الرحمن علم الإنسان حقيقة مؤكدة، ýلا يلتفت إلى معناها ومبناها كثير من الناس، فهو الكائن الوحيد الذى تلقى منه الأنوار مباشرة «وعلم ادم الاسماء كلها» وفضله لهذا السبب على جميع خلقه وأسجد له الملائكه تكريماً وسخر له كل شىء لذا تتوق روحه إلى اكتشاف وتذوق فنون البديع فكما النظافة من الايمان فمن الاولى أن يكون الفن من الايمان وليس هناك تجسيد افضل لهكذا معنى سامٍ من العبقرى ليوناردو دافنشى احد رواد عصر النهضة متعدد المواهب رسام كاتب مهندس معمارى نحات عالم رياضيات عالم تشريح ومخترع، لذا كلّفه لودفيكو سفورزا دوق ميلانو برسم العشاء الأخير على أحد جدران دير سانتا ماريا ديلى جراتسى (القديسة مريم صاحبة النعم) استغرق رسم اعظم لوحة جدارية على الإطلاق ثلاث سنوات بسبب رغبته للوصول إلى الكمال الفنى فظهر صدقه فى حركة الضوء والألوان وابراز تفاصيل العواطف الانسانية وانعكس كل هذا على تعابير مشاعر الشخصيات التى حضرت اخر وجبة تناولها المسيح مع تلاميذه فى اليوم السابق لإلقاء القبض عليه ومحاكمته ثم صلبه، لذا من فرط موهبته تكاد تنطق إجلالا وسموا روحيا جعلنا نفهم عظمة المسيح عندما قسم الخبز إلى كسرات ووزعه على تلاميذه ثم سقاهم من كأسه.
يتضح مما سبق أنها ليست مجرد لوحة فنية عادية ولكن شرح لاهوتى عميق لمبادئ المسيحية السمحة، فكيف تجرأت فرنسا بوقاحة على إهانتها بهذا الفجور السافر؟ اعتقد انها تمادت عندما صمت العالم على إهانتها لرسول الاسلام الكريم ووصمه بالارهاب فى كاريكاتير مسيء على صفحات «شارلى ابدو» ورفضت بصلف الاعتذار الرسمى للمسلمين بحجة حرية التعبير لكن الغضبة الاسلامية على اهانة المسيح هى مبدأ إيمانى نبيل، فنحن اولى من اولئك المجدفين بكلمة الله وروحه التى ألقاها فى جسد مريم البتول لاسيما وان الله ذكر هذه المائدة المباركة التى أنزلها من السماء فى كتابه العزيز وافرد لها سورة عظيمة.
تختلف العلمانية الفرنسية المتطرفة عن العلمانية الغربية التى لا تصطدم مع الاديان السماوية ولا تناصبها العداء فحين العداء الفرنسى ليس وليد اليوم فقد قام نابليون عندما غزا ايطاليا بتدنيس هذا الدير تحديداً وحوله إلى إسطبل للخيول واستخدم جنوده جدران الغرفة للتدريب على الرماية وهكذا فعل نفس الجرم الشنيع فى ساحة الازهر الشريف.
لقد اعتذروا صاغرين ليس بسبب مبادئهم او غضبة المؤمنين وإنما بسبب المال عندما قررت عديد الشركات الكبرى الانسحاب من رعاية الأوليمبياد رداً على وقاحتهم!!
هناك مثل انجليزى يعبر ببلاغة عن حفلة العار «اذا كانت اوروبا منزلاً فإن روسيا هى المكتبة وبريطانيا هى البهو وايطاليا هى المطبخ وفرنسا هى المرحاض».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الشريف
إقرأ أيضاً:
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻷﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ
..امنحوا الناس الأمل
نعم الصحافة المصرية عندنا تمر بأزمة حقيقية، علينا أن نعترف بهذا، سواء الصحافة الورقية أو الإلكترونية، وتلك الأزمة تعجل بالقضاء على تلك الصناعة، التى دخلت مصر منذ أكثر من قرن والنصف.
وأتصور أن أزمة الصحافة بدأت عندما بدأ تصنيفها، بين قومية ومعارضة ودخل عليهم منذ ربع قرن أو أقل تصنيف اخر هو الصحف المستقلة، رغم أن الدور واحد، فالصحافة منذ صدور أول مطبوعة منها هدفها واحد هو نشر المعلومة الحقيقية، كون أن البعض استخدمها فيما بعد بشكل لا يليق بمكانتها وقيمتها، فهذا أمر تمر به كل المهن، كل مهنه فيها الجيد والردىء، الصالح والفاسد، المفيد والضار، لكن فى الأصل، أى مهنه هدفها الخير للناس، والصحافة هدفها الخير دائما، حتى لو تعرض الصحفى لمضايقات.
لكن دعونا نعود إلى التصنيف، بين قومى ومعارض ومستقبل، حتى إننا عندما أصدرنا بعض الإصلاحات المتعلقة بالصحافة والاعلام، شرعنا فى مصر إلى إصدار فكرة تدعم هذا التصنيف والانقسام الهيئة الوطنية للاعلام وتتبعها الصحف المعارضة والمستقلة، والهيئة الوطنية للصحافة وتتبعها الصحف القومية، التى تمتلكها الدولة، وهو تصنيف صنع شرخًا بين أطراف يفترض أن تكون جميعها تحت مظلة الصحافة الوطنية التى تخدم الوطن والمواطن. رغم اننا فى الماضى القريب كنا جميعا تحت مظلة واحدة، المجلس الاعلى للصحافة، وتصورى أن الصحافة يجب إلا تصنف بين قومية ومعارضة ومستقلة، وإن كان هناك مسمى لا بد أن يجمعها فهو الصحافة الوطنية التى تطرح وتناقش ما يهم الوطن والمواطن.
لكن للأسف وبعيدا عن التنظيم والتصنيف فهناك أزمات أخرى تمر بها الصحافة وهى المضمون الذى تقدمه للناس، هناك مفردات مازالت الصحافة المصرية تستخدمها فى العناوين الرئيسية، وهى مفردات انتهت صلاحيتها بحكم الزمن وبحكم أمور كثيرة مرتبطة بالواقع. أمر محزن أن تجد زميل شاب أو تخطى مرحلة الشباب أو زميل عاش تلك المرحلة ومازال متأثرا بعناوين كانت تستخدم فى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ويرى من وجهة نظرة أن هذه هى الصحافة.
أمور كثيرة تغيرت فى الصحافة من حولنا «عالمية وعربية» التناول نفسه لأى موضوع «خبر -تقرير-تحقيق- حوار -مقال» تغير.. طريقة الطرح والكتابة تغيرت. العناوين تغيرت من حيث عدد الكلمات المستخدمة وكذلك المضمون.
مندهش جدا من التصميم على التقليدية التى أصبح عليها 80% من الإصدارات المصرية حتى الحديث منها..
العالم كله يسير فى اتجاه المعلومة وتحليلها. ونحن مازلنا ننظر لمن يكتب التحليل على أنه رأى أو مقال.
أندهش أكثر وأكثر من بعض رؤساء الأقسام أو رؤساء التحرير عندما يطلبون من المحرر مصدرة الخبر، أى يقوم بطرح الكلام على لسان مصدر المعلومة.
الصحف حول العالم، تسعى للمعلومة الدقيقة الحقيقية، بينما مازال البعض عندنا يسعى نحو الأكذوبة.
الصحافة حول العالم تهتم بالصحفى المتخصص بينما مازال «الفهلوى» عندنا هو مصدر الثقة وهو المطلوب والمرغوب.
الصورة أيضا تراجعت عندنا فى الصحافة بشكل محزن.
قليل جدا عندما تجد صحيفة تسعى لنشر صورة معبرة تحقق بها انفراد، مؤخرا وخلال احداث اعتداءات الكيان الصهيونى على اهالينا فى غزة، كانت الصورة خير دليل على تلك الانتهاكات.
وللأسف عندنا اذا وجدت صورة جيدة، تجدها قادمة إلينا من إحدى الوكالات أو المواقع العالمية.
الآن الصورة الجادة تساوى مليون خبر لانها تعبر بشكل لا يحتاج إلى كلام.
على مستوى الإخراج الصحفى البعض يهتم به ويعطيه أهمية كبيرة، بينما هناك صحف مازالت متمسكة بشكلها التقليدى، تجد الصفحات فيها عبارة عن أسطر من الكلمات مرصوصة، مجهدة للعين، تجعلك تنفر منها مهما كانت أهمية التقرير أو التحقيق أو الحوار المنشور.
للأسف عندما تجلس وتتابع مضمون أغلب الإصدارات الصحفية الآن تقول لنفسك «خسارة فلوس الطباعة والورق».
قضايا كثيرة تستحق أن تطرح وتناقش بمفهوم عصرى بعيدا عن لغة الصوت العالى والحنجورية والمزايدة واستخدام مفردات انتهت صلاحيتها ووضع مفردات وكلمات فى غير محلها من أجل التهويل.اذا كنت تريد زيادة مبيعات ومتابعات عليك بالمعلومة الحقيقية فهى أسهل وأقصر طريق إلى الناس.
الصحافة لابد أن تعطى للناس الأمل، لا تكون صادمة.
لا بد أن تكون الصحافة حاضنة للأمل، وليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هى قوة ناعمة يمكنها أن تصنع الفارق فى حياة الناس. المطلوب الآن هو صحافة تزرع الأمل، لا أن تصدم الجمهور أو تزيد من إحباطه.
إذا أردنا أن نبنى مستقبلًا واعدا ومستدامًا لهذه المهنة، فعلينا أن نعيد تعريف دور الصحافة فى المجتمع. الصحافة ليست مجرد وسيلة لنقل المعلومة، بل هى شريك فى صناعة الأمل وصياغة المستقبل.
وعلى الصحف ايضا الاستثمار فى العنصر البشرى من خلال تدريب الصحفيين على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وفى النهاية البطولة هى أن تكون صادقا فى وسط يسعى لخلق الاكذوبة من أجل الانتشار.