بوابة الوفد:
2024-09-10@03:26:47 GMT

التفريغ والمرار الطافح

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

قادتنى الصدفة وانا داخل قلعة الحريات نقابة الصحفيين لإنهاء بعض الاوراق ان تقابلت مع زميلتى سحر رمضان والتى دعتنى ان احضر معها لقاء للزميلات الصحفيات والاعلاميات الفلسطينيات، وبالفعل جلست وبدأ اللقاء بترحيب رئيسة لجنة المرأة بالنقابة الزميلة دعاء النجار بالزميلات وبدور المرأة الفلسطينية المشرف، وبدأ اللقاء بترحيب نقيب الصحفيين المصريين الزميل خالد البلشى بالحضور، والتف الحضور بمقاعدهم بشكل الدائرة المستديرة وتبين انه لقاء لتجميع الصحفيات والاعلاميات حسبما ذكرت قائدة المجموعة الاعلامية وفاء عبدالرحمن والتى كنت اشعر طوال اللقاء وانا جالسة على المنصة المستديرة انها ام لهن، لتعلن هى بهدوئها وصوتها الهادئ ان هذا اللقاء هو جلسة للتعارف فيما بيننا وانها جلسة اطلقوا عليها جلسة تفريغ، لكننى استغربت عنوان اللقاء وسرعان ما تم تفسيره فيما بينهن بأن اعلنت الصبايا حسبما كانوا ينادون على الحاضرات بالصبايا وطلبت قائدة القافلة ان تفرغ كل منهن ما تعانى منه وتحكى مشاكلهم وآلامهم التى يعانونها اثناء وجودهم فى قطاع غزة وما يعانونه من فقد وحرمان والعمل فى جو تفوح فيه وتنتشر رائحة الموت ويخيم فى اجوائه ألسنة اللهب للبراميل المفخخة التى يلقيها العدو على اهاليهم الآمنين وهدم بيوتهم إما فوقهم او امامهم بالجرافات فى مشهد لن يمحوه الزمن من ذاكراتهن جميعا، فالصبايا يروين ما يحدث بالقطاع وكأنه يحدث امامهن فى التو واللحظة، وبدأت كل فتاة تروى مأساة بلادها ومأساتها وما يحدث فى وطنهن وما حدث لهن ولاهاليهن وكنت اشعر وكأننا نجلس فى احد بيوتهم وبداخله اجتمع هؤلاء الصبايا يحكين مأساتهن كل واحدة تحكى وقائع غير الاخرى ويسبق حكيهن الدموع والبكاء الذى يتحشرج معه اصواتهن، لتؤكد البعض منهن ان الطبيب النفسى لم يفلح فى تطبيبه لهن بالفعل بعد جلسة التفريغ ولم يفلح فى ازالة اثار الفاجعات المتكررة التى خلفتها حرب ما سموه حرب الابادة وعندما تسأل احداهن عما حدث تجدها تولى الدمع عن قلبها الجوابا لتقول احدى الزميلات انها فقدت فى يوم واحد 13 فردا من اسرتها امامها الواحد تلو الاخر، وقالت اخرى انها فقدت اخوتها وابويها امام اعينها ولم تستطع ان تفعل لهم شيئا وانهن يمارسن كل المهن بجانب تغطيهن للاحداث فى جو تتفاقم صعوبة العمل الميدانى فى ظلّ الحروب والنزاعات، فاصبح الفقد للأهل والصحاب والزملة والجيران يأتى بايقاع سريع جدا وكأنك ترى طيرا يتساقط اما بالهدم او بالحرق او بالبراميل الممتلئة بالمتفجرات.

وغير ذلك فنحن نعيش حياتنا من نزوح إلى نزوح بئس تلك الحياة، اضافة إلى فقدان الاهل والاحباب ولم يعد لكثيرات منا اى سند فقد فقدنا اعدادا كبيرة من الصحفيين الذين كانوا يعاونوننا فى نقل الاحداث اولا بأول وكل منا لا يعرف اين يذهب واين موعد قنصه او قصفه صحيح الاعمار بيد الله ولكن نحن نعيش الرعب ذاته  رغم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذى يُدين الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم ويدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات وتعرضهن للعنف النفسى التحديات التي تواجهها الصحفيات وعدم توافر الحماية لهن. وخلال الحرب تقف الصحفية أمام حيرة نقل الصورة وإيصالها وتحمل ثقل التغطية او حيرة المساعدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمرار الطافح فى تفريغهن وحكيهن فلا تستطيع صحف العالم تدوينه ابدا. ان ما يعانيه زميلاتنا فى كل المجالات تئن منه الجبال وعندما فرغن شعرت ان كل صبية ممن فقدت اولادها امامها او اسرتها الكاملة او ما تعانيه الكثيرات من كل شىء يحدث لهن او لغيرهن تشعر ان كل واحدة منهن جبل او جمل يتحمل المشاق والاحزان والفقد والحرمان من الاهل والصحاب فقد حق عليهن قول الشاعر احمد شوقى ولا ينبيك عن خلق الليالى.
كمن فقد الأحبة والصحابا فقد عشت لأكثر من 3 ساعات استمع لما يعانونه من آلام وفاجعات واحزان تركت غصة فى نفوسهن ممن فقدن بيوتهن وعائلاتهن ويعشن حياة النزوح فى جو يغطى سماؤها وارضها غدر عدو غاصب. رباه اعد اليهم وطنهم وصبرهم على فقدهم الاهل والأخلة والاحباب فقد ضاع منهم كل ذلك وغاب عنهم الامن والامان والطمأنينة.. رباه وما للمسلمين سواك حصن اذا ما الضر مسهم ونابا حفظهم الله وحفظنا وحفظ مصرنا الحبيبة صاحبة الحضن الكبير لمن يأتى اليها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور نجوى عبدالعزيز المجموعة الاعلامية نقيب الصحفيين المصريين من فقد

إقرأ أيضاً:

ممثل الاتحاد الأوروبي: ما يحدث في غزة مروع وليس دفاعًا عن النفس

أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن ما يحدث في غزة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي يُعد هجومًا مروعًا وليس دفاعا عن النفس، ويمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان.
وأوضح بوريل، خلال مؤتمر صحفي عقده أمام معبر رفح البري، أن نحو 1400 شاحنة مساعدات إنسانية عالقة في المعبر، ولا تستطيع الدخول إلى قطاع غزة.
وشدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية، مطالبًا بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

أخبار متعلقة الأمم المتحدة: 124 ألف شخص مهددون بالمجاعة في السودان18 وفاة.. ارتفاع خسائر الفيضانات والسيول في المغرب

مقالات مشابهة

  • ممثل الاتحاد الأوروبي: ما يحدث في غزة مروع وليس دفاعًا عن النفس
  • التدريب في العصر الرقمي.. جلسة حوارية بنقابة الصحفيين الأربعاء المقبل
  • الفيفا يعلن عن 28 منتخبا منها عربية فقدت آمالها في التأهل لكأس العالم 2026
  • طبيب: تصلب الشرايين يمكن أن يحدث بدون أعراض
  • فقدت ساقها في هجوم قرش وتألقت في بارالمبياد باريس.. من هي السبّاحة آلي ترويت؟
  • ماذا يحدث في البحر الأحمر؟ توقف الحركة المرورية
  • ماذا يحدث عند النوم على ضوء التلفاز؟.. أمراض خطيرة في انتظارك
  • ماذا يحدث للكبد والدماغ ومستويات السكر بسبب تناول ‘الموز’’ على معدة فارغة؟
  • رابطة المراجعين الصحفيين
  • فقدت شعرها وتتمنى الموت.. سما طبيل قصة طفلة فلسطينية دمرتها الحرب على غزة نفسيا وجسديا