أزمة الكهرباء تؤرق سكان ساحل حضرموت وحلف القبائل يخلي مسؤوليته
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
تشهد مدينة المكلا، ومديريات ساحل حضرموت، جنوب شرق اليمن، تدهوراً كبيرا في مستوى توليد الطاقة الكهربائية، وسط حالة من الاستهجان الشعبي جراء زيادة ساعات الإطفاءات وتقليل ساعات التشغيل في ظل ارتفاع دراجات الحرارة.
ويقول عدد من المواطنين في المكلا في أحاديث متفرقة لمراسل "نيوزيمن": "أصبحت أزمة الكهرباء لا تطاق، وهذا التدهور نلمسه كل عام خصوصاً في فصول الصيف الحار، أمر لا يحتمل.
وأضافوا: "كل يوم والكهرباء في تدهور، والتبريرات جاهز مرة خروج الخدمة بسبب نقص الوقود، ومرة أخرى أعطال في الشبكة، ومرة ثالثة في الأحمال الزائدة وغيرها من التبريرات التي يسوقها المسؤولون في كهرباء ساحل حضرموت لتغطية الأزمة كل عام"، لافتين إلى ان الأهالي ضاقوا من هذه المعضلة التي تؤرق حياتهم بشكل كبير وتقض مضاجعهم جراء الإطفاءات الثقيلة التي تتراوح هذه الأيام بين 3 ساعات وأحياناً تصل إلى 5 ساعات، مقابل ساعتين إلى ساعة ونصف تشغيل.
وقال آخرون من أصحاب المهن الصغيرة والمتوسطة: "تعطلت مصالحنا وأعملنا التجارية، وأصبحنا ننتظر مواعيد تشغيل التيار الكهربائي لتجهيز ما علينا من التزامات للعملاء، ولكن الإطفاءات الثقيلة تسببت لنا بالكثير من المشكلات وكبدتنا خسائر كبيرة".
وتقول أم رحمة، وهي عاملة في بيع كيك الأعراس والمناسبات والآيسكريم، إنها تجد صعوبة في تجهيز بعض الطلبيات المستعجلة، وتكتفي فقط بالطلبيات المتباعدة تحسباً لساعات انقطاع التيار الكهربائي". تمتلك أم رحمة ثلاجتين تحصلت عليهما من إحدى المنظمات الدولية عقب تلقيها تدريباً في مجال التمكين الاقتصادي في المكلا. وتحتاج الكهرباء بشكل شبه مستمر لحفظ ما تقوم بإعداده من مأكولات وآيسكريم وتسليمه لعملائها من أصحاب المناسبات".
وتقول أم رحمة، وهي أرملة وأم لـ3 بنات، إنها تقوم بهذا العمل لإعالة أسرتها، ولكن أزمة الكهرباء أصبحت تقيدها بشكل كبير، وتكبدها خسائر كبيرة"، متمنية أن يقوم المسؤولون في حضرموت بوضع حلول نهائية لمشكلة الكهرباء حتى لا تتعطل مصالح الناس".
مؤسسة كهرباء ساحل حضرموت، وعبر إدارة العلاقات العامة والإعلام، رمت بمشكلة التراجع خلال الأيام الماضية إلى ما أسمته التقطعات الحاصلة في هضبة حضرموت بالقرب من الشركات النفطية التي تزود محطات التوليد بالوقود.
وقدمت مؤسسة الكهرباء توضيحاً للمواطنين، عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"، حول أسباب ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وهو ناتج عن خروج بعض محطات توليد الكهرباء عن الخدمة بسبب عدم تزويدها بوقود التشغيل من مادة الديزل الواصل من شركة بترومسيلة بسبب التقطعات الحاصلة- في إشارة إلى التقطعات القبلية التي يقودها حلف قبائل حضرموت.
وأوضحت المؤسسة، أن منع وصول الوقود أدى إلى خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة بشكل نهائي، مما تسبب في عجز في الطاقة.
هذه الاتهامات لقيت رفضاً قاطعاً من قبل قيادة حلف قبائل حضرموت الذي أصدر بياناً مضاداً نفى فيه أي احتجاز أو منع لقاطرات الوقود الخاصة بكهرباء الساحل، محملة في بيان صادر عن الحلف عبر "فيسبوك"، السلطة المحلية وفرع شركة النفط ومؤسسة الكهرباء كامل المسؤولية عن أي انقطاعات للتيار الكهربائي على المواطنين في ساحل حضرموت بحجة انعدام مادة الديزل القادم من شركة بترومسيلة بسبب نقاط القبائل.
وأشار الحلف في بيانه إلى أن هناك محاولة لإيهام الناس وتضليلهم إعلامياً بأن نقاط حلف قبائل حضرموت المتمركزة في الهضبة، تمنع مرور نقل مادة الديزل التابع للكهرباء، وهذا تزييف للحقيقة، موضحاً أن الحلف ومنذ اليوم الأول للتصعيد في هضبة حضرموت لمنع نهب الثروة النفطية أكد وأعلن أن وقود الكهرباء خط أحمر، وأن نقاط الحلف لن تعترض على تزويد الكهرباء بمادة الديزل من شركة بترومسيلة.
وأضاف البيان: خلال اليومين الماضيين أخبرنا مدير مؤسسة الكهرباء، بأنه لا مانع لدينا في مرور نقل مادة الديزل الخاصة للكهرباء، شريطة أن يرفع كشفاً بالكمية المعتمدة من مادة الديزل للكهرباء المخصصة لكهرباء ساحل حضرموت، وعلى الرغم من هذا لم نقم بإيقاف أي كمية أو ناقلة تابعة لمؤسسة الكهرباء، مشيراً إلى أن فرع شركة النفط رفض ارسال طلب كمية مادة الديزل من شركة بترومسيلة الخاصة بالكهرباء لافتعال أزمة انقطاع الكهرباء على المواطنين، ومغالطة الناس أن حلف قبائل حضرموت هو من قام بمنع تزويد الكهرباء بمادة الديزل من شركة بترومسيلة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: حلف قبائل حضرموت ساحل حضرموت مادة الدیزل
إقرأ أيضاً:
أموال الكهرباء تجهز دول الجوار بالطاقة وتعجز عن سد حاجة العراقيين
بغداد اليوم - بغداد
في ظل تصاعد أزمة الطاقة وقدوم فصل الصيف الذي تزامن هذا العام مع قرار إيقاف الاستثناء الخاص باستيراد الغاز الايراني، ما ادى الى كشف الفساد المتغلغل في وزارة الكهرباء الممتد الى اكثر من عقدين من الفشل المتراكم وادى بالنتيجة الى ايقاف هذه الخدمة الضرورية للمواطن العراقي، أكد عضو مجلس النواب عادل حاشوش الركابي، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، أن العراق صرف أموالا على الكهرباء بإمكانها تجهيز كل دول الجوار على مدار 24 ساعة مستمرة.
وقال الركابي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الأموال التي صرفت على الكهرباء في العراق كان بامكانها تغذية كل دول الجوار بساعات تجهيز 24 ساعة لكنها لم تفلح بتجهيز المواطن العراقي بما يحتاجه من ساعات التجهيز".
وأضاف أن "أزمة الكهرباء الأزلية التي تمتد من تسعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا كان بالإمكان الاستفادة من الأموال الطائلة التي صرفت عليها لكن دون جدوى".
ودعا الركابي، "وزارة الكهرباء الى عدم التهاون مع استحقاق المواطن، فالأعذار لم تعد مقبولة بشأن قلة التجهيز، وعلى الوزارة إيجاد الحلول للصيف المرتقب.
هذا وكشف عضو لجنة الكهرباء والطاقة البرلمانية، كامل عنيد، امس الأحد، عن حراك لاستجواب وزير الكهرباء بسبب الإخفاق في حل أزمة الطاقة.
وقال عنيد، لـ"بغداد اليوم"، إن "وزارة الكهرباء أخفقت وبشكل كبير بحل أزمة الطاقة رغم صرف الأموال الطائلة عليها من عقود واتفاقات وغيرها، ومازالت الأموال تصرف بلا أي حل للازمة وهذا ما يدعو الى مراجعة كل العقود والاتفاقات المبرمة".
واضاف ان "هناك حراك نيابي من قبل نواب من مختلف الكتل والأحزاب من أجل استجواب وزير الكهرباء بسبب استمرار الإخفاق في حل أزمة الطاقة أو تحسين تجهيز المواطنين، خاصة ونحن مقبلين على فصل الصيف، ولغاية الآن الوزارة بلا خطط حقيقية، ولم تنفذ شيء واقعي من المنهاج الحكومي".
وبين النائب ان "اللجان البرلمانية المختصة سوف تعمل على مراجعة كافة العقود والاتفاقات المبرمة من قبل وزارة الكهرباء، وهذا ضمن العمل الرقابي لمجلس النواب العراقي".