أوضحت مجلة نيوزويك أن المحللين يرون أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يحاول شراء وقت بإشعال حروب في المنطقة، وذلك لإيجاد مخرج للمأزق السياسي الذي يعاني منه بعد فشله في تحقيق أهداف الحرب على غزة.

وأضافت المجلة الأميركية -في مقال بقلم دان بيري- أن إسرائيل حرصت منذ البداية على الترويج لروايتها للأحداث، التي تتلخص في أن "جماعة إرهابية" (في إشارة إلى حركة حماس) غزت إسرائيل فجأة، و"قتلت 1200 من مواطنيها واختطفت نحو 250 إلى غزة"، في أكثر يوم دموية لإسرائيل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين بوليسي: هكذا فسرت رواية أدبية أعمال الشغب البريطانيةlist 2 of 2الغارديان: تنديد عالمي بتصريحات وزير إسرائيلي عدّ تجويع غزة مبررا وأخلاقياend of list

وتتابع الرواية أن حزب الله يهاجم إسرائيل منذ ذلك الحين بالمسيّرات والقذائف والصواريخ، كما أن جماعة الحوثي تطلق النار على إسرائيل من اليمن، وتهاجم أيضا السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل.

وكانت حماس تأمل -حسب هذه الرواية- إشعال انتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وحرب أهلية في إسرائيل نفسها، وهو ما لم يحدث بعد على الرغم من وجود توتر، كما توضح نيوزويك.

العالم ضدنا

وبحسب المجلة، فرواية إسرائيل تبرز أنها شنت هجوما مضادا في غزة بهدف إزاحة حماس من السلطة، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح، ولأن حماس ترفض التخلي عن الأسرى وإلقاء السلاح.

وفي الأسابيع الأخيرة، اغتالت إسرائيل سلسلة من الشخصيات الرئيسة في حماس وحزب الله، من ضمنها زعيم حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده ضيفا في طهران، وبالمقابل تعهدت إيران وحلفاؤها -حسب الصحيفة- بالانتقام في إسرائيل نفسها، ومن ثم فإن المنطقة تعيش حالة من التوتر.

في هذه الرواية، أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الذي يواجه المحاكمة بتهمة الرشوة- بسرعة أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان فشلا كاملا لحكومته.

انتخابات جديدة

وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن 3 أرباع الإسرائيليين يريدون استبدال الحكومة وأن المعارضة ستفوز في انتخابات جديدة، إذ أعلن نتنياهو الحرب على أساس هدفين شعبيين يتمثلان في إزاحة حماس من السلطة في غزة وإعادة الأسرى، وزعم أن أي محسابة يجب أن ينتظر نهاية الحرب.

غير أن الأمر في نظر نتنياهو لا يتعلق فقط بإطالة الأمور حتى الانتخابات المقررة التالية في عام 2026، بل أراد إقناع عدد كاف من الإسرائيليين بأن العالم ضدهم، وأن الصراع أمر لا مفر منه، وأن القوة وحدها هي الرد المناسب.

ولذلك تحملت إسرائيل هزيمة منذ دخلت دباباتها إلى غزة، وقُتِل وأصيب كثير من جنودها، وعانى اقتصادها، وتراجعت مكانتها الدولية، وحكمت محكمة العدل الدولية بأنها ربما تكون مذنبة بارتكاب جريمة إبادة جماعية وأن احتلالها للضفة الغربية غير قانوني، في حين تنظر المحكمة الجنائية الدولية في طلب المدعي العام إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.

الحرب مفيدة لعملاء الفوضى

وإذا نظرنا إلى الأمر بهذا المنظور -كما يقول الكاتب- فسوف يتضح لنا سبب استمرار الحرب، وهو أن هناك وقتا سياسيا تم شراؤه في مطاردة مرهقة لا تنتهي، حيث تواصل حماس الاحتفاظ بالأسرى، ولا تزال قادرة على السيطرة على أي منطقة تخليها القوات العسكرية الإسرائيلية.

وذكّر الكاتب بأن هناك صفقة معقدة من 3 مراحل مطروحة على الطاولة، وقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل هي التي اقترحتها، ولكن نتنياهو يرفضها الآن، موضحا أن الطلبات التي يقول مفاوضوه تهدف إلى إفشال الصفقة برمتها.

والآن اغتيل هنية أثناء زيارته لطهران، وذلك يضمن الانتقام من قبل مضيفيه ولذا إذا كان المطلوب هو أن يكسب نتنياهو مزيدا من الوقت من خلال تعقيدات أكبر وتعميق الفوضى ومخاطر جديدة عالية بشكل مرعب، فإن هذا ليس ما يريده الإسرائيليون، كما يقول الكاتب.

قد يستنتج المراقبون أن الزعيم الذي يتصرف بهذه الطريقة خائن، ولكن لا يمكن إنكار مهارته في البقاء في مواجهة الأزمات، بل إنه من المغري النظر إلى هذه الرواية الثانية على أنها نوع من نظرية المؤامرة، ولكن من يعرف نتنياهو تبدو له حقيقية للغاية.

وقال الجنرال المتقاعد دان هاريل هذا الأسبوع "لا يريد رئيس الوزراء أن تنتهي الحرب. إنه يريد حربا طويلة قدر الإمكان"، لأن هذه الحالة مفيدة لعملاء الفوضى، فهي تعمل على تأجيج التوتر والارتباك والانقسامات والتردد وخداع الذات، مما يفتح الباب على مصراعيه للتلاعب، وهذا هو السياق الذي يزدهر فيه نتنياهو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة

دعا محلل الشؤون العسكرية في قناة "i24″ و"يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع إلى الاعتراف بحقيقة أن الحرب على قطاع غزة قد وصلت نوعا ما إلى طريق مسدود، وأن الجيش الإسرائيلي استنفد الجهود العسكرية حاليا.

وجاء كلام المحلل العسكري في نقاشات الإعلام الإسرائيلي بشأن تطورات الحرب في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: رجل الدعاية الروسي الذي يحاول التأثير على عقول الأميركيينlist 2 of 25 نقاط يساء فهمها عن صفقة التبادل المقترحة بين حماس وإسرائيلend of list

وقال يهوشوع إن إسرائيل ليس لديها ما تحققه بالضغط العسكري، خاصة مع أقل عدد من اﻷلوية العسكرية في قطاع غزة منذ بداية الحرب.

أما اللواء احتياط غيورا آيلاند رئيس المجلس اﻷمني سابقا، فيدعو إلى الاستمرار في إبادة الفلسطينيين وتجويعهم خاصة شمال قطاع غزة، حيث يقول "هناك 300 ألف مدني و5 آﻻف ناشط في حركة حماس شمال القطاع، يجب إبلاغ كل السكان أن أمامهم أسبوعا للخروج من هناك، وبعده تصبح المنطقة عسكرية مما يمكننا من الهجوم عليها دون تمييز".

ويضيف في جلسة نقاش على قناة 12 "واﻷهم التوقف عن إدخال أي طعام وماء ووقود وأمام الخمسة آﻻف مخرب إما اﻻستسلام في مرحلة ما أو الموت جوعا".

ومن جانب آخر، يعارض نمرود شيفر رئيس شعبة التخطيط بالجيش (سابقا) الاستمرار في الضغط العسكري، ويعتبر في حديث للقناة 13 أن هذه الخطة تفتقر لأي نوع من المنطق "وإذا واصلنا توجيه الضغط العسكري على حماس والمزيد والمزيد كي يستسلموا أو أن يهزموا، فبالتأكيد لن يبقى أي مخطوف على قيد الحياة، وهذا هو الفشل اﻷساسي في هذه الخطة".

ومن جهته، يصف مراسل الشؤون القضائية في قناة 13 باروخ كرا خطة رئيس المجلس الأمني سابقا بأنها هراء، بحجة أن المحتجزين قد يتم قتلهم من طرف مقاتلي المقاومة في حال نفذت الخطة.

وبشأن الخريطة التي عرضها قبل أيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زاعما من خلالها أن حماس تسعى لتدمير إسرائيل، أوضحت العقيد احتياط ميري إيزين مستشارة رئيس الحكومة للإعلام الغربي (سابقا) أن خطاب نتنياهو القائل "هذه إسرائيل الصغيرة في بحر العالم العربي" قد فشل منذ 45 سنة.

مقالات مشابهة

  • «حماس»: مجزرة الاحتلال في خان يونس تؤكد مضي نتنياهو في العدوان على غزة
  • خبير في العلاقات الدولية: نتنياهو متمسك بالتصعيد العسكري لاعتبارات سياسية
  • إطالة الحرب هدية نتنياهو لترامب
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • حماس: الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول 7 أكتوبر هدفت لشيطنة المقاومة وتبرير حرب الإبادة
  • أستاذ في العلوم السياسية: نتنياهو يريد إشعال المنطقة واستمرار الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة
  • قد ينفحر الحرب من غزة إلى مصر بعد التصريحات الأخيرة … ومسؤول أمني إسرائيلي يكشف تفاصيل سبب إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا
  • السبب الرئيس وراء إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا
  • مسؤول أمني إسرائيلي سابق يكشف سبب إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا