تشهد مدينة المكلا، ومديريات ساحل حضرموت، جنوب شرق اليمن، تدهوراً كبيرا في مستوى توليد الطاقة الكهربائية، وسط حالة من الاستهجان الشعبي جراء زيادة ساعات الإطفاءات وتقليل ساعات التشغيل في ظل ارتفاع دراجات الحرارة.

ويقول عدد من المواطنين في المكلا في أحاديث متفرقة لمراسل "نيوزيمن": "أصبحت أزمة الكهرباء لا تطاق، وهذا التدهور نلمسه كل عام خصوصاً في فصول الصيف الحار، أمر لا يحتمل.

يجب وضع حد لهذه المعاناة التي تزيد من معاناتنا المعيشية المتدهورة".

وأضافوا: "كل يوم والكهرباء في تدهور، والتبريرات جاهز مرة خروج الخدمة بسبب نقص الوقود، ومرة أخرى أعطال في الشبكة، ومرة ثالثة في الأحمال الزائدة وغيرها من التبريرات التي يسوقها المسؤولون في كهرباء ساحل حضرموت لتغطية الأزمة كل عام"، لافتين إلى ان الأهالي ضاقوا من هذه المعضلة التي تؤرق حياتهم بشكل كبير وتقض مضاجعهم جراء الإطفاءات الثقيلة التي تتراوح هذه الأيام بين 3 ساعات وأحياناً تصل إلى 5 ساعات، مقابل ساعتين إلى ساعة ونصف تشغيل.

وقال آخرون من أصحاب المهن الصغيرة والمتوسطة: "تعطلت مصالحنا وأعملنا التجارية، وأصبحنا ننتظر مواعيد تشغيل التيار الكهربائي لتجهيز ما علينا من التزامات للعملاء، ولكن الإطفاءات الثقيلة تسببت لنا بالكثير من المشكلات وكبدتنا خسائر كبيرة".

وتقول أم رحمة، وهي عاملة في بيع كيك الأعراس والمناسبات والآيسكريم، إنها تجد صعوبة في تجهيز بعض الطلبيات المستعجلة، وتكتفي فقط بالطلبيات المتباعدة تحسباً لساعات انقطاع التيار الكهربائي". تمتلك أم رحمة ثلاجتين تحصلت عليهما من إحدى المنظمات الدولية عقب تلقيها تدريباً في مجال التمكين الاقتصادي في المكلا. وتحتاج الكهرباء بشكل شبه مستمر لحفظ ما تقوم بإعداده من مأكولات وآيسكريم وتسليمه لعملائها من أصحاب المناسبات".

وتقول أم رحمة، وهي أرملة وأم لـ3 بنات، إنها تقوم بهذا العمل لإعالة أسرتها، ولكن أزمة الكهرباء أصبحت تقيدها بشكل كبير، وتكبدها خسائر كبيرة"، متمنية أن يقوم المسؤولون في حضرموت بوضع حلول نهائية لمشكلة الكهرباء حتى لا تتعطل مصالح الناس".

مؤسسة كهرباء ساحل حضرموت، وعبر إدارة العلاقات العامة والإعلام، رمت بمشكلة التراجع خلال الأيام الماضية إلى ما أسمته التقطعات الحاصلة في هضبة حضرموت بالقرب من الشركات النفطية التي تزود محطات التوليد بالوقود.

وقدمت مؤسسة الكهرباء توضيحاً للمواطنين، عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"، حول أسباب ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وهو ناتج عن خروج بعض محطات توليد الكهرباء عن الخدمة بسبب عدم تزويدها بوقود التشغيل من مادة الديزل الواصل من شركة بترومسيلة بسبب التقطعات الحاصلة- في إشارة إلى التقطعات القبلية التي يقودها حلف قبائل حضرموت.

وأوضحت المؤسسة، أن منع وصول الوقود أدى إلى خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة بشكل نهائي، مما تسبب في عجز في الطاقة.

هذه الاتهامات لقيت رفضاً قاطعاً من قبل قيادة حلف قبائل حضرموت الذي أصدر بياناً مضاداً نفى فيه أي احتجاز أو منع لقاطرات الوقود الخاصة بكهرباء الساحل، محملة في بيان صادر عن الحلف عبر "فيسبوك"، السلطة المحلية وفرع شركة النفط ومؤسسة الكهرباء كامل المسؤولية عن أي انقطاعات للتيار الكهربائي على المواطنين في ساحل حضرموت بحجة انعدام مادة الديزل القادم من شركة بترومسيلة بسبب نقاط القبائل.

وأشار الحلف في بيانه إلى أن هناك محاولة لإيهام الناس وتضليلهم إعلامياً بأن نقاط حلف قبائل حضرموت المتمركزة في الهضبة، تمنع مرور نقل مادة الديزل التابع للكهرباء، وهذا تزييف للحقيقة، موضحاً أن الحلف ومنذ اليوم الأول للتصعيد في هضبة حضرموت لمنع نهب الثروة النفطية أكد وأعلن أن وقود الكهرباء خط أحمر، وأن نقاط الحلف لن تعترض على تزويد الكهرباء بمادة الديزل من شركة بترومسيلة.

وأضاف البيان: خلال اليومين الماضيين أخبرنا مدير مؤسسة الكهرباء، بأنه لا مانع لدينا في مرور نقل مادة الديزل الخاصة للكهرباء، شريطة أن يرفع كشفاً بالكمية المعتمدة من مادة الديزل للكهرباء المخصصة لكهرباء ساحل حضرموت، وعلى الرغم من هذا لم نقم بإيقاف أي كمية أو ناقلة تابعة لمؤسسة الكهرباء، مشيراً إلى أن فرع شركة النفط رفض ارسال طلب كمية مادة الديزل من شركة بترومسيلة الخاصة بالكهرباء لافتعال أزمة انقطاع الكهرباء على المواطنين، ومغالطة الناس أن حلف قبائل حضرموت هو من قام بمنع تزويد الكهرباء بمادة الديزل من شركة بترومسيلة.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: حلف قبائل حضرموت ساحل حضرموت مادة الدیزل

إقرأ أيضاً:

عدن بين لهيب الصيف وظلام الليل.. أزمة الكهرباء تتفاقم والغضب الشعبي يتصاعد (تقرير)

بين صيف عدن اللاهب وظلام الليل الطويل، يقف المواطنون وحدهم في مواجهة هذه الأزمة التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر، وسط مطالبات ملحّة بضرورة إيجاد حلول جذرية لإنهاء هذه المعاناة، التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية لسكان المدينة المنكوبة بالكهرباء.

 

حيث تعيش العاصمة المؤقتة عدن في ظلامٍ دامس مع استمرار أزمة الكهرباء، التي ألقت بظلالها القاتمة على حياة المواطنين، متسببة في موجة سخط شعبي عارم، في ظل انعدام أي حلول جذرية تلوح في الأفق.

 

وقد تفاقمت أزمة الكهرباء بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، حيث شهدت عدن انقطاعات متكررة وصلت في بعض الأيام إلى خروج المنظومة الكهربائية بالكامل عن الخدمة، ما زاد من معاناة السكان، وأدى إلى شلل شبه كامل في الحياة اليومية.

 

وتعزو الجهات الرسمية هذه الأزمة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها نفاد الوقود المشغل لمحطات التوليد، وعدم توفير مخصصات كافية لاستمرار تشغيل الكهرباء، إضافةً إلى تهالك محطات التوليد التي لم تخضع لعمليات صيانة دورية منذ سنوات، مما جعلها غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة.

 

وعود متكررة دون تنفيذ

 

ورغم تعهدات الحكومة المتكررة بالعمل على إيجاد حلول لأزمة الكهرباء، إلا أن الواقع يؤكد أن تلك الوعود لم تُترجم إلى خطوات فعلية، حيث لا تزال المشكلة قائمة دون أي تحسّن يُذكر.

 

وفي أكثر من مرة، أعلنت الحكومة عن خطط لتوفير وقود الطوارئ لمحطات الكهرباء، لكن هذه الحلول لم تكن سوى مسكّنات مؤقتة، سرعان ما تنتهي ليعود الوضع إلى أسوأ مما كان عليه.

 

ومع استمرار أزمة الكهرباء، تصاعدت حالة الغضب بين المواطنين الذين عبّروا عن استيائهم من تدهور الخدمات الأساسية، وخصوصًا الكهرباء التي تُعد شريان الحياة، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة.

 

يقول خالد سعيد، أحد سكان مديرية المنصورة، لـ"الموقع بوست": "لم نعد نطيق هذه المعاناة، ساعات طويلة من الظلام، بينما المسؤولون لا يشعرون بما نعيشه. لقد أصبحت حياتنا كابوسًا مستمرًا بسبب هذه الانقطاعات المتكررة."

 

أما أم أحمد، وهي ربة منزل في مديرية كريتر، فتضيف: "كل شيء في حياتنا أصبح معلقًا بالكهرباء، من تبريد الطعام إلى تشغيل الأجهزة الأساسية في المنزل."

 

وترى أم أحمد في حديثها لـ"الموقع بوست"، أن هذا الانقطاع المتكرر ليس مجرد أزمة طارئة، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى دفع المواطنين نحو الاعتماد على الكهرباء الخاصة بأسعار باهظة.

 

وتقول: "ما يحدث اليوم هو تضييق متعمد على الناس، وكأنهم يريدون إجبارنا على الاشتراك في الكهرباء التجارية، التي أصبحت تجارة مربحة للبعض على حساب معاناة المواطن البسيط."

 

وتشير إلى أن هذه الأزمة تزيد من الأعباء المالية على المواطنين، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، متسائلة عن سبب عجز الجهات المعنية عن إيجاد حلول دائمة.

 

تداعيات كبيرة

 

لم تقتصر تداعيات الأزمة على معاناة المواطنين داخل منازلهم، بل انعكست بشكل مباشر على مختلف القطاعات، حيث تضررت العديد من الأنشطة التجارية بسبب الانقطاعات الطويلة، ما أدى إلى خسائر فادحة للتجار وأصحاب الأعمال.

 

كما أثّر انقطاع الكهرباء على عمل المستشفيات والمرافق الصحية، مما جعل الكثير منها يعتمد على مولدات كهربائية تعمل بتكاليف باهظة، وهو ما يضع حياة المرضى في خطر.

 

وقد حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن من تداعيات خطيرة قد تهدد الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية، نتيجة توقف خدمة الكهرباء عن هذه المرافق الحيوية.

 

وأكدت الوزارة، في بيان لها تابعه "الموقع بوست"، أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى انهيار شامل للقطاع الصحي في الأيام القليلة القادمة إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل، معربةً في الوقت ذاته عن قلقها العميق إزاء الأزمة الحالية التي تمر بها مستشفيات عدن، مشيرةً إلى أن توقف خدمة الكهرباء قد يعرض حياة المرضى في هذه المرافق للخطر.

 

وناشدت الوزارة الجهات الحكومية المختصة والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية وضمان استمرارية خدمات الكهرباء العامة في المستشفيات، إضافةً إلى تأمين إمدادات المياه بشكل دائم.

 

من جانبها، أطلقت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، نداءً عاجلًا إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكافة الجهات المعنية، طالبت فيه بالتدخل الفوري لتأمين كميات كافية من الوقود، لضمان استمرار خدمات المياه والصرف الصحي، في ظل أزمة متفاقمة تهدد المدينة.

 

وحذرت المؤسسة، في بيانٍ صادر عنها تابعه "الموقع بوست"، من توقف كامل للخدمة خلال الساعات القادمة، مع قرب نفاد الوقود الاحتياطي، إلى جانب الانطفاء الكلي لمنظومة كهرباء عدن، المقرر عند منتصف الليل يوم الثلاثاء، مما ينذر بكارثة إنسانية تهدد السكان.

 

وأوضحت المؤسسة أن الكميات المحدودة من الوقود المتوفرة لديها ستنفد خلال 24 ساعة، مؤكدةً أن عدم توفير الوقود الكافي لتشغيل مولدات الطاقة الكهربائية سيؤدي إلى توقف آبار المياه ومضخات الصرف الصحي عن العمل، ما قد يتسبب في أزمة خانقة وانقطاع المياه عن آلاف المواطنين.

 

مع كل هذه التداعيات، يبقى السؤال الأهم: هل هناك حلول حقيقية لإنهاء أزمة الكهرباء في عدن؟ في ظل غياب خطط واضحة من الجهات المختصة، يبدو أن الأزمة مرشحة للاستمرار، ما لم يكن هناك تحرك عاجل وحقيقي يضمن توفير وقود كافٍ، وإجراء إصلاحات جذرية لمحطات التوليد، والعمل على استقدام مشاريع استثمارية في قطاع الطاقة.


مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء السوري يبحث مع وفد إماراتي مشاريع توليد الكهرباء والحلول العاجلة للقطاع في سوريا
  • عدن.. احتجاجات غاضبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه ورفضاً لحلول ترقيعية مؤقتة
  • عدن بين لهيب الصيف وظلام الليل.. أزمة الكهرباء تتفاقم والغضب الشعبي يتصاعد (تقرير)
  • سكان غزة يستعينوا بالطاقة الشمسية لمواجهة أزمة شح الكهرباء بالقطاع المدمر
  • تطورات جديدة في أزمة شيرين عبدالوهاب مع شركة روتانا
  • ليفاندوفسكي..العقدة التي تؤرق فالنسيا
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • محافظ أسيوط يكشف تفاصيل أزمة عبّارة أبو تيج - ساحل سليم
  • الثانية خلال ساعات.. الداخلية اليمنية تعلن القبض على خلية حوثية في أبين
  • وسط تجاهل تزويدها بالوقود .. توقف كهرباء عدن خلال ساعات