بوابة الوفد:
2025-05-02@21:23:21 GMT

مفهوم الأمة الواحدة في بناء الحضارة الإسلامية

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أنه من مقتضيات بناء الحضارة تأصيل مفهوم الأمة الواحدة في العقول.

نوع من الهجرة يحتاجه كل مسلم.. يكشفه علي جمعة علي جمعة يُوضح صفات عباد الرحمن

 

مفهوم الأمة الواحدة 

أضاف جُمعة أن بناء مفهوم الأمة الواحدة يشمل القواعد الفكرية اللازمة لبناء الحضارة، مثل القدرة على ترتيب الأولويات، وفهم منهج التعامل مع الحياة الدنيا، وتحديد العلاقة مع الآخرين، ووضع برنامج عملي لعمارة الأرض، وعلى ذلك فإن إدراك مفهوم الأمة أمر أساسي إذا كان يمثل المنطلق لهذه القضايا وغيرها، وتفعيل ذلك الإدراك أمر أكثر أهمية من الإدراك المشار إليه.


وتابع جمعة أنه لابد علينا أن نتكلم بتوسع -وتحديد أيضا- عن مفهوم الأمة، ففي نظر المسلمين الأمة ممتدة عبر الزمان فيما يمكن أن نسميه «الدين الإلهي»، فالأمة تبدأ من آدم، وتشمل كل الرسل والأنبياء في موكبهم المقدس عبر التاريخ، والأمة بعد النبي ﷺ ممتدة عبر الزمان والمكان، وفى جميع الأحوال ولدى جميع الأشخاص، وهذا أمر غاية في الأهمية إذا اعتبرناه تأسيساً لما ندعو إليه من معاصرة وإصلاح وتجديد، قال الله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) ، وقال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) .

صفات الأمة الواحدة


وأشار جمعة إلى أهم صفات تلك الأمة الواحدة، وهي أن هناك مساواة بين البشر، فأصلهم واحد، ومصيرهم واحد، وهو الموت، والخطاب الإلهي إليهم واحد، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـى وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيّ الأُمِّيّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) .


وأكد جمعة أن تم تحدد مفهوم الأمة بهذا المعنى فإن لدينا أمة الدعوة وهي الإنسانية كلها، وأمة الإجابة وهم من صدَّقوا بالنبي ﷺ ودينه ومنهجه في الحياة، وهم المسلمون الذين اختصوا بخطاب (يا أيها الذين آمنوا). وإذا رجعنا للمعنى الواسع الفسيح نجد مفهوم الأمة يشمل البشرية كلها، ويرى المسلمين مع غير المسلمين أمة دعوة يتوجه لهم جميعا الخطاب بـ(يا أيها الناس) وما أكثره في القرآن حين يخاطب النفس الإنسانية السوية التي تدرك أن لهذا الكون خالقا يدبر الأمر بحكمة بالغة في إطار من رحمته السابغة، حتى إنه في العقائد الإسلامية نرى شفاعة النبي ﷺ يوم القيامة لجميع الخلائق، حتى يصدق عليه قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) أي السابقين واللاحقين.


فإذا استقر هذا المفهوم الشامل في الوجدان كان من السهل أن يكون منطلقاً لبناء برنامج حضاري متكامل بمختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليتواءم مع واقعنا ومشكلاتنا الآنية، ويمكن تطبيق ذلك البرنامج وترتيب أولوياتنا بأجندة تنبثق من واقعنا وحاجتنا دون النظر إلى ما يحاولونه من فرض الهيمنة من الخارج لمصالحهم ومنافعهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الإسلام عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق الحضارة الإسلامية الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء حضارة الإسلام صفات عباد الرحمن

إقرأ أيضاً:

عبدالله الغذامي.. رؤية حول مفهوم المنهج في النقد

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «تجسير الابتكارات» ندوة في «أميركية رأس الخيمة» عبد الرحمن العور: نعتز بالكوادر الإماراتية العاملة في القطاع الخاص معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، عُقدت جلسة نقاشية استضافت الدكتور عبدالله الغذامي، أستاذ النقد الأدبي، والحائز جائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2022، عن فئة شخصية العام الثقافية قدّم فيها رؤية معمقة حول مفهوم المنهج في النقد، باعتباره منظومة فكرية متكاملة تقوم على أدوات محددة، وتستند إلى وظيفة واضحة.
وأوضح الغذامي، أن غياب الوظيفة عن العملية النقدية يُفرغها من مضمونها، ويجعلها أقرب إلى الانطباعات العابرة منها إلى الفعل التحليلي البنّاء، مشيراً إلى الفرق الجوهري بين النقد الأدبي الذي يُعنى بالأسلوب والجماليات، والنقد الثقافي الذي يتعامل مع النص بوصفه جزءاً من البنية الاجتماعية والثقافية العامة.
وتناول الغذامي العناصر الستة التي يرى أنها تشكل البنية الأساسية لأي عملية نقدية سليمة: المرسل، وهو من يوجّه الرسالة، المرسل إليه، وهو المتلقي أو الجمهور المستهدف، الرسالة، التي تتخذ طابعاً وجدانياً إن تمركزت حول المرسل، أو نَفعياً إن توجهت للمتلقي، والسياق، وهو الإطار المرجعي الذي يمنح الرسالة معناها، الشفرة، أي المفردات وما تحمله من دلالات ضمن سياقها الثقافي، وأخيراً، أداة الاتصال، التي تلعب دوراً تنبيهياً وتحفّز الوعي. وأكد أن هذه المكونات لا تكتسب معناها الحقيقي إلا عبر وظائفها، وأن تكاملها يصنع المنهج النقدي الفاعل.
وعن المنهج البنيوي، أشار الغذامي إلى أن القول بموت البنيوية ليس دقيقاً، فالبنيوية التي تركز على «الفعل» قد تراجعت، أما التركيز على «البنية» فظل قائماً وفعّالاً.
وشدّد على أن تدريب النقّاد على كشف البنية في أي نص يُمكّنهم من إنتاج قراءة منطقية تعتمد على مكونات ملموسة لا على انطباعات هلامية، مشيراً إلى أن إقامة نظام نقدي ناضج لا يتطلب أكثر من وعي نقدي منضبط، وجهد منهجي قادر على تحويل النصوص إلى فضاءات قابلة للفهم والتحليل.
وختم الغذامي حديثه بالتأكيد أن النقد السليم ليس حكراً على النخبة، بل مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب، وأن جوهر النقد يكمن في التعامل مع النص بموضوعية، واحترام بنيته الداخلية، وبناء قراءات تستند إلى حقائق واضحة تسهم في الارتقاء بالحوار الثقافي العربي، وتُعيد للنقد مكانته كأداة ضرورية للفهم والتطوير.

مقالات مشابهة

  • عبدالله الغذامي.. رؤية حول مفهوم المنهج في النقد
  • مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية الحقة
  • السيد القائد: المشروع القرآني عظيم وناجح وقوي وفعال في بناء الأمة وفي تطوير قدراتها
  • مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية
  • علي جمعة ينتقد تشويه مفهوم الخشوع في الصلاة
  • الحوثي يحذر من مخطط أمريكي إسرائيلي لطمس الهوية الإسلامية.. صمت الأمة خيانة
  • وفاة شخصين وإصابة إثنين آخرين بسبب لسعات النحل بمستغانم
  • مسقعة الحلة الواحدة بمذاق لا يقاوم
  • كنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد
  • المدارس الصيفية.. تحصين لطلابنا من مخاطر الضلال القادم من الغرب