اسمه السيد حافظ، من أرض الكنانة مصر، رجل مسرح بالدرجة الأولى، ورجل إعلام، كما أنه رجل سينما كذلك، إذ له عدة سيناريوهات. السيد حافظ، حفظه الله، أتصوره ينام على فكرة عمل مسرحى ويستيقظ على فكرة عمل مسرحى. آخر أتصوره لا يهدأ إلا بعد أن ينتهى من كتابة نص جديد. أعماله المسرحية كثيرة ومتنوعة فيها التجريب، فهو كاتب تجريبى، بل هو ربما سيد التجريب فى الحركة المسرحية العربية.

أخبار متعلقة

«لن أخبر أحد.. بيدوفيليا».. رواية أسماء سالم تبرز الأثر النفسي للتحرش الجنسي

«تابوت الغدر» رواية جديدة لهاني خليفة

الروائى اليمنى الغربى عمران يكتب: «مقاعد مخصصة للسيدات» لـ«منى عارف».. رواية الفقد المر

ويعتبر أول من جرب الكتابة التجريبية المسرحية فى البلاد العربية، وأنه منذ سبعينيات القرن الماضى لم يتوقف عن الكتابة، فما كتبه للمسرح يفوق ما كتبه من سبقوه ومن جاءوا بعده كذلك. السيد حافظ الذى قرأت مجموعة من أعماله من قبل وجدت نفسى أعود إلى قراءة أعماله من جديد، فقرأتها وكأننى أكتشفه لأول مرة، وكم كانت متعتى كبيرة فى رحلة القراءة هذه لأعماله التى أمكننى الحصول عليها من صديق كان قد جاءه بها صديق آخر من مصر.

ولا أخفى أننى منذ أن أبصرت الكتاب سعيت للحصول عليها بأى طريقة حتى السرقة وأنا الشغوف بقراءة الأعمال المسرحية واكتشاف الجديد فيها عربيا وعالميا، إذ يجن جنونى أن شاهدت كتابا عن المسرح عند غيرى ولم أتمكن منه. استعرت الكتاب من صديق ودخلت خلوة القراءة لفترة زمنية. لم أكن أترك كتاب نصوص السيد حافظ إلا لحاجات ضرورية تخص احتياجات البيت والأولاد.

السيد حافظ

أجلت كل الأعمال الأخرى لأتفرغ كلية لقراءة أعماله، وكم أذهلنى ما كنت أقرأه له من نصوص مختلفة ومتنوعة. بعدها رحت أسأل بعض الأصدقاء من المسرحيين عنه وهن ما يعرفونه عنه وعن مسرحه، وكم استغربت عندما سألت مرة صديقا من مصر كان حاضرا فى إحدى دورات المسرح المحترف عندنا، استغربت لأن هذا الصديق المصرى عوضا عن أن يعرفنى بالسيد حافظ وجدته يسألنى عنه!.

ووجدت نفسى أحدثه عنه وعن مسرحه، وصدمنى حين قال لى لا أعرفه!، السيد حافظ صاحب المسار الطويل فى الحركة المسرحية العربية، هناك من لا يعرفه من رجال المسرح فى وطنه مصر؟، أليس الأمر غريبا؟، بلى هو غريب.

السيد حافظ الذى له أزيد من الخمسين سنة من الكتابة للمسرح والسينما. لا تعرف أعماله المسرحية الانتشار الذى يفترض أن تعرفه. إنه تقصير من رجالات المسرح ومن المسارح العربية إذا لم تقدم أعماله بالقدر الكافى والحيز الذى تستحقه فى مسارح البلاد العربية. السيد حافظ الكاتب المسرحى المتميز لم تنصفه المسارح فى الوطن العربى ولا وجدت أعماله الاهتمام الذى تستحقه.

أليس عارا على هذه المسارح اللهاث وراء نصوص المسرح الغربى وغض النظر عن النصوص التى أبدعها قلم السيد حافظ بكل تنوعاتها من التجريبى إلى مسرح الأطفال إلى نصوص مستلهمة من التاريخ ومن التراث العربى؟!.

إن تجربة السيد حافظ have المسرحية جديرة بالاهتمام ومن حقه على المسارح والفرق المسرحية العربية تقديم أعماله والاحتفاء به ولما لا تنظيم أيام دراسية حوله وحول أعماله المسرحية وحث الجامعيين على تقديم دراسات حول تجربته ألا يستحق ذلك؟، بلى إنه يستحق وأكثر، رجل قضى أزيد من نصف عمره فى خدمة المسرح وإثرائه كتابة وإخراجا.

صديقى السيد حافظ إنى أمد لك يدى من هنا من بلدى الجزائرى، مصافحا بحرارة، ولو كنت قريبا منى كنت قبلت رأسك تقديرا واحتراما وإجلالا لك. دمت أيها المسرحى الذى لم تنصفه المسارح فى بلده أولا وفى البلاد العربية ثانيا، دام إبداعك وعطاؤك ومتعك الله بالصحة والعافية.

ثقافة سور الأزبكية السيد حافظ

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين ثقافة زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

أحمد عبدالوهاب يكتب: "رحلة نجاح بين  التحديات والعثرات والإنجازات"

اقترب العام الدراسي من الانتهاء، كان عامًا مليئًا بالجهد والعمل الكثير ولكن كذلك، الحمد لله، مليئا بالنجاحات. تمكنت مدرستنا، المدرسة الألمانية الدولية بدبي، للمرة الأولى، من الحصول على تقدير جيد جدًا من هيئة المعرفة والتنمية البشرية. ولمن لا يعرف، فهذا إنجاز لأن نظام المدرسة ألماني، وله طبيعة مختلفة في التقييم مقارنة بالنظام البريطاني الأكثر انتشارًا في الإمارات ومنطقة الخليج. وقد ساهم في ذلك كل قطاع بالمدرسة، بداية من رياض الأطفال ثم المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بتطور كبير عن العام الماضي. وقد ذكر مدير مدرستنا كلمة أراها ذات أهمية كبيرة، وهي أن "مدرستنا حصلت على هذا التقدير بعد محاولات عديدة بسبب المثابرة على تحقيق الهدف".

كان لفريق اللغة العربية والتربية الإسلامية، الذي تشرفت بقيادته، دورًا بارزًا في هذا الإنجاز، حيث حققنا تقدمًا في ثمانية مجالات كواحدة من أكثر أقسام اللغة العربية والتربية الإسلامية تقدمًا هذا العام، بالإضافة للحصول على تقدير جيد جدًا للعرب ولغير العرب في المرحلة الابتدائية. في هذا السياق، خالص الشكر لفريق هيئة المعرفة والتنمية البشرية على دورهم الكبير في رفع قيمة وشأن اللغة العربية والتربية الإسلامية بالمدارس وحرصهم على حث المدارس لدعم فهم الطلاب للثقافة الإسلامية والعربية والإماراتية.

 

 

 

 

 

 

التطوير الشخصي وتبادل الخبرات:

 واحدة من التحديات الهامة لكل معلم هي كيفية تطوير ذاته مهنيًا في ظل المهام الكثيرة المنوط بنا القيام بها. لذا من الأهمية بمكان وجود خطة لتنظيم الوقت وترتيب الأولويات وحضور مؤتمرات وملتقيات من أجل تبادل الخبرات مع الزملاء والخبراء في المجال. من خلال تلك الخطة الزمنية، تشرفت بالمشاركة كمتحدث أو محاضر في أربعة مؤتمرات تعليمية متعلقة بتطوير اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتعلمت من أساتذة كرام فيها.  كذلك أتيحت لي الفرصة لإجراء مقابلات إعلامية للحديث حول تطوير التعليم واللغة العربية في الإمارات، بالإضافة إلى كتابة أربعة مقالات صحفية، وكتابة قصة للأطفال قيد النشر، وأخيرًا التحضير لمقال أكاديمي حول تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

تأهيل جيل  للقيادة:

واحدة من التحديات التي واجهتنا بالمدرسة هي المركزية في الإدارة، حيث كانت تعتمد المدرسة على شخص واحد يدير كل فرق اللغة العربية والتربية الإسلامية، والباقي معلمون يساعدون تطوعًا ولا ينالون أي مسمى قيادي. ولذلك كانت الخطوة الأهم بالنسبة لي هي تأهيل جيل للقيادة من الزملاء الأفاضل بمسميات قيادية حقيقية وليست معنوية، وبهذا أصبحت القيادة تعتمد على فريق وليس فردًا واحدًا، فإذا ما رحل قائد الفريق، وجدت المدرسة من يكمل المسيرة دون أن يتأثر العمل.

 

 

 

لكن هل كانت الرحلة سهلة؟

لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق، حيث سبقها أو تخللها بعض التحديات والعثرات المهنية، استلزم التغلب عليها إقامة خطط عمل لإكمال ما نقص وإصلاح ما تعثر ومواصلة تطوير ما نجحنا فيه. وكان نتيجة ذلك - بعد فضل الله - أن عدنا هذا العام أقوى مما كنا، وتقدمنا في ثمانية مجالات وبإذن الله يستمر العمل القائم على الخطط حتى وإن اختلفت الأفراد وتغيرت القيادات.

ولكن لماذا أذكر ذلك الآن والأمور تبدو جيدة؟ 

هذه رسالة للجميع، وخاصة للخريجين الجدد، بأن رحلة أي نجاح لا تخلو من التحديات والأخطاء والعثرات والمنغصات، المهم أن لا تقف محلك دون إجراء، وأنه "لولا العثرات ما تذوقنا طعم النجاحات".

نصائح  ورسائل:

هنا أرسل رسائل ونصائح متواضعة من تجارب شخصية و محيطة، الهدف منها أن تساعدنا جميعًا على معاودة النجاح بعد أي كبوات أو عثرات: 

قم وتحرك: ولا تظن أن في تعثرك النهاية، قم وأكمل ما بدأت واعلم أن التحديات الصعبة والعثرات جزء من أي مهمة أو عمل. المهم كيف تتعامل مع تلك التحديات وتنهض من تعثرك. 

 

أنت الداعم الأول: كن انت الداعم الأول والأكبر لتطوير وتحفيز نفسك. فبالرغم من أهمية الدعم والتقدير من حولك، لكن البداية يجب أن تكون من عندك. الشيء الآخر ان الحياة بشكل عام لن تكزن منصفة طيلة الوقت ولذا فأنت بحاجة لتقوية نفسك لتدعم نفسها ذاتيا، وتكون كذلك عونا لمن حولك. سر الخطوات الصغيرة:

 عليك بالتخطيط الجيد لخطواتك، ولكن انتبه فالخطوات الكبيرة قد يصاحبها أحيانًا عثرات كبيرة. لذا، قسم الخطوة الكبيرة إلى خطوات صغيرة متتالية وستصل بشكل أسرع. واعلم أن الخطوة الأولى للنجاح هي الأصعب، فلا تيأس بل واصل وستصل. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ابتعد عن الصراعات: هذه نقطة هامة للغاية وهي الابتعاد عن المشتتات والصراعات، ابتعد عنها ما استطعت إلى ذلك سبيلًا. فهي مضيعة للوقت، ومرهقة للذهن والجسم، فيقل إنتاجك أو جودته، أو كلاهما للأسف. الصحبة الصالحة النافعة: تقرب من أهل التميز والعلم والخلق الحسن، وتعلم منهم، واعط تُعطى، وأنفق من علمك وخبرتك وسترى الخير من الله ولو بعد حين. 

 

 

 

 

 

 

 

نافس نفسك: عليك بالتركيز على ما ينقصك لتطويره، دون الدخول في مقارنة مع أحد، ولكن قارن حالك اليوم أمس، وخطط لغدك ليكون أفضل من اليوم.  وعليك بقول الشافعي رحمه الله 

" بقَـدْرِ الْـكَـدِّ تُـكْـتَسَبُ الْمَعَالِي             وَمَـنْ طَـلَـبَ الْعُلَا سَهِرَ اللَّيَالِي

وَمَـنْ رَامَ الْـعُـلَا مِـنْ غَـيْـرِ كَـدٍّ             أَضَـاعَ الْعُمْرَ فِي طَلَبِ الْمُحَالِ"

 

أنت قدوة لطلابك: واحدة من أهم نظريات التعلم هي نظرية التعلم الإجتماعي حيث يقلد الطالب ما يراه من قدوات، وأول قدوة يتأثر الطالب  في مدرسته بها هو معلمه، فكن قدوة حسنة له في كل شيء، فأنت صانع بقدوتك الحسنة لمستقبل أمتنا، فلنحسن  جميعا صنع مستقبل طلابنا.

أخيرا تذكر أن أي رحلة لا تخلو من التحديات والعثرات وصولا للنجاحات وأنه "لولا العثرات ما تذوقنا طعم النجاحات". فشكرًا لكل من ساهم في نجاحنا بالقول والعمل، شكرًا لكل من شجعنا ومد لنا يد العون ولو بكلمة لننهض بعد عثراتنا. 

مقالات مشابهة

  • الوزير والمثقفون
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • سليمان الراشدي يكتب سيرة السيد طارق بن تيمور
  • «مش روميو وجولييت» رسالة حب وتسامح
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • المهرجان القومي لـ المسرح يكرم الفنان أسامة عباس
  • صدور العدد 58 من مجلة المسرح
  • أحمد عبدالوهاب يكتب: "رحلة نجاح بين  التحديات والعثرات والإنجازات"
  • لبنان".. "أبو سليم" يسقط على المسرح أثناء تكريمه (فيديو)