بوابة الوفد:
2024-12-28@10:05:59 GMT

الأخلاق ميزان الأمم

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

الأخلاق الكريمة قولا وعملا هى الهدف الأسمى لديننا الحنيف ورسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول (عليه الصلاة والسلام) فى حديثه الشريف: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وسئل (صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما يدخل الجنة، فقال: (صلى الله عليه وسلم): « تقوى الله وحسن الخلق». 
الأخلاق ميزان الأمم، فأمة بلا أخلاق أمة بلا قيم، أمة على حافة الانهيار، ويؤكد التاريخ أن الأمم التى تخلت عن الأخلاق والقيم الإنسانية كان مآلها السقوط والزوال، وأن الأمم التى لا تبنى على الأخلاق والقيم تحمل عوامل سقوطها فى أصل قيامها وأساس بنائها.

 
وإن العقيدة والعبادة ما لم يظهر أثرهما فى أخلاق الإنسان فعليه مراجعة نفسه، فمن صفت عقيدته سلمت أخلاقه ومن صحت عبادته صحت أخلاقه، فالدين حسن الخلق، ومن زاد عليك فى الخلق فقد زاد عليك فى الدين والأدب، وحسن الخلق فضلا عن كونه أمرا دينيا فهو ينم عن أصل المرء وتربيته وأخلاقه التى تربى عليها فى أسرته ودائرته المجتمعية وأصدقائه الذين يقبلون منه ويرفضون.
الناس فى ذلك معادن منها النفيس الكريم أصلا ونسبا وخلقا تجتمع له المحاسن كلها دينا وأصلًا وتربية وذوقا وشرفا، وهذا الصنف إذا ظفرت به فعض على صحبته بالنواجذ، ومن كان غير ذلك فانصحه، فصديقك وصاحبك محسوبان عليك، فإن كانا ممن لا يستحيون من الله ولا من الخلق ولا من أنفسهم ولا يستجيبون لله ورسوله ولا لنصح ناصح أمين فكن منهما على حذر بل كل الحذر، ذلك أن الطبع يغلب التطبع والخلال لا تتجزأ، فإما كريم الأخلاق لا يتزحزح عن كريمها أو غير ذلك، فمن مكر بأخيك لا تأمن أنت مكره، ومن خدع صاحبك أو زميلك اليوم لن يتورع عن خداعك أنت غدا، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن تنكر لغيرك أو أنكر جميله اليوم سيفعلها معك غدا..
الأخلاق مبنية على الرحمة والتكافل، والسماحة والتواضع، والصدق والأمانة قولا وعملا، والوفاء بالعهد والوعد وحفظ الجميل، وشكر من أحسن إلينا، بل دفع السيئة بالحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ». 
وأيسر الأخلاق هو الكلمة الطيبة والقول الحسن الطيب، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»، ويقول سبحانه: « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، للناس كل الناس، بل أمرنا سبحانه أن نقول ما هو أحسن لا ما هو حسن فحسب، حيث يقول سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».
والحديث بالتى هى أحسن نعمة ومنّة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: «وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ».

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر الأخلاق الكريمة نبينا صلى الله عليه وسلم حیث یقول

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: لا مانع شرعي من حفظ القرآن الكريم للحصول على جائزة مالية

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال التي تقرب الإنسان إلى الله تعالى، مشيرًا إلى أن المكافأة أو الهدايا التي يحصل عليها الشخص نتيجة لحفظه للقرآن هي أمر مشروع ولا حرج فيها.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، بحلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: «الهدايا التي يحصل عليها الشخص بمناسبة حفظ القرآن الكريم هي من باب التشجيع على الاستمرار في الحفظ والقراءة، ولا مانع من ذلك بشرط أن تكون النية لله سبحانه وتعالى، فالهدية ليست مقابلًا للحفظ، بل هي تشجيع وظهور للنعمة التي أنعم الله بها على الشخص».

كما شدد على أهمية التفاعل مع برامج تلاوة القرآن الكريم، مثل برنامج 2مع التلاوة» الذي يُعرض يوميًا، على قناة الناس، حيث يساعد ذلك في تحسين النطق والمراجعة الجيدة لما تم حفظه، ونصح الفتيات والشباب الذين يحرصون على حفظ القرآن بأن يستمروا في طريقهم وأن يتقبلوا المكافآت والهدايا من باب الشكر والاحتفال بالنعمة، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يثيبهم على ما يفعلون.

مقالات مشابهة

  • المفتي: الأخلاق غير المستندة إلى الدين تكون عرضة للتغيير والتلاعب
  • حتى لا يبتليك الله.. احترس من التلفظ بهذه الكلمات
  • المفتي: الأخلاق بلا دين لا يمكن أن تكون بديلاً حقيقيا
  • الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم في جميع المساجد
  • هل ذُكرت كلمة وطن في القرآن الكريم؟ أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى: لا مانع شرعي من حفظ القرآن الكريم للحصول على جائزة مالية
  • الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم
  • موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024 مكتوبة: «المخدرات ضياع للإنسان»