رسميا تسلم رئيس الحكومة التونسية الجديد ، كمال المدوري ، مهامه الخميس، خلفا لأحمد الحشاني الذي تمت إقالته بعد وقت وجيز من نشر فيديوات عبر صفحة الحكومة ظهر فيها، ولأول مرة متحدثا عن إنجازات حكومته بعد عام من عملها .

إقالة غير متوقعة إلى حد كبير بحسب أغلب المتابعين، ولكن اعتبروها بمثابة الدليل القاطع على حالة الارتباك والتأزم السياسي مع قرب موعد الاقتراع الانتخابي وفي علاقة بالوضع الاجتماعي خاصة في موضوع انقطاع الماء المتكرر وما نتج عنه من احتجاجات بالجهات.



الحكومات والوضع

ويعد كمال المدوري خامس رئيس حكومة في عهدة الخمس سنوات لقيس سعيد، والثالث مابعد إجراءات 25 يوليو/ تموز 2021 وهو آخر وزير مكلف يلتحق بالحكومة في أيار/مايو المنقضي بعد تكليفه بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية .

ومع بداية حكم سعيد ترأس إلياس الفخفاخ الحكومة لتتم إقالته وتعيين هشام المشيشي من بعده وفي ليلة الخامس والعشرين من يوليو2021، وإثر اجتماع مجلس الأمن القومي تم إعفاءه وتكليف نجلاء بودن برئاسة الحكومة وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة يتم الإعلان أيضا عن إقالتها وتكليف الحشاني خلافا لها فوجد بدوره نفس المصير .

وشهدت جميع الحكومات إقالات كثيرة في الوزراء وكبار المسئولين ولم تعرف استقرارا، حيث كانت الإعفاءات متواترة ويتم الإعلان عنها عبر بلاغات رئاسية وفي ساعات متأخرة من الليل دون تقديم توضيحات للرأي العام وهو ما كان يطرح عديد التساؤلات .



ولعل أبرز الاعفاءات كانت مع وزير الداخلية توفيق شرف الدين وخلفه كمال الفقيه ،ووزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي ،ووزير التربية محمد علي البوغديري وغيرهم والذين يعتبرون جميعهم من الدائرة المقربة للرئيس وفق مراقبين .

الإقالات كانت أيضا متواترة صلب الإدارات وأيضا بشكل لافت في الولاة ،  والعمد وأخرها ما حصل من إعفاء  14 عمدة في محافظة صفاقس لوحدها منذ أسبوعين  .

مع بداية حكم الحشاني كانت أزمة فقدان المواد الغذائية الأساسية وغلاء الأسعار وتواجد أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة أبرز التحديات الاجتماعية المطروحة بالبلاد، مع تواصل التأزم السياسي وبشكل لافت مع حملة الإيقافات لعشرات السياسيين ورجال الأعمال والصحفيين .

فقد انفرجت أزمة المواد بشكل ملحوظ ، وفي الأشهر الأخيرة استقرت السوق ولكن برزت أزمة أخرى وهي شح المياه والانقطاع المتكرر خاصة بالمناطق الداخلية ما نتج عنه من احتجاجات وقطع للطرقات .

وتظهر آخر الأرقام في تموز/يوليو المنقضي أن نسبة إمتلاء السدود لا تتجاوز 25 بالمائة، فالبلاد تعاني الجفاف منذ سنوات متتالية ما أثر بشكل كبير على المخزون وسط تصاعد التحذيرات بضرورة إيجاد حلول سريعة للأزمة، في مقابل ذلك يؤكد الرئيس سعيد أن قطع الماء تقف وراءه لوبيات لأجل تأجيج الأوضاع .

ما علاقة فيديوهات الحكومة ؟

وقال الصحفي زياد الهاني رغم صعوبة امتلاك معلومات واضحة عن إقالة الحشاني ولكنني "أتساءل عن مدى علاقة إقالته بظهوره الإعلامي لعرض ما اعتبره إنجازات حكومته، والحال أن ما نعرفه عن سياسة أعضاء الحكومة هي الصمت وعدم ‏الظهور الإعلامي ".

وفسر الهاني في حديث لـ"عربي21" أن المتحدث الوحيد عن السلطة التنفيذية هو رئيس الجمهورية، خاصة وأن الحشاني لم يحصل على ما يبدو على إذن من رئيس الجمهورية لمخاطبة الرأي العام.

وأضاف "السؤال الثاني هو مدى علاقة الإقالة بتأكيده على أن الشح المائي ناتج عن الجفاف الذي تشهده البلاد منذ عدة سنوات، وليس نتيجة مؤامرات تخريبية مثلما ما فتئ يردد رئيس الدولة؟".

يشار إلى أن رئاسة الحكومة قد نشرت قبل وقت وجيز من إقالة أحمد الحشاني مقاطع مصورة، قال فيها الأخير إن الحكومة بذلت جهودا  كبيرة لأجل انتظام تزويد السوق بالمواد الأساسية، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتوريد الحاجيات الأساسية خاصة الحبوب باعتبارها تهم الأمن الغذائي .

وتحدث الحشاني أيضا عن الشح المائي، بسبب تواتر سنوات الجفاف كاشفا أن الحكومة قامت بمراجعة مجلة المياه بإحكام التصرف في الموارد المائية إلى جانب وضع حلول بديلة كتحلية مياه البحر .

التوقيت الانتخابي

من المنتظر أن تجرى انتخابات الرئاسة في السادس من أكتوبر القادم وقد انتهت رسميا عملية قبول الترشحات والتي بلغت 17 ترشحا على أن تعلن الهيئة الجمعة القادم ،عن القائمة الأولية المقبولة وفي آيلول القادم وبعد انقضاء الطعون يتم الإعلان النهائي للمترشحين .

وقال المحلل السياسي نور الدين الغيلوفي "لا نفهم حدث عزل أحمد الحشّاني إلّا بالعودة إلى حدث تعيينه بعد عزل سلفه نجلاء بودن، لو كان أحد يدري سبب عزل بودن فسيعلم سبب عزل الحشّاني، ولو كان أحد يعرف الكفاءة التي على أساسها وقع اختياره فسيعلم لماذا انتُدب رئيس الحكومة الذي جيء به بعده".

وأوضح لـ"عربي21" أن "رؤساء الحكومات والوزراء، في حكم قيس سعيّد، يأتون ويصرفون ولا يتكلمون ولا ينجزون، فكيف سيعرفهم الناس؟ فالسؤال عن سبب الإقالة قرين السؤال عن سبب التعيين".

وتابع "جرت عادة الحاكم العربيّ أن يعمد بعد الانتخابات إلى تغيير رئيس حكومته ليوحيَ بأنّه بدأ عهدته الجديدة بحكومة جديدة، لسان حاله يقول لقد ذهب الفشل مع الحكومة السابقة فتوقّعوا النجاح مع الحكومة الجديدة، ويخلع على الناس عهدة توقّع أخرى" .

وأضاف "أمّا قيس سعيّد فقد عزل رئيس وزرائه والانتخابات الرئاسية على الأبواب، الأصل أن يبحث رئيس يطلب إلى الشعب انتخابه لعهدة ثانية عن استقرار عمل حكومته خاصّة في موسم السبات الحكوميّ الصيفيّ، لأنّ تغيير رئيس الحكومة سيحدث على عملها ارتباكا لن يكون في صالح الرئيس، خاصّة في سياق انتخابيّ مثل الذي تمرّ به البلاد ، ولكن لأنّ الحكومة لا تعمل فإنّ العزل والتعيين نظيران وليسا نقيضين ".

واعتبر الغيلوفي "الأرجح أنّ قيس سعيد لا يخضع لمعايير معلومة ولا يحتكم إلى قوانين مرعيّة، فهو يتحرّك على غير منهج أو وفق خطّة باطنيّة يحجّر على الناس الاطّلاعُ على هندستها تحجيرا ".



وأشار المحلل "يبدو أنّ قيس سعيّد يستشعر مأزقا لا يرى نفسه مسؤولا عنه ، لقد فاجأه المناخ الانتخابيّ المضطرب لمّا عرف بإصرار المترشّحين على منافسته على الكرسيّ بعد أن اطمأنّ إلى انصرافهم عنه بمقاطعة الاستحقاق الانتخابيّ الرئاسيّ مثلما فعلوا مع الانتخابات التشريعية".

وواصل "لقد كان مرتاحا إلى المقاطعة غير عابئ بنسبة الإقبال على الانتخابات المهمّ، لديه، أن تتمّ العملية على الوجه الذي تتمّ عليه، ولكن هذا المأزق لم يجد له حلّا ولم يرَ حوله من يحلّه، لذلك كان لا بدّ من ضحيّة يلبسه التخبّط الذي تشهده البلاد ".

وختم الغيلوفي "جاء الرجل صامتا وخرج كذلك ، قيس سعيّد لا يأتي بمستشارين ولا بوزراء مقتدرين مثلما كان يفعل بن علي، هو لا يحبّ ذلك ولا يريد إنجازا يمكن أن يكون على يد غيره ،هو الذي ينتدب جميع المسؤولين الذين يرضى عنهم ولأنّ عمر رضاه الافتراضيّ قصير فهو لا يتردّد في أن يعزل من كان بالأمس عيّنه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية التونسية إقالة قيس سعيد تونس إقالة قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قیس سعی د

إقرأ أيضاً:

رئيس سابق للشاباك: نتنياهو خائف من خسارة منصبه وانهيار الحكومة

هاجم رئيس سابق لجهاز الأمن العام في دولة الاحتلال "الشاباك"، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال إنه يصر على البقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، "للحفاظ على حكومته من الانهيار".

نداف أرغمان الذي شغل منصب رئيس الشاباك بين 2016 ـ 2021، دعا إلى "وقف الحرب فورا والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الأسرى".

وفي مقابلة أجرتها معه القناة "12" العبرية الخاصة مساء الجمعة، دحض أرغمان المزاعم التي رددها نتنياهو خلال مؤتمر صحفي الاثنين، بشأن أهمية محور فيلادلفيا.

????ترجمت لكم من العبرية إلى العربية هذا المقطع المهم.
أبرز ما قاله رئيس جهاز المخابرات الشاباك "نداف ارغمان " للقناة 12 الإسرائيلية:

-اسرائيل غير مهيئة لحروب طويلة .
-يجب إنهاء الحرب بأسرع وقت .
-محور فيلاديلفيا غير مهم لأمن إسرائيل بعد قيام مصر بإغراق جميع الانفاق بمياه البحر pic.twitter.com/NJqbuxXXjI — اسرائيل من الداخل-أحمد ابو غوش (@from7october) September 6, 2024

وقال في مستهل حديثه: "أعتقد أن الوقت قد حان لشرح الحقيقة للإسرائيليين، وكذلك بشأن محور فيلادلفيا، ليس هناك أي صلة بين الأسلحة الموجودة في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا".

والأربعاء الماضي، ادعى نتنياهو في مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية، وآخر بالعبرية مساء الثلاثاء، أنه يتم تهريب السلاح إلى غزة من خلال محور فيلادلفيا.

الرئيس السابق للشاباك اعتبر أن إصرار نتنياهو على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ضمن أي صفقة مع حماس "يهدف فقط إلى الحفاظ على هذه الحكومة من الانهيار".

وكشف أن "الجزء الأكبر من الأسلحة الموجودة في غزة هو من إنتاج حماس ذاتيا من مواد يتم إدخالها إلى القطاع، باستخدام مواد ذات استخدام مزدوج تدخل عبر معبر كرم أبو سالم كأسمدة للزراعة".

ضرورة الصفقة ولو كانت "مؤلمة"

وأضاف الرئيس السابق للشاباك في حديثه للقناة، أن الأهم بالنسبة إلى إسرائيل الآن هو "إعادة جميع الأسرى المحتجزين بغزة قبل أن يُقتل مزيد منهم".

وأردف: "للأسف، ما يدفع نتنياهو الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على الائتلاف، وليس أمن دولة إسرائيل ولا وحدة مجتمعها".

وهاجم رئيس الشاباك السابق نتنياهو: "ما يدفع نتنياهو اليوم هو الرغبة في الاستمرار في الحكم ولا يهم ما هو الثمن".

ودعا أرغمان إلى إطلاق سراح الأسرى فورا، قائلا: "القضاء على السنوار ضروري، لكن أرواح المختطفين أهم من كل شيء. ومن أجل المجتمع الإسرائيلي، يجب أن نعيدهم إلى ديارهم".

وزاد: "على إسرائيل الذهاب إلى صفقة لإطلاق سراح أسراها، لا شك أن هذه الصفقة ستكون صفقة مؤلمة جداً لدولة إسرائيل سيطلقون سراح سجناء خطيرين للغاية-لكن لا مفر أمامنا ومن واجبنا إعادة الجميع إلى ديارهم، وسنتعامل مع المخاطر التي تنشأ نتيجة لمثل هذه الصفقة لاحقا".

وقال أرغمان: "أولويتنا هي عودة جميع المختطفين، ووقف إطلاق النار في غزة، ونقل ثقلنا إلى الشمال ويهودا والسامرة، وإقامة تحالف إقليمي ودولي ضد إيران".

ورأى أن "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي وقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة، وإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم".

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

الضفة الغربية

وأردف أرغمان: "الأمر الثاني هو قضية يهودا والسامرة التي بدأت تختمر وتتفجر، وقد يكون أمامنا واقع صعب جداً، وربما أصعب، وطبعاً تحييد فرع حزب الله في لبنان".

وزاد: "هذه أشياء تهددنا بشكل مباشر وفوري، وعلى رئيس الوزراء، والحكومة بشكل عام، أن يتعاملوا مع الأولويات ويسألوا أنفسهم باستمرار: ما الأكثر تهديدا؟ ما الأكثر إلحاحا؟".

وعن مجريات الحرب في غزة بعد مرور نحو عام على اندلاعها قال أرغمان: "لم أكن أعتقد أننا سنكون في مثل هذا الوضع، اعتقدت أنه كان من الممكن القيام بذلك بشكل أسرع بكثير".

وشدد على أن "إسرائيل ليست مبنية لحروب طويلة، لا اجتماعيا ولا اقتصاديا، لذلك أعتقد أنه كان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل".

وبشأن مزاعم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه حال الانسحاب من غزة سيتكرر هجوم 7 أكتوبر، قال أرغمان: "لا أقبل حجج الوزيرين فلم يذهب أي منهما إلى أي كلية تتعامل مع الاستراتيجية والأمن".

وأكمل أن بن غفير وسموتريتش "مقتنعان بالفعل بأنهما الأكثر حكمة ويعرفان أفضل من غيرهما ما يجب فعله، لكن تغذيهما نظرة عالمية مسيانية سيطرت للأسف على دولة إسرائيل. هذا هو الواقع الذي نعيش فيه".

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم بن غفير وسموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة يتفقدون ساحتي ميدان السبعين والحربية بأمانة العاصمة
  • تظهر وتختفي مع المد والجزر.. كويتية تكشف عن جوهرة مخفية في الكويت
  • رئيس جامعة باديا: الحكومة داعمة لكل تجربة جادة في مسار التعليم
  • رئيس الوزراء يكشف عن قضية ستكون عنصر جوهري في أهداف الحكومة
  • رئيس الوزراء: الحكومة تخطط لمشاريع كبرى في قطاعات النفط والغاز والبتروكيمياويات
  • رئيس وزراء قطر: حريصون على توسيع الشراكة مع الحكومة اليمنية
  • رئيس الكتلة البرلمانية لحزب (قوة يهودية) الذي يتزعمه بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
  • مرشح ليس له علاقة بكرة القدم يقترب من رئاسة النصر
  • من هو ميشال بارنييه رئيس الحكومة الفرنسية الجديد؟
  • رئيس سابق للشاباك: نتنياهو خائف من خسارة منصبه وانهيار الحكومة