ما صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسـلم لمن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت؟

الحديث بهذه الرواية عند أكثر العلماء صحيح، وإن كان هذا الحديث أضيفت إليه زيادات وورد بعدة ألفاظ مختلفة لكن تلك الروايات التي فيها الزيادات أو فيها ألفاظ مختلفة عن هذا الحديث كلها بين ضعيف وموضوع، أما هذه الرواية «من قرأ دبر كل صلاة آية الكرسي لم يحل بينه وبين الجنة إلا أن يموت» فإنها عند أكثر علماء الحديث مقبولة صحيحة.

وفي معناها أن فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة هو كما بيّن هذا الحديث النبوي الشريف ولكن كما دلت عليه آيات من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم أن المقصود ما اجتنبت الكبائر، فقد ورد في السنة النبوية أن رمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة والصلاة إلى الصلاة كفارات لما بينهم ما اجتنبت الكبائر فمن باب أولى أن يكون ما يتعلق بفضائل الأعمال لأن تلك الأعمال هي من الفرائض فإذا كان قد قيد فضلها باجتناب الكبائر فمن باب أولى أن يكون تقييد حيازة هذا الفضل بالمداومة على قراءة آية الكرسي مشروطا باجتناب الكبائر وهذا يعني أنها قراءة تدبر وانتفاع واتعاظ وتذكر لله تبارك وتعالى فيما تشتمل عليه هذه الآية الجليلة من معاني وأسرار وحكم وأحكام وأن يتبع ذلك بالعمل الصالح والتوحيد الخالص والإخلاص لله تبارك وتعالى، وأن يجتنب ما يسخط ربه جل وعلا، فيحوز بذلك هذا الفضل والله تعالى أعلم.

يقول الله تعالى: « لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، كيف يمكن أن نسقط هذه الآية على أهل غزة وهم يتحملون ما لا تتحمله الجبال الراسيات من تكالب الأمم عليهم والإبادة بالأسلحة المحرمة والإصابات الخطيرة وكثرة الوفيات والتهجير والتجويع وبدون ماء، يقول هل هذا تكليف بما لا يستطيع الإنسان؟

لا. وإنما هي سنة الله تبارك وتعالى الجارية في عباده تمحيصا لهم وتطهيرا ورفعا للدرجات وإقامة للحجة على العباد جميعا، ولكن محل الآية الكريمة «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، وما استنبطه أهل العلم منها ما يعرف بقاعدة الضرورات، وأن المشقة تجلب التيسير، وأن الضرورات تبيح بعض المحظورات بقدرها، تجري عليهم، فيخفف عنهم من الأحكام الشرعية قدر المشقة التي يجدونها في عباداتهم في صلاتهم في صيامهم في طهورهم في كثير من وجوه الحياة التي ابتلوا بصنوف من التنكيل والتعذيب والبطش الواقع بهم، فغير ذلك من نسق حياتهم، فحينئذ تأتي هذه الشريعة لترفع الحرج عنهم ولتزيل المشقة والعسر، ولتوجد لهم من البدائل ما فيه يسر ورفع للعنت، فيؤدون ما افترض الله عز وجل عليهم بناء على قاعدة أن المشقة تجلب التيسير، وأن الضرورة تبيح المحظور بقدرها، وأن الأمر إذا ضاق اتسع، فهذا يظهر يسر هذه الشريعة وتذكر أيضا هؤلاء الذين أصابهم البلاء كما تذكر غيرهم أن الأمور كلها بيد الله تبارك وتعالى، وأنهم حتى في ساعات الابتلاء فهم مأمورون بطاعة الله عز وجل، لأن النصر لا يكون إلا من عنده سبحانه وتعالى، «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» لا بد أن يتسبب العبد لاستجلاب نصر الله عز وجل له بأن يريه من نفسه صلاحا واستقامة وتمسكا وتدينا، فبذلك ينصر المسلمون على عدوهم، لا ينصرون بقوة عتادهم ولا بكثرة سلاحهم ولا بكثرة عددهم وإنما ينصرون بتقواهم لله تبارك وتعالى، لكن في مثل هذه الظروف تكون تقوى الله تبارك وتعالى بحسب ما يتاح لهم من التزام بأمر الله عز وجل وأخذ بأحكام دينهم في يسر وبعد عن العنت والمشقة والحرج والله تعالى أعلم.

في قوله تعالى: «قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» ما حكم المرة الأولى في السجود ثم بعد ذلك السجود والبكاء؟ وهل البكاء يزيد الخشوع؟

السياق القرآني هذا يصف حالة هؤلاء الذين أوتوا العلم من القرآن الكريم، وأكثر المفسرين على أن المقصود هم علماء أهل الكتاب، ويقاس عليهم العلماء الذين أخذوا واسترشدوا بوحي الله تبارك وتعالى فإذا يتلى عليهم القرآن الكريم فإنهم يخرون سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، فالآيات تصف هذا المشهد فليس هناك تكرار للسجود وإنما هو حالة السجود، تصف أولا هيئة سجودهم أنهم يخرون للأذقان سُجَّدًا، قيل بأن المقصود هو ذكر للبعض لدلالة على الكل،

فالمقصود بالأذقان الوجوه، وقيل بل حقيقة السجود عندهم أنهم كانوا يسجدون على أذقانهم لا على جباههم، والمراد أنهم يسجدون تعظيما لله تبارك وتعالى وإجلالا لما تبين وانكشف لهم من وعد الله الصادق، ثم ذكر صفة سجودهم، إذن ذكر الهيئة ثم ذكر ما يكون منهم أنهم في سجودهم ذلك يكونون خاشعين وعلامة خشوعهم أنهم يبكون فيزيدهم ذلك خشوعا، إذن البكاء كان ناشئا عما انكشف لهم من إعظام الله عز وجل وإجلاله ومن ما سمعوه مما يتلى عليهم من آيات الكتاب العزيز لم يكن البكاء متكلفا مصطنعا وهو الذي زادهم خشوعا، المقصود أن ذلك البكاء كان عفويا وصادرا عنهم لهيبة هذا المقام الذي هم فيه، ولما عاينوه من معاني الآيات ومن وعد الله تبارك وتعالى الصادق، أيًا كان المقصود بالوعد فهذا محل خلاف عند المفسرين، ولتعظيمهم لما سمعوه من آيات كتاب الله تعالى، فإنهم لم يملكوا إلا أن يخروا ساجدين وأن يعظموا ذلك المقام هيبة وإجلالًا لله تبارك وتعالى فتحدرت الدموع من عيونهم خشية وخشوعا له جل وعلا، فليس المقصود أنهم افتعلوا تكلفوا البكاء حتى يزدادوا خشوعا، كان البكاء ناشئا عن خشوعهم وتعظيمهم لله تبارك وتعالى فزاد ذلك من خشوعهم ومن تعظيمهم.

فلما قالوا في قولهم «سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا» أشرت إلى أن المسألة فيها خلاف هل المقصود ما ذكر في أول السورة من وعد الآخرة، أو المقصود هو بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو المقصود هو كل ما جاء في هذا الوحي الذي أكرم به نبينا محمد صـلى الله عليه وآله وسلم خلاف ولكل قول وجه.

بعض المفسرين يقولون في قوله تعالى «إن الذين أوتوا الكتاب من قبله» يقصد به العلماء الذين يعرفون وحي الله تبارك وتعالى فلا يقتصر ذلك على اليهود دون غيرهم، ولما ذكروا أمثلة على ذلك فإنهم ذكروا بعض الأسماء ممن كان على الحنيفية وذكروا بعض الأسماء ممن كان من اليهود وممن كان من النصارى على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر فذلك يشملهم جميعا والله تعالى أعلم.

ما تقولون في من يملأ وقته بحفظ القرآن الكريم وطلب العلم الشرعي ويرفض مجالسة اللهو والكلام الفارغ علما بأنه يأخذ من دنياه ما يفيد، والناس يطالبونه بالاعتدال والتوسط ومشاركة الناس في ساعات الحديث، الذي لا يفيد أحيانا؟

إن كان كما وصف فأقول بارك الله فيه، وزاده همة، وثبته على الحق وزاده حبا للعلم النافع، ولكتاب الله عز وجل ولذكر الله جل وعلا، ووصيتي له ألا يلتفت إلى المثبطين الذين يسيمونه بما ورد في السؤال، فإن شأن العاطلين عن مدارك العلياء الذين تقعد بهم همتهم ويقضون سحابة النهار في الأحاديث التي لا نفع لهم فيها وفي أحاديث اللغو، وفي اشتغال بأمور لا تعود عليهم بخير لا في دينهم ولا في دنياهم، فإن أمثال هؤلاء لا ينبغي لهم أن يعطلوا من جمع همته، وأدرك أن وجودهم في هذه الحياة كما قال الله تبارك وتعالى «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ» فقد أدرك أنه خلق لغاية عظيمة، وأن عليه أن يتحلى بما يحبه الله تبارك وتعالى من عباده، من إقبال على العلم ومن حرص على كتاب الله عز وجل وحسن انتفاع بوقته، مع قدر من الترويح عن القلوب وإتيان ما لا بد له منه من شأن الدنيا ومباسطة الإخوان وصلة الرحم وتفقد إخوانه وأصحابه وأصدقائه بالقدر الذي لا يؤثر عليه، وبالقدر الذي لا يجعله قاطعا لما أمر الله عز وجل به أن يوصل، فلإن كان هذا حاله فليتوكل على الله عز وجل ولا يلتفت، فإن الناس في الغالب لا يعينون على طلب العلم ولا على الإقبال على حفظ كتاب الله عز وجل وما يشتغل به الأتقياء المخلصون من الإقبال على الذكر والتدبر في كتاب الله عز وجل والاشتغال بسنة رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم على أن لا يكون مقصرا كما تقدم فيما عليه من حقوق لوالديه ولأسرته ولأهل بيته ولقرابته وذوي رحمه ولمجتمعه، فإن كان كذلك فلا يشتغل بمثل هذه الأقاويل وليتوكل على الله وأسأل الله عز وجل له التوفيق والخير والرشد والصلاح.

ما الفرق في الهداية في الآيتين الكريمتين، في قوله تعالى: « يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ». وقوله تعالى: « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» هل الهداية بسبب اجتهاد الإنسان أم هو توفيق إلهي؟

إذا نظرنا في كتاب الله عز وجل سنجد ما يرفع هذا اللبس، فالله تبارك وتعالى يقول: « إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» فالهداية مصدرها وإيجادها إنما هو من عند الله تبارك وتعالى، وهي نوعان هناك ما يعرف بهداية البيان أي أن يبين سبيل الرشد، ويبين سبيل الغي لهذا الإنسان المكلف، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا هذه هداية بيان وهناك هداية التوفيق أي أن يوفق الله عز وجل العبد إلى ما فيه مرضاته « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» من هذه الآيات الكريمة نجد أن الإشكال يزول بإدراك أن مصدر الهداية مصدر كل هداية إنما هو الله تبارك وتعالى إيجادا لها وبيانا للخلق إليها ثم من فضله جل وعلا على عباده فإن التوفيق إليها لا يكون إلا منه سبحانه، كما هو الشأن في التوفيق في كل أمر من الأمور، فالعمل الصالح إنما هو من فضل الله تبارك وتعالى، والعمر الذي أعطي إياه هذا الإنسان ليملأه بالصالحات إنما هو من عند الله تبارك وتعالى والصحة كذلك، وتلقي الوحي والهداية إلى الدين إنما هو من نعمة الله عز وجل ومن أعظم نعمه على هذا الإنسان فكل ذلك إنما هو من عنده سبحانه. بقي أن هذه النفوس لا بد أن تتهيأ لتلقي هذه الهداية لكي تأخذ بما يؤدي بها إلى هداية التوفيق وإلى الصراط المستقيم وإلى مرضاة رب العالمين، هذا لا بد له من أن يبذل فيه العبد ما يتطلب به هذه الهداية ولذلك قال: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» أي لنزيدنهم هداية لماذا لأنهم يجاهدون فينا.

لما وصف الله تبارك وتعالى فتية أهل الكهف قال: «نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» إذن ذكر الوصف الذي استأهلوا به هذا الإنعام من الله تبارك وتعالى بهداية والربط على القلوب فقال إنهم فتية آمنوا بربهم هذا هو السبب، ثم قال وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم.

ووصف أيضا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم المؤمنين قال في سورة محمد: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ» إذن هؤلاء اهتدوا تسببوا في تطلب الهداية، هم يطلبون الهداية، يبحثون عنها، يضرعون إلى الله تبارك وتعالى بالهداية، يتلمسون وجوه الهداية يرغبون فيها، لم يغلفوا قلوبهم لم يعرضوا عن أنوار هذه الهدايات لم ينصرفوا عن الله تبارك وتعالى وإنما فتحوا قلوبهم تلمسوا وجوه الهداية تطلبوا أن يصلوا إلى هذه الهداية، ولذلك قال والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواه فبهذا يتبين المعنى ويزول الإشكال والله تعالى أعلم.

السائل يقول هل يجوز التصفيق بهدف التشجيع؟

التصفيق له أحكام بحسب الأحوال، لكن أقل ما يقال فيه أنه مكروه كراهة شديدة، وهناك تصفيق محرم وهو ما كان متصلًا بعبادة كأن تكون عبادة من العبادات فيها تصفيق أي عبادة مما يحدثه الناس أو يدخلونه في شيء من أمور العبادات ابتداعا فهذا محرم لأنه من صنيع أهل الجاهلية لقول الله تبارك وتعالى في وصف المشركين«وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» والمكاء هو الصفير والتصدية التصفيق، صارت من الشعائر من الطقوس التي تؤدى في عبادات بقصد القربة فهذا محرم.

أما ما سواه فإنه أقل ما يقال فيه إن لم يقل بالمنع منه فإنه يقال بأنه مكروه لأن فيه تشبها، وإن لم يكن الحال المقصود هو حال عبادة كحالة التشجيع الواردة في السؤال الآن لكن الفعل نفسه فيه تشبه فهو كان أصلا من صنيع أهل الجاهلية.

ثم إن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتح على الإمام قال: «إنما التصفيق للنساء» وجعل التصفيق للنساء حتى لا ترفع صوتها حتى وهي في عبادة فإنه أُذن لها بالتصفيق وتصفيقها أن تضرب على فخذها وقيل بأن تصفق بباطن اليد على ظاهر اليد وقيل بالباطن على الباطن، والأكثر عند الفقهاء أنه أن تصفع بيدها على فخذها فهذا عد تصفيقا لتنبيه الإمام، لكن لما قال إنما التصفيق للنساء دل على أنه ليس من شأن الرجال فهو إن سلم من أن فيه تشبها بالكفار فلا يسلم من أن يكون فيه تشبه بالنساء وهو عادة دخيلة. وإن أقل ما قيل في التصفيق أنه مكروه كراهة شديدة، وكثير منهم يقولون بأنه ممنوع، وهناك من المعاصرين من رأى بأنه إن لم يكن في شيء من أمور العبادات وكان منبتا تماما عن أمور العبادات وما أشبهها ولم يكن المقصود به أي وجه من وجوه التشبه لا بالكفار ولا بالنساء أو الفساق من الناس وإنما كان بقصد التشجيع فإنه يمكن أن يتساهل فيه، قلت بأن هذا قول عند بعض المعاصرين لكن لا أعرف دليله، لأن الأدلة المتقدمة تنفر من هذا الفعل وتشنع منه وينبغي للمسلم أن لا يفتح على نفسه مثل هذه الأبواب والله تعالى أعلم.

والتشجيع بالمناسبة يحصل بما هو خير من التصفيق، يحصل بالدعاء ويحصل بأن يأتي بشيء من الأذكار النافعة المفيدة التي يحصن فيها الذي يشجعه من أي سوء أو مكروه، ويأتي بشيء من عبارات الإعظام لله عز وجل كالتسبيح أو التكبير أو غير ذلك، هذا أدعى وأطيب للنفوس وأكثر تحقيقا للغرض، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله علیه وآله وسلم الله تبارک وتعالى المقصود هو آیة الکرسی لله عز وجل لا على إن کان لم یکن من عند لهم من

إقرأ أيضاً:

مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن

أجاب الداعية مصطفى حسني عن سؤال ورد من أحد متابعين البث المباشر له على منصات التواصل حول، معنى اسم الله الضار، وكيف يكون الله ضارًا؟!
 

هل نأخذ أجر على قراءة القرآن والأذكار بدون تدبر.. مصطفى حسني يُجيب مصطفى حسني بعد وفاة والدته: هفضل فاكر كل اللي حضني وطبطب عليا


قال حسني أن هناك قولان في ساحة العلم حول( معنى اسم الله الضار)، القول الأول: أنه لا يوجد في القرآن اسم الله الضار، ولكن صفة الضُر ظهرت في آيات قرآنية مثل قول الله تعالى: “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ"، وقوله عزوجل:قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ".

وبناءً على ذلك لم يذكر اسم الله الضار في القرآن مثل اسم الله الصبور، الكريم، الرحيم، ولهذا لا يوجد شخص اسمه (عبد الضار)، كما يوجد عبد الصبور، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وغيرهم من أسماء الله الحسني المذكوره في القرآن الكريم.

وتابع حسني أن القول الأخر، أن بعض العلماء نسبوا هذا الاسم (الضار) لله سبحانه وتعالى فنقول (النافع الضار) حيث نستنبط من فعل الله أنه النافع الضار، حيث أن اعتقاد المؤمن الحق هو أنه لا يوجد هذا الكون نفع ولا ضر إلا بيد الله، فقد كانوا المشركين قديمًا يعبدون الأصنام وهم لا ينفعوا ولا يضروا، فكل الذي فوق التراب تراب، فكل خير وضر يحدث في الكون بيد الرحمن سبحانه وتعالى.


وانتهى حسني إلى أن دلالة اسم الله الضار ظهر في تفسير العلماء، حيث وضحوا أن الأذي الذي يصيبك من أبسط الأمور حتى الشوكه في يدك في ظاهرها ضُر ولكن وراءها خيرًا لك، لذلك لا نقول ضار، ولكن نقول النافع الضار، لأن الضر لا يقع وراءه إلا نفع، فيكون في ظاهر الأمر ضُر ولكن العاقبة شفاء ورحمة، ومن الدلالت الأخرى أن الله سبحانه وتعالى قد يضر الانسان الظالم، الذي  يفتري على خلق الله ويظلمهم ، فإصابته بالضر يكون عبره لمن يعتبر، أو قد يكون درسًا يتسبب في رجوعه إلى الله بسب الضر الذي وقع عليه، فيكون تحقق أيضًا اسم الله (الضار النافع). 

شيخ الأزهر يوضح معنى الضار النافع 


وفي هذا السياق كان قد وضح الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن اسم الله "الضار والنافع" لم يردا في القرآن الكريم بهذه الصيغة، صيغة اسم الفاعل، وهما مأخوذان من الفعلين يضر وينفع، وأن هذه الألفاظ لا تدل دلالة مباشرة على أن الله تعالى ضار نافع، لكنها تستلزم أنه لا يوجد ضار نافع غير الله تعالى، فلو لم نفترض أن الله تعالى هو الضار النافع -عقلا- بطلت هذه النصوص، أي أنه لو لم يكن هناك مستلزم آخر أو مفهوم آخر بأن الضار النافع هو واحد فهذه النصوص باطلة، وأيضا الحديث لن يفهم، وهذا يسمى«دلالة المفهوم».

 

مقالات مشابهة

  • عن مولد الرسول الأعظم
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • تزامنا مع العيد الـ72.. عالم أزهري: تحية إجلال وتقدير لكل فلاح مصري
  • ما هي أدلة الاحتفال بالمولد النبوي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • الحكمة من فرض الله الحجاب على المرأة
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • لا تبدعوا احتفالنا وحبنا للنبي فالله من عظمه وأجله
  • لا تبدِّعوا احتفالَنا وحُبَّنا للنبي فاللهُ من عظَّمه وأجَّله وأمرنا بذلك
  • مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن
  • علي جُمعة: النور المحمدي أول شيء خلقه الله تعالى