تعرفوا إلى وسائل حماية النخيل من «عنكبوت الغبار»؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
دبي: يمامة بدوان
تعد شجرة النخيل ذات أهمية استراتيجية في الاستدامة الزراعية والموروث الحضاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تعتبر ركناً أساسياً في المحافظة على البيئة، وداعماً أساسياً للأمن الغذائي، حيث تساءل عدد من المهتمين عن طرق السيطرة على آفات النخيل بطرق آمنة بيئياً، خاصة «عنكبوت الغبار»، ومواعيد الإصابة بها.
وبحسب وزارة التغير المناخي والبيئة، فإن النخيل يتعرض أثناء فترة الإثمار إلى عنكبوت الغبار وهو عنكبوت صغير جداً، يتواجد على الخوص بأعداد قليلة طوال العام، ويتحول إلى الثمار في موسم الإثمار ويتكاثر عليها بكثافة، حيث تنتقل هذه الآفة من نخلة إلى أخرى في حال كانت أشجار النخيل متشابكة، أو عن طريق الرياح من خلال حبيبات التراب التي يكون ممسكاً بها، أو بأرجل الدبابير.
وأوضحت الوزارة أن هناك مجموعة من النصائح الإرشادية لحماية أشجار النخيل من هذا العنكبوت، منها إزالة النخيل المهمل والضعيف واليابس، وإزالة العذوق شديدة الإصابة ووضعها داخل كيس بلاستيكي وإتلافها بالطرق الصحيحة، كذلك تخفيف العذوق والشماريخ المتدلية حسب توصيات خدمة النخيل، إلى جانب رش الماء والصابون بنسبة 1% لتنظيف الشماريخ من الغبار المتراكم بعد فترات هبوب الرياح المحملة بالغبار مباشرة.
وتابعت إن «عنكبوت الغبار» عبارة عن عنكبوت صغير الحجم، يبلغ طوله حوالي 04 ملم للأنثى، و03 ملم للذكر، لونه أصفر يميل قليلاً إلى الأخضر، تضع الأنثى البيض فرادى على خوص النخيل والثمار، وله عدة أجيال في السنة، حيث يصيب الخوص طوال السنة، وعند عقد الثمار يتحول إليها ويتكاثر عليها بكثافة ونتيجة امتصاصه للعصارة من الثمار تفقد كثيراً من اللون الخارجي لها، إضافة إلى ظهور التشوهات والبقع، كما تفقد الأنسجة الداخلية كثيراً من طعمها ونكهتها فتصبح غير صالحة للأكل والتسويق.
وحول مواعيد الإصابة بهذه الآفة، أوضحت الوزارة أن عنكبوت الغبار، يصيب خوص النخيل طوال السنة وله عدة أجيال في السنة، وتعتبر الفترة الحرجة بالنسبة للإصابة هي شهرا مايو ويونيو، حيث تكون الإصابة كثيفة على ثمار النخلة المصابة.
وشددت على ضرورة فحص خوص النخيل قبل موسم الإثمار، لمكافحة الآفة إن كانت توجد إصابة، كما تجب ملاحظة أن خيوط العنكبوت غير قابلة للبلل، لذا يجب أن يتم الرش جيداً حتى يتخلل محلول الرش الخيوط ليصل إلى الأطوار المختلفة من الآفة، أيضاً إضافة مادة ناشرة ولاصقة لمحلول الرش وأن يتم تكرار عملية الرش بعد حوالي أسبوعين، وذلك عند مكافحة آفة عنكبوت الغبار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
"عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
شهر شوال أوشك على الرحيل، وهو شهر مبارك، فيه تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة رضي الله عنها فى السنة الأولى للهجرة، وهو أول أشهر الحج: "شوال، ذو القعدة، ذو الحجة"، وفيه يبدأ استعداد المسلمين لهذه الفريضة العظيمة، وقد شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: غزوة بني قينقاع التى حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة نتيجة لنقض بني قينقاع ـ وهم إحدى قبائل اليهود في المدينة ـ للعهود والمواثيق مع المسلمين، ومحاولتهم الاعتداء على امرأة مسلمة، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وإجلاء بني قينقاع عن المدينة، وفيه غزوة أحد التى وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، ثم غزوة الخندق "الأحزاب": وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، حيث حاصرت فيها قوى مشركة متحالفة المدينة المنورة، وبفضل الله أولا، ثم بحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشورة سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، استطاع المسلمون الصمود وهزيمة الأحزاب. وغزوة حنين: كانت في شوال من السنة الثامنة للهجرة، حيث واجه المسلمون فيها قبيلتي هوازن وثقيف، وفي البداية حدث بعض التراجع في صفوف المسلمين، لكن بثبات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعودة المسلمين، تحقق نصر كبير.
وكانت غزوة الطائف، بعد غزوة حنين مباشرة في شوال من السنة الثامنة للهجرة، توجه المسلمون إلى الطائف لمحاصرة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا فيها، وانتهى الحصار دون فتح، وعاد المسلمون إلى مكة.
وتتابعت وفود القبائل إلى المدينة المنورة فى شوال من السنة التاسعة للهجرة، لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سمى هذا العام "عام الوفود" وهو علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شهد اكتمالا لجهود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر الدعوة وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. وفيه تم إرساء دعائم الدولة الإسلامية القوية التي انطلقت منها الفتوحات فيما بعد، ونشرت نور الإسلام في أرجاء واسعة من العالم.
السبب الرئيسي لهذه التسمية هو الكثرة غير المسبوقة للوفود التي قدمت إلى المدينة في هذه السنة، بعد أن أظهر الله ـ عز وجل ـ قوة الإسلام وعزته بفتح مكة وهزيمة الأحزاب وغيرها، فأدركت القبائل العربية أن أى قوة لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الدعوة المنتشرة. كما أن شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة الإسلام كانت عوامل جاذبة للكثيرين، وبقدوم هذه الوفود وإعلانها الإسلام وولائها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولم يكن دخول هذه القبائل في الإسلام نتيجة للحروب أو الإكراه ـ كما يزعم بعض الحاقدين على الإسلام ـ بل كان عن قناعة وإدراك لقوة الإسلام ورسالته السامية، إذ لا يصح إسلام المكره، لقوله تعالى: "لا إكراه فى الدين.. "
ومع ازدياد أعداد المسلمين واتساع الدولة، بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أوسع في مختلف جوانب الحياة، حيث وحد الإسلام بين هذه القبائل المتناحرة تاريخيا، وغرس فيهم مبادئ الأخوة والتآزر، ولم يبقَ إلا القليل من القبائل التي لم تدخل في الإسلام بحلول نهاية هذا العام، وأصبح لدى الأمة قاعدة واسعة من المسلمين الذين يحملون مسؤولية نشر الإسلام والحفاظ عليه من بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستقبل الوفود بحفاوة وتكريم، ويحسن ضيافتهم. وكان يجلس معهم ويستمع إليهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان يرسل معهم معلمين وقراء لتعليم قومهم القرآن والسنة. كما كان يبرم معهم الاتفاقيات التي تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم.
[email protected]