تقدير بطريركي لجهود ميقاتي والتيار ينفجر غضبا:مهرجان إستعراضي في الديمان
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
لم يكن حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وخمسة عشر وزيرا يمثلون مختلف العائلات الروحية اللبنانية الى الديمان أمس أمرا مستغربا، بل يمثل خطوة طبيعية في سياق اللقاءات الحوارية التي يشدد عليها رئيس الحكومة دوما لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر لها البلد، والعلاقة الوطيدة التي تجمعه بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي عقد معه منذ بدء مرحلة تصريف الاعمال اربعة لقاءات توزعت بين الديمان وبكركي، وخامسها كان بالامس مع الوفد الوزاري في الديمان.
وقد حرص البطريرك الماروني في بداية اللقاء على التأكيد "ان انها ليست جلسة لمجلس الوزراء بل لقاء عفوي للتشاور والتحاور في كل القضايا العامة"، مؤكدا" ان الديمان يجمع دائما على كلمة سواء"، وآسفا "لان البعض قام بتحميل اللقاء أكثر ما يحتمل".
كما ان رئيس الحكومة فابدى ايضا اسفه واستغرابه "بعض التفسيرات التي اعطيت للقاء واعتبار البعض انه يشكل انقلابا على اتفاق الطائف، علما ان روحية اتفاق الطائف تنص على التحاور والتلاقي بين اللبنانيين".
اوساط حكومية معنية اكدت "ان اللقاء كان ناجحا وجرى خلاله التحاور في كل الهموم الوطنية والسياسية والتربوية ولا سيما ما يتناول مفهوم الاسرة والحفاظ على القيم الانسانية والروحية والاخلاقية التي يتميز بها لبنان، وقد أدلى جميع الوزراء بمداخلات تضمنت العديد من الافكار حيال سبل تمرير هذه المرحلة الصعبة والحلول المطلوبة للازمة اللبنانية".
وشددت المداخلات "على التعويل على سيد الصرح وسائر القيادات الروحية في المساعدة على انجاح سعي مجلس الوزراء الى حفظ التنوع ومبدأ العيش معا والى حماية القيم الاخلاقية والايمانية التي تشكل حجر الزاوية في الكيان اللبناني".
ولفتت الاوساط الحكومية "الى تثمين البطريرك جهود رئيس الحكومة والوزراء كافة في تمرير هذه المرحلة الصعبة مع المحافظة على مندرجات الدستور"، وفق ما ورد في البيان الصادر عن اللقاء.
واعتبرت الاوساط" ان الحملة التي شنها "التيار الوطني الحر"على اللقاء دليل حنق وغضب ، بعدما شكل انعقاد اللقاء الوزاري في مقر البطريركية المارونية، وبحضور وزاري يمثل كل الطوائف اللبنانية ومن بينها الموارنة، الذريعة ضربة قوية لمزاعم"التيار"بافتقاد الحكومة الى الشرعية والميثاقية.
وفي هذا السياق اعتبرت اوساط التيار في تسريبات صحافية اليوم " ان لقاء الديمان يندرج ضمن سياق الاستغلال الفجّ لموقع البطريركية المارونية من أجل الاستحصال على غطاء مسيحي للحكومة، وانّ ما جرى في الديمان لا يقدّم ولا يؤخّر سياسياً، وانّ مفعوله لن يتعدّى حدود الصورة ".
وتعتبر الاوساط "انّ معظم الوزراء المسيحيين الذين اصطحبهم ميقاتي معه إلى الديمان، لا يملكون اي حيثية تمثيلية".
وتبعاً لأوساط قيادية في التيار، لن تبدّل زيارة الوزراء برئاسة ميقاتي الى الراعي شيئاً في واقع الحكومة "البتراء والضاربة للشراكة، "والمظلّة الميثاقية التي لم تمنحها المرجعيات السياسية المسيحية وفي طليعتها "التيار" للحكومة، لن يعوّضها المهرجان الاستعراضي او الفولكلوري في الديمان".
وفي تصويب مباشر على البطريرك الراعي، قالت اوساط" التيار "انّ البطريركية المارونية تحاول دائماً تكريس نفسها كمرجعية أولى للمسيحيين في مقابل الأحزاب السياسية الأساسية، ولكن الاوساط تلفت الى انّه إذا أمكن تقبّل هذا الأمر أيام البطريرك الراحل نصرالله صفير بسبب نفي العماد ميشال عون وسجن سمير جعجع آنذاك، فإنّ ذلك لم يعد مبرّراً الآن في ظل وجود الزعماء السياسيين المسيحيين بكامل قوتهم وثقلهم على الساحة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الحکومة فی الدیمان
إقرأ أيضاً:
البطريرك ميناسيان: ندعو القوى السياسية إلى اختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة
وجّه البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رسالة بمناسبة عيد الاستقلالجاء فيها:
نحتفل اليوم بعيد الاستقلال، لكن هذا الاحتفال يمرّ علينا في وطن معذّب، مجروح ومتألم، عانى وما زال يعاني من آثار الحروب، التي دمرت بنيته، وأثقلت كاهل أبنائه. نزيف المعارك لا يزال يترك أثره في قلوبنا وفي شوارعنا، وايضا تهجير العائلات والشهداء الذين سقطوا. في هذه اللحظة، نحتاج أن نجدد العزم والإرادة لنعيد بناء هذا الوطن من ركام الألم، وأن نضع نصب أعيننا رسالة السلام والمصالحة التي ستقودنا إلى مستقبلٍ مشرق.
هذه الجراحات تستصرخ ضمائرنا، وتدعونا جميعًا – مواطنين وقادة – للوقوف صفًا واحدًا لإيقاف هذا النزيف، ولتضميد جراح الوطن عبر المصالحة وبناء أسس الوحدة الحقيقية. فلا يمكن أن يُستعاد الاستقلال بمعناه العميق، إذا استمر شبح الحرب والانقسام يخيم على سمائنا.
في تاريخنا القريب، شهدت ساحة الشهداء لقاءً تاريخيًا، حيث توافد قادة هذا الوطن كافة، بلا استثناء، للترحيب بالكاردينال أغاجانيان، الذي كان يدعو بكل محبة إلى المصالحة وتوحيد اللبنانيين. لقد جسّد الكاردينال بمواقفه ورسائله روح الحوار والوحدة، وعمل على تقريب القلوب وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. إن استعادة هذا النهج والعمل بروحه، هو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى لنعيد اللحمة الوطنية ونمضي في مسيرة المصالحة الحقيقية.
إن غياب رئيس للجمهورية هو جرح مفتوح في قلب الوطن، وعقبة كبيرة أمام مسيرتنا نحو الاستقرار والازدهار. إن انتخاب الرئيس ليس مجرد استحقاق دستوري، بل هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل من يدرك أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة وتثبيت الاستقرار. الحياة الدستورية هي العمود الفقري للدولة، ومن دونها يتعثر كل جهد لإصلاح البلاد وإنعاشه. لذا، بصفتنا الروحية ندعو جميع القوى السياسية إلى وضع خلافاتها جانبًا، والعمل معًا، بإخلاص وتجرد، لاختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة ويسعى لتحقيق الخير لجميع اللبنانيين. إن لبنان يحتاج إلى قيادة وطنية جامعة، تعمل من أجل السلام الداخلي والتفاهم، وتعيد إحياء مؤسسات الدولة وتفعيل دورها في خدمة الشعب.
لا يمكن للبنان أن ينهض إلا بروح وطنية تجمعنا وتلهمنا لبذل الجهد في سبيل المصلحة العامة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية. نحن بحاجة إلى أن نحب الوطن لأجل الوطن، لا لأجل مكاسب آنية أو منافع خاصة. وحين نضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، سنتمكن من بناء مستقبل يليق بتضحيات الأجيال السابقة وآمال الأجيال القادمة.
لبنان يحتاج اليو
م أكثر من أي وقت مضى إلى قادة يعملون يدا واحدة، وقلبا واحدا، وإرادة واحدة لتحقيق الخير لجميع أبنائه. في هذه اللحظات العظيمة، أذكركم برموز ثقافتنا وهويتنا، بفيروز التي توحّدنا بصوتها في كل المناسبات، وبمدينة بعلبك التي تقف شاهدةً على عراقة هذا الوطن وجماله. دعونا نعمل معًا، نحن اللبنانيين، متكاتفين، لنبني المستقبل الذي نحلم به، ولنجعل من الاستقلال واقعًا يوميًا نعيشه، لا مجرد ذكرى نحتفل بها.
نرفع اليوم صلواتنا إلى الله لكي يوحّد القلوب والعقول، ويعيد للبنان مجده واستقلاله الكامل، ليكون وطنًا يسوده السلام، يعمه العدل، وتظلله المحبة.
كل عام وأنتم ولبنان بألف خير، وليبارك الرب وطننا العزيز.