شهد مسرح الغد بالعجوزة، على مدار ليلتين، العرض المسرحي كاسبر ، وهو ثالث العروض المسرحية التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة عشرة، "دورة سميحة أيوب"، والمستمرة حتى 17 أغسطس الحالي.

العرض تجربة نوعية لقصر ثقافة الأنفوشي، دراماتورج وإخراج أشرف علي، وفكرته مستوحاة من نص الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، ويناقش قضية أصحاب الأرض، ليصور معاناة الشعب الفلسطيني على مر التاريخ.

وتدور الأحداث داخل أحد المصانع حول مجموعة من العمال قرروا الانفصال عن الإدارة وبناء مصنع جديد خاص بهم، وبمرور الوقت يتم بناء المصنع بالفعل بالحديقة المجاورة، ويتم الاستيلاء تدريجيا على الأرض وتتوالى الأحداث.

"كاسبر" تمثيل: محمد صلاح، فارس عادل، كيرو عماد، مؤمن هشام، زياد رضا، محمد أيمن، محمد حامد، محمد جابر، مروان محمود، محمد حسن، عمر هشام، سعد محمد، أحمد حسام، ديكور وملابس دنيا عزيز، إعداد موسيقى محمد إبراهيم، تصميم إضاءة أحمد طارق، ماكياج نادين وائل، استعراضات محمد صلاح، مخرج منفذ محمد عبدالمولى.


حضر العرض الفنان محمد رياض رئيس المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم الفنان محمد أبو داوود رئيس اللجنة، الناقدة عبلة الرويني، الفنان أحمد مختار، الدكتور عادل عبده، الفنانة عزة لبيب، الدكتور سمير شاهين، الموسيقار د.خالد شكري، الفنان محمود حسن مقرر اللجنة، إلى جانب حضور د. علاء قوقة، د. سامية حبيب، سمر الوزير مدير عام المسرح، المخرجون محمد صابر ومحمد الطايع وشاذلي فرح.

القضية الفلسطينية 

أوضح أشرف علي مخرج العرض أن فكرته تدور حول القضية الفلسطينية، ولكن بشكل غير مباشر، حيث يتم الإسقاط على ذلك داخل مصنع والصراع فيه بين العمال للحصول على قطعة الأرض التي تورد لهذا المصنع المادة الخام.

وأضاف أن مجموعة العمال "الرماديون" تمثل إسقاطا على مغتصبي الأرض، و"كاسبر"  صاحب الأرض الذى يمد المصنع بالمادة الخام، وهو يمثل "القمحيون" كناية عن المواطن الفلسطيني. 

وأشار إلي أن العرض يناقش تاريخ احتلال الدولة في إطار تجريدي نوعا ما، من أول البعثات والهجرات الأولى حتى قيام الدولة.

وعن موسيقى العرض تحدث محمد إبراهيم، موضحا أن العرض به إسقاط على القضية الفلسطينية، لذا استخدام لونين في الموسيقى، اللون الغربي، الذي يعبر عن المغتصبين للأرض، اللون الشرقي الذى بيعبر على أصحاب المكان و الأرض الأصليين. 

وأضاف أنه في بعض المشاهد استخدم مزيكا غير واضحة فيها نشاز لتعبر عن مشاعرهم تجاه أصحاب الأرض.

وأشارت دنيا عزيز مصممة ديكور العرض أن الديكور تم تصميمه بناء على فكرة العرض، مشيرة أنها استخدمت شجرة الزيتون التي ترمز إلى الأرض "فلسطين"، واستخدمت مكونات وأدوات وإكسسوارات للمصنع الذي تدور فيه المؤامرات التي تتم للاستيلاء على الأرض. وفي ختام حديثها تمنت أن يكون الديكور ساهم في توصيل رسالة العرض وخدم الحبكة الدرامية.

وأوضح محمد صلاح بطل العرض ومصمم الاستعراضات، أنه يقوم بدور "كاسبر" الأب القمحي، والعرض يتحدث عن فلسطين بصفة عامة، وعن حياة الصهاينة وكيفية دخولهم لفلسطين ومراحل حصولهم على الأرض وذلك في شكل تجريدي وأسلوب تعبيري تمثيلي.

وعن دوره بالعرض تحدث مروان محمود طالب بالفرقة التالتة قسم المسرح، أنه يقوم بدور رئيس العمال بالمصنع، ودوره فيه إسقاط على دولة بريطانيا العظمى قديما وأمريكا حاليا، كما أوضح أنه يقوم بدعم ومناصرة الرماديين "الصهاينة" ضد القمحيين "دولة فلسطين".

وتحدث الطفل فارس فياض عن دوره في العرض موضحا أنه يقوم بدور ابن البطل "كاسبر"، الذى يساعد والده في زراعة الأرض التى يمتلكها، ويعمل على محاربة الرماديين الذين يريدون الاستيلاء عليها بدون وجه حق.

وأوضح مؤمن هشام طالب بمعهد الفنون المسرحية بالفرقة الثالثة أحد أبطال العرض، أن دوره هو عامل من عمال المصنع الرماديين الذين يقوموا بالاستيلاء على أرض كاسبر، وتدور الأحداث بطريقة سلسة لتحاكي ما حدث بالفعل على أرض فلسطين.

وحظيت المسرحية بإعجاب واسع من قبل الجمهور. وقالت مريم محمد إن العرض قدم بطريقة فنية جذابة، وأداء الممثلين كان مميزا وله دور كبير في نقل الرسالة بوضوح وبطريقة مقنعة ومؤثرة.

كما أثنت هاجر عبد المنعم على أداء الطفل الصغير ابن كاسبر، وأن لديه موهبة عظيمة، ويعد اكتشافا للمخرج، وعن فكرة العرض، قالت إنها أكثر من رائعة تحكي القصة من بدايتها حتى الاستيلاء على الأرض، وجعلتني أتعايش مع الأحداث وكأنني واحدة من الممثلين، فيما قالت سعاد عبد الله أعجبتني الطريقة التي تناولت بها المسرحية موضوع القضية الفلسطينية، فكانت المشاهد والأحداث قوية ومؤثرة، وأداء الممثل الذي لعب دور "كاسبر" كان مذهلا.

"كاسبر" من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتم ترشيحه للمهرجان عقب حصوله على ستة جوائز بمهرجان التجارب النوعية في دورته الأخيرة وهم: جائزة أفضل عرض مسرحي، جائزة أفضل مخرج، بالإضافة إلى جائزة المركز الثاني في الإضاءة والديكور، وجائزة المركز الأول والثاني تمثيل (رجال)، بخلاف شهادة تميز من قبل لجنة التحكيم.

ويشارك بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الحالية 36 عرضًا مسرحيًا، منها 6 عروض لهيئة قصور الثقافة تعرض بمسرحي السامر والغد بالعجوزة وهم "طقوس الإشارات والتحولات" لفرقة السلام المسرحية، "السد" لفرقة قومية البحيرة، "كاسبر" تجربة نوعية لفرقة الأنفوشي، "اللعبة" لقومية سوهاج، "الطاحونة الحمراء" لفرقة القاهرة، "الحضيض" لفرقة قصر الأنفوشي، ويشهد المهرجان باقة متنوعة من البرامج والفعاليات والندوات، والورش، ويتنافس خلاله 33 عرضا من الجهات والهيئات المختلفة على جوائز المهرجان، بالإضافة إلى ثلاثة عروض تُعرض به شرفيًا دون المشاركة في مسابقاته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاسبر مهرجان المسرح المصري قصور الثقافة مسرح الغد سميحة أيوب القضیة الفلسطینیة على الأرض أنه یقوم

إقرأ أيضاً:

شاهد| على تراب غزة تحطمت جميع المخططات.. وها هي عودة أصحاب الأرض

على أرض غزة الصامدة تحطمت كل الأطماع، كل المخططات الخبيثة للنيل من صبر وقوة شعب أبى أن يترك أرضه واختار أن يموت ويعيش على ترابه مهما كلفه ذلك من روحه، حسبما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر تقرير تلفزيوني بعنوان «على تراب غزة تحطمت جميع المخططات.. وها هي عودة أصحاب الأرض».

بلدية غزة: مئات الآلاف من النازحين عادوا للشمال رغم التدمير الكامل للبنية التحتية نشرة التوك شو.. مصر ترفض حكم غزة 6 أشهر وانتفاضة ضد التهجير  الحشود العظيمة للعودة إلى مدنهم 

بشوق وبوجوه يكسوها الأمل وعيون تملؤها دموع الفرح، اجتمعت هذه الحشود العظيمة للعودة إلى مدنهم ومناطق سكناهم في شمال غزة، بعد عام وأكثر أُجبروا فيه على النزوح قسرا نحو جنوب ووسط القطاع، لكن ها هم يعودون بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم، حاملين أمتعتهم القليلة.      

وأشار التقرير، إلى أنّ آلاف الفلسطينيين تدفقوا عبر شارع الرشيد الغربي للعبور إلى مدينة غزة وشمال القطاع، سيرا على الأقدام، بينما اتجه آخرون عبر شارع صلاح الدين بالمركبات والسيارات بعد أن بددوا أحلام الاحتلال بتهجيرهم خارج القطاع وتحملوا كل أصناف العذاب، فهم أصحاب الأرض.

 آلة الحرب الإسرائيلية 

وأوضح التقرير أنه رغم كل ما أصاب مدينتهم الحزينة من دمار وخراب بفعل آلة الحرب الإسرائيلية ورغم كل الحزب القابع في القلوب جراء فقد آلاف الشهداء، يجسد الفلسطينيون كل معاني الصمود والتشبث والصبر، ليبعثوا برسائل مباشرة في وجه المحتل أن تهجيرهم مجرد أضغاث أحلام ومخططات لن تجد لها طريقا مادام الشعب باقيا.    

جدير بالذكر أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أعربت عن استنكارها لتصريحات الرئيس الأمريكي العائد "دونالد ترامب" بشأن رؤيته لمعالجة الوضع الكارثي في قطاع غزة، والتي عبر فيها عن عزمه على الحث لتهجير سكان قطاع غزة نحو كل من مصر والأردن بصورة مؤقتة أو طويلة الأمد.

وأكدت المنظمة أن رؤية "ترامب" تشكل في ذاتها خطرًا داهمًا على صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي ساهم في حقن الدماء، ويعد تشجيعاً لاستمرار السياسة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في هذا التوقيت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في تكرار جريمة الإبادة الجماعية وتشجيع خطر التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين ومخيمها للاجئين.

وأضافت: وتشكل رؤية "ترامب" انتهاكًا جسيمًا لأحكام المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 الخاصة بتنظيم قواعد حماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والتي تنص على " يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلي أراضي دولة الاحتلال أو إلي أراضي أي دولة أخري، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".

كما تشكل انتهاكًا جسيمًا ومُجرمًا لأحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية للعام 1998 وتشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 / فقرة "د" والتي نصت على أن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جرائم ضد الإنسانية".

وكذا تشكل جريمة حرب وفق المادة 8 / فقرة "ب - 8" والتي نصت على "قيام دولة الاحتلال على نحو مباشر أو غير مباشر، بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو أبعاد أو نقل كل سكان الأرض المحتلة أو أجزاء منهم داخل هذه الأرض أو خارجها".

وتعبر المنظمة عن رفضها القاطع لما تضمنته رؤية "ترامب" لما تشكله من عصف واضح بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي القلب منها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضيه المحتلة في يونيو 1967، وتعتبر المنظمة أن هذه الرؤية تشكل محاولات يائسة لتقويض القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وتضع حداً لدور ما يسمى بـ"الراعي الأمريكي" عملية السلام في الشرق الأوسط.

وتُثمن المنظمة ورفاقها في الحركة الحقوقية الفلسطينية موقف مصر الصلب الذي رفض كافة الضغوط والمغريات لتهجير سكان قطاع غزة، فإن المنظمة تناشد حكومتي مصر والأردن إعلان موقفهما الواضح لرفض رؤية "ترامب"، وامتناعهما عن أي تفاعل معها.

وتدعو المنظمة لتعزيز العمل الجماعي العربي والتشبيك مع 140 دولة عضو بالأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية نحو رفض ما طرحه الرئيس الأمريكي، وتعزيز الاستعداد للمؤتمر المزمع للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 والمرتقب في مارس المقبل بسويسرا لحث المؤتمر على تبني آليات تفعيل الاتفاقية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وتنشيط آليات المساءلة والمحاسبة لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، وبينها جريمة التهجير القسري للسكان داخل وخارج الإقليم المحتل.

مقالات مشابهة

  • عرض الإبهار .. تجربة رائعة تمتع الجماهير بمتنزه القرم الطبيعي
  • العرض الأول للشيطان والدراجة بمهرجان كليرمون - فيران بفرنسا
  • العرض العالمي الأول للشيطان والدراجة بمهرجان كليرمون فيران السينمائي بفرنسا
  • العرض العالمي الأول للشيطان والدراجة بمهرجان كليرمون - فيران السينمائي بفرنسا
  • بيروت تحكي قصة 7 مدن لم ترو من قبل
  • ازدحام السيارات في اليوم الثالث من عودة «أصحاب الأرض» إلى غزة
  • العروض المسرحية بـ"ليالي مسقط" تسلط الضوء على القضايا المجتمعية في قوالب ترفيهية وإبداعية
  • عودة أصحاب الأرض الى بيوتهم
  • شاهد| على تراب غزة تحطمت جميع المخططات.. وها هي عودة أصحاب الأرض
  • على تراب غزة تحطمت المخططات..عودة أصحاب الأرض