالية لفريقنا من أطباء الروماتيزم وخبراء زراعة نخاع العظم والعلماء المتخصِّصين في العلاجات الخلوية. ونحن فخورون جداً بعودة المريضة إلى حياتها الطبيعية من جديد وتوقُّفها عن تناول الأدوية المثبّطة للمناعة».
وعلى الرغم من التقدُّم في مجال الأدوية، ما زال 10% من مرضى الذئبة يعانون من نوبات نشِطة تؤدِّي إلى أضرار شديدة في الأعضاء ومضاعفات تهدِّد الحياة. وأظهرت العديد من التجارب السريرية التي استخدمت علاج CAR-T لمرضى الذئبة تحسُّناً كبيراً في النتائج السريرية والمخبرية، مع انخفاض مستويات الأجسام المضادة، وعدم حدوث نوبات أو الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة بعد العلاج. ويشير ذلك إلى تحقيق الشفاء دون الحاجة إلى الأدوية وتحسُّن جودة الحياة.