موقع النيلين:
2025-01-30@21:36:01 GMT

حامد عثمان: هل اقترب موسم البيع؟

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

لا مستقبل للدعم السريع في السودان ..
بهذا التصريح القاطع الذي أدلى به المبعوث الأميركي الخاص للسودان في لقائه ،(الأحد) مع سعد الكابلي، توضيح لرؤية الادارة الاميركية لسودان ما بعد الحرب – وبالمناسبة سبق أن أدلى بمضمون التصريح ذاته – ولكن الآلة الإعلامية للمليشيا استطاعت ان تقتل التصريح في مهده بإغراق الساحة بأخبار وفبركات واستخراج خلاصات تخدمها ليتولى توزيعها التيار العاطفي (المستعصم بالبلادة والغشامة وكثير من الغبن الضار).

في رأيي أن رؤية الادارة الأمريكية وقد لمح إليها في ثنايا حديثه هي ضمان وجود جيش تخضع قيادته للتوجهات الأمريكية وتضمن مصالحها ، وأبعاد أي عناصر ترى أنها مسيسة وإزالة أي عقيدة أيدلوجية متجذرة ضد القيم الأمريكية ، في مقابل أن تتولى أمر المليشيا بالدمج او التصفية أو الملاحقة بالعقوبات، ويمكن تفعيل ذلك جميعاً لهدف واحد هو تصفية وجودها في المشهد السياسي السوداني .

دور الحليف المدني للمليشيا (قحت / تقدم) بطبيعة الحال لن يعزف منفرداً عن النوتة الأمريكية بل سيكون متوحداً معها تماماً ، بمعنى أن تحالفه الحالي مع المليشيا هو تحالف تكتيكي ينتهي مجرد عودتهم للسلطة شراكة مع الجيش بضمانات ورعاية أمريكية ويمكن توسيع المشاركة لتشمل قوى وطنية – عدا المؤتمر الوطني – حاولت قحت بكل السبل إقصاءها ، ولعل ما جرى في أديس أبابا وبعدها القاهرة من مشاورات تمهيداً لذلك.

في الاتجاه ذاته – توحيد الجبهة المدنية – من المقرر أن تسبق مفاوضات جنيف مشاورات برعاية الاتحاد الإفريقي اكدت قحت / تقدم مشاركتها فيها بعد أن قاطعت الجولة الأولى احتجاجاً على مشاركة واجهات وشخصيات من النظام السابق ولكن يبدو أن الضغوط الأمريكية قد أسفرت على موافقتها خاصة إذا علمنا بزيارة للمبعوث الأمريكي لأديس أبابا مؤخراً وتأكيده على دعم بلاده لجهود الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد.

في السياق ذاته جاء حديث المبعوث القاطع أمس بأن مفاوضات جنيف ستكون محصورة في المسار العسكري فقط بهدف وقف إطلاق النار وانسياب المساعدات الإنسانية بمثابة إشارة تأكيدية على حديثه بأن لا دور سياسي للدعم السريع مستقبلا فلو كان ثمة اعتراف بهذا الدور لانفتح الباب أمام حوار سياسي وهو ما ظلت المليشيا تسعى إليه.

من المهم ان يقرأ ذلك بدون النظر في أمرين : الأول سياق الانتخابات الأمريكية وبحث الحزب الديمقراطي عن نصر في أفريقيا بتحقيق اتفاق لوقف اطلاق نار، والثاني: قطع الطريق أمام نفوذ روسيا وتغلغل إيران من جديد، وبطبيعة الحال الادارة الأمريكية لديها الوسائل التي تقرأ بها المزاج العام السوداني والذي بات مستعداً لقبول دور روسي يرجح كفة الجيش لتحقيق هزيمة تعيدهم إلى بيوتهم وحياتهم.

حامد عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

فتوى في كوردستان بحرمة أخذ المال مقابل التراجع عن عقود البيع والشراء

فتوى في كوردستان بحرمة أخذ المال مقابل التراجع عن عقود البيع والشراء

مقالات مشابهة

  • “كاك بنك” يكرم موظفي إدارة الموارد البشرية وتطوير الأداء
  • فتوى في كوردستان بحرمة أخذ المال مقابل التراجع عن عقود البيع والشراء
  • «بولتيتكو» الأمريكية: ماذا سيحدث بين ترامب والاتحاد الأوروبى فى حربهما التجارية؟
  • وزير الخارجية السوري: نجحنا في تعليق العقوبات الأمريكية والأوروبية
  • أوكرانيا تبحث مع الاتحاد الأوروبي بدائل المساعدات الأمريكية
  • أنشيلوتي: ريال مدريد اقترب من قمة مستواه
  • السفارة الأمريكية في كينشاسا تحذر المواطنين الأمريكيين من الاحتجاجات في العاصمة
  • من الصراع إلى السلام.. 6 علامات للتصالح مع الذات
  • استمرار فاعليات دورى الأنديه الصغيرة للأحياء الشعبية والساحات الرياضية فى خماسى كره القدم
  • عاجل: صدمة لجماهير الأهلي بشأن الصفقة المنتظرة بعد ضم تريزيجيه