معركة الثنائي بايدن وترامب باقية وهي معركة قد تحدد صورة أمريكا القادمة
في السياسة تصعب التكنهات، مهما بُنيت على وقائع ومعطيات ومؤشرات وازنة، فما أكثر ما تأتي التطورات مخالفة لما جرى توقعه. ما من عالم سريع التحرك، شديد التقلب، كما السياسة، فيمكن لحدث كبير غير متوقع، وأحياناً صغير، أن يحدث تحوّلاً في مسار، كان الجميع يتوقع أن الأمور ذاهبة إليه.
ولعلّ الزعيم البريطاني الشهير تشرشل هو قائل عبارة تفيد بأن السياسي المحنك هو من يمتلك القدرة على توقع الآتي، شريطة أن يمتلك القدرة على "تبرير" لماذا لم يحدث ما توقعه.
نبدأ بهذا للقول إن من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الجزم بما إذا كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام القادم، ستكون، في النهاية، سباقاً بين الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن وسلفه الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، لكن حكماً من كل المعطيات التي يراها المحللون والمتابعون، فإن الأمر سيكون كذلك على الأرجح.
رغم كل ما بات معروفاً عن أثر العمر الكبير على أداء بايدن، وتعثراته المستمرة، وزلات لسانه، ونسيانه وسواها، فلن تكون مهمة يسيرة أمام الحزب الديمقراطي استبداله بمرشح رئاسي آخر، إلا إذا حدث تطور دراماتيكي في صحته، وهذا ليس أكثر من احتمال، وبالتالي، فالمرجح أنه سيبقى مرشح الحزب القادم أيضاً.
في حال ترامب يبدو الأمر أكثر تعقيداً، لكن كل استطلاعات الرأي تذهب إلى أنه المرشح الأقوى للفوز بترشيح الجمهوريين للسباق الرئاسي، أمام تصاعد شعبيته المستمر، في ظل الموجة الشعبوية التي تجتاح أمريكا والغرب عامة، والميّالة لتحبيذ هذا النوع من الخطاب الذي يتبناه ترامب، وتلقى صدى واسعاً دعوته للتركيز على الداخل الأمريكي و"تحرير" أمريكا من أعباء والتزامات عسكرية ومالية خارجية هي في غنى عنها.
خضع ويخضع ترامب في الفترة الأخيرة إلى عدة محاكمات في قضايا مختلفة، وفي مختلف الولايات، وإليه وجهت عدّة تهم، أخطرها الأخيرة، المتمثلة في ممارسة الضغوط لتغيير نتائج الانتخابات السابقة التي خسرها لصالح بايدن، والرأي السائد أن صدور الأحكام في هذه القضايا سيتأخر حتى عشية، وربما غداة، موعد الانتخابات القادمة، ويرمي ترامب خصومه الديمقراطيين بتهمة أنهم، بالملاحقات القضائية المتواصلة ضده، يرمون إلى الحيلولة دون ترشحه للانتخابات القادمة، ويؤكد تصميمه على مواصلة التحدي وعدم التراجع عن ذلك، حتى لو انتهى الأمر به بإدارة حملته الانتخابية وهو سجين، ويظهر ترامب براعة في توظيف هذه المحاكمات لصالحه، فهي، بالفعل، ترفع من شعبيته، حين تظهره في صورة "الضحية" لا "المتهم".
علينا، إذن، أن نرى بأن معركة الثنائي بايدن – ترامب باقية، وهي معركة قد تحدد صورة أمريكا القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بايدن ترامب
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو "الإفلاس"
حذر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، من الوضع المالي للولايات المتحدة، مشيراً إلى أنها أمريكا "تتحرك بسرعة كبيرة نحو الإفلاس".
وكتب ماسك في منشور عبر منصة "إكس"، اليوم: "أمريكا تتحرك الآن بسرعة كبيرة نحو الإفلاس".
ويأتي رد ماسك تعليقاً على منشور لإدارة الكفاءة الحكومية (DOGE) عبر "إكس"، والتي قالت فيه إن آخر مرة حققت فيه الولايات المتحدة فائضاً في الميزانية كان في عام 2001.
وأضافت أن الحكومة الأمريكية أنفقت أكثر من 6 تريليونات دولار في السنة المالية 2023، وجمعت 4.47 تريليون دولار فقط.
America is currently headed for bankruptcy super fast https://t.co/Tm6JFJ6mef
— Elon Musk (@elonmusk) November 23, 2024وفي وقت سابق، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن إيلون ماسك ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي سيترأسان الإدارة الجديدة للكفاءة الحكومية (DOGE).
وأعرب ماسك مراراً عن دعمه لترامب على منصة "إكس"، وأصبح نشطاً سياسياً بشكل متزايد على مر السنين ويعلق بانتظام على قضايا السياسة الأمريكية.
والخميس الماضي، فصّل ماسك في صحيفة "وول ستريت جورنال" للمرة الأولى، مشروعه "الجذري" لإصلاح السلطات الفدرالية والذي يشمل صرف عدد كبير من الموظفين الرسميين وخفض النفقات.
ماسك يتعهد بخفض وإصلاح جذري للسلطات الفدرالية الأمريكية - موقع 24فصّل إيلون ماسك الذي عينه دونالد ترامب مستشاراً خاصاً، في صحيفة "وول ستريت جورنال" للمرة الأولى، مشروعه "الجذري" لإصلاح السلطات الفدرالية والذي يشمل صرف عدد كبير من الموظفين الرسميين وخفض النفقات.وكان ماسك في سبتمبر (أيلول) الماضي، وعد بخفض إنفاق الميزانية الأمريكية بما لا يقل عن تريليوني دولار إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات.
وحينذاك، قال ماسك "إذا فاز ترامب -ومن الواضح أنني أظن أن هناك أشخاصاً لديهم مشاعر مختلطة بشأن ما إذا كان ينبغي أن يحدث ذلك- فلدينا فرصة للقيام بنوع من إلغاء القيود التنظيمية وتقليص حجم الحكومة"، مشيراً إلى أن هذه الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر.
وأضاف "لأن الأمر الآخر إلى جانب القواعد التنظيمية، هو أن أمريكا ستفلس أيضاً بسرعة كبيرة".
Interest payments on just federal government debt now exceed the entire Defense Department budget!
America is in the fast lane to bankruptcy, meanwhile … pic.twitter.com/bnBAA6Shtu
وأشار ماسك إلى أن مدفوعات الفائدة على الدين الوطني تجاوزت ميزانية وزارة الدفاع، وتجاوزت تريليون دولار هذا العام، معلقاً "إننا نضيف تريليون دولار إلى ديوننا، والتي سيتعين على أطفالنا وأحفادنا سدادها بطريقة ما، بجانب أن مدفوعات الفائدة ترتفع بسرعة، لذا في النهاية الشيء الوحيد الذي سنكون قادرين على فعله هو زيادة الفائدة".
وتابع "أن الاقتصاد الآن مثل شخص تراكم عليه الكثير من ديون بطاقات الائتمان، وهذا ليس له نهاية جيدة، ولذا يتعين علينا خفض الإنفاق".