تربية النحل.. أسرار وتحديات
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
خولة علي (دبي)
من عبق الطبيعة ومكوناتها الساحرة، بدأ شغف نعيمة الأميري بالبحث في كيفية تحويل فناء بيتها إلى حديقة غنّاء تعج بالحياة الفطرية، لتتفاعل مع بعضها محققة التوازن البيئي والتنوع البيولوجي، في محيط متنوع.
ومع ثراء مكونات الحديقة وعناصرها من الشجيرات المزهرة والمثمرة، والنباتات المائية الموزعة في أحواض الأسماك والكائنات الحية، اتجهت للبحث عن وسيلة طبيعية لعملية تلقيح النباتات وزيادة إنتاجها من الفواكه والخضراوات، مع كثافة أزهارها، فوجدت في تأسيس المناحل و«خلايا النحل» دوراً مهماً في دعم النظام البيئي، لتصبح «نحّالة» استطاعت تحويل حديقتها إلى بيئة منتجة ومستدامة، محققة الاكتفاء الذاتي.
رحلة مع الطبيعة
تشرف نعيمة الأميري على حديقتها بشكل يومي من الصباح الباكر، حيث تتفقد كل جزء منها، لتعيش أجواء من الهدوء والراحة.
وتقول: رحلتي مع الطبيعة امتدت لسنوات طويلة، فلا يمكن أن يتصور المرء محيطه من غير حديقة يتفاعل معها ويستمتع بها، عدا عن كونها مصدراً للخيرات. وشغفي بالزراعة كان بداية رحلتي كنحّالة والتعمق في هذا المجال الذي لا يتوقف فقط عند جني العسل من «خلايا النحل»، فهي رحلة من التحديات والإخفاقات والنجاحات، والمحصلة هي الاستمرارية في الإنتاجية.
خبرات وتجارب
وقد طوّرت الأميري مهاراتها من خلال البحث في الكتب الورقية والمواقع الإلكترونية، للتعرف على تجارب الخبراء في هذا المجال، بالإضافة إلى التجارب العملية التي قامت بها، ما أسهم في زيادة خبراتها وتطويرها، لافتة إلى أن الأمر يتطلب الالتزام بالتعلم والتطبيق العملي والاستفادة من الموارد المتاحة، والعمل مع المجتمع المحلي للنحّالين، والمشاركة في معارض إنتاج العسل التي يتم تنظيمها سنوياً.
أهمية المناحل
وتؤكد الأميري أن انتشار «خلايا النحل» في الحدائق يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الاستدامة وزيادة الوعي بالبيئة والحفاظ عليها، موضحة أن النحل مصدر رئيس لتلقيح النباتات المزهرة، حيث يسهم في تلقيح نحو 75% منها، و35% من المحاصيل الغذائية حول العالم.
وهذا التلقيح يؤدي إلى إنتاج الثمار والبذور الضرورية لنمو النباتات وانتشارها، ويساعد في نمو النباتات وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وكثافة الزهور، كما يسهم في جودة الثمار من حيث الحجم والطعم والقيمة الغذائية.
أنواع العسل
من أنواع العسل الذي تنتجه مناحل الأميري، عسل الزهور، والسمر، والسدر، والغاف، والشريش الذي يتم إنتاجه عبر مناحل متنقلة.
أما منتجات النحل التي تستخرجها، فمنها العكبر وحبوب اللقاح والشمع، وهي في طور استخراج غذاء ملكات النحل.
عائد اقتصادي
تقول نعيمة الأميري: هناك توجه ملحوظ من النساء، لتحويل أفنية منازلهن إلى بيئة منتجة للعسل، لما لهذه المهنة من عائد اقتصادي مجدٍ. فمن الجميل أن تحقق الأسر الاكتفاء الذاتي وأن تسوّق منتجات حدائقها.
وتطمح الأميري أن تنتشر هذه المهنة لما لها من فوائد جمة، فالنحل في حد ذاته مؤشر طبيعي على صحة البيئة التي نعيش فيها، ودليل على خلوها من الملوثات والمبيدات الحشرية والانبعاثات الكربونية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تربية النحل وإنتاج العسل عسل النحل خلايا النحل النحل إنتاج العسل العسل نحل العسل
إقرأ أيضاً:
لوبوان: هذه أسرار مالية الفاتيكان
قالت صحيفة لوبوان إن ثروة الفاتيكان تقدر بمليارات اليوروهات، وذلك ما يبدو جليا لكل من زار متاحفها وكاتدرائية القديس بطرس، ولكن عجز الميزانية العامة يتراكم فيها عاما بعد عام رغم ذلك.
وتساءلت الصحيفة -في تقرير بقلم مارك فورني- "هل البابا غني؟"، لترد بأنه غني نظريا، ولكنه ليس كذلك عمليا، رغم أنه صاحب سيادة مطلقة على رأس مدينة مستقلة ذات إرث لا يقدر بثمن، وهو ينتخب رئيسا للكنيسة الكاثوليكية لرعاية "أرواح المؤمنين"، وإدارة مالية دولته الصغيرة على أفضل وجه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: الانقسام والشرخ الداخلي أخطر ما يواجهناlist 2 of 2معظم الإسرائيليين يريدون إنهاء حرب غزة وإجراءات أميركية لمنع انتقاد تل أبيبend of listالبابا -كما تقول الصحيفة- لا يتقاضى راتبا مباشرا مقابل مهامه، وكل ما عليه هو طلب المساعدة والإعانات لأداء مهمته، لكن الكرادلة، وهم أمراء الكنيسة، يتقاضون حوالي 4500 يورو شهريا، والعديد منهم يعمل بالحكومة البابوية برتبة وزير.
ولا يخفى على كل من زار كاتدرائية القديس بطرس وكنيسة سيستين ومتاحف الفاتيكان، أن الكنيسة الكاثوليكية تمتلك أعمالا فنية لا تقدر بثمن (حوالي 70 ألف قطعة مدرجة)، من العصور القديمة إلى عصر النهضة، ومنحوتات ولوحات فنية، وقطعا نادرة للغاية، فضلا عن كنوز مجموعة المكتبة الرسولية، ولكن هذه الأصول الاستثنائية يصعب بيعها في السوق، لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ المسيحية.
إعلان أصول تقدر بـ5 مليارات يوروولكن الفاتيكان لديه أيضا أصول قابلة للتسويق، وهي عقارات واستثمارات مالية، تقدر قيمتها الإجمالية بـ5 مليارات يورو، معظمها "يقع في إيطاليا، وهي تشمل مباني للإيجار ومستشفيات ومدارس وبعض الشركات"، حسب مجلة جيو هيستوار.
إضافة إلى ذلك لدى الفاتيكان أكثر من ألف عقار في الخارج، واستثمارات في أحياء راقية في لندن وجنيف وباريس، تديرها جميعها إدارة تراث الكرسي الرسولي التي حققت ربحا قدره 46 مليون يورو عام 2023، حسب أرقام الفاتيكان.
هذه الإيرادات تسهم في ميزانية الفاتيكان التي تبلغ أكثر من مليار يورو سنويا -حسب الصحيفة- تضاف إليها إيرادات "بنس بطرس"، وهو صندوق يجمع من خلال حملة تبرعات عالمية تعقد سنويا في نهاية يونيو/حزيران، وكذلك التبرعات ووصايا الأفراد.
ومع أن المبالغ التي كانت تجمع في السابق من هذا الصندوق تصل إلى 100 مليون يورو، فإنها لم تعد الآن تتجاوز 50 مليونا، ويعزى هذا الانخفاض إلى جائحة كوفيد-19، وكذلك إلى مواقف اعتبرت مثيرة للانقسام اتخذها البابا فرانشيسكو، وإلى الفضائح المتكررة التي هزت الكنيسة.
وذكرت الصحيفة بوجود أموال تتبرع أغنى أبرشيات العالم من الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، إضافة إلى دخل السياحة والحجاج ومتاحف الفاتيكان الكبيرة، ثم مبيعات المقتنيات والهدايا التذكارية والشموع.
مكافحة غسل الأموالأما النفقات فتتمثل في رواتب ومعاشات حوالي 5 آلاف موظف، والتكاليف الإدارية والعامة، بالإضافة إلى دعم البابا الشخصي للأعمال الخيرية والمشاريع، حيث وزع مبلغ 13 مليون يورو عام 2023 في 76 دولة.
وقالت مجلة جيو هيستوار إن "الفاتيكان يجد صعوبة في الحفاظ على ميزانية متوازنة منذ الأزمة الصحية"، إذ بلغ العجز السنوي ما بين 30 مليونا و70 مليون يورو في السنوات الأخيرة، كما أن صندوق معاشات الموظفين تراكم لديه عجز مالي لا يقل عن 350 مليون يورو.
إعلانوقد جعل البابا فرانشيسكو من الميزانية أولويته على أمل تحقيق "عجز صفري"، ولكنه فشل في تحقيق ذلك، إلا أنه نجح في ضبط أوضاع مالية كانت غامضة، وتفاخر عام 2019 قائلا "أنا سعيد لأن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها الغطاء من الداخل لا من الخارج".
وبالفعل كانت إدارة فرانشيسكو أكثر صرامة وشفافية، وجعل مكافحة غسل الأموال عمليا أولوية، فأصبحت مؤسسات الفاتيكان تمتثل للمعايير الدولية، وأغلق ما يقرب من 5 آلاف حساب مشبوه داخل بنك الفاتيكان، وأعاد توجيه الاستثمارات نحو صناديق أكثر أخلاقية، ولكن رياحا معاكسة عاتية واجهته، إضافة إلى المنافسات الداخلية وعقيدة السرية المتجذرة.