أثار حادث غرق الطفل المصري، سيف مصطفى (5 سنوات)، في أول أغسطس/آب الجاري، بحمام سباحة في إحدى قرى الساحل الشمالي، حالة من الحزن والقلق، خاصة مع ارتفاع أعداد حالات الوفيات بين الأطفال الناجمة عن الغرق.

وبينما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى حدوث 236 ألف حالة وفاة بالغرق سنويا في أرجاء العالم، فإن الأطفال والذكور والأفراد الذين تتاح لهم، أكثر من غيرهم، فرص الوصول إلى المياه هم أشد الفئات عرضة لمخاطر الغرق.

وفي الوقت الذي تتعدد فيه الأسباب التي تؤدي إلى غرق الأطفال، يقول الخبراء إن ألوان ملابس السباحة التي يرتديها الطفل قد تلعب دورا في سلامته وحمايته من الغرق في حمام السباحة أو الشاطئ.

ألوان تمتزج مع المياه وتسهل الغرق

تصنف الولايات المتحدة الأميركية الغرق بأنه القاتل الأول للأطفال الصغار. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الغرق هو السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 4 سنوات، حيث يغرق الأطفال على بعد أقدام قليلة من والديهم دون صراخ أو صراع وباستسلام تام.

وبينما تسجل الولايات المتحدة 3572 حالة وفاة سنويا غرقا، يصل عدد الضحايا الأطفال إلى  945 طفلا سنويا.

لا يختلف الأمر كثيرا في الدول العربية، التي أعلنت عن مبادرات للتوعية والحفاظ على سلامة الأطفال في أحواض السباحة والشواطئ مع قدوم الصيف وارتفاع حالات الغرق. وصرحت هيئة الصحة العامة، في المملكة العربية السعودية، أن حوادث الغرق في المملكة تعد السبب الثاني لوفاة الأطفال الأقل من 15 سنة، حيث شكلت وفيات الأطفال الصغار، الأقل من 5 سنوات، النسبة الأكبر من مجموع تلك الوفيات بما يعادل 56%.

ألوان ملابس السباحة الخاصة بالطفل تلعب دورا كبيرا في سلامته وحمايته من الغرق (غيتي)

وبجانب الإهمال والتقصير في متابعة الطفل عند السباحة، يقول الخبراء إن ألوان ملابس السباحة الخاصة بالطفل قد تكون أحد العوامل التي تؤدي إلى الغرق.

رجح برنارد فيشر، مدير الصحة والسلامة في جمعية المنقذين الأميركية، أن لون ملابس السباحة التي يرتديها الطفل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مدى رؤيته في الماء، وهو أمر بالغ الأهمية في منع الغرق. وقال فيشر في مقال على موقع "سي إن إن" إنه يجب على الناس تجنب ملابس السباحة ذات اللون الأزرق الفاتح أو الرمادي أو الأخضر أو الأبيض، لأنها قد تمتزج مع المياه ومحيط المسبح أو البيئة المحيطة بشكل عام، مما يجعل من الصعب اكتشاف الطفل وسط المياة ومتابعته.

الألوان الأكثر أمانا

لأن الغرق سريع وصامت، قامت شركة "ألايف سولوشنز" Alive Solutions المتخصصة في السلامة المائية والتدريب وتقييم المخاطر، بإجراء اختبار على 14 بدلة سباحة بألوان متنوعة، في حمام سباحة ثم في بحيرة لمعرفة الألوان الأكثر وضوحا في الماء. وكشفت التجربة أن الألوان الزاهية مثل الأصفر النيون والبرتقالي والأحمر الساطع، مرئية للغاية تحت الماء ويفضل استخدامها بدلا عن الألوان التقليدية.

وأظهر الاختبار عددا من النتائج الأخرى، منها:

الألوان الزاهية والمتباينة تبرز بشكل أكثر وضوحا تحت سطح الماء، مما يجعل من الأسهل على الآباء والمدربين مراقبة الطفل والعثور عليه بسرعة في حالة الطوارئ. الألوان الأكثر أمانا، هي الألوان الزاهية والنيون، بما في ذلك البرتقالي الساطع والأصفر والأخضر الساطع والأحمر الساطع، حيث كانت تلك الألوان حاسمة في اكتشاف طفل في مسطح مائي. اختفت ألوان ملابس السباحة الشائعة، مثل الأزرق والأخضر، بشكل شبه كامل تحت الماء. ومثل اللون الأبيض والأزرق الفاتح، خطورة كبيرة لتماهيهم مع السطح المائي وقاع أحواض السباحة. في البحيرات، بدا اللون الأبيض وكأنه انعكاس لضوء الشمس ولم يبرز. وفي حوض السباحة ذات القاع الداكن، بدا اللون الأبيض أزرق فاتحا وكان من السهل رؤيته عن قرب، ولكنه اختفى بشكل أسرع مع الابتعاد. اختفت الألوان الداكنة أو المتطابقة مع ألوان الماء بسرعة في أحواض السباحة ذات القاع الداكن. برز اللون الوردي النيون بشكل جيد في حمامات السباحة، ولكن ليس في البحيرات. إجراءات سلامة

تلعب ألوان ملابس السباحة الخاصة بالطفل دورا كبيرا في سلامته وحمايته من الغرق، لكنها تبقى مجرد عنصر واحد فقط من إجراءات السلامة التي يوصي بها الخبراء. وتعد النصيحة الأكثر فعالية لحماية الطفل من الغرق هي إعطاء الطفل دروسا في السباحة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.

التجربة كشفت أن الألوان الزاهية مثل الأصفر النيون والبرتقالي والأحمر الساطع، مرئية للغاية تحت الماء (شترستوك)

توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتعليم الأطفال السباحة بدءا من سن عام واحد فقط، لحمايتهم من الغرق، حيث إن تعلم السباحة هو الأداة الأكثر أهمية لمساعدة الأطفال على إنقاذ أنفسهم عند مواجهة خطر الغرق.

في السياق نفسه، كشفت دراسة، منشورة على موقع المكتبة الوطنية للطب، بعنوان "العلاقة بين دروس السباحة والغرق في مرحلة الطفولة" أن دروس السباحة الرسمية ارتبطت بانخفاض خطر الغرق بنسبة 88% لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 4 سنوات.

ومع ذلك، فإن بعض حالات الغرق تحدث أثناء دروس السباحة ومع انشغال المدرب بتدريب أحد الأطفال قد يغرق طفل آخر. لذا، فإن إجراء السلامة الأكثر ضرورة وأهمية هو مراقبة الآباء للأطفال عن كثب أثناء دروس السباحة، أو أثناء وجوده في الماء في أي وقت آخر، دون تشتيت الانتباه من خلال القراءة أو استخدام الهاتف أو الانشغال بالتحدث مع الآخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الألوان الزاهیة من الغرق

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة

كشفت دراسة علمية أمريكية أن معظم الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، يصبحون أقل استعداداً لدخول المدرسة في المرحلة السنية ما بين ثلاث وخمس سنوات.

وذكرت الدورية العلمية Academic Pediatrics المتخصصة في طب الأطفال أن الثلث فقط من بين الأطفال الذين كانت أوزانهم تقل عن 2.4 كغ عند الولادة يكونون على استعداد لدخول المدرسة عندما يصلون إلى سن 3 لـ5 سنوات، حيث تتراجع لديهم مهارات التعلم المبكر، وضبط النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية.
وشملت الدراسة 1400 طفل في الولايات المتحدة كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، وكان يتم متابعة نموهم العقلي عن طريق اختبارات متخصصة وإخضاعهم لاستبيانات، للوقوف على مدى استعدادهم لدخول المدرسة.

هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ - موقع 24هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال. على الرغم من وجود أبحاث جيدة تشير إلى أن الصيام لا يؤثر على وزن الطفل عند الولادة، إلا أنه لم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر الصيام على صحة الحامل والمولود.

واتضح من الدراسة أن 30% فقط من هؤلاء الأطفال كانوا مؤهلين لبدء المرحلة الدراسية وفق أربع معايير أساسية لتقييم مدى استعدادهم لدخول المدرسة، حيث كان 45% منهم مؤهلين فيما يتعلق بمهارات التعلم المبكر، و67% مؤهلين وفق معيار ضبط النفس، و75% مؤهلين في مجال تنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية، و87% مؤهلين فيما يتعلق بالصحة البدنية وتنمية الوظائف الحركية.

ويرى الباحثون أن استعداد الطفل لبدء الدراسة لا يعتبر فقط مؤشراً على قدراته الدراسية في المستقبل، بل يعتبر أيضاً من المؤشرات التي تدل على مدى نجاحه المالي وحالته الصحية عندما يصبح بالغاً. 

إنجاب طفلين هو الأفضل لصحة المرأة النفسية - موقع 24توصلت دراسة صينية جديدة إلى أن إنجاب طفلين، قد يكون هو الأفضل للصحة النفسية للمرأة، حيث يوفر فائدة وقائية ضد اضطرابين يؤثران على أداء الشخص وجودة الحياة.

وأكد الباحثون أن هناك خمسة عوامل رئيسية لمساعدة هؤلاء الأطفال للوصول إلى درجة الاستعداد المطلوبة لبدء الدراسة، ومن بينها ممارسات يقوم بها الآباء مثل القراءة للطفل والالتزام بمواعيد النوم الصحية وتقليل فترات التعرض لشاشات التليفزيون والأجهزة الإلكترونية إلى ساعة أو أقل يومياً. 

ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عن الطبيب جين جويول المتخصص في طب الأعصاب بجامعة بوسطن بولاية ماساشوسيتس الأمريكية قوله إن "نتائج الدراسة، تؤكد أهمية إتباع أنظمة الحياة الصحية في نطاق الأسرة ودعم الأبوين للطفل من أجل تحسين عملية النمو العقلي في مرحلة الطفولة المبكرة".

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة
  • نصائح لصيام صحي وآمن للأطفال
  • انتهاك الطفولة في القدس.. من أحدث الضحايا؟
  • طفل مغربي يتحول إلى بطل شعبي بهولندا بعد إنقاذه فتاةً من الغرق
  • «الهوية» تُنظّم فعالية ترفيهية بقرية حتّا التراثية
  • حرس الحدود بمكة ينقذ مواطنًا من الغرق أثناء ممارسة السباحة
  • الجراح العالمي مجدي يعقوب يكشف عن نمط حياته الصحي
  • مجدي يعقوب يكشف عن حياته الأسرية: فخور بأبنائي .. وأحاول تعويض ما فات
  • فريق طبى بالدقهلية ينقذ حياة رضيع بعد حدوث انفجار في الوريد الوداجي
  • الإمارات تستثمر في الطفل لضمان استدامة النهضة وحماية المكتسبات