بوابة الوفد:
2025-03-20@15:41:42 GMT

الأخلاق ميزان الأمم

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

الأخلاق الكريمة قولا وعملا هى الهدف الأسمى لديننا الحنيف ورسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول (عليه الصلاة والسلام) فى حديثه الشريف: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وسئل (صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما يدخل الجنة، فقال: (صلى الله عليه وسلم): « تقوى الله وحسن الخلق». 
الأخلاق ميزان الأمم، فأمة بلا أخلاق أمة بلا قيم، أمة على حافة الانهيار، ويؤكد التاريخ أن الأمم التى تخلت عن الأخلاق والقيم الإنسانية كان مآلها السقوط والزوال، وأن الأمم التى لا تبنى على الأخلاق والقيم تحمل عوامل سقوطها فى أصل قيامها وأساس بنائها.

 
وإن العقيدة والعبادة ما لم يظهر أثرهما فى أخلاق الإنسان فعليه مراجعة نفسه، فمن صفت عقيدته سلمت أخلاقه ومن صحت عبادته صحت أخلاقه، فالدين حسن الخلق، ومن زاد عليك فى الخلق فقد زاد عليك فى الدين والأدب، وحسن الخلق فضلا عن كونه أمرا دينيا فهو ينم عن أصل المرء وتربيته وأخلاقه التى تربى عليها فى أسرته ودائرته المجتمعية وأصدقائه الذين يقبلون منه ويرفضون.
الناس فى ذلك معادن منها النفيس الكريم أصلا ونسبا وخلقا تجتمع له المحاسن كلها دينا وأصلًا وتربية وذوقا وشرفا، وهذا الصنف إذا ظفرت به فعض على صحبته بالنواجذ، ومن كان غير ذلك فانصحه، فصديقك وصاحبك محسوبان عليك، فإن كانا ممن لا يستحيون من الله ولا من الخلق ولا من أنفسهم ولا يستجيبون لله ورسوله ولا لنصح ناصح أمين فكن منهما على حذر بل كل الحذر، ذلك أن الطبع يغلب التطبع والخلال لا تتجزأ، فإما كريم الأخلاق لا يتزحزح عن كريمها أو غير ذلك، فمن مكر بأخيك لا تأمن أنت مكره، ومن خدع صاحبك أو زميلك اليوم لن يتورع عن خداعك أنت غدا، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن تنكر لغيرك أو أنكر جميله اليوم سيفعلها معك غدا..
الأخلاق مبنية على الرحمة والتكافل، والسماحة والتواضع، والصدق والأمانة قولا وعملا، والوفاء بالعهد والوعد وحفظ الجميل، وشكر من أحسن إلينا، بل دفع السيئة بالحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ». 
وأيسر الأخلاق هو الكلمة الطيبة والقول الحسن الطيب، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»، ويقول سبحانه: « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، للناس كل الناس، بل أمرنا سبحانه أن نقول ما هو أحسن لا ما هو حسن فحسب، حيث يقول سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».
والحديث بالتى هى أحسن نعمة ومنّة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: «وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ».

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر الأخلاق الكريمة نبينا صلى الله عليه وسلم حیث یقول

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي يتوّقع نمّواً «غير مسبوق» للاقتصاد الليبي.. ماذا يقول الخبراء؟

أشارت توقعات صندوق النقد الدولي، “إلى أن الاقتصاد الليبي سيحقق نموًا بنسبة 13.7 بالمئة خلال عام 2025، ما يجعله الأسرع نموًا في العالم العربي والسادس عالميًا، متجاوزًا اقتصادات كبرى مثل الهند والصين”.

وبحسب البنك الدولي، “يعود هذا النمو المتوقع إلى الانتعاش في إنتاج النفط، المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد، إضافة إلى جهود تعزيز الاستقرار الاقتصادي”.

وأكد البنك الدولي أن “هذا النمو يعكس تعافي الاقتصاد الليبي من أزماته السابقة، لكنه لا يزال معتمدًا بشكل أساسي على قطاع النفط، مما يطرح تساؤلات حول استدامة هذا النمو في السنوات المقبلة”، بحسب وكالة “وال”.

وقال الخبير المالي عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي السابق، الدكتور مراجع غيث، إن “توقعات نمو الاقتصاد الليبي خلال عام 2025 مبنية على فرضيات قد تتغير، وبالتالي لا يمكن اعتبارها ملزمة”.

وأضاف في حديث لصحيفة الأنباء الليبية: “الصندوق أخذ في الاعتبار جميع القطاعات الاقتصادية، إلا أن الاقتصاد الليبي يعتمد كليًا على النفط. إذا استبعدنا النفط من حسابات النمو، مثل النمو في الإسكان والصناعة والزراعة والخدمات، فلن يكون بهذا المستوى على الإطلاق. وبالتالي، هو اقتصاد أحادي الجانب، وأي انهيار في أسعار النفط سيؤثر على هذه التوقعات”.

وحول الدور المحتمل للاستثمارات الأجنبية في دعم النمو الاقتصادي، رأى غيث، أنها “تحتاج إلى بيئة مستقرة لدخول السوق الليبية. وقال: “الاستثمارات تحتاج إلى بنية تشريعية عادلة، تشمل نظامًا قضائيًا قويًا لحماية حقوق المستثمرين وتأخذ في الاعتبار أمور كثيرة من أهمها القضاء والمحاكم عند الاختلاف ترجع إليها وأغلب الاستثمارات الآن هي في القطاع المضمون وهو النفط”.

وأضاف: “الاستثمار في قطاعات الزراعة، أو الصناعة، أو الإسكان وغيرها يحتاج إلى وقت طويل جدا لكي يرغب المستثمر الأجنبي، الدخول إلى السوق الليبي”.

وتابع فيما يتعلق بتأثير استقرار أسعار النفط: “بالتأكيد، استقرار الأسعار له تأثير إيجابي، شريطة أن يكون على مستوى تغطية النفقات الجارية على الأقل وهي المرتبات والنفقات التسيرية والدعم وإلى آخره ولكن هذه الأسعار، مربوطة بالأزمات الدولية بمعنى أنه لو تم إنهاء حرب أوكرانيا، على سبيل المثال وعودة النفط والغاز الروسي إلى السوق فبالتأكيد سيزيد المعروض وتنخفض الأسعار طبقا لنظرية العرض والطلب فبدون تنويع، من الصعب وجود استدامة مالية في ليبيا اعتمادا على النفط”.

وحول إمكانية تطوير قطاعات أخرى لتصبح مصدرًا بديلًا للإيرادات، قال غيث: “حاليًا، النفط هو المصدر الوحيد للدخل الليبي في ظل غياب مشاريع تنموية حقيقية. هناك موارد أخرى، مثل المعادن في الجنوب والثروة البحرية على الساحل الليبي، لكن تنويع الاقتصاد يحتاج إلى وقت طويل واستقرار في السلطتين التنفيذية والتشريعية ونحتاج إلى حكومة قوية، لكي نستطيع أن ننشئ مشروعات كبرى تستطيع أن تحل محل النفط”.

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي يتوّقع نمّواً «غير مسبوق» للاقتصاد الليبي.. ماذا يقول الخبراء؟
  • تصريحات الطاغية الأرعن
  • ما دور العلماء وكيف ينبغي أن تكون علاقتهم بالحكام؟
  • شيخ الأزهر: حكمة الله في الخلق تتجاوز الإدراك
  • مفتي الجمهورية: العفو عند المقدرة والتسامح من الأخلاق الفاضلة للمسلمين
  • كيف يقول الفرد بثقة: ها أنا ذا؟
  • المفتي: رمضان مدرسة إيمانية تزرع الأخلاق المحمدية
  • هل الدعاء في صلاة التراويح بقول اللهم لا تخيب فيك يا رب رجاءنا حرام؟
  • وزير الأوقاف يحذر من سلوك شائع في رمضان: الصوم ليس مبررًا لسوء الخلق
  • ترامب يقول إنه سيتحدث مع بوتين يوم الثلاثاء