هل يجوز ارتداء السلسلة الفضة للرجل وربط الشعر ضفائر؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
وضحت دار الإفتاء المصرية عن تساؤل ورد إليها حول حكم ارتداء الرجال للسلسة الفضة حرام حتى لو كان متعارفًا عليها أنها للرجال؟ وهل ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر حرام؟ وهل فيه تشبه بالنساء مع أنه ورد في السنة؟ وهل هناك قواعد محددة لمعنى التشبه بالنساء؟
أجابت الدار عبر فتوى تحمل رقم “8394” قائلة: ارتداء الرجال للسلسة الفضة محل خلاف بين الفقهاء، والذي نراه أنه يجوز للرجال لبس السلسلة الفضة، لكن هذا الجواز مقيدٌ بألا تكون في بلد اختص النساء فيه بلبس سلاسل الفضة، وألا تكون السلسلة نفسها مما صُنِع للنساء.
والقواعد الضابطة لمعنى التشبه الممنوع بالنساء هي:
أولًا: أن يكون التشبُّه مقصودًا؛ بأن يتعمد الرجل فعل ما يكون من شأن النساء، وأن تتعمد المرأة فعل ما يكون من شأن الرجال، أما مجرد التوافق دون قصد وتعمد فلا حرج فيه، فالناس بأجناسها تتفق في أمور مشتركة؛ كاستعمال أدوات الأكل وركوب الطائرات وما إلى ذلك. فإذا انتفى القصد كان الفعل تشَابُهًا لا تشبُّهًا، ولا حَرج في التشابه فيما لم يُقصَد.
ثانيًا: أن يكون التشبه في شيء هو من خصائص الجنس الآخر، ومعيار ذلك الدين، أو الطَّبع والجِبِلَّة، أو العرف والعادة، وكثير من التشبه يكون في ذلك في أول الأمر، حيث يوجد القصد والتعمد والإعجاب، ثم بعد ذلك يصير شيئًا مألوفًا لا شذوذ فيه، ولا يُعَدُّ تشبهًا مذمومًا.
والأمران منتفيان في لبس الرجُل لسلسة الفضة، فإذا جرت عادة الناس بلبس الرجال لسلاسل الفضة، وكان ذلك من غير قصدِ التشبه بالنساء فلا مانع منه شرعًا؛ لتغير الأعراف بين الناس، ولانتفاء قصد التشبه بالنساء، إضافة إلى أنَّ القول بخصوص التَّشبُّه بالنساء في لبس السلسلة وكونها غير معتاد على اللبس- منقوضٌ باعتياد لبسها من جانب الرجال مع وجود مسميات رجالية لأصناف هذه السلاسل، فالتَّشبُّه بالنساء في لبسها منتفٍ لذلك.
ومن ثم لا يُتورَّك على هذا الجواز بأنَّ لبس الَرجُل لسلسة الفضة فيه تَشبُّه مقصود بالنساء، وهو داخل في اللعن الوارد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرَّجُل يلبس لِبْسَة المرأة، والمرأة تلبس لِبْسَة الرجل". أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه في "السنن"، والنسائي في "السنن الكبرى"، وصَحَّحه ابن حبان والحاكم.
وكذلك الحال في ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر، مرَدُّ الأمر فيه إلى العادة والعرف، ولم يعتَدْ أهل مصر مثلًا على مثل هذا، وما ورد في السنة إنما كان ذلك لعادة العرب في هذا، وهذه العادة اختفت من غالب بلاد العرب.
ومما سبق يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السلسلة الفضة الإفتاء دار الإفتاء المصرية ه بالنساء
إقرأ أيضاً:
هل قصات الشعر الحديثة حلال أم حرام؟ عويضة عثمان يجيب
ردّ الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على استفسار من يوسف صفوت، من محافظة المنيا، حول حكم قصات الشعر الحديثة التي تتصدر التريند، وهل هي جائزة أم محرّمة.
وخلال ظهوره في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس اليوم، الثلاثاء، أوضح أن الأصل في حلق الشعر أنه من العادات وليس من العبادات، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ نهى عن القزع، وهو حلق بعض الرأس وترك بعضه، لأن بعض الطوائف في الماضي كانت تتبع أنماطًا معينة في قص الشعر كجزء من عباداتها، أما اليوم فقد بات الأمر مرتبطًا بالموضة والتقليد دون بُعد ديني.
وقال إن الإسلام لا يمنع التجمّل أو اتباع العادات الاجتماعية ما دامت لا تخالف الشريعة، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على الهوية الشخصية وعدم الانسياق وراء موضات عابرة، مشيرًا إلى ضرورة اعتزاز الإنسان بعاداته وتقاليده الطيبة.