روسيا تواصل التصدي للتوغل الحدودي لليوم الثالث .. وأوكرانيا تسقط صاروخين و4 طائرات مسيرة
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
عواصم "وكالات": يواصل الجيش الروسي تصديه لتوغل أوكراني حدودي كبير لليوم الثالث على التوالي، وفق ما أعلنت موسكو الخميس، فيما أفاد محللون مستقلون بأن قوات كييف تقدّمت بمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات داخل روسيا.
واقتحمت القوات الموالية لكييف منطقة كورسك في جنوب غرب روسيا صباح الثلاثاء حيث نشرت أكثر من ألف جندي وأكثر من عشرين مدرعة ودبابة، بحسب الجيش الروسي.
ويبدو أن الهجوم هو الأكبر عبر الحدود الذي نفّذته أوكرانيا منذ أطلقت روسيا عمليتها العسكرية واسعة النطاق في فبراير 2022.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم بأن قواتها "تواصل تدمير" الوحدات الأوكرانية وتلجأ إلى الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي للتصدي لها.
وذكرت بأنها استدعت قوات احتياط على وجه السرعة و"تحبط محاولات التوغل" بشكل أعمق في منطقة كورسك.
وأفاد "معهد دراسة الحرب" المستقل ومقره الولايات المتحدة بأن أوكرانيا حققت مكاسب ميدانية كبيرة في أول يومين من التوغل.
وقال "حققت القوات الأوكرانية تقدّما مؤكدا لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات في كورسك أوبلاست في روسيا في ظل العمليات الهجومية الآلية المتواصلة على الأراضي الروسية".
وأضاف "يشير الحجم الحالي المؤكد وموقع التقدّم الأوكراني في كورسك أوبلاست إلى أن القوات الأوكرانية اخترقت خطي دفاع روسيين على الأقل ومعقلا".
ولم تعلن كييف رسميا مسؤوليتها عن العملية لكن مساعدا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حمّل موسكو مسؤولية التوغل.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس إن "السبب الأساسي لأي تصعيد وقصف وتحركات عسكرية وعمليات إجلاء قسرية وتدمير أشكال الحياة الطبيعية بما في ذلك ضمن أراضي روسيا الاتحادية مثل منطقتي كورسك وبيلغورود، ليس إلا عدوان روسيا الواضح".
وبينما لم يأت على ذكر هجمات كورسك، قال زيلينسكي الأربعاء "كلما ضغطنا أكثر على روسيا .. اقتربنا أكثر من السلام. سلام عادل باستخدام القوة العادلة".
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العملية بأنها "استفزاز واسع النطاق" من قبل كييف فيما تعهّدت موسكو سحق التوغل.
"ترسّخ مواقعها"
لم ترد تفاصيل كثيرة عن تطورات الوضع الميداني من جانب المسؤولين الروس.
وبدا أن الهجوم المباغت فاجأ الجيش الروسي، ما أثار انتقادات لكبار قادته من قبل المدونين العسكريين النافذين في البلاد.
تركّز التقدم الأوكراني على سودجا، وهي بلدة تعد حوالى 5000 نسمة وتعد مركزا لوجستيا تقع على بعد ثمانية كيلومترات عن الحدود الأوكرانية.
وذكر مدونون عسكريون روس على ارتباط بالجيش الخميس بأن كييف حقّقت تقدّما كبيرا.
وقال المدون يوري بودولياكا في منشور على تلغرام إن "الوضع معقّد ويواصل تدهوره.. تمّت خسارة سودجا بالكامل".
وذكرت قناة "دفا مايورا" على تلغرام بأن روسيا "ترسّخ مواقعها ما يدل على أن القتال سيكون طويل الأمد على الأرجح".
وأفادت تقارير لم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحتها بأن القوات الأوكرانية تقدّمت باتّجاه بلدة كورينيفو الواقعة على بعد أكثر من 25 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
وذكرت مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" الخميس بأنها ستواصل شحن الغاز عبر محطة القياس في سودجا، آخر نقطة عبور للغاز الروسي المتجه إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وأعلنت موسكو أيضا بأن قواتها دمّرت مركبة قتالية أميركية الصنع من طراز "برادلي" كانت أوكرانيا تستخدمها في التوغل.
وحمّلت وزارة الدفاع في البداية "مجموعة تخريبية" موالية لأوكرانيا مسؤولية العملية، لكنها تفيد مذاك بأن الجيش الأوكراني هو الجهة التي تنفّذها.
ونفّذت ميليشيات مؤيدة لكييف، بما فيها تلك المكونة من مواطنين روس يقاتلون ضد موسكو، عدة هجمات سابقة عبر الحدود.
لكن التوغل الأخير في منطقة كورسك يبدو المحاولة الأنجح والأكثر تنظيما من قبل أوكرانيا لاختراق الأراضي الروسية.
ما زالت أهداف كييف غير واضحة إذ يشير بعض المحللين إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية حيث يتقدّم.
وأفاد البيت الأبيض الأربعاء بأنه يتواصل مع أوكرانيا لمعرفة المزيد عن "أهداف" التوغل.
وأعلن حاكم منطقة كورسك عن "وضع طارئ" في المنطقة مساء الأربعاء، في خطوة تتيح للسلطات فرض قيود على الحركة في مسعى للسيطرة على الوضع.
وتم إجلاء آلاف السكان على جانبي الحدود.
"دفاع عن النفس"
قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم إن التكتل يعتقد أن التوغل الأوكراني الأخير في منطقة كورسك الحدودية الروسية، هو جزء من "الحرب الدفاعية المشروعة" للبلاد.
وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن أوكرانيا "لديها الحق في الدفاع عن نفسها" ضد روسيا، بما يشمل "ضرب العدو على أراضيه".
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على "دعم التكتل الكامل لأوكرانيا في دفاعها المشروع عن نفسها ضد العدوان"، وقال إنه سيستمر في تزويد كييف بـ"المساعدة السياسية والمالية والإنسانية والدبلوماسية والعسكرية".
مقتل 2 في منطقة سومي
قال مسؤول أوكراني إن شابا وشقيقه البالغ من العمر ست سنوات قتلا حين سقطت قنبلة روسية موجهة على فناء مدرسة الخميس بعدما كثفت القوات الروسية الضربات الجوية على منطقة سومي في شمال أوكرانيا المتاخمة لمنطقة كورسك الروسية.
واتهمت روسيا الثلاثاء الجيش الأوكراني بشن هجوم بمدرعات على منطقة كورسك في واحدة من أكبر عمليات التوغل من هذا النوع خلال الحرب الشاملة المستمرة منذ 29 شهرا.
السجن 15 عاما
طلبت النيابة العامة الروسية الخميس إنزال عقوبة السجن 15 عاما بحق روسية أميركية تحاكم في جلسات مغلقة بتهمة "الخيانة العظمى" على خلفية تبرعها لمنظمة داعمة لأوكرانيا.
وتم توقيف كسينيا كاريلينا في فبراير بينما كانت تزور عائلتها في روسيا بتهمة تقديم مساعدات مالية للجيش الأوكراني.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن محاميها ميخائيل موشايلوف قوله الخميس إن "النيابة العامة طلبت السجن 15 عاما في معسكر اعتقال" خاضع لتدابير أمنية عادية في حق موكلته.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن عائلتها ومكان عملها بأنها تبرّعت بحوالى 50 دولارا لجمعية خيرية داعمة لأوكرانيا ومقرها الولايات المتحدة بعدما أطلقت روسيا عملية غزو أوكرانيا في 2022.
واتّهمها جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) بجمع أموال "استُخدمت لشراء إمدادات طبية تكتيكية ومعدات وأسلحة وذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية".
وذكرت وسائل إعلام روسية بأنها أقرت بذنبها خلال جلسة المحكمة في إيكاتيرينبورغ في منطقة الأورال.
ومن المقرر أن يصدر الحكم الخميس المقبل، وفق خدمة الإعلام التابعة للمحكمة.
أطلقت موسكو عشرات القضايا الجنائية ضد مواطنين روس تتهمهم بدعم كييف أو التواطؤ معها.
وكاريلينا، وهي في مطلع الثلاثينيات من عمرها، ليست إلا واحدة من عدد من المواطنين الأميركيين أو مزدوجي الجنسية الذين استُهدفوا.
إسقاط صاروخين و4 مسيرات
قال سلاح الجو الأوكراني اليوم إنه أسقط صاروخين من أصل أربعة وجميع الطائرات المسيرة الأربع التي أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية.
ووفقا لتقرير سلاح الجو، أطلقت روسيا صاروخين من طراز كيه.إتش-59 وجرى إسقاطهما بنجاح، وصاروخين باليستيين من طراز إسكندر-إم.
وأوضح الجيش أن الصاروخين من طراز إسكندر استهدفا منطقة خاركيف شمال شرق البلاد. ولم يقدم الحاكم أوليه سينيهوبوف تقريرا عن تبعات الهجوم حتى صباح اليوم الخميس.
وذكر سيرهي ليساك حاكم دنيبروبيتروفسك أن الدفاعات الجوية دمرت صاروخا فوق المنطقة في وسط أوكرانيا. وأضاف أن طفلا يبلغ من العمر 12 عاما أصيب وتضرر منزلان بعد عدة هجمات روسية الليلة الماضية.
اعتقال بوتين
طالبت السفارة الأوكرانية في مكسيكو الحكومة المكسيكية باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية إذا ما حضر حفل تنصيب الرئيسة كلاوديا شينباوم.
وقالت السفارة في بيان "نحن واثقون من أنّ الحكومة المكسيكية ستحترم مذكرة الاعتقال الدولية" الصادرة بحقّ بوتين و"ستسلّمه إلى الهيئة القضائية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي"، أي المحكمة الجنائية الدولية، إذا ما شارك في حفل تنصيب شينباوم الذي سيقام في الأول من أكتوبر.
وفي مارس الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقّ بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب من خلال نقل أطفال من مناطق محتلّة في أوكرانيا إلى روسيا.
والمكسيك هي إحدى الدول الموقّعة على نظام روما الأساسي، المعاهدة الدولية التي أسّست المحكمة الجنائية الدولية.
وتنصّ هذه المعاهدة على أنّه "من واجب كلّ دولة أن تقدّم إلى ولايتها القضائية الجنائية المسؤولين عن الجرائم الدولية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة الجیش الروسی منطقة کورسک فی منطقة من طراز أکثر من
إقرأ أيضاً:
بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
مع استمرار التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأكد ترامب أنه في حال عدم استجابة روسيا لإنهاء النزاع، فإنه سيفرض تعريفات جمركية مرتفعة وعقوبات إضافية تستهدف الاقتصاد الروسي بشكل مباشر.
حيث كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أنه يضغط من أجل تسوية الحرب كـ "خدمة كبيرة" لروسيا ورئيسها.
كان ترامب قد صرح سابقًا أنه مستعد للتفاوض من أجل تسوية سريعة للصراع الذي بدأ بالغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
من جانبه أبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتفاوض شريطة أن تقبل أوكرانيا بمكاسب روسيا الإقليمية التي تبلغ نحو 20% من أراضيها، ويرفض انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي المقابل، لا ترغب كييف في التنازل عن أي أراضٍ، رغم تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي مؤقتًا.
وفي تصريحات جديدة، أكد ترامب أنه سيتحدث قريبًا مع بوتين، مشيرًا إلى احتمال فرض مزيد من العقوبات إذا استمر الرئيس الروسي في رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف أن الحرب ستتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى صفقة قريبا، مشددًا على أن التوصل لتسوية ستكون الطريقة الأسهل والأفضل لتجنب المزيد من التصعيد.
من جانبه قال السفير الأوكراني بالقاهرة، ميكولا ناهورني، إننا نرحب بنوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط على روسيا، لأن مفاتيح إنهاء الحرب تكمن على وجه التحديد في الكرملين.
أضاف ناهورني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بوتن هو من بدأ الحرب ويجب عليه أن يتخذ خطوات عملية ملموسة لإنهائها، ومن المهم للغاية أن يكون السلام دائمًا وعادلًا، عكس ذلك هو مجرد توقف مؤقت سيستغله بوتن من أجل استعادة قدرته على مواصلة العدوان.
أكمل حديثه قائلا:" أننا نأمل في أنه بفضل الدور القيادي للولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا، ستتمكن أوكرانيا من اتخاذ موقف قوي بما يكفي لتحقيق السلام العادل، وتتطلع أوكرانيا إلى مناقشة تلك الأمور خلال اتصالات مستقبلية مع الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته".
أكد السفير الأوكراني بالقاهرة على ضرورة تهيئة الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير موقف روسيا، التي لا تريد في الوقت الحالي أي مفاوضات أو نهاية للحرب، كما أنها لم تغير خططها للقضاء على الدولة الأوكرانية بالكامل واحتلال أراضيها والاستيلاء على مواردها الطبيعية ومحو الهوية الوطنية الأوكرانية.
و ختم حديثه قائلًا:" من أجل تهيئة تلك الظروف يجب تطبيق المحاور الرئيسية لصيغة السلام وكذلك خطة النصر التي أعدتها أوكرانيا، وقبل أي مفاوضات، تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية حقيقية، وستشكل الدعوة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وسيلة مؤكدة لإقناع روسيا بأنها لن تكسب شيئًا من الحرب".
من جانبه أخري أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في إنهاء الأزمة الأوكرانية بشكل نهائي، وإنما تسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق على المستوى الدولي.
أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تدعو إلى المفاوضات، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي تلك المفاوضات إلى حل دائم للأزمة، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تطالب بحل عادل وشامل للأزمة يشمل استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
أستكمل حديثه قائلًا:" روسيا تري أن مشكلتها ليست مع أوكرانيا كدولة، بل مع السياسات الأمريكية في القارة الأوروبية، حيث ترى أن الحل الأنسب يكمن في ضمان الأمن في أوروبا من خلال إيجاد صيغة توافقية بشأن هذا الأمن.
نوه الدكتور ملحم، إلى أن تصريحات الولايات المتحدة حول رغبتها في حل الأزمة الأوكرانية تعكس في الحقيقة محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع الدولية، وليس إنهاء الصراع بشكل نهائي.
وأكد أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى التهدئة في أوكرانيا، والتخفيف من العقوبات المفروضة على روسيا، التي رغم معاناتها من هذه العقوبات، تمكنت من تجاوز تأثيراتها بشكل عام.
أشار إلى أن الهدف الأمريكي قد يتمثل في كسب روسيا إلى جانبها، خصوصًا في ظل الموقف الصيني الذي يبدو غير فاعل في هذا السياق مؤكدًا أن روسيا لا تستطيع بناء نظام دولي جديد بمفردها، وتحتاج إلى دعم من دول أخرى، ما يجعل التحرك الصيني محدودًا في بعض المجالات الاقتصادية.
واختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، حديثه قائلًا إن الولايات المتحدة قد تسعى إلى تبريد الجبهة الأوكرانية، وتحقيق تسوية مؤقتة، بهدف تقليل تأثير الصين على الساحة الدولية، ودفع روسيا إلى الوقوف على الحياد بين الصين والولايات المتحدة.