“إيكونوميست”: إيران تتخلى عن ضبط النفس الذي منع الصراع المفتوح مع “إسرائيل”
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
قالت مجلة “إيكونومست” البريطانية، في مقال اليوم، إنه، طوال أعوام، كان لدى المحللين الذين ركزوا على إيران افتراضان أساسيان: الأول أنها تريد محاربة “إسرائيل”، من خلال حلفائها، وليس بصورة مباشرة. والثاني أنها تريد إبقاء الصراع “تحت عتبة الحرب الشاملة”، ويبدو أن كِلا الافتراضين أصبح هشاً، بصورة متزايدة.
ويظهر ذلك، بحسب المجلة، عبر إطلاق إيران “وابلاً من أكثر من 300 صاروخ وطائرة من دون طيار على إسرائيل، في نيسان/أبريل، بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية إلى مقتل جنرالين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق”.
واستغراق إيران، الأسبوع الأول من آب/أغسطس، في التفكير فيما إذا كانت ستقوم، مرةً أخرى، باستهداف كيان الاحتلال، “هو ما يشير إلى أنّ المحرمات ضد الصراع المباشر كُسرت”، وفق المجلة.
وتقول “إيكونومست” إنّ الخطابات الإيرانية الأخيرة تشير إلى “شهية جديدة للمنافسة”، إذ إن الدبلوماسيين الإيرانيين كانوا، خلال “اجتماعاتهم بنظرائهم العرب، متمسكين بموقفهم، ووعدوا بالرد بقسوة على إسرائيل، حتى لو جرّت المنطقة إلى حرب شاملة”، وهو ما تبناه أيضاً الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه في السادس من آب/أغسطس، “وفق النبرة نفسها، انتقاماً لاغتيال شكر، ومهما كانت العواقب”.
وعلى رغم أن الاغتيالات “ليست تكتيكاً جديداً بالنسبة إلى إسرائيل”، فإنّ بنيامين نتنياهو كان “متردداً في إصدار أوامر باغتيالات رفيعة المستوى خلال تسلمه منصبه، طوال أعوام”، لكن هذا الحذر تبخّر على ما يبدو منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ “الحسابات الشخصية والسياسية”، التي ينتهجها نتنياهو، أدّت دوراً في العمليات الأخيرة، بحيث يسعى “لمحاولة إحياء شعبيته المتدهورة من خلال اشباع رغبة الإسرائيليين في الانتقام لحادثة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت”.
وبينما كان “الهدف الرئيس لإيران من استهدافها إسرائيل، في نيسان/أبريل الفائت، هو وضع معادلة واضحة، مفادها أن أي هجوم على أراضيها سوف يُقابَل بالمثل”، تقول “إيكونومست”، إنّ إسرائيل “تجاهلت هذه النقطة”.
ولم يعد للإسرائيليين إلا ان يأملوا أن اغتيال شخصية غير إيرانية “سيسمح لإيران بتجنب الانتقام الدرامي، لكن يبدو أن إيران عازمة على ذلك”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تقرير: ارتفاع معاداة “إسرائيل” بنسبة 340 % عالميًّا بعد حرب الإبادة على غزَّة
وكالات:
كشف تقرير صادر عن المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية عن ارتفاع حاد في حوادث معاداة (إسرائيل) بنسبة 340% بين عامي 2022 و2024، معتبرًا أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة كانت أحد أبرز العوامل التي أدت إلى تصاعد الخطابات والمواقف المعادية لـ(إسرائيل) عالميًا.
وأشار التقرير، الذي أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” الثلاثاء، إلى أن جميع الدول التي شملها الاستطلاع شهدت زيادة ملحوظة في عدد حوادث معاداة (إسرائيل)، خاصة تلك المرتبطة بالخطابات المعادية للصهيونية والسياسات الإسرائيلية في المنطقة.
وقد تصاعدت هذه الحوادث بشكل كبير بعد حرب الابادة في غزة في أكتوبر 2023، وما تلاه من جرائم حرب ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني. في الولايات المتحدة، سُجل ارتفاع بنسبة 288% في حوادث معاداة (إسرائيل)، مع وصول الذروة في أبريل 2024.
أما في كندا، فقد كانت الزيادة “أكثر إثارة للقلق”، حيث بلغت 562%، مع كون حوالي ربع الحوادث “عنيفة”، بحسب تعبير الصحيفة. وفي جنوب إفريقيا، سُجلت زيادة بنسبة 185%، مع ظهور تعبيرات واضحة لمعاداة (إسرائيل) مصحوبة بدعوات لمقاطعتها وانتشار الدعاية المعادية لها. وفي آسيا، ظهرت “معاداة (إسرائيل) جديدة” في الصين واليابان وتايوان، مع زيادة المحتوى المعادي على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، بالإضافة إلى مظاهرات معادية لـ(إسرائيل) واستخدام إيماءات نازية في اليابان وتايوان.
وأشار التقرير إلى ارتفاع كبير في معاداة (إسرائيل) عبر الإنترنت، حيث أصبحت مصطلحات مثل “الصهيونية” تُستخدم كغطاء لتعبيرات معادية لليهود. وقد أدى ذلك إلى اعتبار شركة “ميتا” (مالكة فيسبوك) معاداة الصهيونية شكلاً من أشكال معاداة اليهود في سياقات معينة. كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد لنشر الوعي بالمظاهرات المعادية لـ(إسرائيل)، خاصة بعد الحرب على غزة.
وقالت الدكتورة راحيلي باراتز، رئيسة قسم مكافحة معاداة (إسرائيل) في المنظمة الصهيونية العالمية ومؤلفة التقرير: “تكشف البيانات أن مصطلح ‘الصهيونية’ أصبح رمزًا جديدًا للتعبير عن الكراهية تجاه اليهود. هذه ليست مصادفة، بل هي تغيير متعمد في اللغة يهدف إلى جعل معاداة (إسرائيل) مقبولة اجتماعيًا.”
وأضافت: “عندما يستخدم شخص أو منظمة مصطلح ‘معاداة الصهيونية’، فإنهم غالبًا لا يعبرون عن موقف سياسي شرعي، بل يعيدون إحياء أنماط تاريخية من معاداة اليهود تحت غطاء معاصر من الشرعية. من المهم أن نرى هذا التحول اللغوي كإنذار ليس فقط للمجتمع اليهودي، بل لأي مجتمع ديمقراطي يسعى إلى الحفاظ على قيمه.”، على حد تعبيرها. وتم تقديم التقرير إلى رئيس (إسرائيل)، إسحاق هرتسوغ، الذي نبه إلى أهمية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقال هرتسوغ: “هذه الزيادة الكبيرة في معاداة (إسرائيل) تذكرنا بأن علينا أن نكون يقظين في الدفاع عن قيمنا ومجتمعاتنا”، بحسب قوله.