بوابة الوفد:
2024-09-10@03:36:42 GMT

حفلة العار

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

الرحمن علم الإنسان حقيقة مؤكدة، ‏ýلا يلتفت إلى معناها ومبناها كثير من الناس، فهو الكائن الوحيد الذى تلقى منه الأنوار مباشرة «وعلم ادم الاسماء كلها» وفضله لهذا السبب على جميع خلقه وأسجد له الملائكه تكريماً وسخر له كل شىء لذا تتوق روحه إلى اكتشاف وتذوق فنون البديع فكما النظافة من الايمان فمن الاولى أن يكون الفن من الايمان وليس هناك تجسيد افضل لهكذا معنى سامٍ من العبقرى ليوناردو دافنشى احد رواد عصر النهضة متعدد المواهب رسام كاتب مهندس معمارى نحات عالم رياضيات عالم تشريح ومخترع، لذا كلّفه لودفيكو سفورزا دوق ميلانو برسم العشاء الأخير على أحد جدران دير سانتا ماريا ديلى جراتسى (القديسة مريم صاحبة النعم) استغرق رسم اعظم لوحة جدارية على الإطلاق ثلاث سنوات بسبب رغبته للوصول إلى الكمال الفنى فظهر صدقه فى حركة الضوء والألوان وابراز تفاصيل العواطف الانسانية وانعكس كل هذا على تعابير مشاعر الشخصيات التى حضرت اخر وجبة تناولها المسيح مع تلاميذه فى اليوم السابق لإلقاء القبض عليه ومحاكمته ثم صلبه، لذا من فرط موهبته تكاد تنطق إجلالا وسموا روحيا جعلنا نفهم عظمة المسيح عندما قسم الخبز إلى كسرات ووزعه على تلاميذه ثم سقاهم من كأسه.

فقد جاء فى إنجيل مَتّى «خذوا كلوا هذا هو جسدى ودمى، اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد، يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا» وهذه الافخاريستا او سر التناول أو سر القربان المقدس الذى تحول إلى طقس كنسى اساسى يتم إحياؤه سنوياً فى خميس الأسرار أو خميس العهد وهو اليوم الخامس فى أسبوع الآلام، وفى هذا العشاء الربانى ارسى السيد المخلص أهم دعائم ترتكز عليها المسيحية وهى المحبة والتواضع عندما خلع ثيابه واتزر بها ثم صب ماء فى مغسل وغسل أرجل جميع تلاميذه ومسحها، بمن فيهم يهوذا الإسخريوطى الذى خانه وسلمه لليهود لمحاكمته بتهمة التجديف ثم حدثهم عن طريق الآلام الذى سيخوضه وصلى معهم الصلاة الختامية، وأخبرهم بخيانة يهوذا وأن مصيره سيكون رهيبا، وأوصاهم وصيته الأخيرة بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم ويسيروا فى الناس بالتواضع وخدمة الآخرين.
يتضح مما سبق أنها ليست مجرد لوحة فنية عادية ولكن شرح لاهوتى عميق لمبادئ المسيحية السمحة، فكيف تجرأت فرنسا بوقاحة على إهانتها بهذا الفجور السافر؟ اعتقد انها تمادت عندما صمت العالم على إهانتها لرسول الاسلام الكريم ووصمه بالارهاب فى كاريكاتير مسيء على صفحات «شارلى ابدو» ورفضت بصلف الاعتذار الرسمى للمسلمين بحجة حرية التعبير لكن الغضبة الاسلامية على اهانة المسيح هى مبدأ إيمانى نبيل، فنحن اولى من اولئك المجدفين بكلمة الله وروحه التى ألقاها فى جسد مريم البتول لاسيما وان الله ذكر هذه المائدة المباركة التى أنزلها من السماء فى كتابه العزيز وافرد لها سورة عظيمة.
تختلف العلمانية الفرنسية المتطرفة عن العلمانية الغربية التى لا تصطدم مع الاديان السماوية ولا تناصبها العداء فحين العداء الفرنسى ليس وليد اليوم فقد قام نابليون عندما غزا ايطاليا بتدنيس هذا الدير تحديداً وحوله إلى إسطبل للخيول واستخدم جنوده جدران الغرفة للتدريب على الرماية وهكذا فعل نفس الجرم الشنيع فى ساحة الازهر الشريف. 
لقد اعتذروا صاغرين ليس بسبب مبادئهم او غضبة المؤمنين وإنما بسبب المال عندما قررت عديد الشركات الكبرى الانسحاب من رعاية الأوليمبياد رداً على وقاحتهم!!
هناك مثل انجليزى يعبر ببلاغة عن حفلة العار «اذا كانت اوروبا منزلاً فإن روسيا هى المكتبة وبريطانيا هى البهو وايطاليا هى المطبخ وفرنسا هى المرحاض».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

عبد المسيح: الكلام عن عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة مُخجل

قال النائب أديب عبد المسيح في حديث إلى "الأنباء" الكويتية ان الكلام عن عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة، «مخجل ويدعو للأسف، لأن الطبيعي في الحالة اللبنانية، هو ان يكون هذا الملف أم الملفات ولا يتقدم عليه أي ملف آخر مهما كان عنوانه وأيا يكن مضمونه».

وتابع عبدالمسيح: «ترزح البلاد تحت فوضى عارمة لا يمكن كبح مفاعيلها وفرملة الانهيارات الناجمة عنها، دون عودة الانتظام العام إلى المؤسسات الدستورية عبر انتخابات رئاسية وفقا للدستور نصا وآلية».

وأعرب عن يقينه «أن ملف الشغور الرئاسي يستعمل كورقة محروقة من قبل حزب الله وأعوانه في السلطة، بهدف تمديد استفراده في التعامل مع التسوية المرتقب إبرامها في المنطقة الإقليمية، خصوصا ان التصعيد الإسرائيلي بالتوازي مع ازدياد التعقيدات وأبرزها أزمة معبر فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، وانزلاق الضفة الغربية إلى حلبة المواجهات، ومقتل 6 رهائن إسرائيليين، والمظاهرات الشعبية في الداخل الإسرائيلي في محاولة لإسقاط حكومة (بنيامين) نتنياهو، ورفع مستوى التهديد الإسرائيلي لجنوب لبنان، كلها محطات تتطلب بحسب منطق حزب الله، عدم وجود رئيس للجمهورية يفرض صلاحياته على الحزب لجهة التفاوض والتوقيع على التسويات والاتفاقيات».

وأكد «ان لعبة التسويف والتمييع لنسف الانتخابات الرئاسية تارة عبر تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس، وطورا عبر الدعوة إلى حوار، وتارة أخرى عبر إلهاء الداخل بملفات ثنائية ساخنة، باتت مكشوفة للعلن، وما عادت تصلح لتلطي حزب الله خلفها كوسيلة لتحقيق غاياته والوصول إلى مآربه. والمطلوب بالتالي عقد جلسة لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد عملا بالأصول الدستورية لا غير، وإلا فلنلغي الدستور ونقفل مجلس النواب ونستبدله بمؤسسة للتحاور في كل شاردة وواردة. كفى ضربا للنظام والمؤسسات، وكفى تفكيكا للدولة والكيان».

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: حضارة الأغنياء فى مصر القديمة !!
  • وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن
  • مشكلة الأخلاق
  • حيثيات إعدام عاطل قتل صديقه داخل مسكنه بسبب خلافات بينهما فى الجيزة
  • تعديل موعد وصول بوبيندزا للزمالك بسبب خلافات مع الوكيل
  • عبد المسيح: الكلام عن عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة مُخجل
  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • الديون الخارجية تتطلب استراتيجية فعالة تبنى على إعادة الهيكلة والخفض التدريجى
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن