#جمهور_الشعر إلى #انقراض!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
حدّثني الجار، وقال: لست أدري مدى اهتمام جمهور جرش بالشعر والشعراء، لكنني مررت بظاهرتين اثنتين: الأولى؛ أنّ الإقبال على الغناء – وهذه ظاهرة إيجابية برأيي- كان عاليًا، فالجمهور يمتلك ذوقا فنيّا، والظاهرة الأخرى؛ فقد حضرت ندوتَيْ شعر، واحدة في المركز الثقافي الملكي لشاعرين بارزين: شوقي بزيغ، والمبدع راشد عيسى، كان الجمهور محدودًا جدّا لا يزيد عن عشرين من أصدقاء الشاعرين، فلا رابطة كتّاب، ولا ما يحزنون.
لقد كان واضحا نقده المرير لغياب جمهور الشعر! أما الندوة الأخرى؛ فهي ندوة في الجامعة الأردنية أقامتها عمادة كلية العلوم التربوية بمناسبة اليوم العالمي للشعر والشعراء.
مقالات ذات صلة الأحزاب الوسَطية تتأرجح؛ نتيجة غياب الرؤية 2023/08/08ألقت الندوة الأضواء على عدد من الشعراء “المظلومين” إعلاميّا، مع أن نازك الملائكة نالت حظها من الشهرة. المهم أن جمهور الندوة كان محدودّا جدّا، لولا إغراء الطالبات بالخلاص من محاضراتهن الرسمية! ومع ذلك، لم تتمكن الندوة من إغرائهن على البقاء! قلت في نفسي: لو خاطبت الندوة حاجات الطالبات في هذا السنّ – ومن السهل فعل ذلك – فقد كانت قصيدة واحدة لعرار، أو نزار قباني، أو حيدر محمود، أو راشدعيسى، أكثر من كافية لتغيير مزاج الجمهور، وكسبه للشعر! بدلًا من تطفيشه!!
يبقى السؤال: إذا كان الشعر ديوان العرب، وإذا كان العربي طروبًا متذوّقا للجمال، فكيف نفسّر غياب جمهور الشعر؟ هل يرجع ذلك إلى غياب الشعراء المبدعين؟ الجواب: لا، فلدينا شعراء على الرغم مما يقال: إن معظمهم ليسوا شعراء!
هل يرجع ذلك إلى ضعف الشعر في المناهج المدرسية؟ بل هل يدري المركز الوطني للمناهج وهو يعدّ كتبًا جديدة بهذه الظاهرة؟ بل هل عمل على تعميق التذوّق الفني الشعري؟
لقد علّمنا الطلبة شعرًا لا معنى له، ولقدعلّمناهم كل بحور الشعر، ولم نكسب حبّهم للشعر! لقد حذفنا كتاب الأغاني، والعقد الفريد من مكتباتنا، وحذفنا نزار قباني وعرارًا ، وحذفنا قصائد إنسانية لأبي العلاء المعري، وابن عربي، وأبي نواس، وأبقينا على شعر رديء، وتمادينا لدَواعٍ أخلاقيّة، أو تديّنيّة؛ لكي نحمي أجيالنا من انحراف” غير منحرف!!
إن المَهمّة الأولى لمحبّي الشعر والشعراء هي استرداد محميّة جمهور الشعر، وحمايتها من الانقراض، وهذا يعني رفع ” العقوبات” المزاجيّة عن الشعراء الذين شربوا الخمرة، وليَعُدْ عرار وغيره من المبدعين العرب والأردنيّين! علينا استرداد جمهور الشعر، حين جاء نزار قباني في نهاية الستينات، امتلأت القاعات والشوارع المحيطة بها، طالبوه بقصائد وطنية أذهلته؛ لأنه كان يتوقع من الجمهور النسائي غير ذلك!
لتكُنْ مَهمّتنا إعادة الألق إلى الشعر والشعراء! !قلت للجار: وما أدراك أن العيب في الشعراء، وقادة اللغة!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: انقراض
إقرأ أيضاً:
بالصور .. سعود السنعوسي في حوار مفتوح مع جمهور معرض الكويت عن "أسفار مدينة الطين"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد "رواق الثقافة" بمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، جلسة حوارية بعنوان "رواية أسفار مدينة الطين – سفر العنفوز" للروائي الكويتي سعود السنعوسي، وحاوره حسين غلوم، واستقطبت الجلسة جمهورا واسعا من المهتمين بالأدب والروايات.
و"أسفار مدينة الطين" هي ثلاثية روائية للسنعوسي، تتناول التاريخ الكويتي بصورة فتنازية لمرحلة ما قبل النفط، حيث يروي الكاتب عن بيوت الطين ومهنة الصيد والموانئ في الكويت، من خلال قصة حياة شخصيات مستوحاة من الواقع المحلي، في تناغم بين الحدث الواقعي والخيال الأدبي.
وتفترض الرواية أنها مكتوبة بقلم أديب كويتي اسمه «صادق بوحدب» (مهَّد السنعوسي لظهوره في نهاية رواية «ناقة صالحة»)، ينتمي هذا الأديب الخيالي إلى جيل أدباء الخمسينيات، وتتخذ الرواية من مدينة الكويت مكاناً لوقوع الأحداث منذ عام 1920 زمن بناء سور الكويت الثالث، حتى سنة 1990، حيث يستثمر السنعوسي الأساطير المحلية وموروث الخرافات الشعبية، وصنع منها أسطورته الشخصية.
وخلال الجلسة، تحدث السنعوسي عن كيف جاءت فكرة كتابة هذه الرواية، وكيف أوجدت له أفقا جديدا في التعبير عن جوانب إنسانية مهمة، مشيرا إلى أنه ركز في روايته على تشريح التفاعل بين الشخصيات وبيئتها، وتحليل العوامل الاجتماعية التي تؤثر على كل شخصية، وقال عن غياب عدد من الشخصيات في الجزء الثالث كانت موجودة في الجزاين الأول والثاني: تلك الشخصيات من لحم ودم ولابد أن تنتهي لأن هذه سنة الحياة، وأدخلت مكانها شخصيات أخرى.
وناقش السنعوسي مع حسين غلوم التشابه بين شخصيات روايته وشخصيات كان قد كتبها من قبل في رواياته الأخرى، وأوضح: هذا الامر غير مخطط له، ربما يأتي من اللاوعي، لكن ما المانع في أن استدعي شخصيات كتبتها من قبل في رواياتي لتكون في أعمالي الجديدة إذا تطلب الأمر ذلك؟ لافتا إلى أنه اختار أسلوبا سرديا في "سفر العنفوز" يتنقل بين الأزمان والأماكن ليعكس تداخل الذاكرة والواقع، ولتقديم رسائل أعمق.
وكان للحضور دور كبير في إثراء الجلسة بأسئلة وتعليقات حول موضوع وشخصيات الرواية، مسجلين إعجابهم الشديد بأسلوب سعود السنعوسي في الكتابة.