لبنان ٢٤:
2024-11-08@19:41:25 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن" 
العالم بمعظمه يضبط أعصابه على ساعة الرد المرتقب على كيان العدو الاسرائيلي سواء من إيران التي تحيك ردها بتأن كما السجادة او الجبهة اللبنانية التي تعاقب العدو بسلاح الإنتظار أو سائر جبهات المقاومة.
وبإنتظار الساعة الصفر يستمر حبس الأنفاس وخصوصا في كيان الاحتلال الذي يضرب الشلل قطاعاته المختلفة ولاسيما الحيوية منها.


ولعل خير مثال هو خواء مطار بن غوريون الذي اظهرته فيديوهات منشورة على وسائل التواصل خاليا من المسافرين بعد الغاء معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى تل أبيب.
أما الحل بالنسبة لنتنياهو فليس اكثر مما قاله للاسرائيليين "أعلم أنكم قلقون وفي حال تأهب وأطلب منكم شيئا واحدا: تحلوا بالصبر والهدوء"!.
وفيما يتابع أصحاب قرار الرد التحضير لما سيقومون به ويستثمرون الوقت في كل اتجاه كجزء من العقاب للعدو ثمة حمى دبلوماسية عابرة للحدود الإقليمية والدولية عنوانها لجم اندلاع حرب واسعة وجوهرها تخفيف القصاص الذي ينتظره كيان الاحتلال.
وضمن هذه الحمى الدبلوماسية اندرج إعلان البيت الأبيض ان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة ممكن اكثر من أي وقت مضى وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إننا قطعنا شوطا طويلا في سد الفجوات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني مشيرا الى ان اقتراحا جيدا معروض وعليهما قبوله واضاف ان على رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار كصاحب قرار ان يقبل باتفاق وقف النار وإطلاق سراح الأسرى.
وإذا ما صح إعلان ادارة جو بايدن ان وقف النار ممكن قريبا فإن السؤال هو عن مصلحة بنيامين نتنياهو في إهداء حل إلى هذه الإدارة التي تلفظ انفاسها الأخيرة على اعتاب الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل. مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في" 
تأخر الرد المنتظر لايران وحزب الله على اسرائيل؟ 
الجواب  الاول ان طهران والحزب لم يوفقا حتى الان في تحديد هدف يشكل رسالة قوية لاسرائيل من جهة، ولا يؤدي الى فتح حرب شاملة من جهة ثانية. 
اما الجواب الثاني فهو ان هناك مفاوضات تجرى تحت الطاولة بين ايران واميركا ودول اخرى، وذلك لعقد تسويات، وربما صفقات، يتحدد على اساسها حجم الضربات ومداها. 
في المنطق، الجوابان مشروعان، لكن الجواب الاول قد يكون اقرب الى الحقيقة والواقع. 
فإيران والحزب اكدا اكثر من مرة، خلال الايام التسعة التي تلت اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ان الرد حتمي وانه آت لا محالة. 
بالتالي فان الجميع في انتظار الرد المناسب، الذي قد يتأخر لاسباب ميدانية ليس الا. 
علما ان المفاوضات التي اجراها قائد القيادة الوسطى الاميركية في اسرائيل افضت الى نتيجة تتمثل في إحجام اسرائيل عن توجيه ضربة استباقية ضد لبنان، التي تزايدت المطالبة بها اسرائيليا بعد الضربات التي وجهها حزب الله ضد نهاريا وعكا الثلاثاء الفائت. 
توازيا، اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي في حديث لمجلة "تايم" الاميركية ان خوض حرب اقليمية مخاطرة لاسرائيل. 
البداية من اسباب تأخر رد ايران وحزب الله على اسرائيل. فهل من  صفقة تلوح في الافق؟.

مقدمة نشرة أخبار قناة "المنار "
صيحة متجددة على الاعداء، ذكرت من يتقلب منهم على صفيح الخوف أن الرد على العدوان الصهيوني الذي طال الحديدة اليمنية لا بد منه، وهو آت، وما يؤخره تكتيك الميدان ليس الا، كما أكد قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي..
ومع كل تكة يزداد الرعب الذي يصفر في اروقة الكيان العبري، يصفع السياسيين والعسكريين وعموم المستوطنين من كل الجهات، حتى بات الجميع على كل المستويات يقرون بصعوبة الانتظار. والانظار تترقب من الجنوب الى الشرق فالشمال، حيث الجبهة الاقرب والاوسع بحسب المؤسسة الامنية..
جبهة ستفاجئ الجميع بنوعية الاسلحة التي سيستخدمها حزب الله ودقة اهدافها وخطرها الذي سيضرب عمق الجبهة الداخلية، كما رأى المسؤول السابق في جهاز الشاباك “اريك بربينغ”..
اما ما يراه مستوطنو الشمال ، فحرب يومية منذ عشرة اشهر من اسناد حزب الله لغزة كما قال رئيس المجلس الاقليمي في الجليل الاعلى “غيورا زيلتس” الذي اضاف بالفم الملآن ان الحديث الرسمي عن الجهوزية لكل السيناريوهات في الشمال امر غير دقيق على الاطلاق.
ومن يطلق التهديدات من قادة سياسيين وامنيين يعرفون صعوبة الحال على طول مساحة كيانهم، ويعرفون الرسائل التي حملوها للاميركي ولحلفائهم في المنطقة والعالم لايصالها الى محور المقاومة أملا باحتواء الموقف وضمان رد مضبوط بعد احساسهم بخطر تهورهم واقدامهم على عمليات الاغتيال الاجرامية في بيروت وطهران..
وفي دلالة على كذبههم المعهود، وبدل مسارعتهم لوقف الحرب على غزة لاحتواء النار التي اشعلوها في المنطقة، اكملوا اليوم اجرامهم بمزيد من المجازر بحق المدنيين والاطفال الفلسطينيين، الذين بلغ عددهم اليوم أكثر من خمسين شهيدا وعشرات الجرح..
وردا على هذا الاجرام الصهيوني نفذ المقاومون عمليات نوعية على ارض القطاع اعترف اعلام العدو بحدث وصفه بالخطير، متحدثا عن اصابة مجموعة من الجنود بصاروخ موجه..
اما صواريخ المقاومة من لبنان فاسندت مظلومي غزة ككل يوم بمسيرات انقضاضية وصواريخ بركان، وردت على العدوانية الصهيونية بحق القرى والبلدات اللبنانية...

مقدمة نشرة أخبار الـ "أو تي في" 
أميركا غارقة في انتخاباتها. اسرائيل تنتظر رد ايران. ايران تنتظر التوقيت المناسب. قطر وتركيا تدعوان المجتمع الدولي لمنع التصعيد. العراق يوقف المتورطين باستهداف قاعدة عين الاسد الاميركية. الحوثيون يكررون التهديد باسم المحور. 
جبهة الإسناد اللبنانية تواصل تقديم التضحيات من أجل قضية لا يفهمها كثيرون من  اللبنانيين، ولو أنهم داعمون لمقاومة أي عدوان على  لبنان.
هذا في الشان الاقليمي. اما في الشان السياسي المحلي، فرئيس مجلس النواب ينتظر الإجماع على التشاور أو الحوار، قبل الدعوة الى أي جلسة رئاسية. رئيس حكومة تصريف الاعمال يجري اتصالات شكلية، لأن القرار في مكان آخر غير الحكومة، في الخارج والداخل. أما الوزراء والنواب، فغالبيتهم عمليا بلا عمل، وبعضهم يمارس هواية التنبؤ السياسي حول المواعيد والأحداث.
وعلى مستوى القوى السياسية، الثنائي على موقفه الرابط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتوافق على مرشح محدد. تيار المستقبل يعاود التحرك بحذر. ما القوات، فتلملم آثار التصريحات المستغربة لنائبتها الجزينية غادة ايوب، التي كادت تتسبب بفتنة طائفية، ولاسيما مع أبناء صيدا.
وفي الموازاة، يقارب التيار الوطني الحر استحقاقاته الداخلية بروية وتأن، متمسكا بمساعيه الانفتاحية لإنجاز الاستحقاقات الكبرى على مستوى الوطن.

مقدمة نشرة أخبار الـ "أل بي سي" 
هل هي مرحلة التقاط أنفاس؟ أم إمعان في الاستعداد للحرب؟ حتى اليوم، وفي ظل كل المؤشرات، فإن فرص الحرب أو الضربات الموضعية أو نجاح جهود تفادي الحرب، شبه متساوية، ولو لم يكن الامر كذلك، لما كنا دخلنا في الأسبوع الثاني على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ولم تندلع الحرب او تنفذ الضربة. 
هذا يعني ان جهود تفادي الحرب لم تستهلك بعد، وأن التركيز هو على ارجحية الضربة، وما هو حجمها؟ وكيف سيكون الرد عليها. 
العنصر المستجد في هذه التطورات، انتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لاسماعيل هنية، والسؤال هنا: ما هو تأثير وصول السنوار على رأس حماس، على مساري الحرب والمفاوضات؟ الجميع في انتظار القرار الاول الذي سيتخذه السنوار، سواء عسكريا أو على مستوى المفاوضات.  
في هذا السياق، ومن ضمن المواقف، أكد القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، ومن مدينة جدة السعودية، أن اغتيال هنية في طهران "خطأ استراتيجي" سيكون "مكلفا" لإسرائيل، ولكن في صالح "أمن المنطقة واستقرارها". باقري تحدث غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي. 
وفي سياق "وحدة الضربات"، أعلن عبد الملك الحوثي أن الحركة ستنسق مع أعضاء آخرين في "محور المقاومة" في أي عملية مشتركة. وأضاف أن أي قرار للرد سيتخذه المحور بكامل أعضائه.
في تطور سعودي داخلي أصدر الملك سلمان مرسوما ملكيا يسمح لمجلس الوزراء بالانعقاد حتى لو لم يرأسه هو أو رئيس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجاء في تفاصيل المرسوم: يكون انعقاد الاجتماع، إذا لم نحضره ولم يحضره رئيس المجلس أو أي من نوابه، برئاسة الأكبر سنا من أعضاء المجلس الحاضرين من أبناء أبناء الملك المؤسس.
اللافت أن المرسوم جاء بناء على ما عرضه ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

مقدمة نشرة أخبار قناة "الجديد" 
تقع منطقة الشرق الاوسط تحت فرضيات الحرب وتقدير مخاطرها وانواع صواريخها، وباتت القبة السياسية تسابق تلك الحديدية وتجري استدراج عروض لدول خطوط التماس مع اسرائيل وايران. 
ولم تعط طهران ايا من الإشارات التي تثنيها عن الرد لكن القائم بأعمال الخارجية علي باقري قال من السعودية إن هذا الرد سيكون "مكلفا" لإسرائيل، ولكن في صالح "أمن المنطقة واستقرارها وحصلت ايران في جدة على مواقف عربية واسلامية متقدمة في الإدانة من خلال اجتماع منظمة التعاون التي اعتبرت اغتيال إسماعيل هنية على الاراضي الايرانية انتهاكا صارخا لسيادة الدول ومع استنفار المنطقة قياما وقعودا صاروخيا تحمل واشنطن سلاحين اثنين: الاول لم يتخل عن دبلوماسية الهواتف الجوالة بين الدول لاقناع طهران بعدم التصعيد. 
اما الثاني فهو حماية اسرائيل بحرا وجوا، إذ أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن طائرات "إف-22" وصلت إلى المنطقة كجزء من التعزيزات العسكرية الأميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها وإذ يجتمع الكابينت في تل ابيب الليلة أطلقت اسرائيل العنان لمخيلتها بالرد، 
وقالت يديعوت أحرونوت إن السيناريو الأسوأ هو شن هجوم مزدوج من قبل إيران وحزب الله في آن واحد، وأوضحت أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى تضاؤل فرص الهجوم المزدوج، وأن رد إيران قد يتمثل في هجوم بمئات الصواريخ والمسيرات، في حين أن حزب الله قد يوجه ضربات رمزية ضد أهداف تقع إلى الجنوب من حيفا. 
وقدرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحزب سيكون البادئ في الهجوم الذي قد يستمر ساعات أو أياما، ويتوقع أن يكون هو الأوسع منذ انتهاء حرب عام 2006، وارتفع بنيامين نتنياهو فوق سطح الرد حتى وإن جاء مدمرا، وقال: "اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي مخاطرة أدركها لكنني مستعد لخوضها". 
ولما كان نتنياهو يتطلع الى اليوم التالي في غزة بعد القضاء على حماس، اصبح على طاولة مجلسه العسكري بحث اليوم التالي ما بعد تسلم يحيى السنوار زعامة الحركة ويتوغل نتنياهو في الحرب على غزة من دون رادع ونفذ جيشه اليوم اربع مجازر بحق الفلسطينيين اذ سقط في الساعات الماضية ما يفوق  الخمسين شهيدا معظمهم في مدارس ومخيمات لجوء وايواء. 
وما يمكن نتنياهو من استمراره في بحر الدم هو اضافة الى الدعم الاميركي.. الصمت الغربي عن تحويل المواقف الى آليات فاعلة ضد اسرائيل فالغرب الذي يحذر ايران اليوم من مهاجمة اسرائيل.. 
لا يلقي المحاضرة نفسها على قادة العدو واذا كان الغرب مشاركا بصمت، فإن الولايات المتحدة أصبحت شريكا فاعلا في موقع أمامي وليس خلف اسرائيل . فوزارة عدلها التي فرضت  اليوم عقوبات على ثلاثة اشخاص ايرانيين ضبطهم بدعم برنامج الاسلحة الايراني، لم ير عدلها أن اسرائيل  ضبطها الإعلام الاميركي نفسه وعلى الهواء مباشرة تغتصب معتقلين فلسطينيين على ايدي الجنود الاسرائيليين 
والعدل الاميركي الذي اكتشف عن بعد آلاف الأميال ان ايرانيين يصنعون اسلحة، لم يتلق تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تجويع مليوني فلسطيني من مواطني قطاع غزة حتى الموت وبينما اعتبر زعماء من العالم ان كلام الوزير الاسرائيلي يعد جريمة حرب آثرت الولايات المتحدة عدم التعليق حتى ولو عبر ادانة الجائعين الفلسطينيين انفسهم. (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا

تزداد الأثمان التي يدفعها الجيل "زد" (Gen Z) في سوريا، كلما تأخر المجتمع الدولي وقوى الأمر الواقع في بناء سلام يستند إلى حل سياسي يطوي صفحة الصراع الذي اندلع قبل نحو 13 عاما.

فمواليد هذا الجيل الذين رأت عيونهم النور بين عامي (1996-2011) -وهي السنوات التي يُصنف بها عالميا- تتراوح اليوم أعمارهم بين 13 و28 عاما، وتعيش النسبة الأكبر منهم في دول الجوار وفي المخيمات وأوروبا، حيث دفعتهم مآسي الحرب للهرب نحو حياة آمنة، وسط حالة عدم يقين ليس بحاضرهم فحسب، بل وبمستقبلهم الذي يلفه الغموض مع استمرار الصراع، وتدهور الوضع الإنساني داخل البلاد.

وتقدر المؤشرات الديمغرافية للنمو السكاني -التي يصدرها البنك الدولي تباعا- إلى جانب مصادر حكومية سورية، عدد أفراد هذا الجيل في عام 2011، وهو العام الذي شهد بداية الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، نحو 8 ملايين فرد، بلغت نسبتهم 38.3% من عدد السكان.

في حين تُجمع منظمات حقوقية عالمية على أن أغلب أفراده تعرضوا بين عامي 2011-2024 لدورات متكررة من العنف الحكومي والنزوح واللجوء ولحرمان غذائي وصحي وتعليمي شديد، علاوة على عواقب جسدية ونفسية مدمرة طويلة المدى أثّرت على تكوينهم واهتماماتهم.

القمع في مرحلة متقدمة

خلال العقدين الأخيرين من حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، شهد جيل إكس (1980-1965)، وجيل الألفية (1996-1981)، مجريات سياسية مؤثرة بدءا من ظاهرة "الأسد إلى الأبد" إلى شعار "لا حياة في هذا البلد إلا للتقدم والاشتراكية"، ترجمهما نظام دمشق لحملات قمع واعتقالات واسعة، ومجازر ارتكبها الجيش السوري (1983-1980) في مناطق تدمر وحماة وحلب وجسر الشغور، انتهت بمصرع عشرات الآلاف من المدنيين.

وورث جيل زد -حسب السياسي السوري المعارض عماد غليون- مظاهر الخوف والقلق التي تركها الأسد الأب في نفوس السوريين، واستمرت بعد وفاته مع نظام الأسد الابن عام 2000.

ولفت غليون، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن التحولات العميقة التي جرت في بنية الدولة وتحولها لما يُعرَف بسوريا الأسد من خلال نظام حكم إقصائي يستند إلى ركيزتي المخابرات والجيش، لم تكن لتحمي النظام الحالي من غضب شعبي صامت، خرج إلى العلن مع شعارات جدارية شارك في كتابتها أطفال من جيل زد -كما في مدينة درعا جنوب البلاد- مطلع عام 2011، تناهض النظام وسياسته الداخلية.

ورغم محاولة تدجين هؤلاء الأطفال بفرض مناهج تعليم ذات طابع سياسي وإلزامية الانضمام لثلاث منظمات عقائدية ترافق حياتهم الدراسية (طلائع البعث، وشبيبة الثورة، واتحاد الطلبة) للسيطرة على عقولهم، فإن النظام -بحسب غليون- فشل في تحطيم حلمهم وتطلعاتهم للحرية والكرامة.

غليون: رغم محاولة تدجين هؤلاء الأطفال فإن النظام فشل في تحطيم حلمهم وتطلعاتهم للحرية والكرامة (شترستوك) التحرر من عباءة الخوف

في مطلع عام 2012، انضم عبد السلام -ابن الـ15 عاما آنذاك- إلى الاحتجاجات التي خرجت بمدينة حماة، وشهد -حسب حديثه للجزيرة نت- مقتل عشرات المتظاهرين من أبناء جيله برصاص القوات الحكومية، في ساحة العاصي (مركز المدينة) ووصف المشهد بقوله: لقد لقوا مصرعهم وهم يحملون الورود بأيديهم.

في العام نفسه، فر عبد السلام إلى الأردن بمساعدة أصدقائه بعد أن لاحقه الأمن الحكومي، وقدم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين طلب لجوء تم قبوله، ثم استكمل دراسته، ويتابع حياته في العاصمة عمان على أمل أن يعود لبلده، وقد تحققت تطلعات جيله.

تقدر الأمم المتحدة عدد الذين لقوا مصرعهم من أفراد هذا الجيل على يد قوات الأمن السورية والجيش النظامي، بأكثر من 10 آلاف طفل، خلال السنوات الثلاث الأولى من الصراع، إضافة إلى أن عددا أكبر أصيب بجروح جراء القصف الجوي والبري.

ورصد تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن في يناير/كانون الثاني 2014 حول حالة الأطفال والنزاع المسلح في سوريا، حالات لا تُحصى من قيام القوات الحكومية بقتل الأطفال وتشويههم، وعرقلة حصولهم على التعليم والخدمات الصحية.

وذكر التقرير الذي غطى الفترة الواقعة بين مارس/آذار (2011-2013) أن القوات الحكومية ألقت القبض على عدد كبير من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما، واستخدمتهم أمام الدبابات كدروع بشرية، في حين تعرض عدد كبير بعمر الـ11 عاما للرصاص في تظاهراتهم المناوئة للحكومة في عدد من المحافظات، وقُتل أغلبهم وأصيب آخرون بإصابات بليغة.

وأرجع التقرير الإصابات التي تعرض لها أفراد هذا الجيل خلال تلك السنوات إلى إطلاق الرصاص العشوائي على المتظاهرين والقصف المكثف بالمدافع والطائرات الحربية على القطاعات المدنية، إذ أدى الأخير إلى حروق وجروح وبتر أطراف وإصابات بالعمود الفقري طالت الكثيرين منهم.

شاب يسير على أنقاض وسط مبانٍ متضررة إثر قصف على مدينة حلب السورية 2014 (شترستوك) سلوكيات مضطربة وغضب سريع

من منظور عام، تأثر الأبناء السوريون من جيل زد بتجارب آبائه من جيلي (إكس والألفية) خلال نصف قرن من الإقصاء والاستبداد السياسي وسطوة الحزب الواحد الذي يقود الحكم في سوريا، وأسهمت تجارب محيطه العائلي والاجتماعي المتراكمة، حيث أمضى مئات الأفراد سنوات قيد الاعتقال كسجناء رأي في فترات مختلفة، على نظرته للحياة والمستقبل.

ورغم سمة التمرد التي نافس بها سابقيه ومحاولته كسر القيود التي حدت من تطلعاته، فإن علاقته بجيل الألفية في بعض المسائل تبدو تكاملية، خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والتغيير والحرية والعدالة والمساواة.

كما زاد رواج المصطلحات الحديثة، مثل الدولة المدنية، والمواطن العالمي، والجندر، والاقتصاد الرقمي، ومنصات التواصل الشبكية، من تماهيه بين المحلي والإقليمي والعالمي، متأثرا بأفكار وتوجهات جديدة تتعلق بالهوية والقيم المجتمعية ومفاهيم غالبا ما كانت تدفعه إلى تجاوز المألوف والنزوع نحو التمرد والعصيان والعنف، وفي أحيان أخرى إلى الانكماش بداعي القلق والتوترو الاكتئاب.

وكشفت دراسة استطلاعية أجرتها جامعة كامبردج بين عامي (2019-2020) شملت نحو 1300 فرد من جيل زد ممن عاشوا ودرسوا في مدينة دمشق، عن وجود آثار سلبية عند 53% منهم نتيجة الصراع كاضطراب ما بعد الصدمة وسرعة الغضب.

وأفادت الإجابات التي نقلتها الاستبيانات على لسان فتيان وفتيات من الصف العاشر وما فوق، في 7 مدارس حكومية تَعرّض 58% منهم لخطر مباشر، في حين قال 40% إنهم فقدوا أحد الأقرباء، و61% عانوا كثيرا بسبب ضوضاء الحرب، و62% عانوا من سرعة الغضب لأتفه الأمور، مما تسبب لهم بمشكلات كثيرة.

ولفتت الدراسة إلى أن تأثيرات الحرب كانت أسوأ بالنسبة للفتيات، حيث ذكرن أنهن يعانين في أغلب الأحيان من نسب أعلى لاضطراب ما بعد الصدمة، ما جعل نوعية حياتهن أسوأ من أقرانهم الذكور.

دراسة: تأثيرات الحرب في سوريا كانت أسوأ بالنسبة للفتيات إذا يعانين غالبا من نسب أعلى لاضطراب ما بعد الصدمة (رويترز) اصطفافات أنتجت هوية مجزأة

علل الخبير المختص في التنمية البشرية إبراهيم السعيد ميل بعض أفراد الجيل الذين ولدوا مع بداية الصراع في المناطق الساخنة للعنف وتقمص شخصية المحارب، إلى صورة الدبابة والطائرة وبندقية الكلانشينكوف التي لا تزال تتحكم بمخيلتهم، فأغلب هؤلاء لا يعرفون شيئا في الحياة سوى الحرب والقتال والهرب إلى أمكنة أكثر أمانا تحميهم من القصف.

بالمقابل، رد السعيد قصور الجيل المعرفي تجاه الماضي وإرثه التاريخي وعدم إلمامه بتضحيات أجداده في مرحلة الاستقلال 1945-1925، ونضالاتهم ضد الديكتاتوريات التي حكمت في بداية نشوء الدولة السورية الوطنية، وعادت مع حكم البعث في عام 1963، إلى سياسة تجهيل كانت تهدف لصنع ذاكرة جديدة لا تحتوي غير إرث الأسد.

وأوضح، في حديثه للجزيرة نت، أن تفاوت السمات التي يحملها أنتج هوية مجزأة تعكس الأزمة العميقة التي يواجهها المجتمع السوري بعد أن عززت الحرب الطريق لاصطفافات سياسية وعقائدية ونمو هويات صغرى وفرعية تسعى جميعها للتميز والهيمنة عبر نهج إقصائي بدأه النظام أولا واستثمرته مكونات أخرى لأبعاد سياسية.

وشدد السعيد على أن أغلب أفراد الجيل الذين نزحوا تتوزع هويتهم بين قوالب نمطية ذات خلفيات أيديولوجية محددة، وأخرى ذات فضاء حر لا ترتبط فكريا بأية أيديولوجية، لكنهم جميعا مندفعون تجاه دولة تحمي حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة.

وفي السياق نفسه، عبّر همبرفان كوسه عضو غرفة دعم المجتمع المدني السوري (CSSR) -وهو فريق عمل تابع للأمم المتحدة- عن مخاوفه من وجود تصدّعات في جسد الشباب السوري، ودعا -في كلمة خلال افتتاح مؤتمر بروكسل السادس حول سوريا- إلى دعم الحوار بين فئاتهم بما يتجاوز الانتماءات الجغرافية والطائفية، وطالب بالابتعاد عن أولئك الذين ينشرون خطاب الكراهية.

السعيد: أغلب أفراد جيل زد الذين نزحوا تتوزع هويتهم بين قوالب ذات خلفيات أيديولوجية محددة وأخرى ذات فضاء حر (غيتي) فقر في الأمن والتعليم والمنظومة الرقمية

تصف الأمم المتحدة الصراع السوري بأنه أكثر الحروب دموية في العالم، فعلاوة على حجم الدمار الهائل وخسائر الاقتصاد التي بلغت نحو 400 مليار دولار، خسرت البلاد رأسمالها البشري؛ إذ لقي ما يزيد عن 500 ألف شخص مصرعهم، وأكثر من 970 ألف مغيبين قسريا، بينهم 155 ألف سيدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما سجلت سوريا أعلى نسبة نزوح داخلي بنحو 7.2 مليون نازح، ولجوء حوالي 6.5 مليون للخارج، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وذلك لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية على المستوى العالمي.

ويرى محللون أن حصة جيل زد من هذه الخسائر غير متوفرة بدقة، لكنها كبيرة، تختزلها 3 أوضاع تنم عن تعرضه لفقر في الأمن والتعليم وفي حصته من التكنولوجيا الرقمية.

وتشير معظم ردود أفراده حول الأسباب التي دعتهم للفرار خارج البلاد إلى وجود مخاطر أمنية تتعلق بمواقفهم من السلطة، إضافة إلى ما يشكله تجنيدهم الإجباري في الجيش الحكومي من استثمار -يرفضونه- يعمل له النظام بهدف ضخ دماء جديدة إلى قواته المنهكة على جبهات الحرب.

من جهة ثانية، رصدت تقارير الأمم المتحدة تأثر هذا الجيل خلال سنوات الصراع بآليات تكيف سلبية اتبعتها الأسر في مواجهات المتغيرات التي أفرزتها الحرب، كالعمل بدل المدرسة لإعالة الأسرة، نتيجة الضائقة المالية التي تعاني منها 90% من العائلات.

وتأسفت إيلينا ديكوميتيس، مستشارة السياسات المعنية بالشباب في المجلس النرويجي للاجئين، من أن "الشباب أجبر على وضع مرحلة المراهقة جانبا، بغية خوض مرحلة البلوغ على عجل، والنهوض بمسؤوليات كبيرة من أجل إعالة أسرهم".

محللون: حصة جيل زد من الخسائر كبيرة تختزلها أوضاع تنم عن تعرضه لفقر في الأمن والتعليم والتكنولوجيا (الأناضول)

وتؤكد اليونيسيف، في تقرير لها، أن ما يزيد عن 2.5 مليون طفل خسرهم التعليم في سوريا، حيث تواجه البلاد أكبر أزمة تعليم في التاريخ الحديث بحسب المصدر، وصنف التقرير المرافق التعليمية في المدن والبلدات التي شهدت هجمات حكومية، بأنها إما مدمرة أو مصابة بضرر أو تؤوي أسرا نازحة، في حين تعاني أخرى في المدن الخاضعة لسلطة النظام من ضغط شديد.

لمس ماجد -أحد مواليد الجيل زد- بعد فراره توفر بدائل أكثر جاذبية في دول اللجوء، ونفى امتلاكه في مطلع حياته السبل والمهارات التي كان من المفترض أن تمكنه من الاستثمار في المبتكرات الحديثة ومجاراة الثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات التي يشهدها العالم.

وأكد للجزيرة نت أنه لم يشعر بضرورة تفاعله مع الموجة الرقمية، إلا بعد أن غادر البلاد وأقام في تركيا، إذ قال "لقد اكتشفت فجوة كبيرة بين ما وصلت إليه قدرات الجيل زد في المجتمعات المجاورة، وبين واقع جيلنا في سوريا".

يصف ماجد مواليد جيله بجيل الرقمنة الذي عاش أفراده على مستوى العالم زمن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويرى أن حصة جيله كانت ضعيفة، بسبب موانع فرضتها السلطات أدت لحالة انغلاق عن العالم عاشها المجتمع السوري سنوات طويلة.

ونقل عن أحد أقاربه كيف كان استخدام جهاز الفاكس -في بداية انتشاره زمن الأسد الأب- دون موافقة جهاز المخابرات، جريمة تعرض صاحبه للتوقيف، وكيف كانت أغلب العائلات تخفي جهاز الستلايت أيضا الخاص باستقبال القنوات التلفزيونية عبر الأقمار الاصطناعية تحت أغطية من القماش، خوفا من انكشاف أمره لأجهزة الأمن.

واصطدم أبناء هذا الجيل بأول احتكار لتكنولوجيا الاتصال الخلوي ومعلومات الإنترنت بعد أن حصلت شركة خاصة على امتياز استثمار الشبكة عام 2001، ورفعت أسعار الخطوط الخلوية لأرقام لم تتمكن من تسديدها سوى نخبة المجتمع السوري.

وذكر تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2003 أن عدد مشتركي خدمة الهاتف الخلوي بلغ 12 مشتركا لكل 1000 شخص (25 ألف مشترك في دمشق و20 ألفا في حلب).

غير أن الرقم الذي ارتفع بعد عدة سنوات، حين أصبحت أسعار خدمة الشبكة متاحة لمختلف طبقات المجتمع، أعطى مؤشرا حول اندفاع محدود لاستدراك الفجوة التي فصلته عن العالم الرقمي، وحقق إنجازا بارزا عندما نقل للعالم بالصوت والصورة عبر كاميرات أجهزة الخلوي والنت الفضائي -لتوقف الأرضي- وقائع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، وردود فعل النظام العنيفة تجاهها.

وتواجه أعداد كبيرة داخل البلاد تحدي الوصول إلى فرص سبل العيش الرقمية اللائقة، بسبب عدم كفاية سرعة الإنترنت وتقطعه أو انقطاعه لفترات طويلة.

وكانت عينة شبابية من الجيل نفسه قد بررت، في دراسة أجراها مكتب اليونسكو في بيروت عام 2021 بعنوان "محو الأمية وتقييم المهارات الحياتية للشباب السوري"، أن عدم حضورهم عبر الإنترنت يعود إلى:

عدم امتلاكهم جهاز كمبيوتر شخصيا أو لابتوب. غياب الطاقة ومشكلات في إشارات الهاتف المحمول. صعوبات مالية أدت إلى عدم توفر الهواتف الذكية وعدم توفر أجهزة التلفاز.

مقالات مشابهة

  • أثر عودة الجمهوريين الأميركيين على الرد الإيراني والتحالفات الإقليمية بالمنطقة
  • سعر الذهب اليوم الجمعة 8-11-2024 في مصر بالتعاملات المسائية
  • الرد بين الصد والجد
  • بكام الآن؟.. سعر الدولار خلال التعاملات المسائية اليوم الخميس7 نوفمبر 2024
  • كتائب حزب الله ينفي استخدام الاراضي العراقية للرد الإيراني على اسرائيل
  • بصليات صاروخية.. حزب الله يستهدف هذه المستعمرات شمال اسرائيل
  • تحديث جديد.. سعر الدولار اليوم الخميس أمام الجنيه بالتعاملات المسائية
  • إسرائيل على عتبة حرب جولات مع إيران
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا