جلالة السلطان يهنئ رئيس سنغافورة
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
العُمانية: بعث حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس ثارمان شانموغاراتنام رئيس جمهورية سنغافورة بمناسبة العيد الوطني لبلاده، ضمّنها جلالة السلطان المعظم خالص التهاني وأطيب التمنيات لفخامته بموفور الصحة والسعادة ولشعب بلاده الصديق مزيدا من التطور والرخاء.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فلسطين بين الأمانة والخيانة
قدمت الدول الاستعمارية الكبرى اليهود كقفاز لتنفيذ سياساتهم في إسقاط الخلافة الإسلامية التي رسموا مستقبلها في الاستيلاء على أملاكها، وبعد ذلك الاستفراد بكل قطر على حدة، واستعانوا بيهود الدونمة الذين تغلغلوا في كيان الخلافة العثمانية مظهرين الإسلام ومبطنين الكفر وشكلوا تحالفات مع بقية الطوائف الدينية والعرقية والقومية التي برعوا في استمالتها بالترغيب والترهيب .
في الغرب كان اليهود يمثلون البرجوازية المالية وتعمقت صلتهم بالأمراء والملوك من خلال اقراض المال لهم والحاجة إلى فرض الضرائب لسداد تلك الديون المتراكمة بفعل الربا فتعرضوا لموجات تنكيل وطرد من تلك الدول، وفي الخلافة عاشوا معززين مكرمين لكن ذلك لم يشفع للمسلمين لخلافاتهم العقدية معهم فكانوا عونا لكل طامع ومعتد على الأمة العربية والإسلامية .
حينما نصبت محاكم التفتيش في الأندلس هاجروا إلى المغرب العربي الإسلامي وحفظ المسلمون لهم وجودهم وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر استقبلتهم الخلافة الإسلامية بعد الطرد الممنهج من قبل الدول الأوروبية بموجب التفاهمات التي تمت بين الحركة الصهيونية والدول الاستعمارية ليكونوا لهم عونا وذراعا متقدما مقابل الحصول على أرض فلسطين التي كانت تمثل جزءا من اقليم الشام ومن ارض الرباط.
قُدمت العروض إلى الخلافة العثمانية التي كانت تملك زمام الأمر في الأمة العربية والإسلامية لكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل أمام اصرار السلطان عبد الحميد على عدم التنازل عن أي شبر من فلسطين أو غيرها وان بإمكان اليهود ان يعيشوا امنين في أي جزء من ارض الخلافة كأي مكون من مكونات المجتمعات الأخرى التي تنعم بالأمن والاستقرار.
تكاتفت جهود الدول الاستعمارية على تنفيذ العديد من المؤامرات لإسقاط الخلافة العثمانية ودعم حركات الاستقلال والانفصال بين مكونات المجتمع أتراك وعرب مغاربة وبربر أكراد وعرب أرمن وغيرهم صحيح أن اتفاقية سايكس بيكو تمت في 1917م لكن جذور التآمر بين روسيا وبريطانيا وإنجلترا بدأت في القرن السابع عشر وسجلها بطرس الأكبر في وصيته التي كشفها المؤرخ محمد فريد المحامي في كتابه –تأريخ الدولة العلية- ومما جاء فيها البند السابع :التعاون مع بريطانيا لزيادة القوه البحرية –البند الثامن –السعي للاستيلاء على بحر البلطيق والبحر الأسود باتباع حروب متتالية مع الخلافة العثمانية وايران حتي تزول ويتم التمكن من الوصول إلى خليج البصرة وصولا إلى الهند وبلاد الشام.
حيث يتم تحييد كل المنافسين ويتم التقاسم للنفوذ بين روسيا وفرنسا وتوحيد قوتهم للتنكيل، وقهر أي دولة منهم، لكن سرعان ما انقلب الفرنسيون على الروس وطمع نابليون بتحقيق انتصار على حساب حليفه ومن العجيب انهم قبلوا بوساطة الخلافة العثمانية لحل الخلاف بينهم وعقدوا اتفاقية بينهم (تليست) لتقاسم أو ربابينهم؛ ومن جمله ذلك ان روسيا لن توقف الحرب على الدولة العثمانية إلا بواسطة فرنسا واذا لم يقبلوا بسبب العداوة معها فانهم سيعملون معا على الاستيلاء على جميع الولايات العثمانية في أوروبا.
السياسة التي يعمل عليها الاستعمار عامة لا أخلاق فيها بل المصالح ومن حين لآخر كان يتم شن الحروب على الخلافة العثمانية فإن ووجهت بقوة ورد مناسب تم عقد التصالح واستجلاب الحلفاء الآخرين، وان كانت ضعيفة فانهم يملون شروطهم ويستعينون بالعصابات الممولة من قبلهم ومن المتآمرين داخل النظام ومن الخارج حتى انه تم الزج بها في حروب لم تستعد لها من اجل تحطيمها والاستيلاء على الأراضي التي تحكمها.
تواترت المحاولات لإغراء السلطان عبد الحميد للقبول بمنح امتياز لليهود بالهجرة إلى ارض الشام التي تضم سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، لكنه كان واعيا تماما لما يُراد تنفيذه من خطط إجرامية بواسطة اليهود وما يسعي اليه الاستعمار، وفعلا اصدر القرارات المتعاقبة للتعامل مع سعيهم للاستيطان في فلسطين، ووفقا لما أثبه المؤرخ اورخان محمد على في كتابه (السلطان عبدالحميد الثاني حياته وأحداث عهده) استعرض فيه القرارات التي أصدرها السلطان عام 1891م الثلاثة وأهم ما تناوله الآتي:
عدم جواز قبول اليهود الذين طُردوا من كل مكان في الممالك العثمانية لأن ذلك في المستقبل قد يؤدي إلى تشكيل حكومة موسوية؛ وأراضي الشام ليست خالية ولا متروكة ليتم استقبالهم فيها/ ويتم استقبالهم وعمل الواجب معهم ويعاد إرسالهم في السفن التي جاءت بهم إلى أمريكا؛ وليس هناك داعٍ لقبول من طردتهم الدول الأوروبية المتقدمة ولم يقبلوهم في ديارهم.
وهناك دسائس كثيره وراء الأمر، ولذلك فهو أمر غير جائز ولا ينبغي العرض مرة أخرى.
واضح من محتويات فقرات الفرمان إدراك السلطان لخطورة الأمر وتوجيهه بمعالجة المشكلة بما يتوافق مع حماية أرض الشام ومع مراعاة مصالح اليهود الذين كانوا يريدون الاستيطان في شرق الأردن وسوريا الجنوبية –فلسطين.
عدم منحهم حق المواطنة
أصدر الفرمان الثاني إلى اللجنة العسكرية السنية التي تمنح حق المواطنة بعدم قبولهم وإسكانهم وإعطائهم حق المواطنة لما قد ينتج عنه في المستقبل تشكيل حكومة موسوية وأصدر تعليماته هذه بعد سبعة أيام من القرار الأول والزم الصدارة العظمي بعدم العرض عليه مرة أخرى فيما يخص الموضوع.
بيان المخاطر المترتبة على ذلك
ثأرت الاعتراضات من الدول الاستعمارية وأرادت ان ترجع المسؤولية عليه كما يفعل ساسة الغرب تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهنا يوضح السلطان عبدالحميد أهداف اليهود والدول التي تعترض وبعض أساليب اليهود التي جلبت النقمة عليهم.
(لا يحق لأي دوله الاعتراض على عدم قبولهم فقد طردتهم دول متمدنه ولم تقبلهم دول متمدنة، ومن يحتجون أو يعترضون الأولى ان يحتجوا على الدول التي طردتهم والتي رفضت قبولهم؛ لأنه لو تم إسكانهم في أي جزء من الإمبراطورية سوف يتسللون شيئا فشيئا إلى فلسطين مهما كانت التدابير؛ وسيعملون على تشكيل حكومة موسوية بتشجيع وحماية من الدول الأوروبية؛ لن يشتغلوا في الزراعة والفلاحة بل سيحاولون الإضرار بالأهالي كما فعلوا في البلدان التي طردوا منها؛ ومن المناسب هجرتهم إلى أمريكا).
كان بإمكانه التعاون مع اليهود ومنحهم ما يريدون وسيظل محتفظا بمنصبه وخلافته خاصه وقد قدمت له العروض المغرية من قبل الدول الأوروبية ومن الحركة الصهيونية ومنها :
المساعدة على إنشاء أسطول بحري، ومعاونته على سياسته الأوربية بحكم علاقتهم مع الملوك والأمراء؛ وإنشاء جامعة في القدس وتحسين الأوضاع العمرانية وتقديم القروض اللازمة، كل ذلك في مقابل السماح لهم في الاستيطان في فلسطين .
انتهت كل المحاولات والإغراءات معه إلى الفشل وهنا بدأت فصول التآمر وإسقاط الخلافة العثمانية واقتسام الأراضي التابعة بين شركاء الإجرام والاستعمار والاستبداد، فقد تحالفوا وأسقطوا عاصمه الخلافة ورسموا الحدود وفقا لمصالحهم وأعطى الوطن العربي لفرنسا ولبريطانيا وإشراف روسيا وتم إعطاء فلسطين لليهود.
استمالت الدول الاستعمارية الوجاهات الاجتماعية من المشائخ والحكام العرب للمناداة بالاستقلال ضمن قبل بذلك تم إملاء الشروط عليه بالقبول باليهود في فلسطين ومن يرفض تتم تصفيته وتنصيب غيره وتم تشكيل الجيوش وفقا لخططهم في تكريس التبعية والعمالة لهم من خلال السيطرة عليها، وفي مقابل موقف السلطان عبدالحميد نجد موقف الملك عبد الرحمن آل سعود الذي وقّع وبصم للإنجليز على عدم ممانعته من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، وبعدم الخروج على سياسة بريطانيا حتي تصيح الساعة، أما الذين رفضوا كابن رشيد فقد تم القضاء عليه بواسطه قوات بن سعود .
كانت بريطانيا وفرنسا وروسيا هم اللاعبين في استيطان إسرائيل وانتقل الأمر إلى أمريكا بعد سطوع نجمها بإبادة مدينتي هيروشيما وناجزاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية وهي الآن تقود مع بقية الدول الاستعمارية المفاوضات لتقرير المصير للشعب الفلسطيني على أرضه ووطنه ومن خلفها سلطة أوسلو التي تريد إثبات ولائها لليهود والنصارى على حساب دماء أبناء الشعب الفلسطيني.