نتنياهو: أفضل أن أحظى بتغطية إعلامية سيئة على أن أحظى بنعي جيد
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اتساع رقعة الحرب في غزة إلى صراع إقليمي مخاطرة يدركها ومستعد لخوضها.
وأضاف بنيامين نتنياهو في حوار مع مجلة "تايم" أنه "يفضل أن يحظى بتغطية إعلامية سيئة على أن يحظى بنعي جيد".
ويتعرض نتنياهو لانتقادات حادة في الأوساط الإسرائيلية جراء فشل التنبؤ بالهجوم على المستوطنات المحاذية للقطاع قبل نحو 8 أشهر وطريقة تعاطيه مع ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة بعده.
وفي 7 أكتوبر الماضي شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة.
ومنذ ذلك الحين، شنت تل أبيب حربا مدمرة على القطاع خلفت حتى اليوم 39 ألفا و699 قتيلا، و91 ألفا و722 مصابا.
وتقول مجلة "تايم" إنه ومع مقتل أكثر من 40 ألفا من سكان غزة في الحرب وهجوم جوي متوقع من إيران وهو الثاني في أربعة أشهر، وصلت إسرائيل إلى لحظة حرجة متشابكة مع طموحات نتنياهو الشخصية ونقاط ضعفه.
ففي الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر تمزق المجتمع الإسرائيلي بسبب دعمه للتشريعات اليمينية التي تعمل على تقليص سلطة المحكمة العليا، وربما كانت الصدمة الجماعية الناجمة عن هجوم حماس سببا في جمع الإسرائيليين معا ولكنها عمقت شكوك المواطنين حول رئيس وزرائهم حيث قال 72% منهم إنه لا بد أن يستقيل، إما الآن أو بعد الحرب، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته محطة التلفزيون الأكثر مشاهدة في إسرائيل في يوليو.
وفي الخارج، يمكن إحصاء خسائر حرب غزة في عزلة إسرائيل المتزايدة، أوامر الاعتقال التي أصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب والاحتجاجات المناهضة لإسرائيل والتي تعد الأكبر من نوعها منذ حرب فيتنام، والاحتجاجات المعادية للسامية التي تتصاعد في مختلف أنحاء العالم.
وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ اندلاع الحرب ألقى نتنياهو كلمة أمام الكونغرس الأمريكي في 25 يوليو على أمل تعزيز التحالف الأكثر أهمية لبلاده، ولكن وراء التصفيق الحار كانت النصيحة من كلا طرفي الطيف السياسي متفقة "الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة".
ومع مرور كل أسبوع يثير المنتقدون المزيد من المخاوف من أن نتنياهو يطيل أمد حملة غزة لأسباب سياسية شخصية بحجة أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم الذي من شأنه أن يعيد الرهائن المتبقين إلى إسرائيل من شأنه أيضا أن يفتح الباب أمام انتخابات قد تؤدي إلى إقالته من منصبه.
ويصف نتنياهو (74 عاما) هذه الاتهامات بأنها "خرافات" ويصر على أن الهدف في غزة يجب أن يكون تحقيق نصر حاسم بحيث لا تستطيع حماس عندما يتوقف القتال أن تحكم الأراضي الفلسطينية أو تشكل تهديدا لإسرائيل.
ويقول إنه بخلاف ذلك فإن هذا لن يؤدي إلا إلى من المزيد من المذابح على أيدي الأعداء الذين يريدون القضاء على الدولة اليهودية الوحيدة في العالم.
ومع توسع الصراع، يقول نتنياهو إنه "يخترق ثقة كل عنصر من محور المقاومة الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتشير المجلة في السياق إلى أن اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي من شأنه أن يخلف عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة لإسرائيل والعالم.
وتواجه الولايات المتحدة والغرب خطر الانجرار إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط.
ويشعر الإسرائيليون بقلق متزايد من أن الحرب التي شنت من المفترض لإنقاذ إسرائيل سوف تعرضها للخطر وإحداث أضرار دائمة.
وإلى حد ما، كان نتنياهو يستعد لخوض هذه الحرب طيلة حياته فقد بدأت حياته السياسية كدبلوماسي يشرح مواقف إسرائيل على شاشة التلفزيون الأمريكي، وانتُخب رئيسا للوزراء ثلاث مرات وهو يروج لنفسه باعتباره "سيد الأمن".
وكان هجوم 7 أكتوبر في عهده بمثابة جرح عميق، الأمر الذي أجبر إسرائيل على إعادة النظر في القرارات السياسية الاستراتيجية التي كان يدافع عنها لعقود من الزمان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو هجوم حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خسائر حرب غزة فصائل فلسطينية المحتجزين الإسرائيليين فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب
الخرطوم: السوداني/ أعلن بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة، رفضه للتعديلات التي أجراها مجلسا السيادة والوزراء على الوثيقة الدستورية، مشيراً إلى أنه كان يرفض الوثيقة الدستورية والاتفاق الإطاري وحمّلها مسؤولية اندلاع حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣.
وقال بيان للاتحاد اليوم الثلاثاء، إن اتحاد الدُّعاة بكامل عضويته ممثلاً فيه طوائف من أهل القبلة واستشعاراً لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه يتوجه بهذا البيان إبراءً للذّمة ونُصحاً للأُمّة في شأن اعتماد الوثيقة الدستورية والتعديلات التي أجريت عليها ليستبين النّاسُ حقيقتها ويكونوا على بينةٍ وحذر من أيّ محاولةٍ أثيمةٍ تمس إرادتهم وهُويتهم لا سيما وأنّ سبب الحرب وباعثها الأول كان رفض الاتفاق الإطاري ومن قبله الوثيقة الدستورية وأنّ الدّماء التي سالت كانت لأجل هذا الدّين الذي من كلياته حفظ الأنفس والعقول والأعراض والأموال” .
ونبه البيان إلى أن الاتحاد سبق وأن أصدر جملةً من البيانات وعقد عدّة مؤتمرات صحفية أبان من خلالها الموقف الشرعي من الوثيقة الدستورية وكذلك الاتفاق الإطاري ودستور المحامين، وطالب صراحةً بإلغاء الوثيقة الدستورية من أصلها لما اشتملت عليه من تكريس وتمهيد للعلمانية ومضامين تصادم شريعة الإسلام وتمس هوية المسلمين وتؤسس لأزمات متفاقمة، مشيرا إلى أن الاتحاد مجدداً يؤكد رفضه للوثيقة الدستورية حتى وإن أجريت عليها بعض التعديلات لأن الوثيقة الدستورية ما وُضعت إلّا لتكون منهاجاً لأهل السودان في الحكم والتحاكم.
وشدد الاتحاد على أن أيّ وثيقةٍ أو مشروع دستور يوضع للحكم والتحاكم في السودان يجب أن يتضمّن التنصيص على أنّ الإسلام هو دين الدولة وهُوية أهله ولا ضير في ذلك كما تفعل كلُّ الدُّول التي تحترم دينها وثقافتها سواءً كانت دولاً عربيةً أو إسلامية بل حتى الدول النصرانية في أوروبا وأمريكا، وأن تكون شريعة الإسلام هي مصدر التشريع الوحيد ولا يجوز تسويتها بغيرها من المصادر سواءً كانت من المعتقدات الدينية الأخرى أو التوافق الشعبي أو قيم وأعراف الشعب فوضع ًتشريعات بشرية تخالف تشريع الله وحكمه يُعد شركاً بالله تعالى ومنازعةً له في أمره، وأكد على ضرورة أن يراعى في أي وثيقة أو دستور يوضع للحكم والتحاكم حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية المتعلقة بدينهم ودور عباداتهم وأحوالهم الشخصية وسائر حقوقهم المنصوص عليها.
وطالب اتحاد العلماء بأن يناط أمر الدستور والوثيقة بأهل الاختصاص فيتولى وضع المضامين من لديهم الأهلية الشرعية من المسلمين الذين عُرفوا بسداد الرأي والعلم والنّصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.
وأشار البيان إلى أن “المخرج من هذا التردي السياسي والأمني والاقتصادي الذي دخل فيه السودان يكمن في أن تُسارع الزمرة التي نصبت نفسها وتولت أمر حكم السودان في هذه الفترة أن يقوموا بالواجبات العاجلة المؤملة فيهم من تخفيف وطأة الفقر والعوز وحفظ الأمن وجمع الكلمة وتأليف القلوب وتهيئة البلاد لحقبة جديدة تستقر فيها سياسياً واقتصادياً وألا ينتهكوا حق الله فيتعدوا حدوده وألا يخونوا حقوق عامّة الشعب، فيسلطوا عليهم ثلة محدودة تعبث بهويتهم وكرامتهم وسيادتهم ومآل حالهم وترهنهم للمؤسسات الدولية والدول الأجنبية”.
ودعا الاتحاد كافّة أهل السودان أن يتحمّلوا مسؤوليتهم ويقوموا بدورهم في رفض أي مسلك وعر يفضي بالعباد والبلاد لمتاهاتٍ عواقبها وخيمة ولن يكون ذلك ممكناً إلا بتحقيق الاعتصام بحبل الله المتين ودينه القويم وترك التنازع والاختلاف الذي يؤدي إلى الفشل.